الأحد، 10 أغسطس 2014

مشاركة وتعامل المراهق مع الغرباء عبر الانترنت دون علم الآباء





مشاركة وتعامل المراهق مع الغرباء عبر الانترنت دون علم الآباء
الباحث/ عباس سبتي
20/6/2014

مقدمة :
     هل تعلم حقاً ما يعمله أطفالك طوال الوقت ؟ ربما لا تعلم . إلا إذا كنت مطارداً ( مجرد مزاح ) ولكن في الحقيقة هناك بعض   عناصر الثقة ولا يمكن أن تكون معهم دائماً وهذا ينطبق على عالم الانترنت ، وكآباء ينبغي عليهم أن يدركوا ماذا يعمل الأطفال وتعليمهم " قواعد وأحكام الطريق " وحمايتهم ولكن ليس دائماً يبقى الآباء مع الأطفال في كل لحظة وفي كل يوم .

     وعلى الآباء أن يعرفوا أن أبناءهم يمارسون أنشطة عبر الانترنت التي قد تعرضهم للمخاطر ، ودراسة مكافي بشان المراهقين وأجهزة التكنولوجيا لعام 2014 أشارت إلى أن المراهقين والمراهقات يتواصلون بالاتصال بالغرباء عبر الانترنت من خلال تبادل المعلومات على الرغم من  أنهم يدركون أن هذه الأنشطة قد تعرضهم إلى المشكلات .

     أجريت شركة مكافي ، McAfee " دراسة عن المراهقين وأجهزة التكنولوجيا في وقت سابق من هذا الشهر لبيان عمق صدمة كيف يتعامل المراهقون مع الغرباء عبر الانترنت ، وأشار معد هذه الدراسة  "    Robert Siciliano " أن : 75% من المراهقين والمراهقات لهم أصدقاء في عالم الواقع ، ولكن 59% منهم يتعاملون مع الغرباء عبر الانترنت ، وأن واحداً من أثنا عشر منهم يقابل أحد الغرباء في عالم الواقع ، وهذا يمكن أن يكون بسبب أن 33% منهم يشعرون بقبول الصديق عبر الانترنت بدلاً  في عالم الواقع .

حقائق إضافية لفهم المشكلة :
     يتبادل المراهقون والمراهقات البيانات الشخصية فيما بينهم ،  50% منهم يتبادل عنوان البريد الالكتروني مع غيره ، و30% منهم يتبادل أرقام هواتفهم و14% منهم يتبادل عنوان المنزل ، وعلى الرغم من أن 77% منهم يعرف أن ما نشر عبر الانترنت لا يمكن حذفه ، و80% منهم يعرفون من خلال آبائهم كيفية استخدام الانترنت بشكل آمن  .

     الصداقة عبر  وسائل الأعلام الاجتماعية  ليست دائماً ودية ، 52% من المراهقين والمراهقات ينشب بينهم نزاع بسبب هذه الوسائل ، و50% منهم تصادفه مشكلات في المنزل أو في المدرسة ، و49% منهم لم يأسف ما نشره عبر هذه المواقع .

     أطفالنا ما زالوا يخفون عنا أشياء ، على الرغم من  أن 90% منهم يعتقد أن الوالدين يثقون بما يقومون به عبر الانترنت  فأن 45% منهم يغيرون سلوكهم عبر الانترنت عندما يعلمون أن الوالدين يراقبونهم ، و53% منهم يغلق أن يقلل من تصفح الويب الخاصة بهم عندما يشعرون أن والديهم يفتحون غرفة النوم الخاصة بهم ، و50%منهم يمسح ويحذف ما قام به من أنشطة غير لائقة عبر الانترنت .

     من المثير للقلق أن 24 % منهم أفاد  أنهم لا يعلمون كيف يتصرفون في حال تعرضهم إلى حادثة التسلط  ( كيف يبتعدون عن صفحة مرتكب التسلط وحجب هذا المعتدي عن صفحتهم ) وأكثر من 87% منهم شاهد عيان لحوادث التسلط ، و26% منهم كان ضحية التسلط بإرادته وباختياره  .

     نتائج دراسات سابقة عن "  المراهقين وأجهزة التكنولوجيا " قد تكون مربكة ، وأن شيئاً واحداً لغالبية المراهقين هو أنهم لا يدركون عاقبة تبادل المعلومات مع الغرباء تكون خطيرة ، وتشير بعض النتائج أن الكثير من المراهقين يعرفون أنهم يجب ألا ينشروا البيانات الخاصة بهم أو أن يتواصلوا مع الغرباء عبر الانترنت  لكنهم يفعلون ذلك على أي حال ،  بغض النظر لنوايا المراهقين فأن معظم المحتالين عبر الانترنت يشكلون خطراً كبيراً مع هذه الأنواع من السلوكيات الرقمية .

     إلى جانب ذلك تمكين المحتالين ليكون أكثر جاهزية في افتراس المراهقين ، هناك أخطار أخرى قد تأتي من تبادل المعلومات أو التحدث مع الغرباء ، ففي  إجازة الصيف يتطلع اللصوص في البحث عبر وسائل الأعلام الاجتماعية ليقرروا متى وأين يسلب أكثر فيما مضى ، أفاد مسح "  فريدلاند  ، Friedland " أن 78% من اللصوص يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وموقع الزوايا الرابعة ،  FourSquare  " للبحث عن الأماكن لسطوها ، وعند نشر عناوين المنازل وأوقات العطل و تواصل بعض المراهقين مع الغرباء عبر الانترنت أنها وصفة كارثية .

     حقيقة إخفاء المراهقين البيانات عن والديهم هي مشكلة أخرى تواجه المراهقين والمراهقات ، وقد نشرنا مؤخراً بشأن كيف أن الأطفال يستخدمون تكتيكاً يسمونه " كتابة الاختزال الاجتماعي " لإيجاد رموز وشيفرة سرية بين الأصدقاء خصوصاً لإخفاء المعاني الحقيقية لرسائلهم من والديهم ، والمراهقات والمراهقون يستخدمون " التطبيقات المخفية " وغالباً ما يستخدمون الرموز مثل الآلات الحاسبة لإخفاء التطبيقات الخطيرة مثل الصوفان ( مادة تقدح بها النار )  أو كلمة الهمس .

     قبل أي شيء تشير دراسة  شركة مكافي ، McAfee أن على الآباء أن يتوقعوا هذه القضايا الرقمية مع الإجراءات الوقائية  ، وأفادت أن نصف عدد من استطلعت آراؤهم من المراهقين والمراهقات يخفون أنشطتهم الرقمية عن آبائهم ، بالإضافة إلى انتشار حوادث التسلط بين المراهقين والانفتاح على الغرباء ، لذا توصي الدراسة إلى اتخاذ الآباء كل التدابير اللازمة لتجنب هذه القضايا .

     الإشراف على الأفعال الرقمية للمراهقين والمراهقات يعني ضمانة الحماية لما هو المطلوب ( كما أشارت دراسة McAfee ) ومن خلال فتح العيون على الإجراءات الرقمية لهؤلاء الشباب بواسطة أداة  الاستعلام الأبوي لموقع    uKnowKids  التي تمكن الآباء الاطلاع على مواقع التواصل الاجتماعي وأنشطة الرسائل النصية  ، ومن خلال هذه المراقبة الأبوية يستطيع الآباء ضمان إحاطتهم بأي التعاملات مع الغرباء أو حوادث التسلط  أو خطر الغريب الذي قد يتطاول عالم المراهقين الرقمي .

أقول :
     نحن نعيش في عالم الغرابة وظهور شواذ من الناس باطنهم عبارة عن حيوانات مفترسة همها الاعتداء الجنسي أو الجسدي على الضحايا وغالبيتهم من الأطفال والمراهقات ، هؤلاء الشواذ يعدون من إفرازات الحضارة الغربية المعاصرة التي لم تربي الإنسان على الأخلاق والقيم وإنما تركز على إشباع غرائزه المادية من أكل وجنس ووو ... .


المصدر :



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق