السبت، 29 يوليو 2017

بداية نهاية حرب وقت الشاشة : إعادة النظر في توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال





بداية نهاية حرب وقت الشاشة : إعادة النظر في توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال الخاصة بالأطفال
The Beginning of the End of the Screen Time Wars
The American Academy of Pediatrics updates its guidelines for young kids—finally
بقلم / Lisa Guernsey
ترجمة   الباحث : عباس سبتي
يوليو 2017

في صباح يوم الجمعة  (16/6/2016 )  غيرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال موقفها بشأن ما يعرف الآن باسم "وقت الشاشة"، إذ تخلت عن التوصية المثيرة للجدل بشان ابتعاد الأطفال دون سن 2 بعيدا عن  أجهزة الشاشة ،  بدلا من ذلك فإنها أعطت الآن التوجيه القائم على الأدلة ( الدراسات ) حول كيفية استخدام التكنولوجيا بمسؤولية مع الأطفال من جميع الأعمار .
أما بالنسبة للباحثين الذين ضغطوا على الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال لسنوات لتغيير توصيتها بشأن وقت الشاشة استجابة للدراسات جديدة عن الأطفال ووسائل الإعلام الالكترونية ، فإن هناك كلمة واحدة قالوها : وأخيراً .


يوم الجمعة  صدرت التوصية من قبل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال وهذه لحظة مفصلية لكل من يرعي ويربي الأطفال أو يعمل معهم ، ومنذ  السنوات الماضية  وقد نشرت هذه الأكاديمية  بيانات عن الأطفال والشاشات في مجلة طب الأطفال بعد فترات طويلة من التدقيق والمراجعة ، ويعتبر العديد من المدافعين عن صحة الطفل أن كل توصية جديدة هي نصيحة إرشادية بشأن استخدام الأطفال للأجهزة المحمولة ، وعلى مدى السنوات الماضية  أكدت الدراسات على الجوانب السلبية لهذه الأجهزة - أجهزة الشاشة - ، وقدمت المشورة ضد "تعريض" الأطفال لها ، وغالبا ما كانت الدراسات القديمة  تعتمد على كم من الوقت يقضي الأطفال بمشاهدة التلفزيون ، ومع ذلك  وعلى مدى العقد الماضي زاد عدد الباحثين و المربين ، وليس من المستغرب و المطورين لبرامج  الأجهزة المحمولة الخاصة للأطفال من خلال إلى الدراسات المتزايدة التي تشير إلى كم من الوقت يحتاجه الطفل باستخدام هذه الأجهزة وكيف يستفيد منها  مثل تحفيز المحادثة  وكيف يتعلم ؟  حتى أطباء الأطفال بدأوا يدعون هذه الأكاديمية إلى التخلي عن الحدود التعسفية وغير الواقعية لتوصياتها بشأن وقت الشاشة المخصص للأطفال

أخذت الدراسات الجديدة في الاعتبار التوصية المنقحة للأكاديمية الأمريكية بخصوص الأطفال الذين تتراوح اعمارهم منذ الولادة وإلى خمس سنوات ، وبدلاً من توصية حظر ومنع أجهزة الشاشة عن الأطفال فأن الأطباء يوجهون الآباء إلى " استخدام وسائل الإعلام الأسرية " من أجل مساعدتهم في وضع خطط استخدام الأجهزة المحمولة حسب عمر الطفل مع توعية الاباء على أهمية " التدريب العملي وغير المعقد واللعب الجماعي " إلى جانب إتاحة الفرصة للأطفال للدردشة عبر الفيديو - المحادثة -  بغض النظر لعمر الطفل
و نقلاً الدراسات الجديدة  التي أشارت حول كيفية استخدام تطبيق " FaceTime " و " Skype " للمحادثة مع الأقارب الذين يعيشون بعيداً عن الأطفال .

  تقدم التوصية المنقحة المشورة لأولياء أمور الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 شهرا "الذين يرغبون في تقديم وسائل الإعلام الرقمية" على اختيار البرمجة عالية الجودة والتطبيقات لمشاهدة واللعب مع جنبا إلى جنب مع أطفالهم الصغار،  وبالنسبة للأطفال الرضع والأطفال الصغار لمرحلة ما قبل المدرسة ، فإنها توصي "لا أجهزة  شاشات أثناء وجبات الطعام وقبل النوم بساعة واحدة  "، وإعطاء الآباء  التوجيهات المحددة المتعلقة بالروتين اليومي التي من المرجح أن يكون من الأسهل على الآباء اختيار ما يناسب الأطفال بدلاً من ابتعادهم عن أجهزة الشاشات  مطلقاً  .
كما أنها  تدعو أولياء الأمور التفكير بالمحتوى وأهمية التطبيقات المناسبة للأطفال ، وتشجيع الأسر على "اختبار التطبيقات قبل أن يستخدمها الطفل واللعب معا، ويسأل الطفل ماذا استفاد من هذه التطبيقات حيث أن بعض الأولياء يتردد في اختيار التطبيقات المناسبة لأطفالهم ، ولكن عليهم أن يعترفوا أنهم يعيشون في العصر الرقمي وكيف يتعاملون مع الأجهزة الرقمية ويستفيد منها أطفالهم .

 تقول د. " Jenny Radesky " التي شاركت في كتابة التوصية المنقحة للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال وطبيبة في مستشفى " Mott " للأطفال بجامعة " Michigan " : نود أن نقول للآباء ليس فقط ما لا يجب القيام به، ولكن أيضا ما يجب القيام به" وتبسيط ما في التوصية حسب الأعمار وساعات الاستخدام للأجهزة اللوحية ، وتقوم الأكاديمية بالتبسيط  فيما يتعلق بالتوصية المنقحة عندما تريد نصيحة وتوجيه الأسر التي لها أطفال بين أعمار " 2- 5 " سنوات بالتقليل من كمية وقت استخدام الأجهزة من ساعة واحدة في اليوم ، وتوقع "  Chip Donohue "  مدير مركز التكنلوجيا إثارة الشكوك حول هذه التوصية ، فقد أشارت دراسة حديثة أن ساعتين في اليوم كافية لأطفال الحضانة والروضة بالولايات المتحدة ، وكما في هذه الدراسة وغيرها من الدراسات لا يوجد تحليل لنوع  المحتوى الذي يشاهده الأطفال ناهيك عما إذا كانوا يشاهدون مع والديهم أو زملائهم .
قال " Donohue " : هذا سيجعلنا نقوم من عثرتنا وكبوتنا ، وليس من الصعب أن نتصور سيناريوهات على سبيل المثال، الذي يبلغ من العمر"  4  "  سنوات يستخدم أجهزة  شاشة خلال مرحلة ما قبل المدرسة لمشاهدة مقطع من برنامج " Sid the Science Kid " كجزء من درس مادة العلوم وبعد ذلك عرض المقطع خلال رحلة ميدانية ، وفي فترة ما بعد الظهر واللعب خارج المنزل  ، يأتي التلميذ مع أصدقائه ويرسمون ما يحلو لهم في البيت ، وبعد وجبة العشاء يشاهد فيلم تعليمي مفضل مع والديه وأخوته ، ومن المرجح أن تتجاوز هذه الأنشطة ساعة واحدة في اليوم ، ولكن هل هناك أي دليل على أن هذه الأنشطة  في الواقع تضر بالطفل  ؟

 عبر البريد الالكتروني أوضحت "  Radesky " أن القوة الدافعة لهذه التوصية بالتحديد هي البحث عن مشكلة البدانة التي يصاب بها الأطفال من استخدام الأجهزة المحمولة إلى جانب رغبات الآباء للحصول على معلومات عن كيفية استخدام الوقت بحكمة ،  وأضافت:
هذه التوصية  بشان استخدام الطفل ساعة واحدة (والتي، مثل أي توصية، يمكن للوالدين اختيار ما يناسب أفراد أسرهم) لا تتضمن أنواع بناء / جمع مقاطع الفيديو مثل الدردشة المرئية والتقاط الصور أو صنع أشرطة الفيديو والبحث في الخرائط أو البحث عن المعلومات على الانترنت معا وما إلى ذلك ، ومن الواضح أن  على الأكاديمية الأمريكية أن توضح ذلك في المستقبل ، وبشكل عام، قال "  Donohue " أنه يشعر ان  التوصية المنقحة مفيدة  بشكل عام لأن تؤكد على مشاركة أولياء الأمور مع أطفالهم وحتى الأشقياء والمعلمين يشاركون الأطفال عند استخدام الأجهزة المحمولة ، وأن يكون الوالدان قدوة حسنة يحتذي بها أطفالهم .

اقترحت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تعليم الأطفال النطق والمحادثة عبر وسائل الإعلام أواخر التسعينات وأوائل القرن الحادي والعشرين عبر لعبة " الطفل أينشتاين " ، مع أن الأكاديمية نشرت بيانا قالت فيه إنه لا ينبغي وضع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين أمام التلفزيون أو الفيديو ،  وفي بيان صدر في عام 2001 عن الأطفال الأكبر سنا وضعت حدودا زمنية تتراوح بين ساعة وساعتين و ركزت على أثر وسائط الإعلام العنيفة ( الألعاب العنيفة ) على الأطفال ، ولم تشر إلا قليلا إلى ما يمكن أن يتعلمه الأطفال من برنامج " Sesame Street " إلى جانب كثرة البرامج التلفزيونية الخاصة بأطفال ما قبل المدرسة والرقابة الأبوية التي يقدمها التلفزيون حسب طلب أولياء الأمور ، وظهرت الخلافات امتدت عقد من الزمان بين أولياء الأمور والمعلمين ، وقررت كتابة مقالة عن " وقت الشاشة " ، وفي عام 2011 أكدت الأكاديمية على عدم استخدام الأطفال دون السنتين  أجهزة الشاشة مع بيان مخاطر وأضرار هذه الأجهزة على الأطفال .

لكن بحلول عام 2013  كانت هناك دلائل على حدوث تحول ،  فقد فتح بيان صدر في ذلك العام الباب أمام الاعتراف بأن ليس جميع الأسر والأطفال على حد سواء ، ومع تشجيع الأسر على وضع "خطة إعلامية للأسرة" ، . وفي عام 2014، قال " Dimitri Christakis" طبيب في مستشفى الأطفال ب " Seattle " وله أبحاث عن الأطفال الرضع والأجهزة المحمولة وطالب الأكاديمية الأمريكية على تنقيح التوصية بشأن استخدام الأطفال للأجهزة التكنولوجية حسب ما أشارت إليها الدراسات الجديدة بشان الأجهزة اللمسية ، وبعد بضعة أشهر، نشرت مجموعة من أطباء الأطفال برئاسة " Radesky " في مركز " بوسطن " الطبي مقالة مماثلة عن السبب أن الأجهزة المحمولة واللمسية تختلف عن الأجهزة التكنولوجية الأخرى ،وعلى مدى عدة سنوات كان طبيب الأطفال "  Michael Rich " من مستشفى بوسطن للأطفال يتحدث عن وسائل الإعلام الوطنية ونشرها المعلومات المضللة بخصوص سلبيات أجهزة الشاشة مما أزعج أولياء الأمور ، وفي الخريف الماضي عقدت الأكاديمية الأمريكية ندوة في " شيكاغو " مع الباحثين بعنوان " إيقاف تشغيله " حيث أشارت الأكاديمية بعد ذلك في مقالة لها نشرت رغبتها في تنقيح بعض توصياتها بشان وقت استخدام الأطفال لأجهزة الشاشة .

الأكاديمية الأمريكية ليست المؤسسة الوحيدة التي تتيح مجالا للتفكير بشكل مختلف حول وسائل الإعلام الشاشة مع الأطفال ، وتظهر بيانات التوصية المنقحة الجديدة  لها (هناك ثلاثة بنود : واحد حول الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0-5، واحد في سن 5-18  سنوات وواحد أن عن نتائج الدراسات بهذه الفئات العمرية ) تتزامن مع تقرير وزارة التعليم الأمريكية و وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية التي تركز على استخدام التكنولوجيا في التعلم المبكر. (ستتم مناقشة الجميع يوم الجمعة على فيسبوك في الساعة 1:30 بعد الظهر) .
نشأت الأكاديمية أيضا أداة على شبكة الإنترنت للآباء والأمهات وهي عبارة عن - دليل تفاعلي لبناء خطة إعلامية الأسرة - لمساعدة الأسر على اختيار واختيار برامج وتطبيقات لأطفالهم .
هذه المحاولات لمساعدة الأسر التفكير بشكل أكثر على وضع استراتيجية حول ما يريدون لأطفالهم ، إن تجاوز الحدود الزمنية ليس دعوة للجميع ولا تنازل عن المسؤولية من جانب الآباء وغيرهم ممن يربون الأطفال، ليس في توجيهات الأكاديمية أو تقرير الحكومة الاتحادية يقول : اعط الآيباد للطفل  " بدلا من ذلك، يطلبون من الآباء والمعلمين أن يكون دورهم كموجهين ، وقال " Radesky " على الوالدين المتابعة والمشاركة مع أطفالهم .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق