الثلاثاء، 8 أغسطس 2017

هل تعزز ألعاب الفيديو المهارات الحركية لدى الأطفال





هل تعزز ألعاب الفيديو المهارات الحركية لدى الأطفال ؟ قالت المعالجة المختصة " لا "
Does playing video games enhance fine motor skills in children? “No” says a pediatric occupational therapist
بقلم / Cris Rowan
13/12/2016
ترجمة وتعليق  الباحث / عباس سبتي
أغسطس 2017

كلمة المترجم :
لقد ترجمنا عدة مقالات ل " Cris Rowan " وهي طبيبة أطفال مختصة بمرحلة نمو الأطفال تؤكد على سلبيات استخدام الأطفال الصغار والمراهقين للأجهزة المحمولة أو اللمسية وهذه المقالات منشورة في موقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية تحت سلبيات التكنولوجيا ، ولنا محاضرات في اليوتيوب بشأن تأثير مواقع الانترنت ومخاطر الأجهزة اللمسية على الأطفال ومؤسسات التربية التقليدية وجيل الانترنت ، ونأمل ان يهتم الوالدان بالنصائح والتوجيهات التي في هذه المقالات والمحاضرات من أجل صحة أطفالهم وكذلك نوجه النداءات المتكررة لمسئولي التربية بإعادة النظر في المناهج المدرسية من خلال إدخال قضايا سلبيات سوء استخدام الطلبة للأجهزة المحمولة .

مقدمة :
باعتباري متخصصة في تنمية الطفل، فإن السؤال المتكرر الذي يطرحه الآباء والمربون والمعالجون هو "هل تحسن ألعاب الفيديو المهارات الحركية الدقيقة  لدى الأطفال "؟ ولا يزال القلق  مستمراً فيما يتعلق بالأوقات التي ينفقها الأطفال باستخدام أجهزة التكنولوجيات المختلفة، وهذا الأمر يبرر ارتفاع معدلات الاستخدام في المنازل والمدارس وغيرها ، وبما أن ألعاب الفيديو تتطلب التنسيق بين العين واليد، فإن فرضية منطقية تتبع أن الاستخدام المرتفع لألعاب الفيديو سيؤدي بالتالي إلى تحسين المهارات الحركية الدقيقة ، هذه الفرضية مضللة إلى حد ما ، ومع أن غالبية المهارات الحركية الدقيقة وظيفية مثل الطباعة والقراءة فلا علاقة لها على الإطلاق بممارسة ألعاب الفيديو، ويجب أن تؤخذ عوامل كثيرة في الاعتبار من أجل فهم أفضل لتأثير التكنولوجيا على نمو أعضاء الجسم والأدمغة ، وتهدف هذه المقالة إلى تعريف العوامل المهمة التي تساعد على إيجاد الأسس لتنمية المهارات الحركية لدى الطفل وكيف تتأثر هذه العوامل بشكل إيجابي وسلبى بألعاب الفيديو ، ونأمل أن تكون هذه المعلومات بمثابة دليل للآباء والمعلمين والمعالجين لاستخدام وممارسة الأطفال  ألعاب الفيديو استخداماً سليماً .

سلبيات ألعاب الفيديو والكمبيوتر :
عندما يولد الطفل يكون  لديه خلايا عصبية كاملة أو "  ممرات " كامل من الخلايا العصبية ، وعندما يكبر الطفل إلى الشيخوخة سيتم تقليم 2/3 من هذه المسارات ، عندما يركض الأطفال في الخارج منخرطون في اللعب الاجتماعي، وهناك تنوع في حركة لجميع أجزاء أجسادهم وعقولهم ويتعلمون ، ولكن عندما يجلس الأطفال دون حركة لأعضاء جسمهم ويلعبون ألعاب الفيديو فلا يتم استخدام أجسامهم على الإطلاق، ويتم تنشيط جزء صغير فقط من الدماغ، وهي منطقة معروفة لمعالجة الإجراءات "التحفيز / الاستجابة". كما يتم تعزيز هذا الجزء من الخلايا العصبية في الدماغ، والباقي من مسارات الدماغ لا تستخدم وبالتالي يتم تقليمها بشكل فعال من أجل الدماغ لتصبح أكثر كفاءة ،  أظهرت العديد من الدراسات أنه في حين يتم تعزيز المهارات الحركية البصرية اللازمة لتشغيل ألعاب الفيديو وغيرها من المهارات الحركية الدقيقة، بالإضافة إلى وظائف الدماغ التنفيذية المعرفية التي تضعف ،  ضعفت ، وبالتالي هذا يفسر لنا لماذا واحد من كل ثلاثة أطفال يدخلون المدرسة لديه تأخر النمو مع صعوبات التعلم ، في حين أنه أتقن مهارة الحركة عند ممارسة ألعاب الفيديو، ولكن عندما يطلب منه أن يولي اهتماما للمعلم أو يمشي عبر الغرفة دون أن يلتطم بأحد أو يكتب جملة مفيدة فإنه غير قادر على تحقيق هذه المهارات الأساسية .

إذن كيف على الآباء والأمهات والمربين والمعالجين تحديد نوع ومدة استخدام لعبة فيديو لتحسين الدماغ وتطوير الجسم لدى الطفل ؟ التكنولوجيا هي واحدة من العديد من أدوات التعلم، ومتغيرات الاستخدام مثل العمر والمحتوى والمدة والكثافة هي العوامل الرئيسية في تحديد بالضبط ما تم تعلمه الطفل ،  على سبيل المثال الأطفال الصغار المعرضين لمحتوى إعلامي غير اجتماعي سريع الخطى لفترات طويلة فيعانون من عجز الانتباه والعدوان (  AAP 2016  ) من ناحية أخرى فإن الأطفال الذين يستخدمون المحتوى الاجتماعي  بطيء الخطى والمحتوى التعليمي لفترة قصيرة  يظهر عليهم التعلم التطبيقي والسلوكيات الإيجابية ، لذا عندما يكون الأطفال صغاراً فإن أدمغتهم وأجسادهم تمر بحالة من التطور السريع تتطلب الكثير من الحركة واللمس والتواصل البشري والطبيعة ،  وينبغي ألا يتجاوز استخدام التكنولوجيا أبدا توصيات أطباء الأطفال، وينبغي أن يتألف من محتوى قصير الأجل ومحتوى يراعي قيم المجتمع فقط (انظر المبادئ التوجيهية أدناه). إن فهم كل من الوعد والمخاطر المرتبطة باستخدام التكنولوجيا من قبل الأطفال سيساعد المجتمع على تحسين إدارة الاستخدام المتوازن.
إرشادات استخدام التكنولوجيا للأطفال والشباب :
وضعت المبادئ التوجيهية استخدام التكنولوجيا التالية للأطفال والشباب من قبل د." Cris Rowan "  طبيبة الأطفال المعالجة المهنية ومؤلفة كتاب "  Virtual Child " ، ود. " Andrew Doan  " مختص في علم الأعصاب ومؤلف كتاب "  Hooked on Games "  ، ود . "   Hilarie Cash  " مديرة إعادة الانتعاش وبرنامج إدمان  الإنترنت ومؤلفة كتاب "   Video Games and Your Kids"  مع مساهمة من الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والجمعية الكندية لطب الأطفال في محاولة لضمان مستقبل مستدام لجميع الأطفال .

جدول استخدام الأطفال لأجهزة التكنولوجيا :
أطفال دون السنتين : عدم استخدام الأجهزة ( التوصية الجديدة دون السنة ونصف السنة من قبل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال  ) عدم مشاهدة ألعاب التلفاز العنيفة ، عدم امتلاك جهاز تكنولوجي وعدم مشاهدة ألعاب الفيديو العنيفة وغير العنيفة ومقاطع فيديو جنسية .
من ثلاث إلى خمس سنوات : مشاهدة ساعة واحدة باليوم ومشاهدة ألعاب التلفاز غير عنيفة وعدم امتلاك جهاز تكنولوجي وعدم مشاهدة ألعاب الفيديو العنيفة وغير العنيفة ومقاطع فيديو جنسية .
ست إلى 12 سنة : مشاهدة ساعتين باليوم ومشاهدة ألعاب التلفاز غير العنيفة وعدم امتلاك جهاز تكنولوجي وعدم مشاهدة ألعاب الفيديو العنيفة وغير العنيفة ومقاطع فيديو جنسية .
13 إلى 18 سنة : مشاهدة ساعتين باليوم ومشاهدة ألعاب التلفاز غير العنيفة و امتلاك جهاز تكنولوجي ومشاهدة ألعاب الفيديو العنيفة ( 30 دقيقة باليوم ) وعدم مشاهدة مقاطع فيديو جنسية .

استراتيجيات للحد من استخدام التكنولوجيا :
حاول أن تجرب  إحدى الاستراتيجيات التالية لتحسين إدارة التوازن بين استخدام التكنولوجيا والنشاط الصحي، لعائلتك بأكملها :
1) قطع الاتصال لإعادة إنشاء من خلال إيجاد أوقات خالية من استخدام  التكنولوجيا  :
ساعة في اليوم (مساء) ، يوم في الأسبوع (السبت)، وأسبوع في السنة (عطلة عائلية ) .
أثناء قيادة السيارة وساعة قبل النوم وعند تناول الطعام في المطاعم .
2) توازن بين استخدام أجهزة التكنولوجيا وبين أنشطة خارج المنزل (الحركة، التفاعل، التواصل ، الطبيعة) ساعة واحدة  .
بدء أنشطة صحية لعائلتك بأكملها :  
ركوب الدراجات و النزهة في الحديقة  أو الغابة وقطع الخشب و الصيد والسباحة وزيارة العائلة والأصدقاء،  وإعداد وتناول العشاء مع أفراد العائلة  والطلاء والرسم والتلوين وقراءة الكتب والقصص وكتابة مقالة وشعر والقيام بأعمال المنزل و ......




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق