الأحد، 10 أغسطس 2014

هل يعاني الطفل من إدمان ممارسة الألعاب الالكترونية ؟





هل يعاني الطفل من إدمان ممارسة الألعاب الالكترونية ؟
بقل الباحث / عباس سبتي
10/7/2014

     عدد الأطفال المدمنين بألعاب الفيديو يتزايد بمعدل ينذر بخطير  ، كثير من الأطفال يختارون التلفاز وأجهزة التكنولوجيا من أجل التفاعل الشخصي بين الأصدقاء وأفراد الأسرة  ، وأصبحت الألعاب مطورة بحيث لها تأثير على اللاعبين والسيطرة عليهم لم يسبق له مثيل ، دعنا نلقي نظرة على بعض علامات إدمان ممارسة الألعاب الالكترونية جنباً إلى جنب مع بعض الاستراتيجيات التي تمكن الآباء فطم الأطفال من هذه الألعاب .

علامات الإدمان :
     قد يصبح الطفل مدمناً لألعاب الفيديو إذا قضى وقت فراغه  أمام الشاشة ، وأول شيء يفعله الطفل بعد عودته من المدرسة أن يذهب رأساً إلى جهاز الكمبيوتر لممارسة لعبة " Xbox Live   " أو لعبة " حرب النجوم " لعل لدى الطفل مشكلة ، فبعض الأطفال يمارسون الألعاب من أجل الهروب من عالم الواقع ، ولو أن  بعض الألعاب تجعل اللاعبين يتفاعلون مع اللاعبين الآخرين اجتماعياً لكن لا ينبغي أن تصبح هذه الألعاب وسيلة تواصل بين الأطفال بدلاً من التواصل بين الناس في عالم الواقع  .

حقائق وأرقام :
     أبطات المنظمة الأمريكية للطب النفسي بالاعتراف بإدمان الانترنت أو الشاشة ، ومع ذلك فأن التشخيص الأخير وأحدث الإحصائيات الصادرة  عن دليل (APA ) قد أقر أن إدمان ممارسة الألعاب الالكترونية تستدعي مزيداً من الدراسة ، وبالإضافة إلى ذلك فأن معظم الباحثين والجماعات العلمية بالولايات المتحدة في البلدان الأخرى قد حددوا هذا الإدمان كمرض نفسي حقيقي .

     أجرى الباحث " Douglas Gentile " دراسة بشأن إدمان ألعاب الفيديو فوجد أن أكثر من 9% من الأطفال تظهر عليهم علامات الإدمان ، وأجرت مؤسسة " Kaiser Family Foundation" دراسة أيضا لاستطلاع آراء (2000) طفلاً بين أعمار 8-18 سنة فوجدت معدل وقت مشاهدة الطفل للشاشة قد بلغ (7) ساعات و(38) دقيقة في اليوم  وخلال مدة الأسبوع يعادل ( 53) ساعة وهذه مشكلة خطيرة ، الأطفال يستخدمون ويشاهدون الشاشة خاصة في ممارسة العاب الفيديو يحاولون الهروب من مشكلات الحياة الحقيقية .

تعريف الإدمان :
     كثير من الأطفال والآباء يتساءلون عن معنى الإدمان ، يعرف " Michael Brody's " إدمان ممارسة ألعاب الفيديو : أنه يحدث عندما تكون حاجات ورغبات الفرد تجعله يتواصل مع اللعبة أكثر من سلوكه وعندما لا يشبع هذه الحاجات فأن مزاجه يصبح عكراً ومتوتراً ، وليس بالضرورة عدد الساعات التي يقضيها الطفل في ممارسة الألعاب لتصبح مشكلة ، لكن أهم من ذلك كيف تؤثر هذه الألعاب على حياة الطفل ، فهل لا يعد يقضي وقته مع أسرته ؟ هل تدهورت صحته ؟ هل يعاني من ضعف المستوى الدراسي ؟ هل فقد تواصله مع أصدقائه الفعليين ؟ هل يصبح شديد التوتر والانفعال عندما منع من ممارسة هذه الألعاب ؟ فإذا كانت أكثر إجابات هذه الأسئلة ب" نعم" فأن الطفل أصبح مدمن الألعاب الالكترونية .

الاستراتيجيات للحد من إدمان ألعاب الفيديو ( الالكترونية ) :
     أي أب يحاول أن يحد من إدمان طفله لهذه الألعاب فأنه يواجه معركة حقيقية ، إبعاد جهاز اللعبة ليس حلاً مناسباً ، حيث أن  كثيراً من الأطفال لديهم على الأقل صديق عنده جهاز الفيديو وجهاز الألعاب الالكترونية فأنه بإمكانه أن يمارس الألعاب في منزل صديقه ، مثل أي مدمن سوف يجد الوسيلة لإشباع رغبته بأية طريقة .

     الآباء بحاجة إلى قضاء الوقت مع الأبناء لمعرفة ما الأشياء المفضلة لديهم غير الألعاب الالكترونية ولماذا يحبون هذه الألعاب فإذا أشار الابن أنه يحب التفاعل مع الآخرين خلال هذه الألعاب ، عليه أن يعلم أن الناس بشر وتفاعلهم مع أبطال الألعاب عبر الانترنت  غير صحي  .

     بذل الأب بكل ما بوسعه لمساعدة الطفل تنمية ميوله ورغباته  بغير هذه الألعاب من خلال عرض الميول والرغبات الكثيرة أمامه ، وإذا لم يرغب بأمور أخرى لا تدعه يواصل ممارسة هذه الألعاب بل يحاول الأب تخفيف من عزلة الابن الاجتماعية .

     إذا كان يحب الرسم  أو التلوين أو ألعاب التركيب وغيرها فيجب على الأب أن يشتري أدوات الرسم ويشجعه ويلعب معه ..

     كثير من الأطفال يعترفون أن الألعاب الالكترونية  تتيح لهم فرص التحدي والمغامرة كما في لعبة المنافسة ، والحل استبدال هذه اللعبة بلعب رياضية  وتنافسية حقيقية خارج إطار الانترنت مثل لعبة الكرتيه فيشركه  الأب في النادي الرياضي وقد يجد الطفل نفسه في عالم الواقع ويكون أصدقاء حقيقيين في النادي وبالتالي يبتعد عن أجواء الإدمان .

     أخيراً أجرينا دراسة مكتبية قبل سنين مضت ومن أهداف الدراسة قياس درجة الإدمان وتوجد مقترحات مفيدة قد توفر للآباء بعض الحلول للتغلب على مشكلة إدمان الألعاب الالكترونية لدى الأبناء .


المصدر :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق