الاثنين، 12 يناير 2015

ثقافة سيلفي : هل تدعنا نقلق ؟





ثقافة سيلفي : هل تدعنا نقلق ؟
بقلم الباحث / عباس سبتي

     بالكاد أن يدخل  المستخدم مواقع / فيسبوك ، الانستغرام أو أي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي  حتى يواجه سيل من طلبات " سيلفي" في دراسة " بيو ، PEW " أفادت أن (91%) من المراهقين قد نشروا صور " سيلفي" لهم عبر الانترنت ، مع هذه الإحصائية فانه من المحتمل أن يكون ابنك المراهق بالفعل قد نشر صورة " سيلفي" له .

     بالنسبة لمعظم المراهقين فان " سيلفي" لقمة غير مضرة وتعد من مرح هذه المرحلة العمرية ولا تعد  أكثر خطورة من  البدع الأخرى التي تنشر ، حيث أن الضرر الفعلي لهذه القضية  أمر نادر أن يحدث  إلا أنه متوقع الحدوث ، وكوالد يجب أن تكون على بينة من مخاطر " سيلفي" وتكون جاهزاً لمناقشة ابنك عن هذه القضية .

سيلفي واحترام الذات :
     أحد المخاطر ل "سيلفي" هو أن يؤدي إلى انخفاض تقدير الذات للمراهق ، إذ كان هناك بعض التكهنات حول ما إذا كان " سيلفي " أو التصوير الذاتي بالفعل يؤدي إلى أذى النفس ، ولو أن بعض الدراسات التي أجريت بهذا الشأن قد جعل الحكم على مخاطر " سيلفي" تكون متضاربة إلى حد ما .

     في دراسة أخرى أن (65%) من المراهقات يشعرن بتعزيز الثقة بأنفسهن ، و(40%) منهن أفادت أن الشبكات الاجتماعية شجعتهن بنشر صورهن من خلالها خاصة " صورة الوجه " ، ومع ذلك زعم (53%) من أفراد عينة الدراسة أن نشر صورهن من قبل أناس آخرين قد يشعرهن بخيبة الأمل .   

     من جهة أخرى أشار استطلاع أجرته الأكاديمية الأمريكية لتجميل وجراحة الوجه أن (30%) من جراحي التجميل أفادوا بتزايد الطلب على الجراحة التجميلية لأن ( المرضى ) لم يكونوا راضين عن وجوههم في " سيلفي" أو التصوير الذاتي لهم  أو راضين عن صورهم عبر الشبكات الاجتماعية ، في بداية هذه السنة قلق أحد المراهقين ببريطانيا من صورة " سيلفي" فتسرب عن المدرسة  ، ولم يغادر المنزل لمدة ستة أشهر بسبب أنه كرس وقته –عشر ساعات  أو أكثر -  بأخذ الصور لنفسه  ، وحاول الانتحار بأخذ جرعة زائدة من المادة السامة .

     ليس هناك احتمال أن ابنك مثل المراهق الذي أراد قتل نفسه  ولو أنها حالة نادرة إلا أنها تظهر انخفاض تقدير الذات كمشكلة متفاقمة بسبب الإقبال على اتجاه " سيلفي " ، والخطر حقيقي ويجب أن يضع الوالدان " رادار" لمراقبة الأولاد .

سيلفي وسمعة الإنسان عبر الانترنت :
     كما هو الحال مع جميع الأنشطة الموجودة بالمواقع الاجتماعية فأن  " سيلفي " له أثر سلبي على سمعة الابن ، أشارت دراسة أجرتها جامعتي : University of Edinburgh and Heriot-Watt University أن كلا من كمية وموضوع الصور التي يشترك بها الابن مع الأصدقاء عبر فيسبوك قد يؤثر على الدعم والمحبة في علاقات الأصدقاء .

     في دراسة أخرى أجرتها جامعة : Oregon State University أشارت إلى أن الفتيات والنساء اللاتي يرسلن صورهن الاستفزازية عبر الشبكات الاجتماعية فأن هذه الصور أقل جاذبية من الناحية الاجتماعية من قبل صديقاتهن ، وهؤلاء الصديقات هم أيضا  يقلدن الفتيات اللاتي ينشرن صور " سيلفي " لهن كونها أقل جمالا في نظر الغير .

     بالإضافة إلى ذلك فأن استمرار  نشر أي شيء عبر الانترنت مثل صور " سيلفي " يمكن تطارد المراهق سنين على الرغم من أن هناك طرقاً قليلة يلجأ لها المراهقون عبر الشبكات الاجتماعية توفر لهم حماية ،  إلا انه ليس هناك ضمانة لعدم نشرها .

     بدأت بعض الكليات والشركات تشترط لقبول مقدمي الدراسة أو العمل فيها أن تبحث عن ماضي الشاب وتجربته وأنشطته عبر الانترنت ، حيث  تحدد صورته المنشورة أو صورة " سيلفي" في مواقع الانترنت مستقبله الدراسي أو الوظيفي .

سيلفي والمحتالون :
     ليس فقط كليات الجامعة وأرباب العمل يبحثون عن صور " سيلفي" وإنما قراصنة ومجرمو الانترنت يستشفون كمية من البيانات لصاحب وصورة " سيلفي" ، وفي الوقت الذي يجب المحافظة على الهوية الشخصية عبر الانترنت فأن نشر سيلفي عبر الانستغرام أو تويتر قد يستغله اللص في ابتزاز صاحب " سيلفي " .

     تبادل الصور والبيانات بشكل صريح هو خطر رقمي واضح لدى المراهقين عند نشر أرقام التلفون وعنوان السكن .

     وأخطر من ذلك هو تجاهل ما يعرض من المعلومات المسربة عن خلفية ما ينشر من صور " سيلفي " ، كثير من المراهقين لا يفكرون بشان التفاصيل التي يقدموها من البيانات الشخصية  وتنشر في مواقع الانترنت .

نصائح لسلامة " سيلفي " :
-  تعليم المراهق أن صورة "  سيلفي " أو نشر صور في المواقع الاجتماعية وما يتلقون من ردود عبر هذه المواقع تعزز قيمة في نفسه .

-       التأكد أن يستخدم المراهق إعدادات الخصوصية المناسبة عبر حساباته في المواقع الاجتماعية .

-       إرشاد المراهق أن يكون حذراً بشأن الإعدادات والبنود الشخصية الواردة في ميزة " سيلفي " .

-       أن ينشر المراهق أي شيء لا يشكل خطراً عليه عبر مواقع الانترنت .
    

المصدر :
The Selfie Culture: Should We Be Worried?
October 16, 2014



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق