السبت، 9 أغسطس 2014

هل وقع المراهقون في قبضة مخاطر الإشباع الجنسي ؟





هل وقع المراهقون في قبضة  مخاطر الإشباع الجنسي ؟
بقلم الباحث/ عباس سبتي
4/7/2014

     على الرغم من أن ممارسة الجنس دون السن القانونية  التحدث فيها يشكل حرجاً  لأولياء الأمور ، لكن الحقيقة أن كثيراً من المراهقين متورطين في هذه القضية ،  وكلمة "  hooking up "  تعني وجود نشاط جنسي دون شروط  مع شريك آخر ، ويشير كثير من علماء الاجتماع إلى أن تيار هذا النشاط الجنسي هو جزء من حركة مجتمعية  أوسع نطاقاً من أجل الحصول على الإشباع الفوري خاصة في المجتمعات الغربية ، ولو أن هذا التيار بدأ يصل إلى المجتمعات غير الغربية أو المجتمعات المحافظة نتيجة  وجود مواقع الانترنت الإباحية  .

     يقول الآباء انه من غير المقبول أن يمارس المراهق الجنس ، وبينما بعضهم الآخر يتقبل ذلك إذا كان لا مر منه ، لكن هذا لا يعني أن المراهقين يجب الانخراط في أنشطة جنسية مع أناس مجهولين  خاصة إذا فكر الآباء بالعواقب الوخيمة والخطيرة لهذه الأنشطة على الجميع .

     يتحدث بعض المراهقين عن " الأصدقاء مع الفوائد " وهو مصطلح يعني ممارسة الجنس العابر والسريع  بين طرفين دون  أن يكون هناك مغازلة  أو صداقة بينهما ، تشير دراسة بشان " الطلبة المعارضون للقرارات الهدامة "  إلى أن كل واحد من أربعة من طلبة الصف السادس وواحد من ثلاثة من طلبة الصف السابع متورطون بالنشاط الجنسي ، وثلاثة من أربعة من طلبة الصف الثاني عشر متورطون بالنشاط الجنسي ، وببساطة المراهقون يتلهفون لتناول الحلوى دون أن يأكلون الوجبة الرئيسة كما يقول المثل وهذا يصور لنا قصر نظرتهم في قضية الجنس وتبعاتها  الخطيرة .

     لماذا  يتورط المراهق بممارسة الجنس في سن مبكرة ؟ قد يظن المراهق أن كثيراً من أترابه يفعلون ذلك ، وهذا كيفن Kevin عمره (15) سنة يقبل فتاة ويقول أن الجميع يقوم بهذا ، والمشكلة الخطيرة أن وسائل الأعلام تعرض وبشكل صارخ صوراً مثيرة للجنس ، وقد نجحت المجلات وبرامج التلفاز والموسيقا والانترنت في غسيل المخ للمراهقين والمراهقات لممارسة  الجنس .

     عندما تقوم أجهزة الأعلام المتنوعة باستخدام النساء شبه العاريات ونشر المواد المثيرة للجنس من اجل الربح التجاري وجذب انتباه المشاهدين  فأنها تحط من قيمة وفعل الجنس وقداسته ،  وعندما يقضي المراهقون والمراهقات أوقات فراغهم أمام وسائل الأعلام فأنهم يتعودون على ممارسة الجنس كعادة اجتماعية مقبولة ، لذا عندما يفشل المراهق في إشباع غريزته فأنه يعتقد أنه غير طبيعي وشاذ ، كذا عندما يشاهد المرء التلفاز فأنه  يظن ويفترض أن الجميع يمارس  الجنس .

     التكنولوجيا ساعدت على ممارسة النشاط الجنسي أكثر مما مضى ، فكل مراهق لديه هاتف محمول الذي يسهل له التواصل مع الآخرين بشكل فوري ، والمراهقون يميلون إلى التحدث عبر الانترنت ومن خلال الرسائل النصية  بأمور غير محتشمة قد لا تقال بين شخصين وجهاً لوجه ، وأنه من السهولة بمكان كتابة رسالة مثيرة جنسياً من أن يتحدث بها بصوت عال ، هذه التكنولوجيا جعلت المراهقين في تيار النشاط الجنسي المحموم .

     في الحقيقة أن نقل الهاتف المحمول لصور ومقاطع فيديو قد فتح الباب لممارسة الجنس علانية ، وتعني كلمة الجنس نقل كلمات مثيرة للجنس والصور والفيديو عبر الهواتف المحمولة ، وبالتالي لا يصمد المراهقون أمام هذه الإغراءات فيقعون في ورطة .

     أجرت كلية الطب في جامعة تكساس  Texas دراسة بهذا الشأن حيث أشارت إلى أن 28% من المراهقين قد اعترفوا بنشر وكتابة أمور جنسية عبر جهاز التكنولوجيا  ،و 2،76% منهم قد اعترف بممارسة الجنس مع طرف آخر  ، وأجرت جامعة دريكسيل Drexel مسحاً لاستطلاع آراء (200) طالباً حيث أشارت الدراسة إلى أن أكثر من نصف عدد الطلبة اعترفوا أنهم نشروا وكتبوا بأمور جنسية عندما كانوا قصر وأحداثاً ، وهذا يعني أن التكنولوجيا قد ساهمت إلى دفع المراهقين نحو الإشباع الفوري للجنس .

     المراهقون يستخدمون تطبيقات جديدة مثل تطبيق " Tinder " الذي صمم من أجل لعقد العلاقة بين الجنسين وكثير من المراهقين يستخدمون هذا التطبيق من أجل متابعة العلاقات الجنسية مع الطرف الآخر ، يقول مراهق عمره (16) سنة : كل شخص أعرفه يشاهد هذا البرنامج لممارسة الجنس ، وتقول فتاة عمرها (17) سنة أنها تشاهد البرنامج " دائماً " ويقول فتى عمره (18) سنة كثير من المراهقين يستخدمون هذا التطبيق كوسيلة لإشباع الجنس .

     يسمح برنامج " Tinder " لكل من تجاوز (13) من عمره  أن يحصل على خدمة البرنامج  ، ويشير منظمو البرنامج أن 7% فقط من المستخدمين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 سنة  وهذه الفئة العمرية يشترط لها  أن تتواصل مع نفس فئة العمر لها ، لكن ليس هناك مانع يمنع المراهقين من الكذب بشان أعمارهم واستخدام البرنامج مع من  أكبر منهم سناً .

     يجب على الوالدين التأكد من عدم تورط الأبناء في سن المراهق بهذا البرنامج ، ومن الضروري الاقتراب إلى الأبناء وفتح الحوار حول قضايا الجنس ، وأن ممارسة الجنس لها آثار جسدية ونفسية خطيرة ، وأن عليهم ألا يستسلموا لضغوط الأصدقاء وغيرهم ويمارسوا الجنس ، ويجب  أن يستمر النقاش بهذه القضية مع الأبناء لكي يفتحوا قلوبهم ويصرحوا بأي ضغط  أو غيره قبل أن يتورطوا بها ، ويمكن للآباء الاستعانة ببعض المواقع الالكترونية مثل "  uKnowKids " للاطلاع على الرسائل النصية الموحية أو المثيرة للجنس في ملفات الأبناء كي لا يقعوا في الخطأ . 

المصدر :


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق