الأحد، 10 أغسطس 2014

الأبوة الرقمية يجب أن تشتمل على تطبيقات غوغل التعليمية





الأبوة الرقمية يجب أن تشتمل على تطبيقات غوغل التعليمية
الباحث/ عباس سبتي
21/6/2014

     عند نزول الطفل في محطة الباص أو عند المدرسة  يجب  أن يكون معه وجبة الطعام وأن يخبر الأب طفله أن يكون يومه سعيداً قبل أن يتركه ، وعندما يسأل الأب طفله بعد عودته كيف كانت الدراسة ؟  فرد الطفل :كانت جيدة ، لكن جاء بعض الناس من مطعم  " ماكدونالد  ، McDonald  " إلى المدرسة وأعطونا طباشير  ، لكي نلون بعض الأشياء ؟ أنه غريب أن يراقبنا الغرباء ونحن نرسم ، لكن المعلم ومدير المدرسة يقولون أنه جيد بسبب أن المطعم يريد أن يعرف ما الدمى والألعاب التي يحبها الأطفال كي يضعوها في وجبة  الطعام ؟ هل يمكننا أن نتوقف عند مطعم ماكدونالد عند عودتنا إلى المنزل .\؟ 

     كيف يشعر الآباء بهذا السيناريو خاصة إذا لم تكن مدرسة الطفل تعطي تلاميذها معلومات مفصلة عن مراقبة ماكدونالد للتلاميذ لتحقيق مكاسب مادية في مقابل الطباشير " المجانية " ؟  

     هذا هو بالضبط ما تفعله غوغل مع تطبيقات من أجل التعليم (  GAFE ) عبر الانترنت  من خلال برمجيات مناسبة لاستخدامات الأطفال اليوم ، وكما في المثال السابق فالمشكلة تكمن أن مدير المدرسة والمعلمين لا يبينون للآباء الاتفاقيات التي وقعت مع شركة غوغل في استخدام برنامج (  GAFE ) في مناهج المدارس ، والأطفال لا يمكن بالتأكيد أن يشرح لهم الكلام القانوني المعقد  لأنهم يعرفون قد يكون ذلك بحصول موافقة زلة توقيع  كما يقول المثل .

     غوغل تستخدم  أدوات التنقيب في البيانات لملفات الأطفال الذي يستخدمون برنامج ( GAFE)   ، توجد مجموعة أدوات دائمة عبر الانترنت تشتمل على Gmail, Google Docs, YouTube وغيرها من الأدوات ، والأسوأ من ذلك أن غوغل تستفيد من بيانات الطفل ولو بعد  أن تغلق  المدرسة  البرنامج ، ففي جولة دورية لمسئول المحكمة  الذي يبحث عن انتهاكات غوغل لتنصت لرسائل البريد الالكتروني لأغراض تجارية تبين أن محرك البحث العملاق يعتمد على "  خلسة  نماذج المستخدم "  وهو صورة من المستخدم استناداً إلى محتويات رسائله بالبريد الالكتروني ومدوناته وغول لا تكشف ذلك لأي أحد .

     نماذج المستخدم تساعد غوغل على إرسال الرسائل إلى الأطفال  الذين يستخدمون برنامج (GAFE ) عند استخدامهم منتجات غوغل ، ودراسة سلوكيات ورغبات الأطفال في فترة حياتهم  ، وهذا النوع أو ما يسمى " السجل الدائم " يستخدمه بعض الآباء كبعبع ضد أطفالهم كي يسلكوا سلوكاً حسناً .

     ينبغي  أن هذا يهم أولياء الأمور ليس فقط للأطفال الأكثر عرضة  للإصابة من الكبار من خلال رسائل الإعلانات التجارية ، فقد أكدت دراسة  أجرتها جامعة "  Yale " على ذلك ، ولكن اعتماد المعايير الأساسية والمشتركة خارج اللوائح المدرسية التي عفى عليها الزمن إلى جانب ضعف حالة التعليم تجعل سجلات الأطفال سجلات دائمة ، فأصبح الأطفال بعبارة أخرى منتجو برنامج (GAFE ) وليسوا مستهلكين له .

     يتبين أن كثيراً من الآباء حتى المواطنين الرقميين الذي عاصروا فجر  أنشطة الانترنت التجارية في شبابهم ببساطة لم يفهموا بشكل كافي كيف تؤثر أنشطة الانترنت التجارية ، وكيف تستغل الشركات التقنيات المختلفة لسلب أموال المستخدمين لشبكة الانترنت خاصة استغلال الأطفال بهذا الشأن ، وهذا الاستغلال لأطفالهم لا يجعلهم يتحركون ويبحثوا عن خطورة  الإعلانات التجارية على الناس ، يمكنك أن تعرف إذا تعلق الأمر بتعلم الخطر الأمني ، وهذا صحيح فقد  وجد برنامج (  GAFE ) ليكون فيروس لينزف دماء القلب ، كم منا يقلق عندما يتعرض أطفالنا إلى قرصنة من خلال الانترنت ؟

     بعض الآباء والأمهات قلقون بشان خصوصيات أطفالهم ، أشار مسح الحس المشترك  أن (90%) من الكبار قلقون بشأن الشركات التي لديها مصالح غير تعليمية للوصول إلى بيانات الأطفال الشخصية ( 64% منهم قلقون جداً ) و(89%) من الكبار يدعمون معايير الخصوصية وتشديد الإجراءات الأمنية في برامج تستخدمها غوغل مثل  برنامج GAFE وبرنامج " Chromebooks " اللذين تستخدمهما بعض المدارس بأسعار رخيصة ، وأفاد (77%) من البالغين بتحريم بيع بيانات الأطفال الشخصية من أجل التسويق ، و(74%) منهم أفاد بحظر شركات الانترنت من استخدام  عادة متصفح للأطفال لتطوير الإعلانات التجارية ، وأفاد (70%) منهم بحظر برنامج غوغل " نماذج المستخدمين " الخاص للأطفال بشكل علني .

     أصدر اتحاد شبكة المدارس دليلاً لمساعدة الآباء ومدراء المدارس الضغط على موزعي برامج التكنولوجيا لمعرفة ما يجمعونه من البيانات وممن يأخذون منه هذه البيانات وما الهدف من جمع هذه البيانات ؟ هذه الدراسات ونتائجها تكون مفيدة لمن يطلب المزيد من التحري والمساءلة  خاصة من شركة غوغل  التي تقدم تقنية مجانية أو تقنية غير مكلفة للأطفال .

     هل نحن نسير باتجاه صحيح أو بشكل خاطيء عندما تشتري الشركات الكبرى  مشاريع" البيانات الكبيرة " من أطفال المدارس ؟ أو ننتظر حتى تستهدف هذه الشركات أطفالنا ؟ قد يستخدم طلبة المدارس برنامج  (  GAFE ) أو برنامج(  Chromebooks ) لكن لم يفت الأوان للعاملين بالمدارس  في اتخاذ الخطوات الإستباقية لحماية خصوصيات الطلبة ، والحق يقال يعمل المعلمون ومدراء المدارس مثل الآباء من  أجل حماية الطلبة من جشع التجار .

نصائح سريعة :
     في حال استخدام المدرسة لبرنامج (GAFE ) يطلب ولي الأمر نسخة من العقد بين المدرسة وشركة غوغل .

     في حال استخدام المدرسة برنامج (GAFE ) يطلب ولي الأمر من المدرسة تقريراً وافياً عن  الموافقة والهدف من هذا البرنامج .

     إذا فكرت المدرسة استخدام  هذا البرنامج  فيجب  أن المدرسة معرفة  آراء أولياء أمور الطلبة وأن يحضر ممثل شركة غوغل إلى اجتماع أولياء الأمور ليجيب عن أسئلتهم .

     لعل بعض لا يقتنع بما تعرضها شركات الاتصالات من برامج تعليمية للأطفال خاصة إذا تعمق بدراسة هذه البرامج من وجهة نظر تربوية أو من وجهة نظر مختص تربوي .

     وأخيراً قد لا يوجد اتفاق بين المدارس عندنا وبين شركات الاتصالات ( الانترنت ) بالفعل لأنا لم نصل إلى ما وصل إليه الدول المتقدمة بشأن  تتبع أثر مواقع الانترنت على الحالة التعليمية فيها ، ولكن أردت توضيح صورة غير واضحة أو بالأحرى غير موجودة عندنا كالعادة بشان البرامج التعليمية التي تقدمها بعض الشركات المعتمدة  ومدى الاستفادة من هذه البرامج ولو أن هناك بوادر  أولية بهذا  الشأن لكنها لا ترقى إلى الطموح في نظر الخبراء والباحثين بشأن البرامج التعليمية وذلك أن هذه البرامج لا يميل إليها طلبة المدارس بسبب لا توجد فيها إثارة التفكير والاعتماد على النفس وزيادة الخيال وتنمية تقدير الذات و... مما يعني عدم القضاء على  سلبيات مواقع الانترنت .

المصدر :
 Digital Parenting Should Include Google Apps for Education


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق