السبت، 15 يوليو 2017

الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال غيرت مبادئها بخصوص وقت استخدام الأطفال للشاشة






الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال غيرت مبادئها بخصوص وقت استخدام الأطفال للشاشة
The American Academy Of Pediatrics Just Changed Their Guidelines On Kids And Screen Time
بقلم / Jordan Shapiro
ترجمة وتعليق : الباحث / عباس سبتي
يوليو 2017

كلمة المترجم :
 نتيجة تأثر الناس جميعاً  بأجهزة التكنولوجيا وما رافقها من آثار سلبية ضارة عليهم ولا يمكن إزالتها بسرعة فقد اقر الباحثون والأكاديميون بعجزهم التغلب على هذه السلبيات التي تركت آثاراً عميقة في النفس الإنسانية التي تعيش في عصر السرعة فكل شيء يتحرك بسرعة والإنسان يحب أن يحل مشكلاته بسرعة وهذا يؤدي به أن يصاب بأمراض نفسية مثل القلق والاكتئاب ، هذا يستعرض الكاتب التوجيهات العامة للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ومنها تحديد وقت استخدام الأجهزة المحمولة وأن يكون الوالدان قدوة حسنة في استخدام هذه الأجهزة وان يمارس الأطفال اللعب عبر الانترنت وفي عالم الواقع ومشاركة الوالدين لأنشطة أطفالهما من أجل معرفة المحتوى والمخاطر التي قد يتعرضون لها وإنشاء أماكن خالية من أجهزة التكنولوجيا بالمنزل ..ألخ هذا وهناك نصائح عامة مفيدة تجدونها في دراسات ومقالات لنا عبر موقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية .     

مقدمة :
اعتمدت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال على غلق وفتح أجهزة التكنولوجيا بخصوص استخدام الأطفال لشاشة هذه الأجهزة ، كان من المستحسن أن يوصي الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين اثنين وأقل على عدم التعرض للشاشات على الإطلاق ، وبالنسبة للأطفال الأكبر سنا أوصت الأكاديمية بتحديد "وقت الشاشة" لساعتين فقط في اليوم لهم ، الآن تم تغيير المبادئ التوجيهية بحيث تعكس نهجا أكثر دقة   .
إنها مسألة وقت ، أظن أن معظم الآباء وجدوا أنه من المستحيل تقريبا التقيد بالمبادئ التوجيهية القديمة لهذه الأكاديمية ، في هذه الأيام هناك مراقبين فوق المضخات في محطات الغاز ومراقبة شاشة التلفزيون من أجل سلامة الناس ، وفي  الامتناع عن استخدام الشاشة سيكون إلى حد كبير مثل الحكم على حديثي الولادة  للإقامة في المنزل ، والأطفال الأكبر سنا، كما بالنسبة للوالدين الذين لديهم أطفال من  أعمار"  10  " سنوات يمكن أن أقول لكم سوف لا يتقيدون بوقت الشاشة المطلوب قبل جلسات العلاج لهم ولحسن الحظ، أدركت الرابطة أخيرا أنها تحتاج  تغيير وقت الشاشة لمواكبة  ظروف العصر .

في الشهر الماضي كتبت مقالة بعنوان "أيها الآباء لا داعي للقلق حول" وقت الشاشة  بعد الآن  "  وذكرت : أجهزة الشاشات أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية ، إنها التكنولوجيا التي تم دمجها تماما في تجربة الإنسان. وعند هذه النقطة ، القلق بشأن التعرض للشاشات مثل القلق بشأن التعرض للزراعة والسباكة في الأماكن المغلقة والكلمة المكتوبة أو السيارات ، ولأفضل أو أسوأ من ذلك فإن الانتقال إلى تكنولوجيا المعلومات الرقمية القائمة على الشاشة قد حدث بالفعل وأصبحت مقاومتها الآن غير مجدية ، كما لم الكلام الذي رافق التلفزيون بينما  عندما كانت هذه التكنولوجيا في عصرها التكويني  .
ويبدو الآن أن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال قد واقفت بعالم أصبح وقت الشاشة ببساطة هو " الوقت " وهو " التجديد " ، لذا يجب أن تتطور سياساتنا وإلا سيعفى عليها الزمان ، وعلى الناس أن يعلموا أن الأكاديمية الأمريكية تستند على أساس علمي في توصياتها وليس على أساس وقائي ، وهذا ما كان يفكر به الخبراء في مجال الأجهزة الرقمية وتأثرها على الأطفال ، وتبدو توصيات هذه الأكاديمية أنها نتيجة للخوف الشديد الذي رافق التكنولوجيا الجديدة  .

في كتابه الممتاز حدود السرعة: أين ذهب الوقت ولماذا تركنا القليل " Speed Limits: Where Time Went And Why We Have So Little Left " ، ذكرنا " Mark C. Taylor " أن مثل هذا الموقف الوقائي يبدو دائماً يرافق الابتكارات الجديدة ، مثل قلق الوالدين حول الآثار السلبية ( النفسية والجسدية ) لممارسة أطفالهم ألعاب الفيديو وقلق الأطباء في القرن التاسع عشر حول تأثير الناس يجلسون ليشاهدوا سباق السيارات وبعضها يتحطم وكأنها صور غير حقيقية ، ويبدو أن هناك شيئا عن وميض سريع من الصور التي ترهبنا باستمرار ، وهذا ما اتفق عليه " Taylor " عن مخاطر السرعة ، وهو يتتبع علاقتنا التاريخية مع سرعة التكنولوجيا ، على سبيل المثال، يصف استجابات الناس الأولية لآلة الطاقة البخارية : "ذهب بعض الأطباء إلى أبعد من ذلك بالقول أن تجربة السرعة تسبب أمراضاً كثيرة منها أصبح الإنسان عصبي المزاج .
 السرعة على ما يبدو، يسبب القلق للناس ، فنحن نقلق من بعض الوقت الذي يذهب بسرعة كبيرة ، بينما هناك في أوقات أخرى لا تمر سريعة بما فيه الكفاية ، ويبدو ان الأكاديمية الأمريكية في هذه الحالة تعتقد انها تواجه صعوبة في مواكبة سرعة التكنولوجيا ، على سبيل المثال في عام 2011 تمت صياغة سياسة الأكاديمية الأمريكية بشأن استخدام الأطفال الأصغر سناً من عامين من قبل الجيل الأول لأجهزة " الآيباد " وكثرة التطبيقات التي يقومون بها ، وبالتأكيد هذه المبادئ التوجيهية الاثني عشر الجديدة تبدو أكثر تركيزاً في الواقع الحالي من الحياة الرقمية ،  ولكن عندما يتعلق الأمر الابتكار والتكنولوجيا والتقدم البشري وحتى المنهج العلمي لا يمكن أن توفر الموضوعية اللازمة للهروب من العبء النفسي من الإعدادات الافتراضية بجنون العظمة لدينا.

فيما يلي إرشادات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال المنقحة بشأن الأطفال ووقت الشاشة :
وسائل الإعلام هي مجرد بيئة أخرى ، الأطفال يفعلون نفس الأشياء التي يفعلونها دائما إلا الأنشطة الإفتراضية ،  فمثل أية بيئة وسائل الإعلام يمكن أن يكون لها آثار إيجابية وسلبية على الأطفال .
لم تتغير تربية الوالدين لأطفالهم في البيئات الحقيقية والافتراضية ، فهما يلعبان مع أطفالهما ووضع قيود وشروط أثناء اللعب وهذه الأمور يحتاجها الأطفال ويتوقعونها من والديهم ، " كن لطيفاً أيها الأب معهم  ، شارك اللعب معهم ، تعرف على أصدقائهم ، وأين يذهبون  ؟

القدوة الحسنة مهمة ، على الوالدين تحديد وقت استخدام الأجهزة المحمولة لهما والتقيد بآداب استخدام مواقع الانترنت ، مع الابتعاد عن وقت الشاشة والاهتمام بالأطفال .
نحن نتعلم من بعضنا بعض ، تشير بحوث علم الأعصاب أن الأطفال الصغار جدا تعلم أفضل عن طريق الاتصال في اتجاهين ، "وقت التحدث" بين مقدم الرعاية ( الأم ، الأب ) والطفل لا يزال مهما في تنمية اللغة لدى الأطفال ، حيث أن أجهزة الفيديو السلبية لا تؤدي إلى تعلم اللغة عند  الأطفال الرضع والأطفال الصغار ، وكلما زاد عدد وسائط الإعلام زادت التفاعلات بين الأطفال وزادت القيمة التعليمية التي قد يحصل عليها الأطفال (على سبيل المثال، المحادثة مع  الطفل الصغير عن طريق  جهاز الفيديو مع أحد الوالدين المسافرين) ، حيث تبدأ  فرص التعليم المثلى بعد سن الثانية من عمر الطفل ، عندما تلعب وسائل الإعلام دورا في سد فجوة التحصيل الدراسي .

مسائل وموضوعات المحتوى  وجودة المحتوى هي أكثر أهمية من المنصة  أو الموقع أو الوقت الذي يقضيه مع الأجهزة المحمولة ، وتحديد أولويات كيف ينفق طفلك وقته بدلا من مجرد إعداد جهاز توقيت.
تم تصنيف أكثر من " 80،000  "تطبيقاً بأنها تعليمية، ولكن القليل من البحوث ثبتت جودتها "  Hirsh-Pasek KPsych Science2015 " ، ويتطلب منتج تفاعلي يتطلب أكثر من "الإقناع والضرب" للتدريس زر موقع " Common Sense Media " :  (www.commonsensemedia.org) التي يستعرض التطبيقات والألعاب والبرامج المناسبة لكل عمر .
المشاركة الجماعية  تيسر الأسرة بدخول  وسائط الإعلام من أجل التفاعلات الاجتماعية والتعلم ، يتلعب الوالدان لعبة الفيديو مع أطفالهما ، تؤثر وجهة نظرهما على كيفية فهم أطفالهما لتجربة  الأجهزة المحمولة الخاصة  وأيضا المشاركة مع الرضع والأطفال الصغار في عرض التطبيقات أمر ضروري .
وقت اللعب مهم ، وخاصة اللعب غير المنظم قد يحفز الإبداع ، مع تحديد أولويات التشغيل اليومي وخاصة بالنسبة للشباب  .

ضع الحدود  حيث أن استخدام التكنولوجيا، مثل جميع الأنشطة الأخرى يجب أن يكون لها حدود معقولة ، هل استخدام جهاز تكنولوجيا يساعد طفلك أو يعرقل المشاركة في أنشطة أخرى؟
لا بأس أن يدخل المراهق على مواقع الإنترنت ، أن العلاقات عبر الإنترنت جزءا لا يتجزأ من مراحل نمو  المراهقين ، حيث يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي تشكيل الشخصية و الهوية ، وينبغي أن يعلم الوالدان السلوكيات الحسنة  والمناسبة في سن المراهقة التي تنطبق في كل من العالم الحقيقي وعبر الإنترنت ، وأن يطلبا من المراهقين إخبار ما يفعلونه عبر الإنترنت لمساعدة والديهم  في فهم المحتوى والسياق عبر مواقع الانترنت  .

  إنشاء مناطق خالية من التكنولوجيا  من أجل الحفاظ على تناول أفراد الأسرة وجبة الطعام ، و إعادة شحن الأجهزة ليلاً  وخارج غرفة نوم طفلك ، وهذه الإجراءات  تحافظ على الوقت العائلة  وعادات الأكل الصحية والنوم الصحي للجميع .

الأطفال هم أطفال  أنهم يتعرضون إلى أخطاء أثناء استخدام الأجهزة المحمولة ، وهذه فرصة ولحظات لتعليمهم كيف يصبحون لطفاء وجيدين مع غيرهم عبر الانترنت ولكن هناك بعض السلوكيات المنحرفة مثل إرسال الرسائل النصية أو نشر صور لإيذاء وإحراج الآخرين ، وبالتالي كي لا يقع المراهقين في السلوكيات والمخاطر الأخرى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق