الثلاثاء، 8 أغسطس 2017

لماذا الهواتف ليس مكانها في المدرسة ؟






لماذا الهواتف ليس مكانها في المدرسة ؟
Why Phones Don’t Belong in School
بقلم / Richard Freed
14/4/2016
ترجمة الباحث / عباس سبتي
أغسطس 2017

كلمة المترجم :
الكاتب هو متخصص بعلم النفس ومؤلف تربية الأطفال في العصر الرقمي وقد نشرت مقالته في موقع "  Huffington    "  في 12/4/2016 وقام موقع "  moving to learn    "   بنشر المقالة بعد الاستئذان من الكاتب  وقمنا بدورنا نقل المقالة من الموقع الأخير ، حيث يتعرض الكاتب إلى سلبيات استخدام الطلبة الهواتف المحمولة بالمدرسة خاصة ارتكاب العنف التقليدي والالكتروني عبر هذه الهواتف ، هذا وقد قلل الكاتب من شأن الهواتف المحمولة كأدوات تعليم وتعلم بالمدارس بسبب كثرة السلبيات ولعلك تعرف المزيد من هذه السلبيات بعد الاطلاع على المقالات والدراسات المنشورة في موقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية تحت سلبيات التكنولوجيا .

مقدمة :
تكشف هذه المقالة  ما نشرته صحيفة لوس انجليس تايمز مؤخرا أن المعلمين في جميع أنحاء أمريكا قلقون بسبب عدم اهتمام الطلبة بالدراسة بسبب تعلقهم بالهواتف المحمولة ، يقول "  Richard Freed    " معلم في مدرسة ثانوية من مقاطعة "  Fairfax  " بولاية فرجينيا : إن المشكلة تزداد سوءا: "في حين أنه قبل 5 سنوات، استطيع أن أطلب بهدوء من الطالب المتمرد أن يضع هاتفه بعيدا عن أي انقطاع حقيقي في الصف، واليوم أسدي نصائح كثيرة لجميع طلبة الفصل " .
إن سبب الطلبة استخدام الهواتف في المدرسة وحتى في الفصل الدراسي ، هو تعلق جيل المراهقين كما تشير الدراسات وممارسة الألعاب الالكترونية ، والإضافة أن هناك من يزيد الوقود النار وهم الذين يدعون أن تصبح الهواتف الذكية توفر أداة التعلم للأطفال، وكذلك الآباء أيضا  يرغبون  في التواصل عن طريق الهاتف مع أطفالهم طوال اليوم الدراسي .
ولكن الدراسة الجديدة  تشير إلى التشكيك في الحكمة للسماح بوجود الهواتف في المدرسة، كما تكشف الدراسة أن تعلم الطلاب وسلامتهم  في معرض خطر.

التعلم اللاهي " Distracted Learning " :
ليس هناك شك في أن الهواتف الذكية لديها قدرات ملحوظة والتي هي من الناحية النظرية  يمكن أن تعزز تعلم الطلاب ،  ولكن الحقيقة هي أن الأطفال - على الرغم من أفضل الجهود التي يقوم بها الآباء والمعلمون – يستخدمون هواتفهم في المقام الأول للوصول إلى التسلية والمتعة الرقمية ، يشير  وتقرير مؤسسة "  Kaiser Family   " إلى إن التحول من الهاتف الخليوي إلى منصة تسليم محتوى وسائل الإعلام قد سهلت عادة  الاستهلاك بين الشباب الأمريكي بما في ذلك  برامج التلفزيون وألعاب الفيديو.

لذلك ليس من المستغرب أن وجدت دراسة في كلية الاقتصاد بلندن مؤخرا أن المدارس التي تحظر استخدام الهواتف شهدت تحسنا كبيرا في درجات اختبار الطلاب، مع استنتاج الباحثين أن الهواتف "يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على الإنتاجية من خلال الهاء" ،  وجد الباحثون أن الهواتف تؤذي الطلاب الضعفاء أكثر من غيرها ، يقول المؤلف المشارك للدراسة الدكتور " Richard Murphy   " ، أستاذ مساعد في الاقتصاد في جامعة تكساس: "السماح للهواتف في المدارس سيكون الأكثر ضررا للطلاب منخفضي الدخل ومنخفضي التحصيل الدراسي ، مما يؤدي إلى تفاقم أوجه عدم المساواة القائمة في التعلم".
وتشير إحدى الدراسات أن الطلبة في الجامعة يعتمدون على المحاضرة وتسجيل الملاحظات ( 62% يستفيدون من هذه الملاحظات ) ويحصلون على درجات عالية من الطلبة الذين يعتمدون على الهاتف المحمول .

الوهم من السلامة " The Illusion of Safety " :
من الشائع  أن بعض يعتقد أن سلامة الأطفال تتحسن إذا تمكن الآباء والأمهات والأطفال من التواصل فيما بينهم عن طريق الهاتف خلال اليوم الدراسي ،  ومع ذلك فمن أجل الحصول على رسالة من والديهم يجب على الطلاب مراقبة هواتفهم باستمرار  حتى في الصف ، واستخدام هذا الهاتف  المرتبط  بالإنترنت هو الآن يشكل مخاطر للأطفال ،  لماذا ا؟ حيث تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يقضون المزيد من الوقت على الإنترنت هم أكثر عرضة للمشاركة في التسلط عبر الإنترنت من الأطفال الذين يقضون وقتاً أقل .

بالتالي، فإن المدارس تزيد من غير قصد من فرص تعرض الطلبة إلى حوادث التسلط عبر الانترنت  بالمدرسة من خلال سياسات الهاتف مفتوحة ، " Marc Vincenti "  وهو مدرس اللغة الانجليزية المتقاعد بالمرحلة الثانوية  منطقة " Palo Alto  "  في كاليفورنيا شهد كيف أن الطلاب الذين يستخدمون الهواتف بالمدرسة يزيد من احتمال أن يصحوا ضحايا التسلط  ، سأل "  Vincenti "  إحدى طالباته  التي تبدو أنها مضطربة ، إذا كانت بخير ، فردت: "أنا آسفة جدا، ولكن في طريقي إلى حصتك  وصلتني رسالة من صديقتي تقول كم أنا وقحة .

يجب أن نفعل كل ما في وسعنا للحد من التسلط عبر الإنترنت وخاصة خلال ساعات الدوام المدرسي، حيث تشير الدراسات تزايد معدل التسرب عن المدرسة أو محاولة الانتحار ،  سوف تقوم المدارس بحماية  الطلاب من خلال وضع هواتفهم في حقائب الظهر من بداية الدوام إلى نهايته ، . إذا كان الوالدان أو الأطفال بحاجة إلى التوصل فيما بينهم ، يمكن استخدام  هاتف المدرسة - وهي سياسة تتبعها المدارس  منذ عقود.

الحاجة إلى القيادة "  The Need for Leadership "  :
ستعزز المدارس بوضوح نجاح الطلبة الأكاديمي وتوفير الأمن لهم من خلال الحد من استخدام الهواتف الطلابية خلال ساعات الدوام المدرسي ،  في الوقت الحاضر فأن معظم المدارس تترك للمعلمين حرية مصادرة الهواتف في الفصول الدراسية الخاصة بالطلبة ، ولكن هذا العمل المجزأ من غير دعم كاف للمعلمين جعلهم يواجهون مهمة صعبة وربما غير آمنة للحد من استخدام الهاتف غير المسئول من قبل الطلاب الذين يقاومون قانون منع استخدام الهاتف بالمدرسة ، وفي مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا اعترف المعلم "  Ed Boland " قائلا: "أتمنى لو قال لي شخص ما كيف آخذ الهاتف المحمول من يد الطالب .
لذلك فإن مدراء المدارس والمعلمين بحاجة إلى العمل معا لمساعدة الطلاب وأولياء الأمور على إدراك الفوائد الجوهرية المتمثلة في إغلاق الهواتف في نطاق المدرسة حتى في وقت الغذاء وفي انصراف الطلبة من المدرسة من أجل سلامتهم .

تمثل مديرة إحدى المدارس الثانوية في واشنطن العاصمة قيادة قوية للتعامل مع هواتف الطلبة ، خاصة بالنظر إلى التحديات التي يواجهها طلابها ، غالبية عدد الطلبة من السود بنسبة " 85%" وهم من المراهقين - وفقا لتقرير مؤسسة "  Common Sense Media  " الأخير – فأن هؤلاء الطلبة السود  ينفقون ما يقرب من ضعف الوقت الذي يستخدمونه يوميا للهواتف بالمقارنة مع الطلبة البيض (4 ساعات، 11 دقيقة إلى ساعتين، 12 دقيقة). كما أن الطلاب السود أقل تفوقاً من الناحية الأكاديمية من الطلبة البيض،  لذلك سوف يستفيد طلبة هذه المدرسة بشكل خاص من سياسة تقييد استخدام الهاتف بالمدرسة والتي وفقا لدراسة كلية الاقتصاد في لندن سوف يتحسن وضع ومستوى الطلبة الضعاف دراسياً .

هذه المدرسة الثانوية استخدمت سياسة عدم استخدام الطلبة في المدرسة ، مما ساعد الطلبة على التفوق وقبول " 100% " من طلبتها في مؤسسات ما بعد المرحلة الثانوية ، وتقول مديرة المدرسة على الرغم من أننا نقر بالعديد من فوائد اجهزة الهواتف المحمولة إلا أن سلبياتها أكثر .
سياسة عدم استخدام الهاتف المحمول في هذه المدرسة قويت التفاعل بين أفراد المجتمع المدرسي خاصة في فترة تناول الغذاء ، ويمكن بالتالي أن تتعلم بقية المدارس في أرجاء الولايات المتحدة من مدرستنا الكثير .  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق