الاثنين، 7 أغسطس 2017

إعادة تعريف سلامة الطفل عبر الانترنت





إعادة تعريف سلامة الطفل عبر الانترنت
Online or Outside? Redefining child safety and risk
بقلم/ Cris Rowan
4/3/2017
ترجمة الباحث/ عباس سبتي
أغسطس 2017

كلمة المترجم :
تمت كتابة هذه المقالة من قبل طبيبة الأطفال المعالجة الدكتورة "  Cris Rowan  " التي يمكن الوصول إليها عبر موقع "  crowan@zonein.ca.  " والاطلاع على مقالاتها عبر موقع " Zone'in. " ولها كتاب " الطفل الافتراضي ،   Virtual Child  " ولها مقالة قد ترجمناها بعنوان " عشرة أسباب لماذا يجب حظر الأجهزة المحمولة للأطفال دون سن 12 عاما " وغيرها من المقالات وهي منشورة في موقعنا المسار للبحوث التربوية والاجتماعية .
أخيراً مثلما توجه الكاتبة نداءاتها الخاصة إلى الجهات المعنية بقضية سوء استخدام الأجهزة المحمولة فأننا أيضا نقول ونكرر هذه النداءات لمسئولي التربية والتعليم أن يفكروا بهذه القضية بشكل جدي ومدروس قبل فوات الأوان .

خلال التقييم، طفلة في الصف الأول تأخذ جهازها اللوحي سراً إلى سريرها ليلاً  لتتحدث مع " أصدقاء جدد " ، عندما سئلت من هم هؤلاء الأصدقاء ؟  أجابت "لست متأكدة  لكنهم يقولون أشياء لطيفة لي ويسألوني الكثير من الأسئلة" ، لم يستطع أحد  أطفال الرياض أن يتكلم عن أي شيء آخر سوى عن ألعاب الفيديو ورسم شبكة تفصيلية من رموز الأسلحة والدروع من أجل "تفجير" الناس  .
لا يفهم ولا يشارك في الفصل ، هذا التلميذ يجلب معه عالمه الافتراضي المعقد ولكنه منظم إلى المدرسة وسيطر على فكره وعمله ، هذا العالم يجعله لا يدرك ما حوله ويعاني من ضعف الانتباه وعجز في التفاعل مع الآخرين مع أن والده يعتقد انه يتعلم عبر شبكة الانترنت ولا ضرر عليه ، وأنه في أمان وهو يستخدم جهازه بالمنزل لكنه قد يتعرض إلى مخاطر في الخارج خطر الغرباء وحوادث المرور وغيرها ، والسؤال يطرح نفسه لماذا لم يعد الوالدان قادرين في اتخاذ قرار لحماية أطفالهما ؟ تتناول هذه المقالة المخاطر عندما يترك الوالدان أطفالهما أمام أجهزة التكنولوجيا لفترات طويلة دون رقابة وإشراف ، هناك مجموعة من الحلول من النواحي الصحية والتعليمية والاجتماعية لمساعدة الوالدين في التوازن بين استخدام التكنولوجيا وممارسة الأنشطة الرياضية .

لقد تميز العقد الماضي بتغيرات كبيرة في كيفية قضاء أطفالنا وقتهم، مما يشكل مخاطر جديدة لسلامتهم ، وقد تم استبدال الوقت السابق الذي كان يقضيه الأطفال في اللعب خارج المنزل بالجلوس فترة طويلة في المنزل ، والتفكير والخيال والتفاعل الاجتماعي واللعب أصبح محظورا عليهم ، ومن يريد أن يتحرك من الأطفال لا بد من تشخيصه وعلاجه ، ويقضي الأطفال وقتهم الآن بالمنزل عبر أجهزة التكنولوجيا ، وتعقد الصدقات بينهم عبر الرسائل النصية الافتراضية والتحدث في القضايا الجنسية  ، ويبدو أن الأطفال  السعداء والنشطين السعيدين  نادرين في زماننا ، وذلك لانتشار أمراض نفسية بينهم وقلة النوم ومحاولة الانتحار ، وتقدم صناعة التكنولوجيا التعليم للأطفال بدلاً من أن يتعلموا بالمدارس على يد المعلمين البشر ، وأصبح الوضع ميؤساً منه مع وجود أدلة تشير إلى وجود العلاقة بين سرطان الدماغ وبين استخدام الأجهزة المحمولة بشكل مفرط في البيت والمدرسة .

أصدرت جمعية علم النفس الأمريكية مؤخرا نتائج الدراسة تبين 86٪ من الآباء يعانون من الإجهاد بسبب استخدام الأجهزة المحمولة ،  وأفاد أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع البالغ عددهم 3511 شخصا بأن أسرهم تعاني من التفكك وعدم الترابط الاجتماعي ، وأفاد أكثر من نصفهم بأن أطفالهم مرتبطين بأجهزتهم بشكل مفرط ، في حين أن فكرة أن أطفالهم يشعرون بأمان في المنزل ومع أجهزتهم عبارة عن وهم ويأتي معه تكلفة الضرر ، ولا تزال خيارات الأبوين السيئة والقرارات المتعلقة بالإفراط في استخدام التكنولوجيا لا يلاحظها مجتمعنا إلى حد كبير، حيث أن الإدمان على التكنولوجيا يصبح القاعدة على نحو متزايد،  إذا كان الإدمان الأبوي على الأجهزة خارج نطاق السيطرة ولم يعد بإمكانهم رؤية أن أطفالهم يعانون من العواقب السيئة ، فإن هناك حاجة للتدخل الحكومي ، وقد حان الوقت الآن للجهات الصحية والتعليمية والاجتماعية  اتخاذ إجراءات لضمان مستقبل آمن لجميع الأطفال .


ويعد التعليم وسن القوانين والتشريعات المتعلقة باستخدام أفراد الأسرة بشكل مفرط للأجهزة المحمولة أمرا أساسيا، كما يخلق مبادرات فورية في البيئات العائلية والمدرسية والمجتمعية ، مع زيادة ممارسة الأنشطة البدنية هو الخطوة الأولى نحو إدارة التوازن بين استخدام التكنولوجيا والأنشطة الصحية ، و تتطلب هذه المبادرات إدارة التكنولوجيا المتوازنة الناجحة من خلال مشاركة فريق من قطاعات متعددة بما في ذلك الآباء والمعلمين والمهنيين الصحيين والحكومة والباحثين وشركات إنتاج التكنولوجيا من أجل العمل معا لخلق مستقبل مستدام لجميع الأطفال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق