الاثنين، 30 مارس 2015

كيف يتحدث الأب مع أولاده بشأن حماية أنفسهم عبر الانترنت




كيف يتحدث الأب  مع أولاده بشأن حماية أنفسهم عبر الانترنت
بقلم الباحث / عباس سبتي

     غير الانترنت العالم بطرق لا نستطيع معرفة ما يأتي بعد ، شباب اليوم وجدوا أنفسهم في  عالم الانترنت باستمرار ، ومع الهواتف المحمولة و Wi-Fi والأجهزة اللوحية أصبح عالم الانترنت على مدار الساعة وتنجز الأعمال بطريقة عادية وبالتالي أصبحت الأبوة الرقمية مهمة ، ووفقاً لدراسة (30%) من الأمريكان الذين تتراوح أعمارهم بين (12-17) سنة يدخلون الانترنت باستخدام الهواتف الذكية ، ونظراً لزيادة الانترنت في مجتمعاتنا أصبح من المهم أن يتحدث الكبار مع المراهقين بشأن استخدامهم التكنولوجيا .

     أثناء دورة الأبوة الرقمية  فأنه من الصعب بالنسبة للأطفال فهم قلق الوالدين بشان رفاهية الأطفال ، ومعظم النصائح التي يعرضها الأب  تبدو كأنهم يتجاهلونها أو تشكل تحدياً لهم ، وهناك طرق للتحدث مع الأولاد كي يفهموا قلق الأب ولا يعتبرون هذا القلق مثل معركة ،  لذا يرى المراهق أن الأب أصبح عنيداً عندما يقرر ما يريد ، بينما يرى نفسه في تحدي وهو يستخدم الانترنت .       

ماذا يتعلم الأولاد ؟
     يحاول الأب زرع الثقة بالنفس في نفوس المراهقين هذه الخصلة تجعلهم  أقل عرضة للرد ، لأن المحتالين عبر الانترنت يجبرون الأولاد على فعل الأشياء من خلال تحدي نضجهم أو قدراتهم ، أولئك الذين يتصيدون المراهقين يستخدمون حاجة المراهقين أنهم ليسوا أطفالاً  ، وهذا يجعلهم يرتكبون الكثير من الجرائم  عبر الانترنت .

     وتقديم مشورة لهم حول كيف يتجنبون السلوكيات الخاطئة وقد يفسر المراهق هذا الأمر تحدياً لذكائه ، ويرى أن هذا السلوك ليس بسبب الجهل ولكن الناس يجعلونه يتصرف  بهذا السلوك ، والسلوك الذي ينصح به الأب  لابنه المراهق ألا يقابل أحد وجهاً لوجه تعرف عليه عبر الانترنت ، ولا يتبادل مع أحد صوره وهو لا يعرفه ولا يعطي أحداً  البيانات الشخصية عنه ولا يدخل موقعاً لا يعرف ما فيه .   

من هم المتصيدون أو التصيد عبر لانترنت ؟  
     إذا لم يعرف الأب من هم ، أنهم أناس يقولون أشياء مرعبة وعنصرية وغيرها من الأشياء للحط من قدر الناس ، أنهم مرتكبو التسلط عبر الانترنت ، وقد يعلم الأولاد من هم المتصيدون وأنهم مزعجون وجزء من ثقافة الانترنت لا يمكن المفر منه  ، وعلى الأب أن يذكر الأولاد  مثل الانترنت القديم :" لا تطعم المتصيد " ، هؤلاء الناس يبحثون عن أي نوع من ردة الفعل العكسية للاستفزاز ، وأفضل شيء ألا يرد عليهم .  

     حياة الأطفال الذين يستخدمون الانترنت هي نفس الحياة الواقعية ، حياتهم عبر الانترنت تكون مليئة بالأشياء التي يحبونها مثل زيارة الأماكن المفضلة وزيارة الناس الذين يميلون لهم ، لذا يجب أن يسأل الأب ابنه ما هدفك من دخول الانترنت ؟ أن الأولاد يحبون الأشخاص الذين تجمعهم الهوايات المشتركة ، ولعل أسباب دخولهم الانترنت تكون سرية بسبب أنهم يعتقدون أن آباءهم لا يعيرون الاهتمام بهواياتهم وميولهم ، ليس هناك أسوأ في نظرهم  أن يتبادلوا الهوايات مع الغير عبر الانترنت  دون أن يلقوا التشجيع من الآباء ، وهذا يعد شكل من أشكال الرفض وهذا يجعلهم لا ينفتحون مع الآباء في أمور أخرى ، وفي الوهلة الأولى يرغب المراهق بالتواصل مع من يشاركه همومه وميوله ويشعر بالانتماء إليه  ، فالاستماع إلى عقل متفتح وأذن داعمة وفهم عما يرغب به الأولاد مطلب أساس لفهم جيل الانترنت .

     تربية الآباء للأولاد ليست سهلة ولا تأتي ضمن دليل التعليمات ، إذ يشكل جيل التكنولوجيا تحدياً جديداً للآباء من ناحية المعرفة التي تنتشر بسرعة لم تعرفها البشرية من قبل ، والشيء الذي لم يتغير هو قدرة الآباء على بناء شعور الثقة بالنفس لدى الأولاد وتعليمهم كيفية التعامل مع النفس والاستماع إليهم عندما يحتاجون إلى الكبار ، لذا يجب على الوالدين الاهتمام والاستماع إلى الأولاد  كي يتوغلوا في نفوسهم ويستطيعان تربيتهم تربية صالحة .

أقول:
     يحتاج الوالدان إلى الالتحاق بدورة تثقيفية في كيفية التعامل مع الأولاد –ذكوراً وإناثاً-  صغاراً وكباراً ولعل الدراسات المستفيضة قد تغني بعض الشيء لكن الدورة تفتح أبواب المستجدات والتحديات التي لا بد من معرفتها خاصة في عصر الانترنت كي يستطيع الوالدان تربية أولادهما تربية  واعية بمخاطر الانترنت .


المصدر :
October 11, 2013


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق