السبت، 27 سبتمبر 2014

استعادة تقدير الذات والشعور بالخصوصية لدى المراهقين





استعادة  تقدير الذات والشعور بالخصوصية لدى المراهقين
بقلم الباحث / عباس سبتي
24/4/2014

     بينما الأطفال هم المستفيدون من مستجدات التكنولوجيا المذهلة فأن هناك سلبيات لها تنتشر في العصر الرقمي ولا يمكن تجاهلها ، وتتمثل هذه السلبيات في ضعف التعليم والعلاقات الاجتماعية وفي صحة الطفل عندما لا نساعد الأطفال في  اعتدال استخدام التكنولوجيا لديهم ، ولكن ما الأضرار التي يجلبها الأطفال لأنفسهم تكون أكثر خسارة لهم ؟ وما الخسائر التي يفقدونها مثل احترام الذات ، الخصوصية والشعور بالأمان الشخصي ؟ وهذه بعض الخسائر التي تم ملاحظتها لدى المراهقين في العصر الرقمي .

     ما دور الأصدقاء على التأثير السلبي على المراهق في مجال التكنولوجيا ؟ قد يشعر الآباء والباحثون بألم بما يخسره الأطفال والمراهقون من الإحساس بالتعاطف مع الآخرين وما يسخر بعضهم من بعض ، ولا يشعر هؤلاء الأبناء أنهم فقدوا أشياء ثمينة .

     يجب على المرء أن يفكر في إدارة المراهقين لأجهزة التكنولوجيا كم هي محيرة ؟ ليس لأن أفعالهم عبارة عن عثرة وزلة في سن المراهقة ، بل أنهم أصبحوا آلة النسج الرقمية تنسخ الصور والاستجابة السريعة لأوامر في الجهاز وإطاعة الصديق والمخاطر الاجتماعية الناجمة من التفاعلات بين الأقران وهكذا .

     عندما يفكر الآباء في أمر تربية الأولاد فأنهم يفكرون في أساس التربية الرقمية المعتمدة على المجاملات بين الأقران ، يفقد الأطفال اليوم اللغز العاطفي الذي يحتاجونه في سن النمو والنضج ، لذا يحتاجون إلى إرشاد من الوالدين والمعلمين وغيرهم .

ما هو المحك ؟

تقدير الذات : Self-esteem :
     العديد من الآباء الواعين يهتمون بتطوير تقدير الذات الصحية لدى الأبناء على الرغم من وجود عقبات تعترضهم في تربية الأبناء  ، فقد يواجهون  تحدياً عندما يتلف الابن هاتفه وعلى خلاف بعض الآباء فأنهم يوجهون توجيه وابل من الإرشادات  والأحكام المتعلقة بسلامة البدن عند تعرض الأولاد لمكروه  في أولى مراحلهم التعليمية  .

الخصوصية : Privacy :
     الأمر لا يتطلب أحد القراصنة أو الهاكر أو سارق كلمة " مرور" او يشارك في إلحاق الأذى الجسمي للأطفال الذين يشعرون بالخصوصية الشخصية ، مع أن الأسرار لا تبقى في الكتمان طويلاً ، هناك المئات من الضربات توجه إلى الأطفال من خلال توجيه الضربات إلى البيانات الشخصية لهم عبر التطبيقات والشبكات الاجتماعية وحتى في المدارس تتعرض  خصوصياتهم لخطر  ، وقد قامت شركة " غوغل " باستخراج البيانات عبر تطبيقات التعليم تخدم المدارس .

الشعور بالأمان :  Sense of security :
     كلمات مثل " المطارد " و " المحتال " تستخدم عند تربية هؤلاء الأولاد حيث يستعملها المراهق عندما يتكلم مع آخر ، أنها مصطلحات خطيرة تأتي مع الدعابة والتفكه بينهم ، وأصبح جيل التكنولوجيا يشعرون بجنون العظمة على فعل أشياء بسيطة مثل المشي على الحبل او ركوب الدراجة بغير مبالاة ، وإحساسهم بالشعور بالأمان مع زيادة الوصول إلى  بياناتهم الشخصية وأماكن تواجدهم جعلهم يشعرون ما يفعلون في أيام الصبا والمغامرات  .

ما دور الآباء في استعادة بعض القيم والأخلاق إلى الأولاد ؟

هناك ثلاثة آليات يمكن اقتراحها :
أ)
     التأكيد على تعلم وممارسة القيم والآداب خارج المنزل  : إذ يتأثر المراهق بأفكار الأقران ، وبالتالي يحتاج الأولاد إلى   تلقي الإرشاد من الوالدين ، ووفقاً لما نشر في مقالة  : Dr. Tim Elmore  : يمكن للوالدين تعزيز تقدير الذات في الأولاد عن طريق تحقيق  التوازن بين :
أ- الاستجابة  من خلال التشجيع ، الاعتقاد ، الفهم والدعم .
ب- الطلب من خلال بناء قواعد لمساءلة الأولاد .

     صدق أو لا تصدق كتب  " Elmore " : حقيقة تقدير الذات تبنى من خلال الإنجاز وليس من خلال التأكيد ، لذا يجب أن يشعر الأولاد أنهم قد انجزوا شيئاً بمهارتهم ، لأن إنجاز الكبار لهم يعني إرسال رسالة لهم أنهم عاجزون عن تأدية الواجب .

ب)
     تعليم الأولاد المحافظة على خصوصيتهم الشخصية وخصوصية غيرهم ، إذ يحاول بعض الأولاد تبادل بعض خصوصياتهم مع الأقران للوصول إلى مواقع عالم الانترنت ، ويجب تعليمهم حفظ هويتهم الشخصية من خلال استخدام رادار " غوغل" وغيره من محركات البحث ،  والاعتماد على إعدادات الخصوصية خلال الشبكات الاجتماعية وتطبيقاتها لدعم المحتوى الشخصي والبيانات الخاصة خارج الانترنت ، وإنشاء كلمات " السر " القوية تمنح الأولاد السيطرة على بياناتهم الشخصية .

ج)
     تنمية شعور الأمن الشخصي : في مقالة حديثة ل " Dr. Jim Taylor " كتب : من أهم الصفات التي يجب غرسها في نفوس الأطفال تنمية الشعور بالأمن ، هناك ثلاث رسائل من أجل تنمية هذا الشعور فيهم : الاخرون : هناك أناس يدافعون عني عند الخطر .
الذات : أنا أحق بامتلاك جسمي ، عقلي ، روحي ، و أنا قادر على رعاية نفسي والاعتناء بها .
العالم : هو المكان الآمن الذي استطيع ان اكتشف قيه الثقة والتحرر من الخوف .

     علينا كآباء أن نكون شجعان لنحافظ باستمرار سيطرتنا على حياة أطفالنا الرقمية ( الالكترونية ) والشجاعة تعني هنا أن نسمح لأنفسنا بالتثقيف ومتابعة المستجدات التكنولوجية ، واستعادة ما فقدانه .

     جيل اليوم لديه مخاوف جديدة عندما يتعلق الأمر بالتنمية الذاتية ، فالتفاعلات التي تتم عبر أجهزة التكنولوجيا للأسف قد تكون لها آثار عكسية على نموهم الشخصي ، لذا الإشراف على هذه التفاعلات من خلال أداة أو برنامج الأبوة الرقمية للتأكد على عدم تهديد أحد لصفة تقدير الذات أو التنمية الشخصية للأولاد .

أقول:
     مع إنا لا نؤيد ما طرح فيما يتعلق بمفهوم " الخصوصية " خاصة التي تعزز الأنا والذاتية والأنانية في نفس الأطفال لكن نؤيد حب لغيرك ما تحب لنفسك كدرجة ادنى او " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " كدرجة أعلى من أجل تنمية الذات او تكاملها  ، ومن جهة أخرى هناك نقد موجه إلى شركة " غوغل " بخصوص ما تقدمه من تطبيقات تخدم المنهج المدرسي ، اطلع على مقالتنا : "غوغل بلص : ملعب للمحتالين ، ما يجب على الاباء معرفته  "  في موقعنا / المسار للبحوث التربوية والاجتماعية .

المصدر :
3 ways to Restore Self-Esteem & Sense of Privacy to Digital Teens

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق