استعادة تقدير الذات والشعور بالخصوصية لدى المراهقين
بقلم
الباحث / عباس سبتي
24/4/2014
بينما الأطفال
هم المستفيدون من مستجدات التكنولوجيا المذهلة فأن هناك سلبيات لها تنتشر في العصر
الرقمي ولا يمكن تجاهلها ، وتتمثل هذه السلبيات في ضعف التعليم والعلاقات
الاجتماعية وفي صحة الطفل عندما لا نساعد الأطفال في اعتدال استخدام التكنولوجيا لديهم ، ولكن ما
الأضرار التي يجلبها الأطفال لأنفسهم تكون أكثر خسارة لهم ؟ وما الخسائر التي
يفقدونها مثل احترام الذات ، الخصوصية والشعور بالأمان الشخصي ؟ وهذه بعض الخسائر
التي تم ملاحظتها لدى المراهقين في العصر الرقمي .
ما دور الأصدقاء
على التأثير السلبي على المراهق في مجال التكنولوجيا ؟ قد يشعر الآباء والباحثون
بألم بما يخسره الأطفال والمراهقون من الإحساس بالتعاطف مع الآخرين وما يسخر بعضهم
من بعض ، ولا يشعر هؤلاء الأبناء أنهم فقدوا أشياء ثمينة .
يجب على المرء
أن يفكر في إدارة المراهقين لأجهزة التكنولوجيا كم هي محيرة ؟ ليس لأن أفعالهم عبارة
عن عثرة وزلة في سن المراهقة ، بل أنهم أصبحوا آلة النسج الرقمية تنسخ الصور
والاستجابة السريعة لأوامر في الجهاز وإطاعة الصديق والمخاطر الاجتماعية الناجمة من
التفاعلات بين الأقران وهكذا .
عندما يفكر
الآباء في أمر تربية الأولاد فأنهم يفكرون في أساس التربية الرقمية المعتمدة على
المجاملات بين الأقران ، يفقد الأطفال اليوم اللغز العاطفي الذي يحتاجونه في سن
النمو والنضج ، لذا يحتاجون إلى إرشاد من الوالدين والمعلمين وغيرهم .
ما هو المحك ؟
تقدير الذات : Self-esteem :
العديد من الآباء الواعين يهتمون بتطوير
تقدير الذات الصحية لدى الأبناء على الرغم من وجود عقبات تعترضهم في تربية
الأبناء ، فقد يواجهون تحدياً عندما يتلف الابن هاتفه وعلى خلاف بعض
الآباء فأنهم يوجهون توجيه وابل من الإرشادات
والأحكام المتعلقة بسلامة البدن عند تعرض الأولاد لمكروه في أولى مراحلهم التعليمية .
الخصوصية : Privacy :
الأمر لا يتطلب أحد القراصنة أو الهاكر أو
سارق كلمة " مرور" او يشارك في إلحاق الأذى الجسمي للأطفال الذين يشعرون
بالخصوصية الشخصية ، مع أن الأسرار لا تبقى في الكتمان طويلاً ، هناك المئات من
الضربات توجه إلى الأطفال من خلال توجيه الضربات إلى البيانات الشخصية لهم عبر
التطبيقات والشبكات الاجتماعية وحتى في المدارس تتعرض خصوصياتهم لخطر ، وقد قامت شركة " غوغل " باستخراج
البيانات عبر تطبيقات التعليم تخدم المدارس .
الشعور
بالأمان : Sense of security :
كلمات مثل " المطارد " و "
المحتال " تستخدم عند تربية هؤلاء الأولاد حيث يستعملها المراهق عندما يتكلم
مع آخر ، أنها مصطلحات خطيرة تأتي مع الدعابة والتفكه بينهم ، وأصبح جيل
التكنولوجيا يشعرون بجنون العظمة على فعل أشياء بسيطة مثل المشي على الحبل او ركوب
الدراجة بغير مبالاة ، وإحساسهم بالشعور بالأمان مع زيادة الوصول إلى بياناتهم الشخصية وأماكن تواجدهم جعلهم يشعرون
ما يفعلون في أيام الصبا والمغامرات .
ما دور
الآباء في استعادة بعض القيم والأخلاق إلى الأولاد ؟
هناك ثلاثة آليات يمكن اقتراحها :
أ)
التأكيد على تعلم وممارسة القيم والآداب
خارج المنزل : إذ يتأثر المراهق بأفكار
الأقران ، وبالتالي يحتاج الأولاد إلى
تلقي الإرشاد من الوالدين ، ووفقاً لما نشر في مقالة : Dr. Tim Elmore : يمكن للوالدين تعزيز
تقدير الذات في الأولاد عن طريق تحقيق
التوازن بين :
أ- الاستجابة من خلال التشجيع ، الاعتقاد ، الفهم والدعم .
ب- الطلب من خلال بناء قواعد لمساءلة
الأولاد .
صدق أو لا تصدق كتب " Elmore " : حقيقة تقدير الذات تبنى من خلال الإنجاز وليس من خلال
التأكيد ، لذا يجب أن يشعر الأولاد أنهم قد انجزوا شيئاً بمهارتهم ، لأن إنجاز
الكبار لهم يعني إرسال رسالة لهم أنهم عاجزون عن تأدية الواجب .
ب)
تعليم الأولاد المحافظة على خصوصيتهم
الشخصية وخصوصية غيرهم ، إذ يحاول بعض الأولاد تبادل بعض خصوصياتهم مع الأقران
للوصول إلى مواقع عالم الانترنت ، ويجب تعليمهم حفظ هويتهم الشخصية من خلال
استخدام رادار " غوغل" وغيره من محركات البحث ، والاعتماد على إعدادات الخصوصية خلال الشبكات
الاجتماعية وتطبيقاتها لدعم المحتوى الشخصي والبيانات الخاصة خارج الانترنت ،
وإنشاء كلمات " السر " القوية تمنح الأولاد السيطرة على بياناتهم
الشخصية .
ج)
تنمية شعور الأمن الشخصي : في مقالة حديثة ل
" Dr. Jim Taylor " كتب : من أهم الصفات التي يجب غرسها في نفوس الأطفال تنمية
الشعور بالأمن ، هناك ثلاث رسائل من أجل تنمية هذا الشعور فيهم : الاخرون : هناك
أناس يدافعون عني عند الخطر .
الذات : أنا أحق بامتلاك جسمي ، عقلي ، روحي
، و أنا قادر على رعاية نفسي والاعتناء بها .
العالم : هو المكان الآمن الذي استطيع ان
اكتشف قيه الثقة والتحرر من الخوف .
علينا كآباء أن نكون شجعان لنحافظ باستمرار
سيطرتنا على حياة أطفالنا الرقمية ( الالكترونية ) والشجاعة تعني هنا أن نسمح
لأنفسنا بالتثقيف ومتابعة المستجدات التكنولوجية ، واستعادة ما فقدانه .
جيل اليوم لديه مخاوف جديدة عندما يتعلق
الأمر بالتنمية الذاتية ، فالتفاعلات التي تتم عبر أجهزة التكنولوجيا للأسف قد
تكون لها آثار عكسية على نموهم الشخصي ، لذا الإشراف على هذه التفاعلات من خلال
أداة أو برنامج الأبوة الرقمية للتأكد على عدم تهديد أحد لصفة تقدير الذات أو
التنمية الشخصية للأولاد .
أقول:
مع إنا لا نؤيد ما طرح فيما يتعلق بمفهوم
" الخصوصية " خاصة التي تعزز الأنا والذاتية والأنانية في نفس الأطفال
لكن نؤيد حب لغيرك ما تحب لنفسك كدرجة ادنى او " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان
بهم خصاصة " كدرجة أعلى من أجل تنمية الذات او تكاملها ، ومن جهة أخرى هناك نقد موجه إلى شركة "
غوغل " بخصوص ما تقدمه من تطبيقات تخدم المنهج المدرسي ، اطلع على مقالتنا :
"غوغل بلص : ملعب للمحتالين ، ما يجب على الاباء معرفته "
في موقعنا / المسار للبحوث التربوية والاجتماعية .
المصدر :
3 ways
to Restore Self-Esteem &
Sense
of Privacy to Digital Teens
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق