السبت، 24 يناير 2015

تحسين السلامة عبر الانترنت : الدروس المستفادة عبر (20) سنة





تحسين السلامة عبر الانترنت : الدروس المستفادة عبر (20) سنة
ترجمة الباحث/ عباس سبتي

كلمة المترجم :
     جرائم هتك العرض واستغلال الأطفال ذكوراً وإناثاً منتشرة في كل المجتمعات لا سيما المجتمعات الغربية التي لا تقم وزناً للقيم الدينية التي تربي الفرد على الخوف من ارتكاب الذنب ( الجريمة ) هذه الجرائم أفرزتها الحضارة الغربية المادية  ولكن التشريعات والقوانين لم تستطع الحد منها ولعل من أسباب ذلك انتشار الانترنت كنافذة يدخلها الصغار والكبار دون رقيب وحسيب فيتعلم الفرد ممارسة الرذيلة والجريمة تحت مسمى مجهول الهوية ، وإذا كان أكثر مرتكبي جرائم الاغتصاب في الماضي سببها رجال فإن الانترنت غرست في نفوس المراهقين بذور الشر اتجاه زملائهم وبقية الناس .

     على أي حال تعالوا نقرأ ملخص مقالة تركز على كيفية الوقاية من مخاطر الانترنت :   

     عندما كتبت النسخة الأصلية لكتاب : " سلامة الأطفال على الطريق السريع المعلوماتي " في 1994 فأن " السلامة عبر الانترنت " تم تعريف هذا المفهوم أنه : " المحافظة على الأطفال من الإباحية والمحتالين من خلال الرقابة الأبوية " .ولكن على مدى العقدين الأخيرين حدثت تغيرات كثيرة على الانترنت والهواتف المحمولة  ، وقد أعطتنا بعض الدراسات صورة عن المخاطر وإستراتيجية الوقائية منها .

     الإباحية والمحتالون لا تزال جزءاً من الصورة( الإشكالية ) ، ولكن الآن لدينا بعض الدراسات ونحن نعلم أن الخطر الذي يأتي على الأطفال عندما يتواجد بعض الناس عبر الانترنت من أجل الإساءة إلى الأطفال قد ينظر إلى هذا الخطر دون جدية خصوصاً مقارنة مع بقية الأخطار ، فإذا كان الطفل يتأذى من قبل رجل فأنه من المرجح أن يقال أنه صديق الأسرة أو أحد أقربائها ممن تثق به الأسرة .

     بالنسبة للإباحية أو الجنس ليس هناك شك أن الأطفال الذين يبحثون عنها يجدونها بسهولة ، ولكن وقبل(20) سنة من دخول الانترنت المنازل وغيرها لم نر مشكلات نفسية واجتماعية قد ظهرت ، ومع ذلك فأن كثيراً من الآباء قلقون على نوع المحتوى الذي يشاهده الأولاد عبر الانترنت لهذا كتبت :" حتى ابنك يبحث عن الجنس ، والآن ماذا ؟ " .

مخاطر حقيقية : Real risks :
     وبمرور الوقت أصبح واضحاً أن بعض الأخطار التي يتعرض لها الأطفال والمراهقون لم تأت بسبب الكبار وإنما بسبب الأطفال وأصدقائهم ، في عام 2009 فرقة السلامة التقنية للانترنت اجتمعت مع مركز بيركمان  في جامعة هارفارد  بحضور محامين من (49) ولاية وقد تمخض الاجتماع ب" أن التهديدات الحقيقية التي تواجه الأطفال والمراهقين يبدو أنها مختلفة عما يتصوره الناس " ، وان الصورة التي قدتها وسائل الإعلام أن الرجل يخدع الطفل لا ترسم صورة حقيقية عن طبيعة غالبية استدراج العروض الجنسية التي طرحتها الانترنت على شكل لقاءاتها .

     ماذا وجدت فرقة السلامة التقنية ؟ وجدت أن " التحرش والبلطجة في معظم الأحيان تأتي من قبل الزملاء هي أكثر التهديدات التي تواجه القصر ( الأطفال ) سواء في الواقع أو عبر الانترنت " ، وقد يعزى ذلك إلى أن الباحثين لم يتفقوا على تعريف البلطجة أو التحرش ، فالخطر الحقيقي من الصعب تحديده ولكن من الواضح أنه أكبر بكثير من الخطر الذي يتعرض له الطفل من قبل المحتال  .

     العنف والتصيد موجودان من قبل بين أوساط الأطفال والمراهقين وأن ما يسمى " التسلط " هو امتداد لقضايا العنف المنتشرة في ساحات المدارس ، ولكن الانترنت والهواتف المحمولة قد غيرت المعادلة لعدد من الأسباب المعروفة بما في ذلك القدرة على كتابة التعليق المسيء ونشره بسرعة البرق وبالإضافة فان الانترنت وجدت طرقاً جديدة لانتحال هوية شخصية إنسان آخر عن طريق الاطلاع على عقد الهاتف أو كلمة المرور أو نشر الصور غير اللائقة .  

إدارة السمعة ، الأمن والخصوصية :
     مع تحسن السلامة عبر الانترنت يجب التركيز على بعض المخاطر الشائعة لكل من المراهقين والكبار وهي : السمعة ، والأمن والخصوصية .

     تشكل حماية خصوصية أي شخص تحدياً له ( عودة القيل والقال التي كانت منتشرة في المدن الصغيرة أو القرى منذ قرون ) وجدت الانترنت والهواتف الفرص لمشكلات الخصوصية على نطاق واسع ، مثل نشر وكتابة المعلومات التي تحرج كاتبها وآخرين أو تكشف الأسرار التي لم يقلها هذا وذاك ، وتوجد أيضا قضية  وهي أن شركات الاتصالات والانترنت تعرف أشياء عن المستخدمين ، فأي واحد يستخدم محرك البحث ، البريد الالكتروني ، أو موقع التواصل الاجتماعي يترك الفرصة للشركة بمعرفة خصوصية المستخدم  ، هناك معلومات خاصة وصلت إلى الشركات دون علم المستخدمين ، أنها قضية خطيرة تحتاج إلى تفكير جدي من قبل المستهلكين والمنظمين والشركات والجميع بما فيهم الأطفال والمراهقين يحتاجون أن يتعلموا كيف على الأقل من البيانات عنهم يعطونها إلى غيرهم ، ونشكر " أدوارد سنودن   Edward Snowden " الذي كشف تتبع الحكومة الأمريكية لأخبار الناس وبسط نفوذها على حياة الناس الخاصة والعامة وهذه مشكلة خطيرة أيضا.

     الأمن هي قضية السلامة عبر الانترنت قد ساء فهمها وتفسيرها عبر السنين السابقة ، يبدو مثل كل يوم يأتي آخر هناك خرق أمني حيث ندرك سلبية نشر اسم المستخدم وكلمة السر ومعلومات بطاقة الائتمان أو البريد الالكتروني ، مع وجود الاختصاصيون في القطاع الحكومي والخاص الذين يعملون لتعزيز الأمن لكن هناك الكثير من القراصنة يخترقون البيانات الشخصية للأفراد ، إنها لعبة القط والفأر ، وأصبح " الأخيار " خلف الكواليس ولا توجد طريقة للوقاية ممن القرصنة ولكن هناك طرق تمكن الأسر تطوير أمنها باستخدام كلمة مرور آمنة .

     إدارة السمعة " Reputation management  " هي شيء فكرنا به في التسعينيات من القرن الماضي ولكنها قضية كبيرة الآن ، وكل الشكر إلى مواقع التواصل وتطبيقات الهواتف الذكية التي جعلت هذه القضية سهلة لنشر الأشياء التي نحرج من نشرها الآن أو في المستقبل ، ويوجد الشباب والمراهقون وهم على دراية على تجنب نشر الأشياء التي تسبب لهم المشكلات لكن هناك الكثير من الناس والبالغين يحتاجون إلى إعادة التفكير في عادة ما ينشرونه .

الذعر الأخلاقي لا يفيد :
     سواء أكان ذعر المحتال ، ذعر العنف ، ذعر الجنس ، ذعر الخصوصية أو ذعر السرية والذعر الأخلاقي لا تنفع ، ومع تطور التكنولوجيا سيكون هناك مخاطر جديدة ولكن ما تعلمه الناس من (20) سنة بشأن السلامة عبر الانترنت هو أن المخاطر تأتي مع الحالة الاجتماعية والعاطفية للمستخدم أكثر من استخدامه للتكنولوجيا .

     على سبيل المثال هناك قلق من الخدمات التي تسمح للناس نشر أشياء مجهولة المصدر ، وإذا كان  هذا صحيح فأن هذه الخدمات  تستخدم للتسلط وإحراج الآخرين ، إلا أن هناك خدمات إيجابية يستفيد منها الناس ، ولو أن بعض الناس يسيئون استخدام هذه الخدمات ولكن الغالبية العظمى من الشباب والكبار الذين يحترمون أنفسهم والآخرين يستخدمونها الاستخدام المناسب واللائق ، كما هو الحال مع النار ، السكاكين ، السيارات والتقنيات والنتيجة هي تشجيع الاستخدام الآمن والمناسب أثناء القيام بما هو ضروري للتعامل مع حالات نادرة نسبياً ولكنها مأساوية من الاستخدام غير الملائم بعض الأحيان .

تدخل الوالدين :
     في حين هناك الكثير من المنتجات التي يمكن التحكم والمراقبة لما يقوم به الأطفال عبر الانترنت ليس هناك أكثر فعالية على المدى الطويل مثل تدخل الوالدين ، صحيح أن ميزة الفلترة  تمنع زيارة الأطفال لموقع معين أو استفادة من خدمة جهاز محدد ، فأن المحادثات عبر الفترة الزمنية سوف تساعد الأطفال على تنمية القيم والأخلاق  في نفوسهم .

     بغض النظر أن يختار أحد استخدم ميزة الفلترة فأن أفضل طريقة للتأكد من أن الأطفال لديهم خبرات إيجابية على الانترنت هو متابعة ما يقومون به ، وأفضل ميزة الفلترة ليست أن تعمل في الجهاز وإنما هو إطاعة الأطفال ما يقوله الآباء .

التركيز على الأسباب وليس على الأعراض : Focus on causes, not just symptoms
     والشيء الآخر الذي نتعلمه هو أن المشكلات التي تظهر عبر الانترنت أو عبر الأجهزة المحمولة غالباً ما تكون أعراضاً وعلامات للقضايا  الاجتماعية أو الشخصية الخطيرة تماماً كما هي الحال في حالة السكر أو عدم الانتباه أثناء قيادة السيارة وتعاطي المخدرات ، وهناك دائماً قضايا كامنة التي تجعل الناس تسيء إلى استخدام التكنولوجيا ونادراً يكون السبب هو  التكنولوجيا وغالباً يكون ما الذي جعل الإنسان يتصرف سلوكاً سيئاً ، وحتى حالة التسلط والبلطجة سببها يأتي أقل من التكنولوجيا وإنما أكثر أسبابها تأتي من العوامل الاجتماعية و الشخصية التي يمر بها الإنسان ، وتحقيقاً لهذه الغاية نحتاج إلى المزيد من مهارات التعلم الاجتماعي والعاطفي  والتعاطف المتزايد والتأكيد على الأعراف الاجتماعية لكل من الشباب والكبار .      


المصدر :
Larry Magid Become a fan
Technology journalist
The Evolution of Online Safety: Lessons Learned Over 20 Years

04/05/2014 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق