الأحد، 10 أغسطس 2014

المراهقون وأجهزة التكنولوجيا : فشل الأبوة الرقمية





المراهقون وأجهزة التكنولوجيا : فشل الأبوة الرقمية
5/6/2014
الباحث /  عباس سبتي

     أجريت شركة مكافي  McAfee  " دراسة المراهقون وأجهزة التكنولوجيا لعام 2014 "  في أعقاب خبر نشر في   دور الصحافة بشان فتاتين أعمارهن (12) سنة  قالتا لرجال الشرطة أنهن تأثرن ببرنامج عبر الانترنت اسمه "سلندرمان  Slenderman "  أي الرجل النحيف ، الذي قام بالاعتداء الوحشي على فتاة عمرها (12) سنة لكنها استطاعت أن تطعنه (19) طعنة بالكاد نجا منها   .

     يمكننا الاطلاع على إحصائيات خطيرة من هذه الدراسة  مثل أن التسلط عبر الانترنت قد تضاعف ثلاث مرات في عام 2014 ، وأفاد 24% ممن استطلعت آراؤهم أنهم لم يعرفوا كيف يتصرفوا  لمنع حادثة التسلط عنهم ، وهذا  أمر مثير للقلق خاصة وأن هناك مصادر ، منظمات وأفراد الذين يمكنهم مساعدة المراهقات والمراهقين . ما الخطأ في نظام الاتصالات ؟

     في ضوء الأحداث الجارية فأنا نكشف الحقائق المهمة المتعلقة بأشخاص عبر الانترنت يسمون أنفسهم " أصدقاء " ويعرفون بالغرباء .

     تشير الدراسة إلى أن (59%) من المراهقين يتواصلون مع الغرباء عبر الانترنت ، وأن واحداً من أثنا عشر منهم يقابل الغريب في الواقع ، لماذا ؟ بسبب أن 33% من المراهقين يشعرون أنهم أكثر قبولاً اجتماعياً عبر الانترنت من الحياة الواقعية وفقاً لهذه الدراسة .

هل هذا يرجع إلى المراهقين وإلى الثقة بالنفس ؟
     نقوم بتثقيف أطفالنا بشان خطورة الغرباء عندما يكونون في الحديقة العامة أو أماكن ألعاب الأطفال ، ونتحدث معهم عن غرف الدردشة في الانترنت  التي يستغلها المحتالون بصيد فريستهم من خلالها ، ومع ذلك  فهل يفهم الأطفال أن هؤلاء المحتالين لا يكونون أصدقاء لهم عبر مواقع وشبكات الأعلام الاجتماعية ؟ هل يفترض الأطفال أن هؤلاء المحتالين أناس طيبين لأنهم يدعون أنهم أصدقاء  أصدقاء لهم ؟ أو أن الأطفال يحبون بناء الثقة بالنفس ؟  

     بعد معرفة نسبة (59%) من المراهقين الذين يتعاملون مع الغرباء عبر الانترنت ، كشفت الدراسة على أنه على الرغم من أن (77%) منهم يعلم أنه لا يمكن حذف ما نشر عبر مواقع الانترنت فأنهم يتبادلون المعلومات الشخصية ، في الحقيقة اعترف (49%) أنه نادم على ما نشره ، و(14%) منهم أعطى عنوان المنزل إلى الغريب وهذه النسبة عالية .

الانهيار أو الفشل:
     لا ينبغي لنا أن نقرأ المأساة التي حدثت في   " ويسكونسن ،  Wisconsin " فتاة عمرها (12) سنة تحكي المأساة بشكل أفضل  وهي قادرة على فصل الواقع من الخيال ، أشارت دراسة مكافي McAfee بعنوان المراهقون وأجهزة التكنولوجيا 2014م إلى أن (90%) من المراهقين والمراهقات أفادوا أن والديهم يثقون بهم وبما يقومون به من فعل صحيح عبر الانترنت ، ولكن أفاد (45%) منهم أنهم يغيرون سلوكياتهم عبر الانترنت إذا  شعروا أن والديهم يراقبونهم .

     وأكثر إثارة للقلق هو أن 53% منهم أفادوا أنهم مسحوا ما قاموا به من أنشطة أو إغلاق أو تقليل " متصفح الويب "  عندما يدخل أحد الوالدين غرفتهم .

ماذا يخبأ المراهقون ؟
     كثير من الناس يتسرع في إلقاء اللوم على المواقع وما فيها من التطبيقات لكن عندما نطلع على الدراسات وبالذات الدراسة الحالية فأنا نحتاج إلى أن الوقت قد حان إلى أن نوجه أصابع الإهمال إلى المراهقين وتعزيز الأبوة الرقمية .

     هذا مع الافتراض أن الوالدين يحاولون حماية أطفالهم من خلال الانترنت ومع ذلك فأن المهمة ليست سهلة ، فأنشطة الانترنت دائما تتجدد ، هناك مواقع جديدة ، تطبيقات جديدة ، وغرباء جدد ، وهذا لن يغير شيئاً .

     علينا تزويد أطفالنا ، المراهقين ، المراهقات بالأدوات والمعرفة والمصادر  لمساعدتهم على تطوير استخدام حسهم السليم على أساس يومي عندما يواجهون التحديات الرقمية  مثل :
     - عقد صداقة مع أحد لم يعرفوه : غريب  .
     - دخول غرف الدردشة هم لا يعلمون عنها شيئاً .
     - اللعب مع أفراد يجعلونهم لا يشعرون بارتياح .
     - عند الخروج من النشاط قد تظهر لهم مواقع غير لائقة وأنشطة فيديو .
     - عدم معرفة كيفية الإبلاغ عن حادثة التسلط تعرضوا لها .
     - تثبيت التطبيقات التي قد لا تكون مناسبة ونافعة لهم .

ما هي الرسالة ؟
     على الآباء أن يكونوا أكثر انخراطاً بحياة الأبناء الالكترونية ( الرقمية  ) ، المراقبة شيء جيد لكنها قد تكون شعوراً زائفاً للأمن ، والاستماع إلى الأطفال ، المراهقين والمراهقات أمر ملح وعاجل لمعرفة ما يقومن به من أنشطة عبر الانترنت  وفي خارج الانترنت ، لذا لا بد من تخصيص وقت للتواصل مع الأبناء ومعرفة المزيد من اهتماماتهم وميولهم مما يساعد على فهم أفضل لمشاعرهم وعواطفهم .

     أن يسأل الأب عما إذا كان الأبناء  قد قاموا بتحميل تطبيقات جديدة مثيرة لهم أو زاروا مواقع الكترونية جديدة ، وربما يطلب الأب منهم دعم ومساعدة لمعضلة تكنولوجية تواجهه ، فليدعهم يصبحوا مستشارين له وهذا يعني فتح خط رقمي للتواصل بين الأب وأبنائه فليكن هذا الاتصال على شكل محادثة إيجابية وليس توجيه الاتهام لهم .

     يمكن مناقشة السلامة عبر الانترنت طوال اليوم لكن عندما يطلب الأب المساعدة من الأبناء فأنهم يشعرون بشخصيتهم وبأهميتهم وتفتح خطوط التواصل أكثر بين الأب وأبنائه ، وتزيد الثقة بأنفسهم .

     الأبناء يتعلمون بسرعة أحدث التطبيقات التكنولوجية والبحث عن المواقع الجديدة أكثر من الآباء وهذا لصالح الآباء لكي يصبحوا لهم دراية في العالم الرقمي ( الالكتروني ) .

نصائح سريعة :
     توضيح التوقعات والنتائج في مجال الالكترونيات – الانترنت .

     الصداقة العشوائية يمتاز بها الأبناء وهذه فرصة التعرف أكثر على الأصدقاء .

     لا حرج أن يتعلم الأب على يد الابن قضايا تكنولوجية فالجميع يتعلم شيئاً ما من الآخرين .



المصدر :
Teens and Screens: The Breakdown of Digital Parenting


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق