الأحد، 23 نوفمبر 2014

كيف تغير الهواتف المحمولة طريقة تعلم المراهقين ؟





كيف تغير الهواتف المحمولة طريقة تعلم المراهقين ؟
بقلم الباحث/ عباس سبتي

     في هذه الأيام يبدو أن أكثر الناس لديهم ميزات وتطبيقات في الهواتف المحمولة ، حتى  أن المرء أينما ذهب وحل فهو يرى الناس مشغولة مع هواتفهم ، ويعتقد بعض الناس أن الاستخدام المفرط لهذه الهواتف تجعل الناس لا ينتبهون إلى ما حولهم وقد تكون قدرتهم على التعلم والملاحظة قليلة ، بينما يقول آخرون أن هذه الهواتف تزيد في تفاعل الناس بعضهم ببعض وتوفر المعلومات الوفيرة لهم خاصة بالنسبة لطلبة المدارس ، لذا نود ان نعرف هل تساعد هذه الهواتف على تعلم الطلبة أم لا ؟

الكتابة التفاعلية :
     من خلال كتابة الرسائل النصية يتعلم المراهقون بفاعلية ، تعود الطلبة على الخبرة التعليمية التفاعلية التي تقدمها لهم الهواتف المحمولة وليس هناك حدود لمستوى التفاعل الذي يقدمه الكتاب الالكتروني ، فيمكن الطلبة ان يبحثوا عن مرادفات الكلمات بسرعة  وتغيير حجم النص المكتوب لسهولة قراءته ، وتتبع الروابط في النص لمعرفة المزيد من المعلومات التي تهم الطلبة وعرض الصور ومقاطع الفيديو التي لها علاقة بالموضوع من أجل توسعة فهمهم أكثر عن الموضوع .

     مع وجود ميزة النصوص التفاعلية في الهواتف المحمولة فقد لا يميل الطلبة إلى هذه النصوص  خاصة لمن لا يمتلك الهاتف  ولا تستطيع المنطقة التعليمية تقرر أجهزة القراءة التفاعلية على الطلبة ، وكما ذكرت صحيفة " نيويورك تايمز " على الرغم من أن المدارس تحاول الاستغناء عن النصوص المطبوعة  باستخدام أجهزة التعليم التفاعلي فأنها مسألة وقت كي تستغني المدارس عن الكتاب المطبوع ويصبح من الماضي  .

ثروة المعلومات :
     مع الهواتف المحمولة يستطيع الطلبة الحصول على المعلومات  الكثيرة بسهولة عكس ذلك عند البحث عنها في المكتبات ، وتوجد ميزة ذو حدين في الهواتف المحمولة ، حد إيجابي يتعلم الطلبة بسرعة عبر هذه الهواتف أو الحصول على المعلومات المطلوبة وحد سلبي أنه مع الحصول على هذه المعلومات بسرعة فأن الطلبة لا يستطيعون الاحتفاظ بها  أو تذكرها  ، بينما تكون هذه المعلومات موجودة باستمرار ومحفوظة بالمكتبات .

     وهناك  مشكلة عدم وثاقة المعلومات التي يحصل عليها الطلبة من هواتفهم المحمولة ، في بعض الأحيان انها مجرد سرعة البحث عن المعلومة في " ويكيبديا ، Wikipedia " لكن يأخذ البحث وقتاً وجهداً  للتأكد من المصادر والمراجع وكتابها ، وهذا هو السبب انه مهم للطلبة  أن يتعلموا كيفية البحث بفاعلية عبر شبكة الانترنت ، وطالما تعلموا ذلك فأن قدرة الطلبة للبحث عن المعلومات بسرعة تكون مهمة لهم .

المخاطر والعوائق :
     الانشغال والتلهي باستخدام الهواتف المحمولة هو من أكبر المخاطر التي تأتي من استخدام الطلبة للهواتف للتعلم ، ومع عدم مراقبة الطالب أثناء تعلمه فقد ينجرف بعيداً عن زملائه وعن الدرس ، بين تصفح الانترنت وكتابة الرسائل النصية ودخول مواقع التواصل الاجتماعي وممارسة الألعاب الالكترونية فان هناك إغراءات كثيرة التي تبعد الطالب عن درسه ، وهناك مجموعة من البدائل لهذه المخاطر أولاً برامج وتطبيقات التكنولوجيا  التي قد تحتجب هذه المغريات أو مواقع الانترنت من اجل ان يركز الطالب على درسه فقط ، وثانياً هي مراقبة المعلمين لطلابهم أثناء أنشطتهم باستخدام التطبيقات الالكترونية كي لا يبتعدوا عن الدرس .

     وخطر آخر محتمل لاستخدام الهاتف المحمول هو إمكانية قلة  مساحة انتباه المراهقين ، وهذا يحدث عند الإفراط في التحفيز  وذلك باستخدام الطلبة التعلم التفاعلي للحصول على المعلومات والتسلية وهناك مخاطر اخرى مثل تبادل الصور الخلاعية والبلطجة والتسلط  التي تشغل بال المراهقين عند استخدام الهواتف المحمولة سواء في الفصول الدراسية او خارجها .

     على الرغم من وجود الإيجابيات والسلبيات في الهواتف المحمولة ، فأن على الآباء عدم استغناء الأبناء عن هذه الهواتف  لذا يأتي دور الوالدين في استفادة الأبناء من التطبيقات الموجودة في هذه الهواتف مع مراقبتهم ، مع تشجيعهم على استخدام هذه التطبيقات التعليمية في المنزل وفي المدرسة .

أقول:
     صحيح أن ربط الهاتف المحمول بشبكة الانترنت له مخاطر على الرغم من وجود التطبيقات التي تساعد الطلبة على التعلم التفاعلي  وتنمية مهارات التعلم الذاتي وحل المشكلات إلا أن ذلك لا يكفي دون مراقبة الأبناء مراقبة دقيقة حيث يجب ان توفر لهم برامج تسلية مساندة تعزز طرق التعليم المدرسي وتلهي الطلبة من الدخول في المواقع المحظورة ولاننسى دور وزارة التربية وشركات الانترنت في هذا المجال كي يحمى الطلبة من براثن ومخاطر مواقع الانترنت . ولكن شركات الانترنت قدمت برامج تعليمية ، لكنها قليلة جداً ، حيث أن هذه البرامج تتعلق بتعليم أطفال ما قبل المدرسة - الروضة - والمرحلة الابتدائية فقط . لذلك لابد من الاتصال مع شركات الانترنت في أمريكا واوروبا التي لها خبرة في مجال تصميم برامج تعليمية الكترونية .


المصدر :
How Mobile Phones Are Changing the Way Our Teens Learn
March 18, 2014


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق