الاثنين، 1 ديسمبر 2014

المراهقون وهفوة المهارات الاجتماعية





المراهقون وهفوة  المهارات الاجتماعية
بقلم الباحث/ عباس سبتي

     في أي اجتماع مع أولياء الأمور إلا يطرح الآباء شكواهم من استخدام المراهقين لمواقع التواصل الاجتماعي غير الهادف ، أو أن " ابني .. لا يستغني عن هاتفه لحظة واحدة " أو " دائماً يتصفح موقع فيسبوك " أو ...

     حسب إحدى الدراسات التي أجرتها شبكة : "Common Sense Media  " أشارت أن معظم المراهقين والشباب من الجنسين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بالولايات المتحدة ، ثلثيهم ( 68%) يكتبون رسائل نصية في هذه المواقع ، ونصف عددهم (51%) يزورون هذه المواقع يومياً ،و (11%) منهم يرسل أو يستقبل تغريدة مرة واحدة كل يوم ، وتتوقع الولايات المتحدة أن الأجيال المولودة في عصر الشبكات الاجتماعية  فأن مواقع التواصل الاجتماعي  تصبح من أفضل شبكات الاتصال بين المراهقين والشباب .

     إلى جانب ضعف العلاقات الاجتماعية بين الناس الذين يستخدمون أجهزة التكنولوجيا فان حوادث المرور قد ازدادت بين المراهقين والشباب سواء من يمشي ويستخدم الهاتف  أو من يقود السيارة وهناك من مات وهو مشغول بالتقاط صورة لنفسه أو ما يسمى ب " سيلفي ، selfies " .

     الممارسات الاجتماعية باستخدام نظرة العين إلى العين أو المحادثة المباشرة  بين الناس  أصبحت نادرة ، ومما لا شك فيه فان الأطفال والمراهقين يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية ، لأنها ليست مثل كتابة رسالة والاتصال الاجتماعي التي تخلق صعوبة التعلم اللفظي ، وتجعل سائر أعضاء البدن مثل لغة الجسد وتعبيرات الوجه وأصغر نبرات الصوت غير مرئية .

     المشكلة الأخرى مع تفاعل واستخدام المراهقين  للشبكات الاجتماعية هي إحساسهم بقيمتهم قد سلب ، إذ يشعرون بتقدير الذات والشهرة أو السمعة  عبر المواقع الاجتماعية ، وبالتالي لا يعطي المراهق قيمة للناس من حوله وهو مشغول بأجهزة التكنولوجيا التي تعطيه قيمته الذاتية واعتباره بينما لا يجد في عالم الكبار أي قيمة له .

     لابد من عودة الكبار إلى الصغار والاهتمام بهم أكثر بعد التخلي عن أجهزة التكنولوجيا ومشاركتهم في أنشطتهم عبر الشبكات الاجتماعية لمعرفة من يتحدثون وما المواقع التي يزورونها ، وتنبيههم إلى  أن ما ينشر في عالم الانترنت يبقى إلى الأبد كي يعلم الأطفال والمراهقون ألا يسيئوا إلى زملائهم بأي شكل من أشكال التسلط .

     التزام الأبناء بعقد واتفاقية بشأن كيف يتصرفون في الشبكات الاجتماعية ببيان السلبيات والعواقب الوخيمة عند التصرفات غير المسئولة , وبيان شروط الاستخدام السليم لأجهزة التكنولوجيا ، لكن هذا العقد لا ينجح دون توعية الأطفال والمراهقين بسلبيات وعواقب هذه الأجهزة ومتابعة أنشطتهم  والمشاركة فيها ليثقوا بالكبار ويسمعوا كلامهم عند ارتكاب الأخطاء كي لا يعود لها مرة أخرى  .    


المصدر:
Teens and Social Media: Are Social Skills Slipping?
November 19, 2014


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق