الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

طرق علاج إدمان استخدام أجهزة التكنولوجيا ، نصائح ومراكز - 1





طرق علاج إدمان استخدام أجهزة التكنولوجيا ، نصائح ومراكز
بقلم الباحث / عباس سبتي
سبتمبر 2014

مقدمة :
     توجد طريقتان لعلاج هذا الإدمان وطريقة : ما قام الباحثون والخبراء في مجال سلبيات التكنولوجيا بتقديم نصائح وإرشادات لمدمني التكنولوجيا ، وطريقة إنشاء مراكز صحية  لمدمني استخدام التكنولوجيا .

     تعاني كثير من الدول الغربية والشرقية من تزايد معدلات النسب المئوية في أعداد مدمني مستخدمي الانترنت ، وقد أجريت دراسات عديدة في هذا المجال أكثرها تركز على رصد سلبيات أجهزة التكنولوجيا ومنها قضية الإدمان على استخدام هذه الأجهزة  ، ولكن اختلف علماء وأطباء النفس والباحثون والخبراء في هل مصطلح " الإدمان " يطلق على هذا السلوك لمن يستخدم أي نوع من أجهزة التكنولوجيا ، وفي أحدث نسخة من دليل تشخيص الأمراض النفسية، المعروف باسم DSM 5، لم يقبل المحررون والضيوف أيضا إدخال إدمان الإنترنت على أنه أحد الاضطرابات النفسية، على الرغم من أن  الدليل أقر أن الموضوع يستحق دراسة إضافية من أجل إمكانية إدراجه باعتباره أحد الاضطرابات .

     على أي حال ، اختلاف في مصطلح أو مشكلة الإدمان الالكترونية بين الباحثين والخبراء لا يمنع من بيان سلبيات أجهزة التكنولوجيا وآثارها المدمرة على الناس صغاراً وكباراً ، ثم أن أكثر أعراض مدمني الكحول والمخدرات توجد في مدمني استخدام الانترنت ، وأهم الأعراض المشتركة بين  هؤلاء المدمنين هو سلب الإرادة منهم وخضوعهم لرغبات نفسية جامحة لا يستطيعون مقاومتها .

تعريف إدمان الانترنت :
     الإدمان عبارة عن  عدم قدرة النفس على المقاومة  في التخلي عن التصفح للمواقع الالكترونية وغيرها ومع ترك الأمور الضرورية دون إنجاز ، ولو أنه يستخدم الانترنت لأغراض علمية خاصة إذا قضى ساعات طوال ما بين 4-8 ساعات جلوساَِ  ، ويكون الاستخدام مفرطاً ، وعدم سماع من يذكر الأضرار الناجمة وراء ذلك ،  وتقاس درجة الإدمان هنا بالإضرار التي تلحق المدمن باستخدامه للانترنت  ( سبتي، دراسة الإدمان على استخدام الانترنت )

أول من اطلق مصطلح الإدمان :  
     وكان الطبيب النفسي الأميركي ايفان غولدبرغ هو أول من صاغ تعبير "اضطراب إدمان الانترنت" عام 1995، وأول من نبه لمشكلة إدمان استخدام التكنولوجيا (موقع البلد الالكتروني  20/6/2014  ) .

     ولكن هناك رأياً آخر يذكر أن أول من وضع مصطلح " إدمان الإنترنت " Internet Addiction، هي عالمة النفس الأميركية كيمبرلي يونغ Kimberly Young، التي تعد من أولى أطباء النفس الذين عكفوا على دراسة هذه الظاهرة في الولايات المتحدة منذ عام 1994.

     وتعرف يونغ : " إدمان الإنترنت " بأنه استخدام الإنترنت أكثر من 38 ساعة أسبوعياً. كما أنها قامت عام 1999 بتأسيس وإدارة " مركز الإدمان على الإنترنت " Center for Online Addiction لبحث وعلاج هذه الظاهرة، وقد أصدرت كتابين حول هذه الظاهرة هما " الوقوع في قبضة الإنترنت " Caught in the Net، و " التورط في الشبكة " Tangled in the Web.
     وكانت يونغ قد قامت في التسعينات بأول دراسة موثقة عن إدمان الإنترنت، شملت حوالي 500 مستخدم للإنترنت، تركزت حول سلوكهم أثناء تصفحهم شبكة الإنترنت، حيث أجاب المشاركون في الدراسة بنعم على السؤال الذي وجه لهم وهو : عندما تتوقف عن استخدام الإنترنت، هل تعاني من أعراض الإنقطاع كالإكتئاب والقلق وسوء المزاج ،وقد جاء في نتائج هذه الدراسة أن المشمولين في الدراسة قضوا على الأقل 38 ساعة أسبوعيا على الإنترنت، مقارنة بحوالي خمس ساعات فقط أسبوعياً لغير المدمنين. كما أشارت الدراسة أن من يمكن وصفهم بمدمني الإنترنت، لم يتصفحوا في الإنترنت من أجل الحصول على معلومات مفيدة لهم في أعمالهم أو دراساتهم ، وإنما من أجل الإتصال مع الآخرين والدردشة معهم عبر الإنترنت.

تقسم " يونغ " إدمان الإنترنت إلى خمسة أنواع هي :

1 ـ إدمان الفضاء الجنسي
Cybersexual addiction أي مواقع الجنس الإباحية.

2 ـ إدمان العلاقات السيبرية
Cyber - Relationship addiction أي التي تتم عبر الفضاء المعلوماتي Cyber Space،( مثل علاقات قاعات الدردشة ).

3 ـ إلزام الإنترنت
Net - compulsion ( المقامرة أو الشراء عبر الإنترنت ).

4 ـ الإفراط المعلوماتي  
Information overload ( مثل البحث عن المعلومات الزائدة عن الحد عبر الإنترنت ).

5 ـ ممارسة ألعاب الكومبيوتر الزائد عن الحد
Computer addiction
(موقع فانتازيا  25/4/2010  ، إدمان الانترنت وآثاره الجسمية والنفسية )

مقياس الإدمان :
     هناك العديد من الأبحاث قدمت بعضاً من المعايير التي تستطيع من خلالها «تشخيص مرض الإدمان» بدون حاجة إلى طبيب أو استشارة خبير، والأمر لا يقاس بعدد الساعات التي يجلسها الشخص أمام الإنترنت، فقد يقضي شخص ما خمس ساعات يوميا ولا يسمى هذا إدماناً، خصوصاً مع من يستخدمون الإنترنت لأغراض العمل والبحث.

     لذا فإن عدد الساعات وحدها ليس مقياسا للإدمان، وإنما هناك أسئلة أخرى يجب أن يجيب عنها الشخص لكي يعرف هل هو مدمن أم لا ؟  وهذه نماذج للأسئلة التي يجب أن يطرحها الشخص على نفسه، وضعتها الطبيبة «يونج» بعنوان «استجواب ثماني الأسئلة». ويلاحظ أنه نموذج معدل من «استجواب سبعة الأسئلة» التي تعرّف إدمان القمار، حيث إن الباحثة «يونج» ترى أنه أقرب مرض شبيه بإدمان الإنترنت ـ ورد في بحث صادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي ـ هو مرض إدمان القمار، وبالقياس عليه وضعت هذه الأسئلة وهي:

1ـ هل أنت «منغمس» أي «مشغول الذهن بما تفعله على الإنترنت» قبل وبعد تركه؟!.

2ـ هل ترى أنك تحتاج عدد ساعات أكثر على الإنترنت للوصول لدرجة الإشباع؟.

3ـ هل حاولت مراراً أن تقلل من عدد الساعات لكنك فشلت؟

4ـ هل تشعر بالقلق والاكتئاب وعدم الراحة أو تغير المزاج عندما تحاول أن تبتعد أو تقلل من استخدامك له؟

5ـ هل تقضي على الإنترنت وقتا أطول مما كنت قد حددته لنفسك؟

6ـ هل تعرضت علاقاتك الأسرية والاجتماعية ، كما تعرض أداؤك في العمل للتدهور بسبب الإنترنت؟

7ـ هل كذبت على عائلتك أو معالجك لكي تخفي مدى تورطك في استخدام الإنترنت؟

8ـ هل تستخدم الإنترنت كوسيلة للهروب من تغير المزاج أو مشاكلك النفسية مثل الاكتئاب أو القلق؟!.

الإجابة عن خمسة أسئلة منها «أو أكثر» بـ«نعم» تعني أنك مدمن إنترنت.

 (موقع مجلة الكويت ،  الإدمان الإلكتروني وباء عصر العولمة والإنترنت
 أحمد أبو زيد ،  العدد 370 ، 18/8/2014 )

     وبدورنا وضعنا بنود لقياس هذا الإدمان في دراستنا : الإدمان في استخدام الانترنت ، 2011 ،  قياس درجة إدمان الانترنت :

     يختلف مقياس درجة إدمان مستخدم الانترنت من حالة إدمان إلى حالة أخرى نتيجة عمر المستخدم ، وجنس المستخدم ونوع المواقع التي يرتادها ،وإرادة المستخدم المدمن على معرفة درجة إدمانه ،  لكل حالة مقياس خاص بها ، لكن للأسف تعرض بعض المواقع مقاييس لمعرفة مستوى إدمان الانترنت وهي غير مقننة وقد تكون عامة ، ولا تعطي نتائج دقيقة .

وهذه بعض أهم بنود المقياس عامة وتحتاج إلى بنود أخرى حسب نوع المستخدم  المدمن  :  

     1-أثر استخدام الانترنت على العلاقات الشخصية والاجتماعية والعمل سلباً .

     2- تفضيل وقت تصفح المواقع على بقية أوقات اليوم الأخرى : وقت الأكل وقت النوم وقت الاستذكار  وقت العمل داخل وخارج المنزل مع قلة النوم مصحوبا بالتعب والإرهاق .

     3- عدم شعور بهدر الوقت أمام شبكة الانترنت بينما قد تشعر بالملل والسام والضجر في قضاء الوقت في إنجاز أمور أخرى .

     4- عدم استماع لشكوى الأهل والأصدقاء بأضرار الانترنت .

     5- تزايد عدد الأصدقاء ( الافتراضيين)عن طريق الانترنت على الأصدقاء الحقيقيين .

     6- ظهور أعراض انسحابية على المدمن مثل حركة اليدين أو إحداها لا إرادياً كأنه يستخدم جهاز الكمبيوتر .

دراسات سابقة :
     وقد صدر حديثا كتاب بعنوان « إدمان الانترنت دليل ومرشد للتقييم والعلاج " من تحرير كل من الدكتورة كيمبرلي يونغ، والدكتور كريستيانو نابوكو دي إبريو، ويعد هذا الكتاب دليلا شاملا ومتكاملا عن موضوع الإدمان وأنواعه مثل إدمان الألعاب الالكترونية وإدمان المواقع الإباحية وإدمان ألعاب القمار وإدمان استخدام الشبكات الاجتماعية ويستعرض الكتاب استراتيجيات وأساليب العلاج ، وينقسم الكتاب   الكتاب إلى جزأين، يغطيان 15 فصلا، الجزء الأول بعنوان فهم هذا الإدمان .

     وتعد الدكتورة كيمبرلي يونغ، محررة الكتاب والباحثة الرئيسة، من أوائل الأطباء النفسيين الذين عكفوا على دراسة ظاهرة الإدمان وجذب الانتباه لقضية إشكالية استخدام الإنترنت في عام 1996، حيث قامت عام 1999 بتأسيس أول مركز لعلاج هذا الإدمان .

(موقع الشرق الأوسط ، العدد 12010 ، 16/10/ 2011   )

     أظهر استطلاع رأى أن غالبية تلاميذ المدارس الصينية الذين تتراوح أعمارهم بين 4 - 14 عاماً يفضلون الدخول على شبكة المعلومات الدولية الانترنت والاستمتاع بها أثناء أجازاتهم الصيفية.

     يأتى ذلك فى الوقت التى تعانى فيه الصين من ارتفاع معدل ادمان الانترنت حيث تم تصنيف نحو 13% من جملة مستخدمي الشبكة في البلاد من الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، ويبلغ عددهم 20 مليون شخص، في فئة مدمني الإنترنت.

     وأشار الاستطلاع إلى أن حوالي 4% فقط من الأطفال اختاروا ممارسة أنشطة خارج منازلهم خلال الإجازة الصيفية، فيما شارك 9% منهم في المخيمات التعليمية الصيفية.

     وأكد أحد المسئولين الطبيين بالبلاد أنه قبل خمس سنوات، لم يكن الإنترنت يتمتع بتلك الشعبية الحالية، وكان يفضل الأطفال قضاء إجازاتهم الصيفية في ممارسة الأنشطة المختلفة خارج منازلهم.

     الجدير بالذكر أن الصين التي تعاني من انتشار المحتوى الاباحي والمحتوى المعارض سياسياً على الانترنت، كانت قد حظرت افتتاح مقاهي انترنت جديدة هذا العام واصدرت لوائح تحدد وقت استخدام الانترنت وممارسة الالعاب على الشبكة العنكبوتية.

     يشار إلي أن الحياة المملة أثناء العطلة جعلت كثيرين يلجأون إلى ألعاب الكمبيوتر بحثا عن تسلية ، فهناك خيارين فقط هما التلفزيون والكمبيوتر.
( موقع  محيط الالكتروني ، عبدالمنعم فريد ، 19/9/2007) )

     في دراسة نشرت في مطلع شهر مايو هذا العام، أجرتها منظمة " أنقذوا الأطفال " العالمية
Save the Children، على معلمي المرحلة الإبتدائية في بريطانيا، تبين أن تكنولوجيا الإتصال الحديثة خلقت جيلاً من الأطفال يعاني من الوحدة وعدم القدرة علي تكوين صداقات. وجاءت النتائج بعد استطلاع أجراه الباحثون على عينة من 100 معلم، حيث أكد 70 بالمائة منهم أن قضاء أوقات طويلة تصل لدرجة الإدمان بشكل منفرد مع التكنولوجيا وبخاصة شبكة الإنترنت قد أثر سلباً على مهارات الأطفال الإجتماعية.

     من جانبها أكدت لورنا ريدين مديرة تطوير المدارس لدى المنظمة أن البحث أظهر أن استخدام قاعات الدردشة على الإنترنت وألعاب الكومبيوتر والهواتف الجوالة وغيرها من أنواع تكنولوجيا الإتصال الحديثة، قد جعل من الصعب جداً على الأطفال التفاعل مع بعضهم البعض، وبالتالي تدهورت مهاراتهم الإجتماعية، الأمر الذي جعل البعض منهم يقومون بسلوكيات سيئة وغير إجتماعية، بينما يلجأ البعض الآخر لاستخدام أسلوب الترهيب واستعراض القوة في التعامل مع أقرانهم بدلاً من التعايش معهم بشكل صحيح. كما أشارت الدراسة إلى أن تدهور قدرة الأطفال على اللعب وخلق صداقات مع أقرانهم في السنوات الأولى من عمرهم سيجعل من الصعب عليهم تكوين علاقات طويلة المدى مع زملاء العمل في المستقبل. وتفاعلا مع هذه القضية فإن منظمة " أنقذوا الأطفال " أقامت يومها السنوي تحت شعار " جمعة الصداقة "
Friendship Friday في الخامس والعشرين من شهر أيار الماضي، وذلك بهدف توعية الجمهور بهذه المشكلة العالمية وتشجيع الأطفال على تقدير قيمة الصداقة والتغلب على مشاعر العزلة من خلال تقديم أنشطة واختبارات مختلفة لهم.

إدمان الإنترنت فى مصر:
     فى إحدى الدراسات التي أجريت في مصر يوجد ما يزيد عن 2.5 مليون شخص يدمنون النت ويستخدمونه أكثر فى اللعب، ومشاهدة مباريات كرة القدم، والدخول على المواقع الاباحية وسماع أحدث الأغانى والأفلام، مع الإهمال التام للمواقع العلمية والدينية التى تثري من يطلع عليها.
(موقع مصريات دوت كوم )

     دراسة حديثة قام بها الباحثون النرويجيين عبر أرجاء العالم في عام 2012 م وهي أول دراسة علمية  تبين وتقيس إدمان استخدام فيسبوك  ، موقع فيسبوك كما يعلم الكثير عبارة عن موقع تبادل واتصال اجتماعي باستخدام جهاز الكمبيوتر ،  الهاتف المحمول والأجهزة المحمولة ، ويقوم المستخدمون بتجديد بياناتهم الشخصية وحالتهم الاجتماعية وتبادل البيانات مع الأصدقاء وأفراد الأسرة  ، وبالعكس ، والكل مشغول فكره وعقله بما يرسله إلى الآخرين من المواد والمحتويات .

     تهدف هذه الدراسة معرفة تحديد درجة إدمان استخدام فيسبوك ، حيث أجرى هذه الدراسة باحثون  في علم النفس لمساعدة الذين يعانون كسر اتصالهم الفكري باستخدام هذا الموقع ، ومع المقارنة فأن هذا النوع من الإدمان النفسي  يكون أشد من الإدمان الجسدي لان الانترنت قد انتشرت في الحياة اليومية للناس ، من البقالة إلى رسم خريطة المواقع والاتجاهات فأن الاتصال عبر الانترنت أصبح  أداة لا تقدر بثمن ، وهذا الاتصال لا يتم إلا من خلال دخول فيسبوك .
( سبتي ،  إدمان استخدام فيسبوك , 14/9/2014)

طرق العلاج التي اقترحها الباحثون والخبراء في مجال سلبيات أجهزة التكنولوجيا :
     يقول رايد هستر، مدير قسم الأبحاث في ''جماعة علاج السلوك'' ومصمم البرامج لموقع Moderatedrinking.com ، : ''توصيتي الأولى هي تخصيص أوقات محددة خالية من التكنولوجيا في حياتك، بحيث تصبح عادتك الجديدة ، أن ذلك لن يكون بالأمر السهل ،ستشعر ببعض الانزعاج في المراحل الأولى''.

     يقترح هستر وضع أهداف صغيرة كبداية. ويقول: ''على سبيل المثال، إذا كان هدفك عدم مراجعة البريد الالكتروني في عطلة نهاية الأسبوع، عليك أن تكتب على التقويم في كل يوم من أيام من عطلة نهاية الأسبوع أنك لم تفتح بريدك الإلكتروني. وربما تستطيع حتى أن تعطي نفسك يوم السبت مكافأة لأنك استطعت تحقيق ذلك'' .
( موقع الاقتصادية الالكتروني العدد 7273 ،9/9/2013 )

     تبين الإحصاءات سبب تنامي الاهتمام بعيادات الإدمان في شرق آسيا، حيث يمتلك 87 بالمائة من السكان في سنغافورة هواتف ذكية خاصة، بينما يمتلك 65 بالمائة من السكان في الولايات المتحدة هذه الهواتف. ويبلغ متوسط جلسة استخدام الفيس بوك في سنغافورة حوالي 38 دقيقة للشخص، وهو ضعف متوسط الوقت الذي يقضيه الأميركي على الفيس بوك.

     ويفسر الدكتور ادريان وانغ من المركز الطبي لعلاج الإدمان في غلين إيغلز في سنغافورة سبب تسجيل معدلات استخدام الفيس بوك ضعف الوقت المستخدم في الولايات المتحدة: "يتاح للأطفال في سن 7 و8 سنوات في سنغافورة فرصة استخدام الهواتف الذكية، ومن هنا تنمو عادات الاستخدام قبل سن المراهقة، ونظراً لأن معظم الأطفال بارعين في استخدام تطبيقات التكنولوجيا يحدث ذلك الارتباط والتعلق بها".

     يشرح وانغ خطوات العلاج: "الخطوة الأولى هي تحديد مسببات الإفراط في استخدام التكنولوجيا، هل هو الملل، أو التوتر، أو غير ذلك. ويتم شرح كيف أن الاستخدام المفرط بهدف تخفيف الملل أو التوتر يؤدي إلى تفاقمه".

     الخطوة الثانية، بحسب الطبيب النفسي ادريان وانغ هي "استكشاف أفكار الشخص على مستوى أعمق، لاستجلاء ما يعتقده عن سلوكه، وكيف ينظر إلى سلوك الإدمان. ويستغرق علاج الإدمان وقتاً، يشهد مراحل تقدم وتراجع، لكن يحدث التحسن على المدى الطويل".
(  موقع البلد الالكتروني  20/6/2014   )

ذكر أحمد أبو زيد بعض طرق العلاج لدى خبراء الإدمان  :
1ـ الاعتدال في المشاهدة بأن تكون ساعتين فقط يومياً، أما الزيادة عن ذلك فإنها تؤدي إلى القلق والعصبية.

2ـ أن يعي المصاب أنه يعاني من الإدمان لكي يبدأ في التفكير في تجنبه.

3ـ يحدد الوقت للعمل على الشبكة وعند تركها لا يفكر بالشبكة، أو بما يجري فيها.

4ـ المراقبة وخاصة للأطفال والطلاب، وكذلك على المدمن سؤال نفسه عن الأسباب التي تدفعه للهروب من الحياة الطبيعية والتعلق بالشبكة ومحاولة حل المشاكل الخاصة، وطلب مساعدة الأصدقاء والأسرة والأطباء النفسيين وغيرهم.
  (موقع مجلة الكويت ، العدد 370 ، 18/8/2014 ، الإدمان الإلكتروني وباء عصر العولمة والإنترنت ، أحمد أبو زيد )  

     وحسب رأي الدكتورة «كيمبرلي يونج» أستاذة علم النفس بجامعة بيتسبرج في برادفورد بالولايات المتحدة الأمريكية ـ والتي أعدت مجموعة من الدراسات حول الإدمان الشبكي ـ، فإن هناك عدة طرق لعلاج إدمان الإنترنت، أول ثلاث منها تتمثل في إدارة الوقت، ولكنه ـ عادة ـ في حالة الإدمان الشديد لا تكفي إدارة الوقت، بل يلزم من المريض استخدام وسائل أكثر هجومية تتمثل في الآتي:

عمل العكس:
     فإذا اعتاد المريض استخدام الإنترنت طيلة أيام الأسبوع نطلب منه الانتظار حتى يستخدمه في يوم الإجازة الأسبوعية، وإذا كان يفتح البريد الإلكتروني أول شيء حين يستيقظ من النوم نطلب منه أن ينتظر حتى يفطر، ويشاهد أخبار الصباح، وإذا كان المريض يستخدم الكمبيوتر في حجرة النوم نطلب منه أن يضعه في حجرة المعيشة... وهكذا.

إيجاد موانع خارجية:
     نطلب من المريض ضبط منبه قبل بداية دخوله الإنترنت بحيث ينوي الدخول على الإنترنت ساعة واحدة قبل نزوله للعمل مثلا، حتى لا يندمج في الإنترنت بحيث يتناسى موعد نزوله للعمل.

تحديد وقت الاستخدام:
     يطلب من المريض تقليل وتنظيم ساعات استخدامه بحيث إذا كان ـ مثلا ـ يدخل على الإنترنت لمدة 04 ساعة أسبوعيا نطلب منه التقليل إلى 02 ساعة أسبوعياً، وتنظيم تلك الساعات بتوزيعها على أيام الأسبوع في ساعات محددة من اليوم بحيث لا يتعدى الجدول المحدد.

الامتناع التام:
     كما ذكرنا فإن إدمان بعض المرضى يتعلق بمجال محدد من مجالات استخدام الإنترنت، فإذا كان المريض مدمناً لغرف الحوارات الحية ( الشات) نطلب منه الامتناع عن تلك الوسيلة امتناعاً تاماً في حين نترك له حرية استخدام الوسائل الأخرى الموجودة على الإنترنت.

إعداد بطاقات من أجل التذكير:
     نطلب من المريض إعداد بطاقات يكتب عليها خمسا من أهم المشاكل الناجمة عن إسرافه في استخدام الإنترنت كإهماله لأسرته وتقصيره في أداء عمله مثلا ويكتب عليها أيضا خمسا من الفوائد التي ستنتج عن إقلاعه عن إدمانه مثل إصلاحه لمشاكله الأسرية وزيادة اهتمامه بعمله، ويضع المريض تلك البطاقات في جيبه أو حقيبته حيثما يذهب بحيث إذا وجد نفسه مندمجاً في استخدام الإنترنت يخرج البطاقات ليذكر نفسه بالمشاكل الناجمة عن ذلك الاندماج.

إعادة توزيع الوقت:
     نطلب من المريض أن يفكر في الأنشطة التي كان يقوم بها قبل إدمانه للإنترنت، ليعرف ماذا خسر بإدمانه مثل: قراءة القرآن، والرياضة، وقضاء الوقت بالنادي مع الأسرة، والقيام بزيارات اجتماعية وهكذا...

الانضمام إلى مجموعات التأييد :
     نطلب من المريض زيادة رقعة حياته الاجتماعية الحقة بالانضمام إلى فريق الكرة بالنادي مثلا أو إلى درس لتعليم الخياطة أو الذهاب إلى دروس المسجد، ليكون حوله مجموعة من الأصدقاء الحقيقيين.

المعالجة الأسرية :
     في بعض الأحيان تحتاج الأسرة بأكملها إلى تلقي علاج أسري بسبب المشاكل الأسرية التي يحدثها إدمان الإنترنت بحيث يساعد الطبيب الأسرة على استعادة النقاش والحوار فيما بينها ولتقتنع الأسرة بمدى أهميتها في إعانة المريض، ليقلع عن إدمانه .

(موقع مجلة الكويت ، العدد 370 ، 18/8/2014 ، الإدمان الإلكتروني وباء عصر العولمة والإنترنت ، أحمد أبو زيد )  و (موقع فانتازيا  25/4/2010  ، إدمان الانترنت وآثاره الجسمية والنفسية ) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق