هل وقع المراهقون في قبضة مخاطر الإشباع الجنسي ؟
بقلم الباحث/ عباس سبتي
4/7/2014
على الرغم من أن ممارسة الجنس دون السن
القانونية
التحدث فيها يشكل حرجاً لأولياء الأمور ، لكن الحقيقة أن كثيراً
من المراهقين متورطين في هذه القضية ،
وكلمة " hooking up " تعني وجود
نشاط جنسي دون شروط مع شريك آخر ، ويشير
كثير من علماء الاجتماع إلى أن تيار هذا النشاط الجنسي هو جزء من حركة
مجتمعية أوسع نطاقاً من أجل الحصول على
الإشباع الفوري خاصة في المجتمعات الغربية ، ولو أن هذا التيار بدأ يصل إلى
المجتمعات غير الغربية أو المجتمعات المحافظة نتيجة وجود مواقع الانترنت الإباحية .
يقول
الآباء انه من غير المقبول أن يمارس المراهق الجنس ، وبينما بعضهم الآخر يتقبل ذلك
إذا كان لا مر منه ، لكن هذا لا يعني أن المراهقين يجب الانخراط في أنشطة جنسية مع
أناس مجهولين خاصة إذا فكر الآباء
بالعواقب الوخيمة والخطيرة لهذه الأنشطة على الجميع .
يتحدث
بعض المراهقين عن " الأصدقاء مع الفوائد " وهو مصطلح يعني ممارسة الجنس
العابر والسريع بين طرفين دون أن يكون هناك مغازلة أو صداقة بينهما ، تشير دراسة بشان "
الطلبة المعارضون للقرارات الهدامة "
إلى أن كل واحد من أربعة من طلبة الصف السادس وواحد من ثلاثة من طلبة الصف
السابع متورطون بالنشاط الجنسي ، وثلاثة من أربعة من طلبة الصف الثاني عشر متورطون
بالنشاط الجنسي ، وببساطة المراهقون يتلهفون لتناول الحلوى دون أن يأكلون الوجبة
الرئيسة كما يقول المثل وهذا يصور لنا قصر نظرتهم في قضية الجنس وتبعاتها الخطيرة .
لماذا يتورط المراهق بممارسة الجنس في سن مبكرة ؟ قد
يظن المراهق أن كثيراً من أترابه يفعلون ذلك ، وهذا كيفن Kevin عمره (15) سنة يقبل فتاة ويقول أن الجميع يقوم بهذا
، والمشكلة الخطيرة أن وسائل الأعلام تعرض وبشكل صارخ صوراً مثيرة للجنس ، وقد
نجحت المجلات وبرامج التلفاز والموسيقا والانترنت في غسيل المخ للمراهقين والمراهقات
لممارسة الجنس .
عندما
تقوم أجهزة الأعلام المتنوعة باستخدام النساء شبه العاريات ونشر المواد المثيرة
للجنس من اجل الربح التجاري وجذب انتباه المشاهدين فأنها تحط من قيمة وفعل الجنس وقداسته ، وعندما يقضي المراهقون والمراهقات أوقات فراغهم
أمام وسائل الأعلام فأنهم يتعودون على ممارسة الجنس كعادة اجتماعية مقبولة ، لذا
عندما يفشل المراهق في إشباع غريزته فأنه يعتقد أنه غير طبيعي وشاذ ، كذا عندما
يشاهد المرء التلفاز فأنه يظن ويفترض أن
الجميع يمارس الجنس .
التكنولوجيا
ساعدت على ممارسة النشاط الجنسي أكثر مما مضى ، فكل مراهق لديه هاتف محمول الذي
يسهل له التواصل مع الآخرين بشكل فوري ، والمراهقون يميلون إلى التحدث عبر
الانترنت ومن خلال الرسائل النصية بأمور
غير محتشمة قد لا تقال بين شخصين وجهاً لوجه ، وأنه من السهولة بمكان كتابة رسالة
مثيرة جنسياً من أن يتحدث بها بصوت عال ، هذه التكنولوجيا جعلت المراهقين في تيار
النشاط الجنسي المحموم .
في
الحقيقة أن نقل الهاتف المحمول لصور ومقاطع فيديو قد فتح الباب لممارسة الجنس
علانية ، وتعني كلمة الجنس نقل كلمات مثيرة للجنس والصور والفيديو عبر الهواتف
المحمولة ، وبالتالي لا يصمد المراهقون أمام هذه الإغراءات فيقعون في ورطة .
أجرت
كلية الطب في جامعة تكساس Texas دراسة بهذا الشأن حيث
أشارت إلى أن 28% من المراهقين قد اعترفوا بنشر وكتابة أمور جنسية عبر جهاز
التكنولوجيا ،و 2،76% منهم قد اعترف
بممارسة الجنس مع طرف آخر ، وأجرت جامعة
دريكسيل Drexel
مسحاً لاستطلاع آراء (200) طالباً حيث أشارت الدراسة إلى أن أكثر من نصف عدد
الطلبة اعترفوا أنهم نشروا وكتبوا بأمور جنسية عندما كانوا قصر وأحداثاً ، وهذا
يعني أن التكنولوجيا قد ساهمت إلى دفع المراهقين نحو الإشباع الفوري للجنس .
المراهقون
يستخدمون تطبيقات جديدة مثل تطبيق " Tinder " الذي صمم من أجل لعقد العلاقة بين الجنسين
وكثير من المراهقين يستخدمون هذا التطبيق من أجل متابعة العلاقات الجنسية مع الطرف
الآخر ، يقول مراهق عمره (16) سنة : كل شخص أعرفه يشاهد هذا البرنامج لممارسة
الجنس ، وتقول فتاة عمرها (17) سنة أنها تشاهد البرنامج " دائماً "
ويقول فتى عمره (18) سنة كثير من المراهقين يستخدمون هذا التطبيق كوسيلة لإشباع
الجنس .
يسمح
برنامج " Tinder
" لكل من تجاوز (13) من عمره أن يحصل
على خدمة البرنامج ، ويشير منظمو البرنامج
أن 7% فقط من المستخدمين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 سنة وهذه الفئة العمرية يشترط لها أن تتواصل مع نفس فئة العمر لها ، لكن ليس هناك
مانع يمنع المراهقين من الكذب بشان أعمارهم واستخدام البرنامج مع من أكبر منهم سناً .
يجب
على الوالدين التأكد من عدم تورط الأبناء في سن المراهق بهذا البرنامج ، ومن
الضروري الاقتراب إلى الأبناء وفتح الحوار حول قضايا الجنس ، وأن ممارسة الجنس لها
آثار جسدية ونفسية خطيرة ، وأن عليهم ألا يستسلموا لضغوط الأصدقاء وغيرهم ويمارسوا
الجنس ، ويجب أن يستمر النقاش بهذه القضية
مع الأبناء لكي يفتحوا قلوبهم ويصرحوا بأي ضغط
أو غيره قبل أن يتورطوا بها ، ويمكن للآباء الاستعانة ببعض المواقع
الالكترونية مثل " uKnowKids " للاطلاع على
الرسائل النصية الموحية أو المثيرة للجنس في ملفات الأبناء كي لا يقعوا في الخطأ
.
المصدر :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق