الاثنين، 16 مارس 2015

ثلاث طرق استعادة تقدير الذات وشعور الخصوصية لدى المراهقين الرقميين






ثلاث طرق استعادة تقدير الذات وشعور الخصوصية لدى المراهقين الرقميين
بقلم  الباحث/ عباس سبتي

     أطفال اليوم هو المستفيدون من التكنولوجيا المذهلة ، لكن هناك ضحايا ينمون ويكبرون في العصر الرقمي الذي لا يمكن إنكاره ، ونحن نعلم أن ذلك يؤثر على التربية ، العلاقات الاجتماعية على صحة الطلبة عندما لا  نساعدهم على التوازن بين التكنولوجيا والدراسة ، وماذا بشان الخسائر الدقيقة التي تصيب الطلبة ؟ وما عن الأشياء الثمينة التي يفقدها الطلبة مثل تقدير الذات والشعور بالأمن الشخصي ؟ وهذه بعض الخسائر التي رصدتها خلال حياة الطلبة المراهقين .

     إن  تداعيات ملف واحد للأقران على الانترنت تبدو مثل " الدراما" أي شيء مؤسف يواجه المراهق ولو أن  هناك أكثر من هذه الدراما أنه " ألم " حقيقي ناجم من خسارة حقيقية أنها خسارة في الجانب العاطفي وللأسف لا يدرك المراهقون أنهم فقدوا شيئاً ما  .

     أيها الأب فكر في الأمر ، أن إدارة النفس الرقمية التي يديرها المراهقون تعد محيرة للعقل ولم يعدوا أطفالاً يمرون بمرحلة المراهقة لقد أصبحوا مغازل اللوحة الافتراضية كما يقول المثل ، وهذه المغازل تصبح : تحرير الصور ، الاستجابة الفورية ( كعادة ) تسلية الآخرين وعقد صداقات ومخاطر دخول المواقع الاجتماعية ....إلخ .

     إذا فكر الأب الذي يرعى ويربي  مراهقاً عليه أن يعلم أنه هذه الرعاية صعبة في العصر الرقمي وتحتاج إلى  دبلوماسية وفي هذا العصر يفقد الأطفال الجانب العاطفي الذي يحتاجونه عندما يكبرون وأكثر من ذلك يحتاجون  إلى التوجيه من أولياء الأمور والمعلمين .

ما هو المحك ؟
     تقدير الذات ، إذ قدرة الآباء المترفين تجعلهم يوفرون تقدير الذات لأطفالهم على الرغم من العقبات الطبيعية التي تواجههم  فأنهم يواجهون المخاطر عندما يمتلك الطفل الهاتف المحمول ، وخلافاً للكبار فأن الأطفال تتحكم فيهم سياسة العلاقات مع الأصدقاء ومظاهر النمو والتدخلات الاجتماعية والعاطفية قبل أن تطأ أقدامهم الفصل الدراسي في الصباح .

الخصوصية :
     الأمر لا يتطلب سوى هاكرز هاو ، مجموعة من مرتكبي التسلط أو لص يسرق كلمة مرور أو كشف عن السر من أجل الضرر  بخصوصية الطفل ، فالأسرار التي يتبادلها الكبار تصبح في نظر المراهقين أنه ليس بعد اليوم من خصوصية وأسرار ، وهناك المئات من الاختراقات تصيب خصوصية الأولاد كل يوم عند استخراج البيانات الشخصية لدخول التطبيقات وعبر الشبكات الاجتماعية وحتى في المدارس ، وقد اعترفت إدارة " غوغل" حديثاً أن تطبيقات التعليم تستخدم لدى كثير من المدارس وهذا يعني عدم وجود أية سرية للبيانات الشخصية للطلبة .

 الشعور بالأمن :
     كلمة مثل " المفترس ، predator " و كلمة " المطارد  ، stalker " تستخدم  كثيراً في عالم الأطفال ذلك أنهم يطلقونها على زملائهم وهي مصطلحات خطيرة من باب الدعاية ، ومع ذلك فأن الأطفال قد أصابهم جنون العظمة عندما يقومون بأشياء بسيطة مثل المشي على حافة حادة ، أن إحساسهم بالأمان وهم يدخلون الانترنت مع زيادة إمكانية وصولهم إلى المعلومات أو البيانات الشخصية  أو الموقع الالكتروني يجعلهم يجازفون بحياتهم .

فما دور الآباء ؟
     صحيح أن المياه عميقة ومخاطر محدقة بالأولاد عبر الشبكة العنكبوتية لكن هناك إجراءات يجب اتباعها :

أولا :
     يمارس الأقران نفوذهم على المراهق في سن المراهقة إلا أن المراهق بحاجة إلى توجيه الوالدين ، ووفقاً لمقالة حديثة بقلم  " Dr. Tim Elmore " الذي قال: أن تأكيد وإصرار المراهقين ليس بالضروري يبنيهم مع المدح الذي قد يؤدي إلى النرجسية ، وبدلا من ذلك على الآباء تنمية تعزيز الثقة بالنفس لدى الأولاد من خلال التوازن بين  :
1.   سرعة الاستجابة " responsive  "  من خلال التشجيع ، الفهم والدعم .
2.   المطالبة " demanding " ببناء المعايير التي يلتزم بها المراهقون .

     " صدق أو لا تصدق"  كتب " Elmore " : أصل تقدير الذات  يقوم على أساس الإنجاز وليس على أساس التأكيد ، يجب أن يشعر الأطفال والمراهقون أنهم ينجزون شيئاً من خلال المهارات التي يتمتعون بها ، لكن عندما يقوم الأب بإنجاز عمل الطفل فأن الرسالة تصل إليه أنه غير قادر .

ثانياً :
     تعليم الأولاد كيف يحمون خصوصياتهم وخصوصيات غيرهم ، فالأولاد قد تعودوا أن يتبادلوا وينشروا خصوصياتهم عندما يدخلون في العالم الرقمي (الانترنت ) ، وتعليمهم كيف يحافظون على هويتهم والطيران تحت مظلة ورادار  " غوغل"  وغيره من المواقع عبر الانترنت ، إلى جانب  الاستعانة بإعدادات الخصوصية بالشبكات الاجتماعية وتطبيقاتها من أجل دعم محتوى البيانات الشخصية خارج الانترنت وإنشاء كلمة مرور كي يشعر الأولاد  أنهم يحافظون على خصوصياتهم .

ثالثاً :
     تعزيز شعور الأمن الشخصي نشرت مقالة حديثة في مجلة " Psychology Today " ل " Dr. Jim Taylor " الذي قال : أهم صفة أو خصلة لغرسها في الأولاد هي الشعور بالأمن داخل نفوسهم وفي العالم ، هناك ثلاث طرق لحصول الأولاد على الشعور بالأمن :
1- الناس : هناك أناس في عالمنا سوف يحمونا .

2- النفس : أنا سيد كل ما هو لي ( الجسم ، العقل ، الروح ) وأنا قادر على حماية نفسي .

3- العالم : مكان آمن وأستطيع   أن احصل على الثقة وعدم الشعور بالخوف .  

     كآباء نحن بحاجة إلى أن نكون شجعان باستمرار لنحافظ على نفوذنا في حياة الأولاد الرقمية ، والشجاعة تعني أن نعترف بأن لدينا أشياء نعتمد عليها عندما نستخدم التكنولوجيا ، والشجاعة تعني أن نتخذ الإجراء من أجل استعادة ما فقدناه .

     من الواضح  أن المراهقين من جيل اليوم لديهم مخاوف عندما يتعلق الأمر بالتنمية الشخصية ، فالتفاعلات التي تتم عبر التكنولوجيا يمكن أن تكون للأسف لها  أثر كبير على نموهم لكن تعرض بعض المواقع برنامج الرقابة الأبوية من أجل حماية تقدير الذات والتنمية الشخصية .  

أقول :
     تؤكد المقالة على دور الأصدقاء على المراهق في عالم الانترنت المليء بالمخاطر فهل يعرف الأب من أصدقاء ابنه وهل هناك من تورط بجرائم الانترنت فيتأثر به الابن ؟ كذلك المحافظة على الخصوصية حيث أن من أسباب  صيد الأطفال من قبل الذئاب البشرية وصولهم إلى البيانات الشخصية للأطفال وبالتالي يصبح الأطفال طعمة سائغة للقراصنة وأخيراً يجب أن يشعر الأولاد (ذكوراً وإناثاً ) بالأمن وهم يدخلون عالم الانترنت المليء بالمخاطر كي لا يفقدوا الثقة بأنفسهم ، على أي حال هناك نصائح مفيدة لأفراد الأسرة كي يحموا أنفسهم من هذه المخاطر تجدها في موقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية تحت عنوان سلبيات التكنولوجيا .


المصدر:
 Ways to Restore Self-Esteem & Sense of Privacy to Digital Teens
McAfee Blog Central by Toni Birdsong
April 24, 2014


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق