الاثنين، 7 أغسطس 2017

الاستخدام المفرط للشاشة كيف تتغلب عليه الأسر ؟




الاستخدام المفرط للشاشة كيف تتغلب عليه الأسر ؟
Screen Overuse: Why families do it, and how they can stop
بقلم / Cris Rowan
25/1/2017
ترجمة الباحث/ عباس سبتي
أغسطس 2017

         كان قبل حوالي 20 عاما عندما بدأت بدراسة الأطفال الذين تجاوزوا وقت الشاشة ،  كنت أعمل في المدارس كطبيبة متخصصة في طب الأطفال للتعرف على حالة " قصور الانتباه وفرط الحركة " لدى الأطفال وكنت أسألهم هل تمارس ألعاب الفيديو ؟  كان من المنطقي بالنسبة لي أن الجسم خلق من أجل الحركة والانتقال ولا يجب أن يكون خامل ومستقر، والدماغ الذي يمر بمرحلة النمو السريع لا ينبغي أن يكون استخدامه مجرد للترفيه .
قد تسبب التحميل الزائد للأنظمة البصرية والسمعية البصرية ذات الأضواء الساطعة السريعة والضوضاء العالية مزيداً  من القلق ،  وقد ارتفعت معدلات التوحد (اضطراب التعلق) وكنت أفكر بنتائج هذا الاضطراب   وما كان الأكثر إثارة للاهتمام في وقت متأخر هو ملاحظة  مسار الوعي الاجتماعي بشأن الإفراط في استخدام الشاشة ، أنها أجرة هذه الأيام أن نقرأ بشان قطع تيار الكهرباء عن الأجهزة وإزالة السموم الرقمية لقراء، خفض، أو الحد من استخدام أجهزة التكنولوجيا المنتشرة في حياتنا ، ونادراً نناقش الأسباب الكامنة وراء الافراط باستخدام هذه الأجهزة من قبل أفراد الأسر وبالذات حالة الإدمان، وبينما نشاهد ونسمع عن معدلات انتحار المراهقين والإدمان واضطرابات الصحة النفسية ، من الضروري أن نبدأ  في استكشاف الأسس التي يقوم عليها نظام الأسرة بعد انتشار الأمراض بين الأطفال والشباب ،  وتهدف هذه المقالة لماذا تستخدم الأسر أجهزة الشاشة بشكل مفرط ، ولماذا يصعب عليها التوقف عن هذا الاستخدام ؟

تاريخياً  أظهر المجتمع ميله إلى "إعادة معيار" قيمه وقواعده ليتوافق مع الاتجاهات الحالية وأبرزها دمج الأجهزة التكنولوجية في كل جانب من جوانب الحياة الأسرية ، ما هي القيمة والشرف قبل خمس سنوات مضت ، تعتبر الهواتف المحمولة الآن في نظر الكثيرين حقا أساسيا من حقوق الإنسان ، نحن الآن أفراد المجتمع الذين أعطوا أهمية  للهواتف المحمولة على نفس أهمية الغذاء والملبس والمأوى ، وعندما أدخل منزل العميل / الزبون ، أرى بشكل روتيني أجهزة ذات شاشات كبيرة في كل غرفة ولدى الأطفال الصغار  اجهزتهم الخاصة ، وكمعالجة كنت  أسأل أين هي الدمى ؟ أظن أنها في غرفة أخرى ؟ لكن ليست كذلك ، وكنت أفكر بأجهزة الشاشات و أطلب من أفراد الأسرة أين توضع هذه الأجهزة  وهل تعرقل المحادثة المباشرة بين أفراد الأسرة ؟

بصفة عامة فإن عملية إعادة الاتصال بين أفراد الأسرة يسبقها النزاع بين الوالدين بشأن هذه الأجهزة ، ثم يتحرك أحد الوالدين أو كليهما ويعيد التقاط الجهاز أو يعمل معي على استراتيجيات إعادة ربط الأسرة ، ويمكنني استخدام اللعب والألعاب البسيطة لإعادة توجيه الجميع بعيدا عن الأجهزة و السلوكيات التفاعلية من خلال التفاعل مع بعضهم بعض ، مثل لعبة الاختباء والبحث والتعانق و قراءة الكتب، ولكن قد يتوتر بعضهم ويقلق بوجودي بينهم إلى أن يلتقط الجهاز ، لذلك حثهم على ممارسة الأنشطة لمساعدتهم وزيادة التفاعل الاجتماعي بينهم ، مع أن بعض أولياء الأمور يطلب مني أن يلتقط الجهاز لتخفيف التوتر أو الملل أو الهروب بسبب ملل الأطفال أو شريك الحياة ( الزوج أو الزوجة ) ، وأشارت الدراسات الميدانية أن التعلق الشديد بالأجهزة الالكترونية ضعف العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسر وقد يكون بسبب حالة الإدمان لاستخدام هذه الأجهزة التي يصاب بها بعض أفراد الأسر .  

كما أن أفراد الأسر الذين يستخدمون الأجهزة بشكل مفرط لا يتفاعلون فيما بينهم فأنهم يطلبون الدعم المستمر والاستراتيجيات  فضلا عن طلب التشجيع والاقتراحات الملموسة ، وأوصي العائلات أن تبدأ ساعة واحدة يوميا لا تستخدم أجهزة التكنولوجيا مثل إعداد طعام العشاء / أكل / تنظيف المتابعة، أو التنزه بالسيارة ، من خلال تناول العشاء يحدث التفاعل الاجتماعي بين أفراد الأسر لذا تم حظر الأجهزة مع أن عدداً قليلاً  من الألعاب الاجتماعية المخطط لها يمارسونها  .

حتى إذا كانت الأسر تستخدم الأجهزة بشكل كبير لتخفيف الملل أو التعب فأن الخوف الحقيقي هو كيف تتقوى  العلاقة الحميمة والارتباط مع بعضها بعض ، وقد ذكر بعض أفراد العائلة أنهم لا يشعرون بأنهم مهمون في نظر الآخرين وأنهم ليس لديهم مكان  في العائلة ، إن اتخاذ قرار بشأن العمل الروتيني الذي يمكن القيام به كعائلة بأكملها مثل تنظيف فناء وغرف  المنزل، يجعلهم يشعرون بالترابط ، لذا نحتاج اليوم إلى هذا الترابط والعلاقات الاجتماعية القوية بين أفراد الأسر بعد أن فرقتهم الأجهزة المحمولة . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق