السبت، 20 سبتمبر 2014

إدمان الانترنت ، التحري ، العلاج والمتابعة





إدمان الانترنت ، التحري  ، العلاج والمتابعة
بقلم الباحث / عباس سبتي

     نحتاج إلى مناقشة وتعريف إدمان استخدام أجهزة التكنولوجيا في هذا العصر ، مثل أي حالة إدمان ، إدمان استخدام الهواتف المحمولة  والانترنت يؤدي إلى  المشكلات الشخصية بين الناس والاستبعاد في المشاركة بالأنشطة الأخرى ، والارتباط المفرط بالانترنت وممارسة لعبة بعد لعبة .

     يمكن الكشف عن أعراض إدمان استخدام التكنولوجيا مثل الخصائص الفيزيقية والعاطفية والسلوكية عن طريق الملاحظة ، والتهرب عن ارتكاب التسلط  قد يؤدي إلى الإقلال من وقت القضاء أمام جهاز التكنولوجيا ، إذ توجد مواقع الانترنت  عبارة عن منابع لحوادث التسلط وتساعد على الإدمان .

المظاهر المادية لإدمان الانترنت  :
     أشارت الدراسات العلمية  والطبية إلى خطورة إدمان الانترنت ، وتشتمل الإحصائيات على :
-       انكماش سطح الدماغ مع مر الزمن بنسبة 20% تبعاً لمقدار الوقت الذي يستغرقه المستخدم أمام الجهاز .

-  أعراض الانسحاب مثل  الاكتئاب والتعلق العاطفي بموقع ما وممارسة اللعبة  أو  ربط الانترنت بجهاز الكمبيوتر او الهاتف المحمول أكثر من خمس ساعات في اليوم .

-       حوالى  5،7% من الأطفال فوق السن (12) مدمنين بالولايات المتحدة .

يمكن كشف أحد الوالدين علامات الإدمان عن طريق:
-  مراقبة  الوقت الذي يستغرقه  الطفل باستخدام الكمبيوتر أو الهاتف  ، يعتبر أكثر من خمس ساعات  حالة إدمان كما يقول الأطباء والسلوكيين .

-       استخدام الانترنت ، دخول مواقع التواصل الاجتماعي وممارسة لعبة  أكثر من اللازم .

-  استخدام جهاز التكنولوجيا للهروب من الواقع ، وقد تكون علامة  أن الطفل تعرض إلى حادثة التسلط ( التخويف) في المدرسة .

-       عدم الاهتمام بالأنشطة الأخرى .

-       تفضيل أصدقاء مواقع التواصل الاجتماعي على أفراد الأسرة او غيرهم .

-       البحث عن أحدث التقنيات التكنولوجية وتطبيقاتها  في الأسواق .

-  مراقبة الطفل عند استخدام الانترنت وقت تناول الطعام ، اثناء قضاء الحاجة والاستيقاظ من النوم للإطلاع على الرسائل  أو دخول المواقع الاجتماعية .

-       تصبح علاقة الطفل بوالديه وأخوته وأصدقائه أقل أهمية من اللعبة ، الانترنت ومواقعها .

-  ملاحظة تدني التحصيل الدراسي للطفل بالمدرسة بسبب ولعه بممارسة الألعاب الالكترونية ، تصفح الانترنت أو زيارة الأصدقاء عبر المواقع الاجتماعية .

-  البحث عن السعادة والنشوة غير معتادة التي تنتاب الطفل ، فإذا ظهرت عليه هذه النشوة عند استخدام جهاز التكنولوجيا .

-       الغضب ، الاكتئاب ، الانسحاب والأرق عند عدم استخدام  الجهاز  علامة من علامات الإدمان .

-       كذب الطفل في مقدار الوقت الذي يقضيه أمام جهاز التكنولوجيا .

-       سرقة الطفل أموالاً من أجل شراء نسخة من اللعبة أو تطبيق معين لجهازه .

-  تعاطي المخدرات ، الجنس  أو المسكرات وهي تصاحب حالة الإدمان ، والفكرة صحيحة وهي أن كل حالات الإدمان لها نفس أساس كيماوي  في الدماغ وأن أحد هذه الحالات التي تحدد المسار الكيماوي يؤدي إلى حالات اخرى من الإدمان  . 

المتابعة والعلاج :
يمكن للوالدين القيام بأشياء عديدة من أجل منع إدمان الانترنت المحتمل :
-       وضع قيود : وضع حدود زمنية لاستخدام الانترنت يعني حماية الأولاد .

-  تحديد عمر الطفل : تشير الدراسات أن 100% من الأطفال لديهم الهواتف المحمولة وأن 50% منهم لديهم الهواتف المرتبطة بالانترنت .

-  إذا لم ينفع الكلام مع الأولاد ، يمكن تحديد وقت استخدام منظم ، وقد يعرض مزودو الانترنت ( شركات الانترنت ) وقت إضافي وبعد هذا الوقت سيغلق الكمبيوتر ، وهناك تطبيقات يمكن استخدامها لتحديد وقت استخدام الهواتف المحمولة أيضا  .

-  يجب على الوالدين وضع برنامج أنشطة متنوعة خارج  إطار استخدام التكنولوجيا ، مثل قضاء وقت خارج المنزل للتنزه وإدارة النقاش حول ما يشعرون به ويفكرون أثناء اللعب والتنزه بين أحضان الطبيعة ، كذلك إشراك الأولاد بمخيمات صيفية او انتساب إلى ناد رياضي ، كل ذلك كي يشعر الأولاد أن الحياة الواقعية هي الارتباط والتواصل مع الناس .

-  التحاق المراهقين في مقار مهن تؤهلهم باكتساب مهارات عن مهنة المستقبل ، وحيث أن  اجواء العمل تقلل من استخدام أجهزة التكنولوجيا .

-  ذكر  أطباء النفس في مجال الطفولة وخبراء الإدمان تشابه بين الاستخدام المفرط والإنهزامي للتكنولوجيا وبعض حالات الإدمان ، لذا من الضروري معرفة أي نوع من الاستخدام من أجل علاج الابن .

-  طرق العلاج كثيرة وقد أوصى الأطباء والخبراء بوضع برامج علاج بالمنزل لمدمني استخدام الانترنت من الأطفال والمراهقين والشباب .

-  إدمان استخدام  أجهزة التكنولوجيا حقيقة واقعة ، وأشارت إحدى الدراسات التي أجريت على المدمني الكبار أنهم بإمكانهم التخلي عن التبغ والكحول والشوكولاته  لكنهم لا يستطيعون التخلي عن هواتفهم المحمولة ، أكثر من 5،7% من الأطفال بالولايات المتحدة مدمني استخدام التكنولوجيا ، وغالبية  هؤلاء الأطفال والمراهقين مدمنين باستخدام الهواتف المحمولة ، لذا يزيد معدل إدمان استخدام الهواتف المحمولة مع تزايد عمر الإنسان ويبلغ قمته في سن المراهقة .

-  الأبحاث التي أجريت من قبل منظمة الطب النفسي الأمريكي تعرف حالة الإدمان على التكنولوجيا أنها عبارة عن اضطراب باستخدام الانترنت ، وهذه حقيقة تم توثيقها على أنها مشكلة متفاقمة لكن يمكن علاجها .

إحصائيات إدمان استخدام التكنولوجيا :
     توصي كل من الأكاديمية الأمريكية  والجمعية الكندية لطب الأطفال أن الأطفال والمراهقين ما بين أعمار 6-18 سنة يسمح لهم باستخدام اجهزة التكنولوجيا ساعتين باليوم ، لكن ذلك لم يحدث في المجتمعات اليوم إذ أن استخدام هذه الأجهزة وصل 4-5  ساعات في اليوم ، وهاتان المنظمتان لم توصيا استخدام الأطفال دون السن الثانية استخدام أي جهاز تكنولوجي ، وأن الأطفال بين 3-5 سنوات يجب أن يقتصر استخدامهم لأجهزة التكنولوجيا على ساعة واحدة فقط في اليوم .

     تشير الدراسات أن استخدام التكنولوجيا من قبل الأطفال والمراهقين يؤثر على طريقة نمو أدمغتهم ويسهم في نقص الانتباه والتأخر الدراسي وضعف القدرة على التعلم وأيضا له تأثير سلبي على القدرة على التنظيم الذاتي مع زيادة احتمال نوبات الغضب لديهم .

     وتشير بعض المخاوف من استخدام التكنولوجيا إلى الحد من النمو البدني للطفل بسبب قلة الحركة ، وقدرة التعلم أثناء الحركة تعزز الانتباه والاهتمام والتعلم ، لذا قلة الحركة لها تأثير سلبي أيضا على محو الأمية وزيادة التحصيل الدراسي ، وأشارت إحدى الدراسات إلى أن استخدام الأطفال تحت السن (12) سنة  للتكنولوجيا تعيق قدرات التعلم والنمو .

     قلة حركة الطفل باستخدام جهاز التكنولوجيا تسبب له السمنة ، وخلق مشكلات صحية كبيرة لهم وقد يتعرضون إلى خطر السكتة الدماغية المبكرة وأمراض القلب .

     الحرمان من النوم والأمراض العقلية والعدوان والخرفي الرقمي وانبعاث الإشعاع من الأمور التي ركزت عليها المنظمتان المهتمتان بحالة إدمان استخدام اجهزة التكنولوجيا .

     لم ترصد حالة إدمان استخدام الأطفال للتكنولوجيا ولكن رصدت هذه الحالة لدى الوالدين أيضا مما تأثرت علاقتهما بأولادهم ، والشاغل الكبير او القلق هو أن الولدين تعلقا أكثر بأجهزة التكنولوجيا وانفصلوا عن أولادهم ، وبدورهم عندما يشعر الأولاد بإهمال الوالدين لهم فأنهم يتعلقون هم بهذه الأجهزة كذلك ، بل تزيد عندهم احتمالات حالة الإدمان أكثر من ذويهم ، وتتضاعف المشكلة إلى أن تصبح أكثر خطورة ، وجد في دراسة (  Gentile, 2009 ) أن واحداً  من أصل (11) طفلاً  ومراهقاً الذين تتراوح أعمارهم ما بين (8-18) سنة يصبح مدمن استخدام الانترنت أو التكنولوجيا .

     قدم مؤلف كتاب :
" The 4-Hour Workweek: Escape 9-5, Live Anywhere and Join the New Rich "
مقترحات إلى أطباء النفس ، قال : تجربة متعة لفترات قصيرة  يود الوصول إليها ، فأنها لا تعني تدمير حياة المدمن لكن هناك فترة الانسحاب والقلق تنتابه  .

     يقترح هذا المؤلف أن يضع المدمن يوماً يبتعد عن أجهزة التكنولوجيا ، وفي بقية الأيام من الأسبوع لا يسمح أن يفتح بريده قبل الساعة العاشرة صباحاً ، او فتح البريد الالكتروني بين  الساعة :   2-4  عصراً  مرة واحدة فقط ، لكي يتفرغ المستخدم لبقية الأنشطة الأخرى  مع إغلاق الهاتف في هذه الفترة ، وسوف تشعر بأقل حالة القلق وينجز بقية أعماله . 

أقول :
     بدورنا أجرينا دراسة : الإدمان على استخدام الانترنت عام 2011م وذكرنا أسباب هذا الإدمان  وقياس درجة هذا الإدمان من خلال بنود وعبارات قد تتغير حسب حالة المدمن ودرجة إدمانه ، وقدمنا طرق علاج ، لا بأس بالإطلاع على هذه الدراسة في موقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية .


المصدر :
Technology Addiction — Detection, Treatment, And Control


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق