الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015

أمريكا القادمة ( التالية )




أمريكا القادمة ( التالية )
The Next America

تأليف : Paul Taylor
10/4/2014

ترجمة الباحث / عباس سبتي
سبتمبر 2015

كلمة المترجم :
     نشر كتاب " أمريكا القادمة " مركز " بيو " للأبحاث  بالولايات المتحدة وقد قمنا بترجمة عدة تقارير تتعلق بقضية الأجيال وهي : الألفية ، X  ، Boomers ، وجيل Silent ، بشأن استخدامات التكنولوجيا  والفجوة الرقمية بينها وقد عكس هذا الكتاب صورة هذه الأجيال في مستقبل الولايات المتحدة خاصة وأنها تواجه تحديات كبيرة في كثير من القضايا ومنها نظام التقاعد . على أي حال القارئ للكتاب يغير نظرته عن الولايات المتحدة كدولة عظمى مع حلول عام 2030  .

مقدمة :
حدثان في حركة بطيئة :
" Two Dramas in Slow Motion "
     التغيرات الديمغرافية " السكانية " هي حدث مثير غي حركة بطيئة ، أمريكا الآن في خضم حدثان ، حيث أصبح السكان غير البيض بينما سجل هذا الجنس معدله القياسي ، وكل هذه التغيرات في حد ذاتها عبارة عن قصة ديمغراطية في عصرها ، وفي الحقيقة كل الحدثين ينطويات في وقت واحد عن وجود ثغرات أو فجوات بين الأجيال التي تضغط على السياسة ، الأسر ، الباحثين ، برامج التأهيل والتماسك الاجتماعي .

     مركز " بي ، PEW " تتبع هذه التحولات والتغيرات  عبر استطلاعات الرأي العام والتحليلات الديمغرافية والاقتصادية ، وكتبنا الجديد "  أمريكا القادمة ،  The Next America  " يرسم صورة بيانات للعديد من الطرق لتغير امتنا والتحديات التي نواجهها في العقود المقبلة .

     دعونا نبدأ مع ما يسميه علماء السكان ب " عمر الهرم ، age pyramid " ، ويمثل كل فاصل خمس سنوات عمرية مع من عمر من ( صفر -4 سنوات ) في الجزء السفلي  إلى من عمره ( 85سنة فما فوق ) في الجزء الأعلى ، في كل مجتمع مع بداية التاريخ عندما يصل إلى السكان إلى عمر الهرم يعني فشله وتعطله .

     لكن من عام 1960 إلى عام 2060 فأن هذا الهرم يتحول إلى مستطيل "  rectangle " ، سيكون لدينا ممن  يكون عمره  فوق (85 سنة ) كما هناك من يكون عمره أقل من (5 سنوات ) وهذا هو نتيجة لامتداد حياة الأشخاص  أطول  عمراً في مقابل انخفاض معدلات المواليد ، أنها أرض ثابتة ليس فقط بالنسبة لنا وإنما للبشرية جمعاء ، وبينما أنها أخبار سارة بالتأكيد على المدى الطويل من اجل استدامة موارد الأرض ، إلا أنها تخلق ضغوطاً سياسية واقتصادية على المدى المنظور ، حيث بينما يجد الأصغر سناً فرصة العمل فأنه من الصعب تمويل التقاعد لكبار السن .

النسيج العرقي آخذ في التغير في أمريكا :
      A merica’s Racial Tapestry Is Changing
     في الوقت نفسه سيكون سكاننا في خليط " gray " ، أي نصبح بألوان متعددة ، في عام 1960 كان نسبة السكان البيض بالولايات المتحدة  ( 85%) ومع عام 2060  ستكون نسبة البيض (43%) ، سيكون مقابل كل أبيض يوجد أسود ونصبح مثل قوس قزح " rainbow " .

     سيكون نسيجنا العرقي الجديد المعقد أكثر من (40 ) مليون مهاجر الذين وصلوا منذ عام 1965 ونصف عددهم من أصل لاتيني  ونحو ثلاثة من كل عشرة آسيويين .

     إن هذه التغيرات تحدث من دون إعلان صحفي أو ضرب طبول فهي في بعض الأحيان لا يمكن تصورها  ، لكن في المجتمعات تحدث أحيان كثيرة تجربة " لحظة الآهات ،  aha  " ، عندما التغيير يحدث على مرأى من الجميع ، كانت لدينا هذه اللحظات في أوائل عام 2014 ، من خلال ثلاث علامات تجارية ، علامة Coke  " كوكا كولا " ، سوبرماركت ، الألعاب الأولمبية  كلها تهدف بصوت واحد " نحن تغيرنا ، the new us " .

     المنتجون والتجار في الأعمال التجارية لا يدلون بتصريحات سياسية  فهم لا يتخيلون وجود أعداء في مجال التجارة والصناعة ، لكن لديهم تصوراتهم الخاصة : الأسر العرقية ، أولياء الأمور من نفس الجنس  يغنون بلغات عدة " أمريكا الجميلة "  وقد يزعجون بعض العملاء لكنهم يجرون الدراسات في مجال السوق ويرصدون  عملائهم أنهم يعرفون كيف أن البلد يتغير .

     الزواج يلعب دوراٍ كبيراً في تغيير بعض وجهات نظرنا حول العرق ،  Mark Lopez  مدير مركز البحوث الأسبانية

الهجرة تؤدي إلى الترتيبات العرقية :
 Immigration Is Driving Our Demographic Makeover
     يختلف المهاجرون الجدد عن المهاجرين الذين قدموا إلى أمريكا في أواخر القرن (19) وأوائل القرن (20) ، في ذلك الوقت كان حوالي تسعة من كل عشرة مهاجرين من أوربا ، اليوم نسبة (12%) من المهاجرين يأتون من أوربا  ، ولكن لم يتغير شيء ، وبغض النظر من أين جاء المهاجرون إلا أنهم متفائلون ، ويرغبون بإنجاب ذرية كثيرة ، وهؤلاء المهاجرون وذريتهم يشكلون نسبة (37%) من السكان بحلول منتصف القرن وهي أعلى نسبة في تاريخنا .

     لكن افهم أن هذا ليس بجديد لقد كنا دائماً أمة من المستوطنين والمهاجرين ، في هذا الصدد فأن منتصف القرن (20) لا يمثل قاعدة .

الزواج يطمس التسميات : Intermarriage Blurs Labels
     يوجد سؤال مهم وهو أنه بحلول عام 2050  هل الفئات العرقية تصنع الاسم والمعنى ؟ في هذه الأيام التسميات القديمة لدينا تجد من الصعوبة بمكان مواكبة مراسم الزواج الجديدة  ، فقبل نصف قرن كان الزواج العرقي غير شرعي وقانوني في ثلاث ولايات لكن اليوم واحد من كل ستة أفراد يتزوج من غير عرقه .

تغيير تصور " العرق المختلط " Changing Perception of 'Mixed Race
     أكثر من ربع عروسين من أصل أسباني وأسيوي يتزوجان من خارج عرقهما " marry out " كما أن واحد من كل ستة من السود وواحد من كل عشرة من البيض يفعل ذلك  ، وما زال العرق الأبيض هو أكبر مجموعة عرقية لذا على الرغم من زواجهم خارج عرقهم يكون بمعدلات منخفضة  ويشكل البيض نسبة (70%) من جميع حالات الزواج بين الأعراق .

     بحلول منتصف القرن ماذا نسمي أطفال الزواج بين الأعراق ؟ اليوم نحن غير متأكدين ماذا سندعو رؤوسائنا ، نحن نعلم  هذا : في الكثير من الثقافات والمجتمعات عبر التاريخ هناك عرق مختلط يسمي نفسه " مغغل ،   mutt  " كما يدعو الرئيس نفسه أحياناً بهذا الاسم ، ويعني أن يكون منبوذاً ، في أمريكا اليوم انطلاقاً من هذه الإعلانات " Super Bowl " أو  مشاهير اليوم ، فأن القواعد تتغير وتراجع وصمة العار ، مشاهير اليوم ينحدرون من الأعراق المختلفة  .

التنوع بين الأجيال : "    The Generational Divide "

صورة أمريكا : Portraits of America
     تتشكل الأجيال بعد عشرين عاماً بعد مرور تجربة الأحداث التاريخية على الناس من نفس دورة حياتهم ونتيجة لذلك ويشتركون فيما يتساهل بتسميته " شخصية الأجيال " ويتأثر الواحد منهم بشخصية جيل من والديه .

جيل الألفية :
     ولد بعد عام 1981
جيل ( X  ):
     ولد ما بين 1980-1965

جيل  B00mers  :
     ولد ما بين 1946-1964

جيل الصامت " Silent  " :
     ولد ما بين 1928-1945

من هم جيل الألفية :
  Who Are the Millennials ?
     جيل الألفية هو جيل شبابنا  وهم  جيل خليط من الأعراق ، وأكثر من أربعة من كل عشرة أفراد من غير البيض ، وأكثر ممن ولد  بأمريكا من الأعراق المختلفة وهم من  المهاجرين من أصل أسباني وآسيوي الذين توافدوا إلى أمريكا منذ نصف القرن .

     هم أحرار سياسياً واجتماعياً ، وهم سحرة "  wizards  " مواقع التواصل الاجتماعي  ، وتعليمهم جامعي فما فوق ، أنهم غير متدينين وهم بطيئي الزواج وطلب الذرية  والعديد منهم مثقل بديون الجامعة وفرص العمل الرديئة  وبسبب الصعوبات الاقتصادية نسبة (46%) منهم لا يستخدم الأجهزة الكهربائية التي تعمل بالنقود  ، و جميع أحلامهم لم تتحقق وعلى الرغم من الصعوبات الاقتصادية  فأن جيل الألفية من أكثر الأجيال تفاؤلاً في الأمة ، وأيام مستقبلهم مشرقة كذلك بالنسبة لأمريكا .

في الانتخابات الماضية فإن فجوة تصويت الشباب وكبار السن كانت أكبر منذ أن تم خفض سن الاقتراع إلى السن  (18) عام 1972 ، وفي عام 2000 م ليس هناك اختلاف بين الشباب وغيرهم في  التصويت والآن توجد هوة .

     ستة من كل عشرة أشخاص صوت لصالح " أوباما " في انتخابات عام 2012 ، ومقارنة مع (47%) من الفئات العمرية لآبائهم (45-64 سنة ) و(44%) من فئة الأجداد (65 سنة فما فوق ) ، وعلى أساس العرق فان ستة من كل عشرة من السود صوتوا ل أوباما" ، وحصل " أوباما " على (70%) من أصوات الأسيويين والأسبانيين .

توزيع الأصوات بين الأجيال :
 الفئة العمرية           أوباما  "  Obama"        رومني " Romney"     آخرون
18-29 سنة                  60%                          37%                  3%
30-44 سنة                  52%                         45%                    3%
45-64  سنة                  47%                      51%                     2%
65 سنة فما فوق               44%                       56%                      -

 توزيع الأصوات حسب العرق :
العرق           أوباما  "  Obama"          رومني " Romney"       آخرون
الأبيض                 39%                           59%                    2%
الأسود                  93%                            6%                     1%
الأسباني                71%                            27%                   2%
الأسيوي                 73%                           26%                   1%

الشباب الليبرالي ، الشيوخ المحافظون :
Liberal Youth, Conservative Elders
     صوت جيل الألفية للحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية وقد جاءوا في عهدي " بوش" و " أوباما " يحملون اتجاهات ليبرالية في القضايا الاجتماعية والسياسية  ، وفقط كأعضاء من الجيل الصامت  الداعم لحكومة مصغرة على المدى الطويل فأن جيل الألفية على الأقل الآن يدعم بقوة حكومة أكثر نشاطاً .

     بشأن بعض القضايا الاجتماعية مثل إضفاء الشرعية على "  الماريجوانا ، marijuana "  وزواج المثليين " same-sex marriage " ، يصر جيل الألفية برأيه على هذه القضايا عكس الأجيال الأخرى ، تقريباً سبعة من كل عشرة  (68%) من جيل الألفية  يؤيد زواج المثليين مقارنة مع (48%) من جيل "Baby Boomers " و فقط (38%) من الجيل الصامت .

الشباب أقل تديناً :
The Young Are Less Religiously Affiliated
     ينقسم الأجيال بين الأعراق و قضايا السياسة ، جيل الشباب أقل تديناً في التاريخ الحديث لأمريكا وكبار السن أكثر تديناً وورعاً في المجتمع الصناعي المتقدم .

     واحد من كل خمسة من الأجيال السابقة قبل الألفية , وثلاثة من كل عشرة من جيل الألفية ليس لهم دين ، ويسمون ب " دون ،   nones " ، نحو ثلاثة من كل عشرة يصفون أنفسهم " ملحدون ، atheists " وما تبقى منهم يقولون أنهم ليس لهم دين محدد .

توزيع النسب المئوية حسب الديانة :
 الجيل                                  لا ينتمي                        ينتمي   
الألفية                                    29%                        70%
جيل ( X  )                              21%                        78%
جيل  B00mers                         16%                       83%
 جيل الصامت " Silent  "                9%                         90%

فجوة التكنولوجيا : The Technology Gap
     توجد ثورة تكنولوجية ، والشباب هم الجيل الأول من المواطنين الرقميين ، وعالم الانترنت ليس شيئاً كي يتكيفوا معه وإنما هذا العالم هو كل ما يعرفوا عنه ولا يستغنوا عنه  برامجه من أجل التواصل الاجتماعي وجمع المعلومات .

     في هذا العصر الكل يود اللاحق بركب الانترنت لكن بعض الناس أكثر حماسة من غيره ولديه طرق عديدة يجب اجتيازها ، جيل الألفية النمطي – النموذجي-  لديه ( 250) صديقاً من خلال موقع " فيسبوك " أكثر عدداً من جيل الصامت الذي يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي .

أمامنا تحدي كبير : We Have a Big Challenge Ahead
     في الوقت الذي يختلف الشباب والكبار في التفكير أو التصويب  فكيف تستحدث أمريكا برامج استحقاقها حسب التركيبة السكانية الجديدة ؟ كيف نحافظ على ثقتنا بكبار السن مع عدم هضم حق الشباب ؟ سيكون من الصعب الالتزام بهذا .

دعم نظام التقاعد : Support for Retirement
     نبدأ مع هذا الواقع : الأمن الاجتماعي والرعاية الصحية هما مهمان لدينا ، تقريباً تسعة من كل عشرة من الأمريكان قالوا أن هذه البرامج جيدة للبلاد ، وهذا عدد مدهش ولكن شعبية هذه البرامج لا تثير الدهشة  ، إلا أن الناس تحب هذه البرامج لأنها تخفف الحنق والخوف عن كبار السن ، الخيرات والنعم ليست للكبار فقط  وإنما أيضا لكل من يحبونه ممن يعتمدون عليه  ، وهو ما يعني الجميع .

توفير شبكة الأمان :  Saving the Safety Net 

     لكن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار ن سيتم تحويل (10آلاف ) من   جيل B00mers   إلى نظام التقاعد ( الأمن الاجتماعي والرعاية الصحية ) من اليوم وإلى عام2030 ، وبحلول هذا الوقت يواجه الجميع نقص في الموارد  مع زيادة أعداد المستفيدين من نظام التقاعد  ، فقط (6%) من جيل الألفية قالوا انهم يستفيدون من فوائد نظام التقاعد عندما يتقاعدون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق