كيف تغير الهواتف المحمولة طريقة تعليم المراهقين ؟
بقلم الباحث/ عباس سبتي
18/3/2014
في هذه الأيام الجميع يبدو أن لديه جهاز
التكنولوجيا وميزة عالية لهاتف محمول ، لا يهم أين
تذهب ؟ وكلما لاحت منك نظرة رأيت عيون المستخدمين تراقب هواتفهم الذكية ،
وبعض الناس يدعي أن الاستخدام المفرط للهواتف المحمولة يقلل مدة الانتباه والقدرة على التعلم ، بينما
الآخرون يقولون الهواتف تزيد من تفاعل المستخدم مع الآخرين ، بنقرة الأصبع يحصل المراهق على معلومات وتزيد قدرة
تعلمه ، لكن لوحظ وجود المخاطر من استخدام المراهق لهذه الهواتف ، لذا وجدت لكي
تبقى ، ماذا ينبغي أن تعلمه كيف أن هذه الهواتف غيرت طريقة تعلم المراهقين سواء نحو الأفضل أو الأسوأ .
التفاعل :
النصوص
المكتوبة أصبحت المعيار على تعلم الطلبة بشكل
أكثر فاعلية ، وأيضا اعتاد الطلبة على تجربة التعلم التفاعلي باستخدام
الهواتف الذكية ، ولا حدود لمستوى هذه الفاعلية التي يقدمها الكتاب الالكتروني ، لذا يمكن
للطلبة البحث عن تعريفات الكلمات على الفور ، وتغيير حجم النص المكتوب لزيادة
سهولة قراءته ، وتتبع الروابط في النص لمعرفة المزيد من المعلومات عن موضوع ما
الذي يثير انتباههم أو يجهلونه ، وعرض الصور ومقاطع الفيديو الذي يزيد في فهم
الموضوع أكثر .
اختراع
النصوص التفاعلية أصبح ميزة مفيدة التي تقدمها الهواتف الذكية ، لكن في الجانب السلبي فأن معيار هذه النصوص
لا يثير اهتمام كثير من الطلبة ، خاصة الطلبة الذين لا يمتلكون هذه الهواتف أو بالنسبة للمناطق التعليمية التي لا
توفر أجهزة القراءة التفاعلية للطلبة ،
وكما ذكرت جريدة نيويورك تايمز فأن معظم المدارس تبتعد باستخدام طريقة الكتابة المطبوعة إلى استخدام أجهزة التعلم التفاعلي ، ويبدو أنه
ليس المسألة سوى وقت لكي يصبح الكتاب المدرسي شيء من الماضي .
زيادة في المعلومات :
باستخدام
الهواتف المحمولة أصبح المراهقون الحصول على المعلومات بدقائق معدودة بعد أن
كانوا يقضون وقتاً أطول للعثور عليها في المكتبة ، وهذا سلاح ذو الحدين للهواتف
الذكية فمن الناحية الإيجابية يمكن للطلبة معرفة المزيد من المعلومات بسرعة
باستخدام الانترنت للبحث عنها في الهواتف المحمولة ، لكن تظهر مشكلة وهي وجود
إمكانية الوصول الفوري لمثل هذه المعلومات الذي يؤدي إلى قلة الاحتفاظ بها أو حفظها ، لكن يمكن أن يقال أن محاولة الطالب في البحث عن المعلومات في المكتبة تعزز
طريقة التعلم في حد ذاته .
هناك
أيضا خطر تعلم الطلبة من المصادر غير
المعتمدة التي يستعينون بها باستخدام هواتفهم ، في بعض الأحيان أنه مجرد أسرع في البحث عن
المعلومات بالاستعانة بموقع Wikipedia من بذل الوقت والجهد لفحص مصادر الباحثين والمفكرين ، ولهذا السبب مهم
بالنسبة للطلبة تعلم كيفية البحث بشكل فعال باستخدام شبكة الانترنت ، وطالما يتم تعليمهم
فأن قدرة الطالب لإيجاد المعلومات بسرعة يمكن أن تكون ذات فائدة .
المخاطر والعوائق :
الانشغال
باستخدام الهواتف الذكية هو من أكبر المخاوف المتعلقة بها وفي تعلم المراهق ، وعدم
مراقبة الطالب فانه بسهولة له أن ينجرف بعيداً عن الصف وشرح المعلم ، ومن خلال
تصفح الانترنت و كتابة الرسائل النصية ودخول المواقع الاجتماعية وممارسة الألعاب
الالكترونية فأن هناك العديد من الإغراءات التي تصرف الطالب عن التعلم ، وهناك
مجموعة من الحلول لهذه العيوب والسلبيات ، أولاً من الناحية التكنولوجية توجد
برامج تغلق هذه التطبيقات والمواقع بحيث ينصرف الطالب إلى درسه ويتفاعل مع المعلم
، وثانياً هو الحل بيد المعلم الذي لديه
خبرة في مراقبة الأنشطة داخل الفصل وفي
جذب انتباه الطالب نحو درسه .
خطر
آخر محتمل لاستخدام الهواتف الذكية هو إمكانية أن يقلل من مستوى اهتمام المراهقين ويحدث هذا في الإفراط الزائد لاستخدام هذه الهواتف ، فالمراهقون الذين
يستخدمون المعلومات التفاعلية الكثيرة والثابتة والترفيه والتسلية تجعلهم أقل
تفاعلاً عند استخدام الوسائل التعليمية التقليدية في شرح الموضوع ، والخطر الآخر
القضايا الجنسية والتسلط والمطاردة هي مصادر القلق عندما يستخدم المراهقون هذه
الهواتف سواء في الفصول الدراسية أو في الأماكن الأخرى .
علاوة
على ذلك فان الهواتف المحمولة الحديثة توفر مجموعة مختلطة عندما يتعلق الأمر
بالإيجابيات والسلبيات ، والشيء الوحيد الذي يجب أن تقوم به هو متابعة ما يقوم به
المراهق ، والاستفادة من الهواتف في قضايا التعليم ومراقبة استخدام المراهق لهاتفه
باستخدام الوسائل التكنولوجية والتقليدية
بحيث تجعل هذه الهاتف أداة تعلم مفيدة ، وهذا يطبق على المعلمين الذين
يزيدون من مشاركة المراهق وتوفير فرص التعلم الفريدة باستخدام التكنولوجيا ، في
العموم يجب أن تكون الهواتف المحمولة عبارة عن ربح صاف في تعلم المراهق على المدى
الطويل ، في حال استخدام الهاتف بشكل صحيح ومراقبته جيداً .
أخيراً
اعتقد أن هذا ليس سهلاً للجميع في استغلال
أجهزة التكنولوجيا كي تكون أدوات ووسائل تعليم طلبة المدارس خاصة مع تزايد
الإغراءات في الإنشغال الكامل عن الدراسة بل والعزوف عن الدراسة لأن الطلبة اشبعوا
رغباتهم بتطبيقات هذه الأجهزة الالكترونية بينما طريقة التعليم التقليدية قد فشلت
في جذب الطلبة إلى المدرسة ، وقد اقترحنا بعض التوصيات والمقترحات في دراسات
ومقالات لنا بهذا الشأن يمكن الاطلاع عليها في موقعنا : المسار للبحوث التربوية
والاجتماعية .
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق