الأحد، 30 يوليو 2017

أسباب عدم استخدام أجهزة التكنولوجيا للتعلم في الصف المدرسي




أسباب عدم استخدام أجهزة التكنولوجيا للتعلم في الصف المدرسي
Ten reasons not to use technology for learning in grade school.
بقلم / Cris Rowan
سبتمبر 2014
ترجمة الباحث / عباس سبتي
يوليو 2017

كلمة المترجم :
في مقالة للكاتبة ترجمنها في موقعنا المسار للبحوث التربوية والاجتماعية تحت عنوان : " أثر التكنلوجيا على تنمية الطفل الحسية والحركية " ، قالت : هناك ثلاثة عوامل مهمة لصحة بدن الطفل وصحة نفسيته ونموه وهي الحركة وحاسة اللمس والتواصل مع الآخرين ، وهذه العوامل هي أشكال المدخلات الحسية الأساسية هي جزء لا يتجزأ من النمو النهائي لحركة الطفل ونظام تعلقه بالأشياء" ولكنها في هذه المقالة ذكرت الكاتبة أربعة عوامل مؤثرة في نمو الطفل وهي بالإضافة إلى : الحركة وحاسة اللمس والتواصل مع الآخرين وعامل الطبيعة أي الخروج إلى الطبيعة وممارسة الرياضة .

العوامل المؤثرة بنمو الأطفال :

رفض استخدام الأجهزة هو عبارة عن حركة في جميع أنحاء العالم يقودها الآباء والمسؤولون والمعلمون من خلال  حظر جميع أجهزة التقنيات المدرسية للأطفال دون سن 12 سنة وإعطاء أهمية لحقيقة التدريس ،  فالسنوات من 0 إلى 12 سنة هي سنوات تكوينية  ونمو  للدماغ والجسم، وهي فترة هشة عندما يكون الحرمان والأضرار .
هناك أربعة عوامل حاسمة لتعزيز نمو الطفل وسلوكه وتعلمه  هي الحركة، حاسة اللمس، التواصل  والطبيعة،  وتوقف أجهزة التكنولوجيا الأطفال عن الانخراط في هذه العوامل الحاسمة والاستفادة منها ، فهذه الأجهزة تجعل الطفل في خمول وعدم الحركة  والعزلة ونوبات الغضب ، والنتائج لإهمال الطفل يعني التأخير في نموه و إشكالية وصعوبة السيطرة على سلوكياته المسيئة ، فضلا عن اهتمام محدود له في التعلم ،  فالمعلمون يعلمون الأطفال وليس أجهزة التكنولوجيا، انضم أيها الأب إلى حركة رفض استخدام هذه الأجهزة  من خلال قراءة "عشرة أسباب لعدم استخدام التكنولوجيا في المدارس للأطفال دون سن 12 عاما"، والتوقيع على العريضة لإظهار دعمكم.

الطلبة لا يحتاجون إلى هذه الأجهزة ، وفي الواقع، يبدو أن تكنولوجيا التعليم تضر أكثر مما تنفع في مجالات محو الأمية والأداء الأكاديمي العام عند الطلبة ، إذا كانت تكنولوجيا التعليم مفيدة  فلماذا خرجت كندا من المراكز العشرة الأولى إلى المرتبة الثالثة عشرة، وتحتل الولايات المتحدة المرتبة 27 في برنامج  " بيسا ، PISA" وهو اختبار عالمي للرياضيات والعلوم والقراءة (بيسا 2013)؟ نصف الطلبة من الصف الثامن لا يظهروا رغبتهم لطلب الوظيفة (المركز الوطني للإحصاءات التعليمية 2010)،  واستخدام هذه الأجهزة أو  عدم استخدامها يعني : أجهزة التكنولوجيا تسير بخطى سريعة اليوم لا يبدو أنها تتطلب نشاط الفص الجبهي للدماغ مما تسبب ضمور في منطقة من الدماغ التي ينبغي أن تنمو (  Dunckley V, 2014  ) ، وهذا يعني وفقا " Learning Paradox " كلما كنت تستخدم هذه التكنولوجيا أكثر كلما قل احتمالك للتعلم ، و الطلبة  اليوم هم من المحتمل جدا أن يكونا أذكياء مثل أجهزتهم .

مع أن الدراسات لم تشر إلى ذلك فأن تكنولوجيا التعليم تبشر بالخير بالنسبة للمستقبل ولكن يتبين في الوقت القريب أن لها عواقب وخيمة ، وكما أن كل والد يتمنى أن أطفاله عندما يكبرون أن يتسلحوا بالمعرفة والمهارات اللازمة ليكونوا ناجحين بعد التخرج ، وأن الطفل الذي يبلغ سنة واحدة ويستخدم الأجهزة اللمسية فمن المرجح أن يؤدي ذلك  إلى نتائج عكسية ، وسوف يتغير وجه التكنولوجيا بشكل ملحوظ على مدى السنوات الخمس إلى العشر القادمة ، ولكن تدريس التكنولوجيا للأطفال الصغار الآن لا معنى له وبل ضار لهم للغاية ويعيق نمو الدماغ والجسم لهم .
ليس من المؤكد أن تكون هذه الأجهزة آمنة ، وتضطر المدارس إلى إجبار الأطفال على تعرض للإشعاع الذي يحتمل أن يكون ضارا دون اختيار أو موافقة الوالدين ،  في عام 2011 صنفت منظمة الصحة العالمية الإشعاع المنبعث من أجهزة التكنولوجيا  بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وواي فاي والموجهات "   routers  " ، أنها أجهزة محملة لمادة مسرطنة من الفئة 2 ب (WHO 2011 )، حذرت منظمة الصحة الكندية تحذيرات للوالدين لاستخدام "التدابير الوقائية" فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا وعدم السماح للأطفال دون سن 12 بحمل الهواتف المحمولة في جيوبهم ، في عام 2013 طلبت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال من لجنة التجارة الفيدرالية إعادة النظر بالتأثيرات الإشعاعية على الأطفال بخصوص أنسجة المخ والخلايا سريعة الانقسام (  AAP 2013  )   .

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن انبعاثات الإشعاع الكهرومغناطيسي والترددات الراديوية الصادرة من الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة تسبب انخفاض في حركة الحيوانات المنوية وتجزئة الحمض النووي للحيوانات المنوية (   Avendano 2012 ) وكذلك الأورام العصبية الصوتية (   Hardell 2013 ) إن الاستمرار في تعریض الأطفال للأجھزة المصنفة کمسرطنات محتملة یبدو  أکثر من کل الحس السليم أو العقل، ویعد انتھاکا للحق الفردي والحریة من الأذى ، وهل ستستمر المدارس بهذه الطريقة إذا كان ينبغي أن تكون مسؤولة شخصيا عن أفعالها ؟
المبادئ التوجيهية للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال قد تم التجاهل عنها ، فقد أصدرت كل من الأكاديمية الأمريكية و الجمعية الطبية لطب الأطفال سياسة أو توصية تنص على : عدم تعرض الأطفال ما دون السنتين لأجهزة التكنولوجيا ، وساعة واحدة  في اليوم لأطفال أعمارهم بين  " 3-5  " سنوات وساعتين لأطفال أعمارهم بين " 6-18  " سنة في اليوم ، ومع ذلك فإن متوسط استخدام الأطفال بلغ  4 إلى 5 مرات لتكنولوجيا الترفيه قبل أن يدخلوا المدرسة (   AAP 2014) . ويقدر استخدام تكنولوجيا التعليم في المدارس الإضافية بمعدل 2-3 ساعات يوميا.

كيف يمكن أن يحدث هذا؟ المعلمون والمجالس المدرسية واللجان الاستشارية  للوالدين لم تفرض رأيها في الحد من استخدام التكنولوجيا بل شجعت عليه ،  إن تجاهل السياسة التي وضعتها اثنتان من أكبر منظمات طب الأطفال في العالم، وهما يمثلان جميع أطباء الأطفال في أمريكا الشمالية، ليس غير أخلاقي وغير مهني فحسب، بل يمكن اعتبارهما في المستقبل القريب جريمة يمكن توجيه الاتهام إليها .
لا يمكن أن يتعلم الطالب في حالة السكون والمكث الطويل جلوساً ، وتشير البحوث العديدة على أن ممارسة التمارين الرياضية تعزز الانتباه والتعلم  (   Ratey J 2008 )  إلا أن المدارس تواصل تقييد حركة الطلبة من خلال تخفيض أيام العطلة مع وجود الملاعب المملة ، وفي الوقت نفسه الاعتماد على أجهزة التكنولوجيا المستقرة والمكلفة وغير المجدية هو السائد ، كما أصبحت الحياة المستقرة دون حركة  هي القاعدة  مما يعني التأخير في النمو وحالات البدانة تتصاعد  جنبا إلى جنب مع عدم قدرة  الطلبة على الانتباه والتعلم  .

الأطفال القلقون لا يمكن أن يتعلموا ، ويعد القلق أسرع الأمراض النفسية يصيب بها الأطفال ، فأجهزة التكنولوجيا لا تعزل الأطفال فقط عن اهتمام الآباء والمعلمين بهم  ولكن أيضا من التعلم التعاوني المحتمل مع الطلاب الآخرين ، . الإنغمار في العالم الافتراضي الذي يسير بخطى سريعة وفورية  تتمحور حول " الذات " والمكافأة و السيطرة على الطالب ، مما يسبب صعوبات كبيرة إلى الانتقال إلى العالم الحقيقي ، والصبر والتناوب والتنشئة الاجتماعية مع الأطفال الآخرين يصبح صعب للأطفال المغمورين بهذه الأجهزة ، لذا إن سوء التنظيم الذاتي ونوبات الغضب والاندفاع والعدوان والعنف المتفجر لدى أطفال أمريكا الشمالية هي الآن القاعدة ، وكلمة " سيلفي ،  Selfie  " هي  كلمة سائدة في عام  2013  .
من المستحيل المتابعة والمراقبة ، فقد استردت مدرسة لوس انجليس جميع أجهزة آي باد من الطلاب لأنها تجعل الطلبة يدخلون إلى مواقع الإباحية وممارسة ألعاب الفيديو كتابة الرسائل النصية ، المعلمون وأولياء الأمور يتمنون من الطلبة أن يحلوا واجباتهم المنزلية ، لكنهم لا يفعلون ...  95 في المئة من الوقت الذي يقضيه الأطفال على أجهزة التكنولوجيا هو لأغراض الترفيه والتسلية وهي عديمة الفائدة، وليس من أجل التعليم .


حالة الإدمان في أوساط الطلبة ، أشارت دراسة أجريت في عام 2009 إلى أن 1 من بين 11 طفلا تتراوح أعمارهم بين 8 و 18 عاما مدمنون على استخدام  التكنولوجيا (  Gentile D 2009 )  ولم يحدث قط في تاريخ البشرية عن إدمان الأطفال، وعلى الرغم من أن العلاج صعب ومكلف ، فأن في المستقبل القريب سيكون هذا هو من مهام وزارتي الصحة والتعليم المهني - معالجة الإدمان التكنولوجيا لدى  الطلاب ، فالمدارس لا تعطي الأطفال الكوكايين ، لكنها  تعطي جهازا ضارا والإدمان على حد سواء للطلاب على أساس يومي ، ابتداء من الآن سوف ترسل المدرسة رسالة للطلاب وأولياء الأمور أنه من الضروري الحد من استخدام التكنولوجيا، قبل فوات الأوان . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق