الأحد، 10 أغسطس 2014

التكنولوجيا : تهديد لصحة شعوب العالم المتقدم




التكنولوجيا : تهديد لصحة شعوب العالم المتقدم
الباحث / عباس سبتي
1/6/2014

     إذا أستطاع الأب إقناع طفله أن لا يمارس الألعاب الالكترونية  ويذهب للعب خارج المنزل أو يحاول إقناع ابنه المراهق بالتخلي عن الهاتف الذكي  ليتناول وجبة الطعام بشكل منتظم ، فأن هذا الأب يدرك تأثير التكنولوجيا على النشاط البدني وعلى النظام الغذائي للأبنائه ، بينما المبتكرات الجديدة تجعل البحوث أسهل فيما مضى وأنها تسبب المخاطر الصحية لذا يواجه الأطفال والمراهقون التهديد الحقيقي لحياتهم .

     إنه ليس من قبيل المصادفة أن تجد ارتفاع معدلات السمنة بين الأطفال بالولايات المتحدة وغيرها ، بينما يحاول المفكرين والباحثين في تسخير التكنولوجيا لسعادة الإنسان ، فأن هناك سلبيات كثيرة تواجه الإنسان المعاصر

     شنت السيدة الأولى ( أوباما ) الحرب ضد السمنة  مرحلة الطفولة في 2010 ، حيث نظمت حملة " دعونا نتحرك " الوطنية التي ركزت على  الاتجاه العكسي لتأثيرات السمنة خلال الثلاثة العقود الماضية ، وذلك بسبب أن ثلث الأحداث والقصر بالولايات المتحدة يعانون من زيادة السمنة  في الوقت الراهن ، قبل الثلاثة العقود الماضية واحد من تسعة منهم كان يواجه هذه المشكلة ، ويهدف الجزء الكبير من تلك الحملة منع تأثير التكنولوجيا على الصحة ، ومناقشة قضايا السيارات والباصات التي حلت محل المشي إلى المدرسة ، وعمليات  الإنتاج الحديثة للمواد الغذائية التي تفضل المواد الحافظة على القيمة الغذائية ، وقضاء الوقت بممارسة ألعاب الفيديو ، ومشاهدة التلفاز وتصفح الانترنت  بدلاً  من الرياضة في النوادي والصالات وفي الحدائق العامة وغيرها .
مخاطر الإشباع الفوري :
     في حين  أنه من الصعوبة بمكان التمييز بين العلاقة والسبب عندما يتعلق الأمر بمعدلات السمنة هناك أثر لا ينكر للتكنولوجيا على الصحة العامة بسبب الطريقة التي تغيرت  متوسط مرحلة الطفولة الأمريكية  ، وقت الشاشة هو الوقت الذي يقضيه الطفل أمام التلفاز ، الآيباد ، الكمبيوتر ، الهاتف المحمول وجهاز الألعاب  ، وهذه الكلمة الطنانة في أوساط الآباء لسبب وجيه وهو تلقي الإنذارات الفورية  من الشبكات الاجتماعية  وجمع النقاط لألعاب الفيديو التي ستصبح حالة إدمان مثل القمار لأنها توفر الإشباع الفوري ولكن لا يدون طويلاً .
     ولاحظ المعلمون قلة فترات انتباه الطلبة لشرح المعلم بسبب هذه المشكلة ، وأصبح الأطفال لديهم صعوبة التركيز في صفحات الكتاب  أو السبورة عندما تكون أدمغتهم تفكر بالأسلاك والصور والمعلومات كل لحظة وثانية بدلاً من الدرس ، وطبعاً هذا يعني أن الأطفال أكثر ميلاً في البقاء والجلوس لتلقي المكافأة من الشاشة الثابتة .

تهديد صحة شعوب العالم المتقدم :
     إذا كان الآباء قلقون بشأن تأثيرات التكنولوجيا على مستقبل صحة أبنائهم ومرحلة نموهم  فأنهم يكونون محظوظين ، كيف ؟ في القرن الحادي والعشرين الأداة الاقتصادية الكبيرة لتطوير البلدان هي الاستثمار في مجال الابتكار التكنولوجي الذي يثري الاقتصادي الوطني ويجعل التعليم أكثر يسراً ويشجع على الاكتشافات الطبية والعلمية ويجعل الأطفال والكبار على حد سواء في تواصل وتعاون مع أصدقائهم في المجتمع العالمي ، ومع ذلك فأن الفوائد للتكنولوجيا لها حقائق مزيفة  إذ تشكل خطراً على حياة المميزين .
     معهد ميلكن " Milken"  هو مركز الأبحاث الاقتصادية  يعمل بشكل مستقل في ولاية كاليفورنيا ، نشر تقريراً في أغسطس عام 2012 عن قياس تأثير التكنولوجيا على الصحة في الدول النامية وتناول التقرير موضوعات الأطعمة المصنعة وأوقات الجلوس أمام الشاشة المتكررة ، وقد وجد الفريق البحثي أن معدلات السمنة ارتفعت  بسنة 4،1%  بزيادة 10% في ميزانية الحكومة لتكنولوجيا الاتصالات .

ما هو العمل ؟
     لا يمكن الاختيار بين اللياقة البدنية والتكنولوجيا ويمكن للأسر أن يكون لها أفضل الأشياء في مجال الرياضة والتكنولوجيا وتتضمن الابتكارات في أسلوب الحياة الأكثر صحياً على سبيل المثال لعبة ألعاب الفيديو يجعل المطورين يفكرون لدمج ممارسة الرياضة بالتحديات التي تظهر على الشاشة ، فالتخلص من وحدات التحكم المحمولة والاستثمار في النظام الذي يتيح استخدام أعضاء الجسم في السيطرة على اللعبة ، وهذه  صيحة المستقبل للوحة المفاتيح وأنها لا تباطؤ في الحركة لأي وقت ولو لم يحمل المستخدم احدث جهاز ونظام فأنه لا يمر وقت طويل قبل انخفاض أسعر هذه الأجهزة .
     إذا لم يستطع الوالدان إغلاق جهاز الهاتف المحمول للطفل طوعاً  والاستفادة منه بأقل وقت ، هناك كثير من الأجهزة الهاتفية واللوحية توجد فيها نظام الرقابة الأبوية ، فإذا كان الأب يدفع فاتورة الحساب فلا يخشى طالما هناك نظام لوضع حدود وقيود على الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية اليومية  والتطبيقات  الالكترونية الأخرى ، فإذا كان الطفل يطلق النار على الطيور المتحركة لمدة نصف الساعة في اليوم فانه يقتنع أكثر بالاستفادة من وقت استخدام الهاتف المحمول ، ولا ينسى الوالدان تثبيت التطبيقات والبرامج التي تشجع على حركة أعضاء الجسم ليشكل تحدياً للطفل في ممارسة الألعاب الالكترونية .
     وضع لوحة لتحديد سرعة وحركة أعضاء الجسم في جهاز الطفل لمعرفة مستوى اللياقة البدنية للطفل وتقليل كمية الأطعمة التي يتناولها والسماح له بتسجيل الوجبات الغذائية وتلقي النصائح عن طريق المحاكاة من خلال الإشباع الفوري للتطبيقات التي يستخدمها لتحقيق نتائج مفيدة .
     مثال يحتذي به وهو إغلق جهازك وارتدي حذاء رياضة المشي لأنه حان وقت ممارسة الرياضة أنه لم يحن الوقت كي تؤثر أجهزة التكنولوجيا على صحة الأطفال ، أليس كذلك ؟   

أقول :
     هذه المقترحات مفيدة خاصة للوالدين اللذين يهمهما صحة طفلهما ويبذلوا الجهد والوقت لتوعية  نفسيهما ببرنامج الرقابة الأبوية على أجهزة الأطفال من أجل حمايتهم والمحافظة على صحتهم البدنية والنفسية والعقلية ، صحيح قد توجد هذه المقترحات في الدول الغربية التي شعرت بالتحديات الكبيرة التي واجهتها من قبل أجهزة التكنولوجيا لكن لم يفت الوقت عندنا كي نوعي أفراد الأسرة بتجنب هذه التحديات ولو أدى الأمر إلى الالتحاق بالدورات التثقيفية والإرشادية .
 

المصدر :



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق