السبت، 27 مايو 2017

استخدام الشباب الانترنت : مخاطر وفرص




استخدام الشباب الانترنت : مخاطر وفرص
Youth Internet Use: Risks and Opportunities
بقلم /  Shu-Sha Angie Guan
2009
ترجمة وتعليق: الباحث/ عباس سبتي
مايو 2017

كلمة المترجم :
نتابع حوادث التسلط الالكتروني منذ أكثر من ست سنوات وقد قمنا بترجمة دراسات ومقالات كثيرة وهي منشورة في موقعنا المسار للبحوث التربوية والاجتماعية وهذه الحوادث تنتشر في كل مكان طالما هناك شبكة الانترنت المتاحة لدى طلبة المدارس بالخصوص هذا وللتسلط عواقب وخيمة أثرت على الطلبة وذويهم كثيراً وبدأت الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية وضع الخطط والبرامج من أجل الحد من حوادث التسلط الالكتروني ومنها إدخال خطط وقائية في المناهج المدرسية وبدورنا اقترحنا موقترحين مقترح إدخال مقرر دراسي بشان سلبيات الأجهزة المحمولة ومقترح إدخال موضوعات أو سلبيات في بعض المواد الأدبية بالمنهج المدرسي .

مقدمة :
بالنسبة للشباب فان الجوانب السلبية للإنترنت تتمثل في إدمان الانترنت فضلاً من مخاطر الانترنت مثل التعرض إلى المواد الجنسية الصريحة والإساءة عبر الانترنت بما في ذلك التحرش أو التسلط والإغراء الجنسي .

إدمان الانترنت :
يزداد استخدام الإنترنت المفرط كأحد الجوانب السلبية للأنشطة الشبابية على الإنترنت، وفي الدراسات غالبا ما يكون هذا الاستخدام المفرط مرادفاً لمصطلحات "استخدام الإنترنت القهري" و "استخدام الإنترنت المشكوك فيه" و "استخدام الإنترنت المرضي" و "الاعتماد على الإنترنت" و "إدمان الكمبيوتر" ، إن إدمان الإنترنت كمصطلح الذي نستخدمه هنا، قد تم تعريفه على أنه استخدام الإنترنت للهروب من المشاعر السلبية، والاستمرار في استخدام الإنترنت على الرغم من الرغبة في التوقف عن الاستخدام ، وتجربة المشاعر غير السارة عند استخدام الإنترنت أمر مستحيل، والتفكير في الإنترنت باستمرار ، وتجربة أي نزاعات أخرى أو نزاعات ذاتية بسبب استخدام الإنترنت ، وهناك الأدلة على أن إدمان الإنترنت له تأثير سلبي على الطلبة (الرسوب)، والعلاقات الأسرية (الاضطرار إلى إخفاء الإنترنت المفرط  عن الوالدين والصحة النفسية (الاكتئاب)، والصحة البدنية ( الحرمان من النوم بسبب السهر مع استخدام الانترنت والتكلفة  (تكلفة نفقات الإنترنت المتراكمة) ، وتطبيقات الاتصالات التفاعلية مثل غرف الدردشة والرسائل الفورية والبريد الإلكتروني والألعاب عبر الإنترنت أكثر ارتباطاً  بإدمان الإنترنت وهي منتشرة بين الشباب.
مما يثير القلق هو أن الإدمان يحصل نتيجة ممارسة الشباب الألعاب الالكترونية ، وصناعة هذه الألعاب تتنامى حيث تقدر إرادات الألعاب (19) مليار دولار في السنة خلال عام 2013 ، وفي دراسة بشأن تأثير اللعب عبر الانترنت على مدى رضا المراهقين عن حياتهم ، وجد "  Chen et al " أن العصبية لدى اللاعبين كانت لها تأثير سلبي على الاطمئنان النفسي لهم ، كذلك العلاقة السلبية بين تكرار تصفح الانترنت والراحة النفسية .
أشار كل من "  Tsai and Lin "  أن إدمان الانترنت هو مصدر قلق كبير عند المراهقين عندما تم استطلاع آرائهم وعددهم ( 700 طالباً ) بالمرحلة الثانوية في " تايوان " حيث اعتبر " 88" منهم مدمناً وفقاً لمقياس الإدمان عبر الانترنت ، وقد افترض أنه نظراً لأن المراهقين وصغار السن وهم في مرحلة الكشف عن الهوية والذات وعقد العلاقات  فإن أولئك الذين يواجهون صعوبة في التنقل من خلال هذه التحديات ، وتشير الدراسات الحالية إلى أن طرح " الأنا ، الذات " هو (فرضية ل "  Erikson "  في مرحلة المراهقة والذي يؤدي إلى إحساس راسخ بالذات) لدى طلاب المدارس المتوسطة يرتبط ارتباطا سلبيا بالاستخدام المرضي أو الشاق للإنترنت .

وللتعامل مع هذه المشكلة بشكل صحيح نحتاج إلى فهم خصائص النمو لدى المراهقين المعرضين لحالة الإدمان عبر الانترنت ، فقد وجد " Parker et al وآخرون " لدى المراهقين الكنديين أن الذكاء العاطفي كان مؤشرا قويا إلى معتدل على السلوكيات المرتبطة بالإدمان مثل الاستخدام المفرط للإنترنت وإدمان الألعاب عبر الإنترنت ومشاكل المقامرة عبر الإنترنت؛ قد يكون الشباب الذين يعانون من أوجه القصور في القدرة على قراءة والتعبير أكثر عرضة للمشاركة في الانترنت والإصابة للإدمان ، وكانت نتائج مقياس الذكاء العاطفي مرتبطة مع نتائج استبيان اضطراب الإنترنت و مقياس مشكلة ممارسة ألعاب الفيديو ومقياس  " South Oaks  "  للأنترنت ، و كانت علاقة الذكاء العاطفي ونتائج استبيان اضطراب الانترنت مرتفعة بشكل خاص بالنسبة للمراهقين الصغار .
يشير الباحثون إلى ان الإدمان عبر الانترنت وممارسة الألعاب والمقامرة قد تكون مرتبطة الأسباب بدلاً من أن تكون مشكلات منفصلة بعضها عن بعض ، وتوصل " Ko et al " إلى استنتاج مماثل ووجد أن إدمان الانترنت له علاقة بمشكلة تعاطي الكحول لدى عينة الطلبة الثانوية ب " تايون " . 

نحتاج إلى فهم كيفية علاج إدمان الانترنت ، ومن خلال تطبيق نظرية التنافر المعرفي، وجد " Chiou "
 أن على اللاعبين المدمنين عبر الانترنت أن يغيروا مواقفهم الإيجابية من اللعبة ، في تصميم تجريبي 2 × 3، تم تعيين المراهقين  لتطبيق مقياس إدمان الألعاب عبر الإنترنت عليهم في تايوان  وتم تقسيمهم عشوائيا إلى مجموعتين: الأولى أعطيت لهم تعليمات لكتابة الجوانب السلبية للألعاب فقط ، بينما أعطيت الثانية خيار الكتابة عن إيجابيات أو سلبيات الألعاب،  ثم تم تقييم ما كتبوه حسب مستوى منخفض أو متوسط أو عالي ،  وأظهر المشاركون الذين لديهم حرية الاختيار والذين تم اختيارهم عشوائيا في مجموعة مكافأة منخفضة أكبر لتغيير الموقف في الاختبار البعدي ، ويعتقد أن تحول الموقف يمكن أن يؤدي إلى الحد من استخدام لعبة على الانترنت ، وهذه النتيجة هي وفقا لدراسة سابقة تم اختبار تطبيق التنافر المعرفي على استعداد المشاركين للحد من استخدام ممارسة اللعب .
من المهم أن نلاحظ أن الألعاب عبر الإنترنت وغرفة الدردشة يمكن أن تكون أنشطة ترفيهية ممتعة للمراهقين  ولا يعني أنهم يعانون من الإدمان على الرغم من أن هناك بعض الأدلة على أن تكرار استخدام الكمبيوتر يمكن أن يكون له تأثير سلبي على طلبة المدارس، وأن استخدام الإنترنت لممارسة الألعاب وأغراض الترفيه العام قد يقلل من نوعية الصداقات والعلاقات الرومانسية، كذلك هناك أيضا أدلة على أن ألعاب الكمبيوتر يمكن أن يكون لها آثار إيجابية على النمو المعرفي ، ويبدو أنه في حين أن الاستخدام المعتدل للإنترنت يمكن أن يكون له آثار إيجابية، فإن هذه النتائج المفيدة تنخفض أو تختفي مع الاستخدام المفرط وحتى عدم الاستخدام .

مخاطر الانترنت :
تشمل المخاطر على الإنترنت التي تواجه المراهقين  التعرض للمواد الجنسية الصريحة فضلا عن الإيذاء عبر الإنترنت ، إن التعرض لمواد الإنترنت الصريحة جنسيا هو مصدر قلق كبير حيث أن هناك أدلة على أن هذا التعرض يرتبط بزيادة عدم اليقين الجنسي والمواقف الإيجابية تجاه الاستكشاف الجنسي غير الملتزم به بين الشباب ، ومع ذلك فإن الإساءة عبر الإنترنت شكل من أشكال التحرش والإغراء الجنسي توجد في الدراسات الحديثة وسوف نركز على هذه القضايا .

وتعرف المضايقات عبر الإنترنت على أنها "تهديدات أو سلوك عدواني آخر (وليس إغراء جنسياً) يتم إرساله عبر الإنترنت إلى الشباب أو نشره عبر الإنترنت عن الشباب للآخرين لرؤية".، بينما يعرف الإغراء الجنسي بأنه " الطلب للانخراط في أنشطة جنسية أو محادثة جنسية، أو إعطاء معلومات جنسية شخصية غير مرغوب فيها ، قدمها شخص بالغ (18 سنة أو أكثر)" ، في دراسة حديثة لمستخدمي الإنترنت، أفاد 33٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 15 عاما أنهم تعرضوا لمضايقات عبر الإنترنت و 15٪ تلقوا إغراء جنسياً خلال فترة سنة واحدة .
ومن أكثر أشكال المضايقات شيوعا بين الشباب ظاهرة التسلط الإلكتروني، التي تعرف بأنها "أذى متعمد ومتكرر ينجم عن وسيلة النص الإلكتروني"، وغالبا ما ينظر إليها على أنها النسخة الإلكترونية من العنف دون اتصال، و "العنف التقليدي"، والذي يتميز بأنه "الفعل المتعمد العدواني أو السلوك الذي تقوم به مجموعة أو فرد مرارا وتكرارا مع مرور الوقت ضد ضحية لا يمكن الدفاع عنه بسهولة "، وتختلف تقديرات حودث التسلط عبر الإنترنت وما بين تتراوح بين 23 و 72٪.

على الرغم من أن  "  Dehue et al   "وآخرون قد وجدوا أن السب والنميمة كانت أكثر السلوكيات انتشارا في مجال التسلط عبر الإنترنت، فإن سلوكيات التسلط الأخرى التي  تشتمل على نشر الشائعات أو التهديد أو إرسال رسائل مسيئة ، هذا وارتبط العنف المتكرر في المدرسة دون اتصال بالإنترنت، مهارة استخدام الحاسوب وزيادة الوقت الذي يقضيه المستخدم عبر الإنترنت  بمخاطر متزايدة للتسلط عبر الإنترنت، الأهم من ذلك فقد ذكرت غالبية الضحايا معرفة الشخص الذي يسيء إليهم .
على الرغم من أنه كان يخشى أن نشر المعلومات التي تحدد الهوية عبر الانترنت يؤدي إلى زيادة خطر الإيذاء عبر الإنترنت فأن الدراسات الحديثة لم تشر إلى ذلك ، ووجد "   Mitchell et al " وآخرون  أنه في حين أن المدونين كانوا أكثر عرضة لنشر المعلومات الشخصية على الإنترنت، فإن نشر المعلومات الشخصية لا يؤدي إلى خطر الإغراء الجنسي ، جعل المعلومات الشخصية المتاحة على شبكة الإنترنت في موقع "   MySpace " الاجتماعي لا يعني نشرها .
ويشير  "  Mitchell "  وآخرون  إلى أنه ليس توافر معلومات شخصية  يزيد من خطر الجرائم الجنسية، بل هو رغبة بعض الشباب في عقد  العلاقات مع الغرباء عبر الإنترنت أو المشاركة فيها ، في دراسة مقارنة بين أنماط مختلفة من التفاعل عبر الإنترنت بين الشباب، وجد "  Wolak"  وآخرون  أن الشباب الذين شاركوا في السلوكيات المحفوفة بالمخاطر عبر الإنترنت والذين تفاعلوا بحرية مع الغرباء عبر الإنترنت تلقوا طلبات العداء ،  وهناك أيضا أدلة على أن الإغراء الجنسي عبر الإنترنت يرتفع بالنسبة للشباب الذين عانوا من نزاع أسري وإيذاء بدني أو اعتداء جنسي.

إن احتمال حدوث عواقب وخيمة دون اتصال عبر الانترنت يجعل الإيذاء عبر الإنترنت مصدر قلق بالغ ،  ففي العامين الماضيين كان هناك ما لا يقل عن " 285 " جريمة من الجرائم الإلكترونية للأطفال ،  والحقيقة هي أن معظم الجرائم بين المراهقين والكبار عبر الإنترنت تتميز بالإغواء المفتوح الذي قد يبدأ باستدراج جنسي،  وتشير أيضا إلى أن العوامل المتعلقة بعدم النضج والتهور والتعرض إلى الإساءة  وأساليب التفاعل تجعل بعض المراهقين  أكثر عرضة للخطر،  إن الاهتمام الأكثر شيوعا بالمضايقات عبر الإنترنت والتسلط عبر الإنترنت هو التأثير السلبي للإيذاء على الفكر والعاطفة والعلاقات الاجتماعية لضحاياها ، على أي حال كونه ضحية التسلط  فأنه يعاني من القلق الاجتماعي ،  وهناك أدلة على أن كلا من الجناة والضحايا عبر الانترنت هم أكثر عرضة لخطر السلوكيات سوء التكيف (مشاكل المدرسة والاعتداءات واستخدام المواد المخدرة ) مقارنة مع الشباب غير المتورطين في التسلط الالكتروني الإلكترونية ، و بشكل عام فأنه  من المرجح أن تؤدي النتائج الأخيرة حول الإيذاء إلى تغييرات في رسائل التدخل والوقاية عن طريق التحول بعيدا عن الدعوة إلى تجنب كامل (مثل عدم التحدث إلى الغرباء) والحد من الإفصاح عبر الإنترنت لأي بيانات شخصية  لجميع الشباب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق