الاثنين، 8 ديسمبر 2014

الأطفال ، التقنية وقلة مستوى الانتباه





الأطفال ، التقنية وقلة مستوى الانتباه
بقلم الباحث/ عباس سبتي

     ظهر كتاب بعنوان :" Teach Like Your Hair's on Fire "  وهو يتناول إنشغال الأطفال والمراهقين بأجهزة التكنوولجيا  وقلة انتباههم في الفصول  الدراسية ، وهو جيل تربى في عصر سرعة الحصول على المعلومات عبر الهواتف المحمولة .

     نسمع كل يوم أن زيادة التعرض إلى أجهزة التكنولوجيا تغير من وظيفة الأسلاك الكهربائية لأدمغة الأطفال والمراهقين مما تجعلهم أكثر تقبلاً للتعليم  ، في استطلاع لمؤسسة " Pew Internet survey " لآراء (2500) معلماً أفادوا أن التكنولوجيا الجديدة تخلق جيلاً  مشتت الفكر وقلة الانتباه ،  وأفاد ( 64%) منهم أن التقنية الرقمية اليوم تصرف الطلبة عن الدراسة بدلاً من مساعدتهم . ونفس هؤلاء المعلمين الذين انتقدوا التكنولوجيا فأنهم اعترفوا أنها تعود الطلبة على البحث الأكاديمي ، وفي دراسة أخرى قامت بها منظمة " Common Sense Media" أشارت إلى قول المعلمين : إذا تعلق الأمر بالبحث عن المعلومات وتعدد المهام فأن الطلبة يستخدمون وسائل الأعلام الاجتماعية من أجل التسلية ودون إلحاق الضرر بأنفسهم .

     هذه البيانات المتعارضة تذكرنا أن عالمنا اليوم في تغير ، أنها مناسبة لأولئك الذين يتذكرون الوقت عندما لم تكن هناك أجهزة رقمية  وكيف أنهم اليوم يلقون اللوم على هذه الأجهزة  المشتتة للانتباه .

     لحسن الحظ هناك الكثير من الناس ممن استطلعت آراؤهم بشأن " تأثير التكنولوجيا على الأطفال والشباب " ينظرون إلى هذه التغيرات بنظرة إيجابية وأنها تبشر بخير في المستقبل ، على سبيل المثال الباحثة " Danah Boyd  " في مؤسسة " Microsoft البحثية " قالت : أن التكنولوجيا تحفز ادمغة الطلبة  والاهتمام أكثر بأنشطة تزيد في معدلات التركيز والانتباه لديهم وتساعدهم على رؤية الأشياء بالأبعاد المختلفة " .  

     قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة " Cyberanthropologist" : أصبحت الذاكرة تبحث عن المعلومات من خلال الكلمات الرئيسة والمواقع الأخرى وأصحبنا مثل علماء الحفريات المستمرين بالبحث وتخزين المعلومات والعودة إليها اعتماداً على هذه الذاكرة ".

     وقال " William Schrader " مؤسس شبكة " PSINet " في الثمانينيات من القرن الماضي : جيل عام 2020 ستكون لديهم  القدرة المعرفية لا يمكن لنا تصورها ، حيث أنهم يتبادلون المعلومات بسرعة فائقة مع الأصدقاء وأفراد الأسرة ".

     يعتقد هؤلاء الخبراء  أن أدمغتنا مرنة في التعامل مع التغيرات الحاصلة في البيئة ، سواء أكان هذا التغير نمر كاسح أو جهاز لمس " الآبود ، iPod" ، صحيح أن طلبة المدارس أكثر عزوفاً عن الدراسة اليوم بسبب تضييع أوقاتهم  مع أجهزة التكنولوجيا  ولكن بدلاً من التباكي على التغيرات الحاصلة لجيل اليوم ربما حان الوقت لنسأل أنفسنا كيف ستكون بيئة التعلم لأطفالنا  على سبيل المثال المدارس ؟ أي هل ستتكيف هذه البيئة مع هذه التغيرات أو كيف نعلم الأطفال المهارات التي يحتاجونها للنجاح في العصر الرقمي مثل المهارات :

     تحقيق التوازن بين الوقت الذي يقضيه الطفل مع التكنولوجيا والوقت الخارج عن التكنولوجيا .

     إيجاد المعلومات وتوثيقها وتقييمها عبر الانترنت .

     للأسف لا يتم تدريس هذه المهارات في المدارس أو حتى في المنزل ، حيث أن عملية التدريس اليوم لا تقدم حلولاً لسلبيات اجهزة التكنولوجيا  خاصة علاج التشتت وقلة الانتباه لدى طلبة المدارس .

أقول:
     قدمنا دراسة الألعاب الالكترونية  وعزوف الأبناء عن الدراسة وغيرها من الدراسات التي تتعلق بتشتت انتباه الطلبة عن شرح المعلم في الفصول الدراسية  المنشورة في موقعنا المسار للبحوث التربوية والاجتماعية .


المصدر:
Kids, Tech and Those Shrinking Attention Spans
March 5, 2014


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق