الأحد، 15 نوفمبر 2015

كيف تبدو بصمة الطالب الرقمية ؟




كيف تبدو بصمة الطالب الرقمية ؟

What Do Your Students’ Digital Footprints Look Like?

بقلم

By Oliver Schinkten     

 

ترجمة وتعليق: الباحث/ عباس سبتي
أكتوبر 2015

     دمج مهارات القرن (21) في المناهج المدرسية من القضايا الساخنة في مجال التربية ، ولكن ما هي هذه المهارات ؟

     وإذا سألت التربويين عنها قالوا :
          التواصل : Communication
          التعاون :  Collaboration
          التفكير الناقد : Critical Thinking 
          التفكير الخلاق : Creative Thinking

     بينما تكون هذه الإجابات صحيحة فأن كثيراً من التربويين لا يستسيغون عبارة " مهارات القرن (21)  يشعر بعضهم أنها مهارات جديدة وهي غير مهمة في الماضي ، وبعضهم قال عدم حاجة النظام التربوي إلى هذه المهارات وهناك مهارات كافية في هذا النظام ومفيدة للطلاب .  كلا الرأيين جيدين لكن للكنهما لم يصيبوا الحقيقة .

     قبل العشرين السنة الماضية كانت أساليب التواصل والتعاون تختلف عن أساليب اليوم ، لم يكن هناك فيسبوك ، تويتر ،  لينكدن "   LinkedIn  " أو كتابة الرسائل النصية ، وقبل العشرين السنة الماضية كان البري\ الالكتروني من أهم أساليب التواصل الشعبية ، والآن نحن نعيش في عالم متغير حيث أصبحت هذه الأساليب أكثر وفرة وسرعة  وأصبحت المحادثات مرئية للجميع عبر الانترنت .

     أشارت دراسة أجرتها شركة " Microsoft " إلى أهمية هذه المهارات في القرن (21) ، وما يقرب من (90%) من مدراء التوظيف يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن التعيينات المحتملة ، وفي نفس الدراسة  حوالى (70%) من أرباب العمل أفادوا رفضهم المرشحين عبر هذه المواقع .

     من الواضح أن الطلاب يدخلون في عالم مختلف ، والآن هم مواطنون رقميون وبصمتهم الرقمية التي تتجدد  على أساس يومي على أمل أن يكون لهم تأثير على مستقبلهم الوظيفي ، لكن من علم الطلاب هذه الحقيقة ؟ ومن جعلهم يرجعون إلى هذه المواقع الاجتماعية لعرض سيرتهم الذاتية ؟

     خلال العام الماضي تحدثت مع آلاف من المعلمين واكتشفت أن كثيراً من المعلمين والإداريين غير معتادين على استخدام  المواقع الاجتماعية التي يستخدمها الطلاب ، والسؤال هو : من علم الطلاب ليصبحوا مواطنين رقميين ؟ الجواب : أنت أيها المعلم .

الدرس : أنت غوغل :   The Lesson: Google Yourself
     في هذا الوقت تمت مناقشة هذه القضية ، ولدي طلاب يستخدمون "غوغل" ويستغربون  ما يعرض للناس ، أحد الطلاب الذي لديه طموح أن يحصل على المنحة الدراسية  في مجال الرياضة البدنية ، اصطدم بعد رأى تغريدة له في أعلى صفحة  " غوغل " وكتبت بلغة غير لائقة ونقد لاذع لأحد المعلمين ، هؤلاء الطلاب أذكياء وطيبون القلب لكنهم لا يعلمون كيف يتورطون في هذه المواقع الاجتماعية ؟

     كما أن على الطلاب تعلم شروط التوظيف عبر مواقع التواصل الاجتماعي فأن عليهم أن يتعلموا كيف يتواصلون أو يتعاونون مع الآخرين عبر الانترنت ، وأول ردة فعلهم هي حذف الجوانب السلبية التي تظهر في حسابهم  ويواعدون عدم وضع الأشياء غير اللائقة أو التعليقات المسيئة في حساباتهم .

     في حين أن هذه الخطوات مهمة في عملية التعلم كيف يصبحون مواطنين رقميين صلحاء ، فأن هؤلاء الطلاب ، كذا المدارس ، المعلمين وأولياء الأمور ، يجهلون قضية مهمة وهي عدم كفاية  تجنب نشر جوانب سلبية في المواقع الاجتماعية  ، وإيجاد بصمة رقمية إيجابية منذ البداية  غير مهمة  .

تعلم المواطنة الرقمية :  Teaching Digital Citizenship
     من المهم أن يغرس المعلمون لدى طلابهم على أهمية البصمة الرقمية وتأثيرها المحتمل على حياتهم المستقبلية ، لكن هذا مجرد بداية الطريق ، عليك أيها المعلم أن  تعلمهم كيف ينشئون البصمة الرقمية الإيجابية ، التعاون عبر الانترنت وتبادل المعلومات التي يهتمون بها  والتواصل مع الناس الطيبين  من خلال:
-         تزويدهم بالمشاريع الحقيقية ليصبحوا أناساً طيبين يكون لهم تأثير على البقية .

-         مساعدتهم في طرق نجاحهم عبر المواقع والمنتديات وغيرها من مواقع التواصل .

-         إدراكهم أهمية البصمة الرقمية التي تخلق الصورة الناجحة والإيجابية عبر الانترنت .

     فبينما تصبح أساليب التواصل والتعاون من المهارات المهمة للبشر ، فأن القرن (21) يهيء لنا مجموعة جديدة للقواعد والآداب ، حيث يمتلك الطلاب الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر التي يمكن من خلالها إرسال الرسالة إلى العالم مع ضغطة زر ، أنه جزء من عملك المهم كتربوي أن تعلم ذلك وتساعد طلابك على تنمية البصمة الرقمية الإيجابية التي لها تأثير دائم على نجاحهم ومستقبلهم .

تعليق:  
     هذه المهارات الأربعة ليست جديدة على الساحة التعليمية  حيث نادى بها المربون الأوائل أمثال جون ديوي وغيره  لكن التكنولوجيا وفرت الظروف التي تبني هذه المهارات ، وبالتالي ما يشتكي به الخبراء والباحثون هو أن وجود الإيجابيات لهذه التكنولوجيا لا يمنع تورط الطلاب بسلبياتها ، لهذا اشترطت  بعض الجامعات لدخولها أن تكون صفحة الطالب الرقمية ( البصمة ) بيضاء وليست سوداء كذلك طالب أرباب العمل عند توظيف الطلاب ، وهذا شيء جيد طالما تقوم المناهج المدرسية والجامعية بتوعية الطلاب بسلبيات أجهزة التكنولوجيا كي لا يقعوا في المحظور .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق