السبت، 6 فبراير 2016

آلية حماية الطلاب من مخاطر الألعاب الالكترونية -1-






آلية حماية  الطلاب من مخاطر الألعاب الالكترونية
                                                دراسة مكتبية
الباحث / عباس سبتي
ديسمبر 2015

مقدمة :
      لا يختلف معنا أكثر الناس في وجود سلبيات ممارسة الأطفال والمراهقين لألعاب الالكترونية ، ولكن أولياء الأمور يعجزون عن منع الأبناء من ممارستها ، وقد يسمعون من الخبراء من يقول أن كثيراً من طلاب المدارس يعانون من الأمراض النفسية  بسبب هذه الألعاب ،  أو يطلع بعضهم على الدراسات التي تؤكد على تدني درجات الطالب بسبب انصرافه عن الدراسة والاستذكار وإقباله الشديد على ممارسة هذه الألعاب وقد يصل بعض الطلاب إلى حالة الإدمان نتيجة ممارسته لهذه الألعاب ، والطمى الكبرى أن الوالدين لا يعرفان أن ابنهما أصبح مدمناً على ممارسة هذه الألعاب .

لعل هذه الدراسة تكشف بعض الأمور الخافية عن أولياء الأمور مثل استيراد بعض الدول الألعاب من الدول التي لا  تراعي المواصفات الدولية في هذه الألعاب  فظهر ما يعرف  ب" الألعاب المغشوشة " ، إلى جانب مكافأة اللاعب على العنف والقتل فيميل الطفل إلى كراهية من يسيء إليه حتى إلى والديه .
نحاول في هذه الدراسة تقديم آلية حماية الأطفال والمراهقين من مخاطر الألعاب الالكترونية ، حيث أن الباحث لم يجد إلا نادراً مثل هذه الآلية –عملياً-  للحد من مخاطر هذه الألعاب على الأطفال والمراهقين والشباب ،
   لكن لا بد من تضافر الجهود من الجميع لنجاح الآلية في حماية طلاب المدارس من مخاطر هذه الألعاب .

مفاهيم :
الألعاب الالكترونية :
هي الألعاب الشبيهة في معظمها بالألعاب الرياضية التي يمارسها اللاعبون لكنها تدار من خلال أجهزة التكنولوجيا مثل جهاز التلفاز والفيديو وجهاز الآي فون المحمول وجهاز الكمبيوتر  وغيرها .(  سبتي أبريل 2013 )

أنواع الألعاب الالكترونية  :
توجد ألعاب كثيرة في عالم الانترنت مخصصة للأطفال والمراهقين والشباب وكثير منها ضارة 
أنواع الألعاب الالكترونية  :
توجد ألعاب كثيرة في عالم الانترنت مخصصة للأطفال والمراهقين وكثير منها ضارة 
 ألعاب الألغاز ، ألعاب المغامرات ، ألعاب ممارسة الأدوار  ،  ألعاب المحاكاة ،.ألعاب إستراتيجية
  ألعاب الرعب ،  ألعاب الرياضة  ، الألعاب التعليمية 
توجد ألعاب مفيدة للأطفال لتنمية أساسيات الكتابة والقراءة لديهم لكن يجب معرفة هذه الألعاب وكيف تنمي هذه الأساسيات وشرائها من المتاجر الموثوق بها  ،

مخاطر الألعاب الالكترونية :
 المشكلات الصحية :
إجهاد العين الرقمي
وأشار د. فرحان بن خشم السويلمي -استشاري طب وجراحة العيون بكلية الطب بجامعة الحدود الشمالية- إلى أنَّ استعمال الأجهزة الرقمية أو التركيز بالنظر فيها لفترة طويلة يُسبِّب إجهاداً للعين، مُضيفاً أنَّ الأطباء تعارفوا في السنوات الأخيرة على استخدام مصطلح إجهاد العين الرقمي "DIGITAL EYE STRAIN"، وأحياناً يُشار إليه باسم متلازمة رؤية الكمبيوتر، موضحاً أنَّ هذه المشكلات أصبحت بازدياد في عيادات العيون بسبب تقدم التكنولوجيا وتطور الأجهزة الذكية باستمرار.

وأضاف أنَّ تشخيص مرض متلازمة رؤية الكمبيوتر يتمّ بالفحص، حيث يشتكي المريض من جفاف العيون أو عدم وضوح الرؤية وإجهاد عضلات العين أو الرأس أو الرقبة وآلام الظهر بعد استخدام جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الذكي لفترة زمنية طويلة، مُبيِّناً أنَّ التحديق في شاشات الهاتف والكمبيوتر اللوحي قد يضر الأعين بشكل دائم؛ لأنَّها تبعث ضوءاً ذا طاقة مشعة عالية "HEV LIGHT"، وهو ما يُعرف أيضاً بالضوء الأزرق   ((موقع جريدة الرياض 27/6/2015  ) .

 كما أن الوميض المتقطع المتباين من الإضاءة في الرسوم المتحركة، قد يؤدى إلى حدوث نوبات من الصرع لدى الطفل، كما يسبب الاستخدام المتزايد لألعاب الكمبيوتر الاهتزازية إلى الإصابة بمرض ارتعاش الأذرع، كما تؤدى إلى ظهور مجموعة أخرى من الإمراض خاصة بالجهاز العضلي والعظمى، والأضرار البالغة لإصبع الإبهام نتيجة لكثرة حركة الأصابع أثناء اللعب وثنيهما بصورة مستمرة (موقع مجلة حياتك  (20/1/2013 ).

السمنة  :
في مقابلة مع استشاري الجراحة العامة رئيس قسم الجراحة في مستشفى الصباح الدكتور مبارك الكندري قال : لكويت تعد في المركز السادس عالميا بالإصابة في مرض السمنة»، مبينا أن هناك أسبابا كثيرة منها تغيير نمط الحياة، والكسل والركون إلى الراحة، وعدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم»، محذرا من تفشي ظاهرة السمنة لدى الأطفال نتيجة لأسباب كثيرة منها وسائل الترفيه الحديثة ) جريدة الراي 23/12/2013 ) .
أعلن استشاري التربية الصحية د.محمد الخليفة عن احتلال الكويت المركز الأول على المستوى العربي في السمنة والثاني عالميا، مشيرا إلى ضرورة تكثيف الجهود للحد من هذه الطاهرة. جاء ذلك خلال الندوة التي أقامتها مدرسة الفوارس الابتدائية التابعة لمنطقة الفروانية التعليمية صباح أمس بعنوان «التغذية والسمنة ـ اتجاه وسلوك».  وأضاف الخليفة : إننا نهدف من هذه الندوة إلى توعية أولياء الأمور والهيئة التعليمية للحد من السمنة، مشيرا إلى أهمية الابتعاد عن الوجبات الغذائية السريعة وضرورة ممارسة الرياضة والتقليل من استخدام الألعاب الإلكترونية التي تؤدي إلى خمول لدى الطلبة ( جريدة صوت الكويت  الالكترونية ، 17/12/2015 ) .

الإدمان :
يقول د. صالح بن محمد الصالحي -استشاري النمو والسلوك، ورئيس برنامج اضطرابات النمو والسلوك بالمجلس الصحي السعودي-: "إنَّ اضطراب ألعاب الإنترنت (internet gamers disorder) أصبح مُتعارف عليه في الأوساط المهنية، حيث يتوقع أنَّ ما يقارب من (10 – 15%) من الأطفال والمراهقين مصابون بهذا الاضطراب، الذي ينتج عن إدمان الألعاب الإلكترونية"، مُضيفاً أنَّ إحدى الدراسات الاستطلاعية في هذا المجال أشارت  إلى أنَّ هذه النسبة قد تصل إلى (23%) في المملكة، موضحاً أنَّه ينتج عن هذا الاضطراب والإدمان مضاعفات كبيرة على الفرد والأسرة والمجتمع ككل.  (موقع جريدة الرياض 27/6/2015  ) .

 لنا مقالة في مجلة المعلم عن  قياس درجة إدمان استخدام الهاتف المحمول ، حيث أشارت دراسة أن الأطفال يعجزون بدورهم عن التخلي عن أجهزتهم الإلكترونية لأكثر من 30 دقيقة، وخصوصا مع الهاتف النقال على الرغم من تقديم هدايا لهم ، ويطرح سؤال هنا هل هذا التعلق الشديد يجعل الأطفال يتخلون عن الدراسة وعن وجبات الطعام  وعن ..؟

وأشارت دراسة سابقة منذ سنوات أن محكمة ألمانية أن حكمت على زوجين شابين بالسجن لأنهما تركا طفلهما الرضيع يصرخ في غرفته حتى الموت، بينما كانا مشغولين باللعب على الكومبيوتر أونلاين مع عائلة أخرى  (الأنباء 21/7/2015 )
سلوكيات العنف والتسلط :
بدأت الولايات المتحدة تدرس ظاهرة العنف الطلابي عبر وسائل الأعلام  الورقية والالكترونية عام 2000 م من خلال لجنة الصحة العامة بالكونجرس وأصدرت اللجنة تقريراً عن اثر العنف الترفيهي على الأطفال ، فقد يقضي الأطفال والمراهقون ما بين أعمار (8-18 سنة ) ست ساعات أمام أجهزة اللعب والترفيه بينما الأطفال حتى السن السادسة يقضون بمعتدل ساعتين أمام ( التلفاز ، الأفلام ، الكمبيوتر ) وتشير الدراسات إلى أن تزايد العنف لدى طلاب المدارس يعود إلى أسباب منها وجود هذه الأجهزة في غرف نوم الأطفال وعدم مراقبة أولياء الأمور لأولادهم وعدم توجيههم وتوزيع وقتهم بين الدراسة والاستذكار واللعب غير الالكتروني ( البدني ) وبين ممارسة الألعاب الالكترونية  ( سبتي ، العنف عبر وسائل الأعلام ، 2015) .

مخاطر وعزوف عن الدراسة :
أجرينا دراستين تشيران إلى هذه المخاطر ، الدراسة الأولى : دراسة عزوف طلبة المدارس عن الدراسة أسباب ونتائج وحلول - دراسة مكتبية ، وقد ذكرنا أسباباً لهذا العزوف ومنها تنامي دور أجهزة التكنولوجيا وغياب أو تحجيم دور : الأسرة ، المدرسة ، المسجد ، وسائل الأعلام ، كيف :
     - ألغت أجهزة التكنولوجيا حب الدراسة من قلوب الطلاب ،  كيف ؟؟
     - إجادة أجهزة التكنولوجيا الحوار مع الأبناء .
     - اخترعت أجهزة التكنولوجيا لتشبع ميول الأبناء .
     - تمضية الطالب والمراهق جل الوقت بممارسة الألعاب الإلكترونية .
     - دخول غرف الدردشة و مواقع التواصل الاجتماعي .
     - استخدامات الموبايل شبكة الانترنت ، البلوتوث والموبايل ( النقال ) .


     تشير إحدى الدراسات : إلى أن استخدام الموبايل من قبل طلاب المدارس قد ألهاهم عن دراستهم ، وكان سبباً في انخفاض التحصيل العلمي بل وفي الهروب من المدرسة .
 الدراسة الثانية وهي : دراسة الألعاب الإلكترونية وعزوف الأولاد عن الدراسة نتائج ،حلول  كانت نتائجها ما يلي:
ممارسة اللعب من ثلاث ساعات فأكثر باليوم الواحد بنسبة ( 35،5%) وعدم رضى الوالدين  بانشغال الأولاد  باللعب على حساب الدراسة والاستذكار بنسبة ( 56،3%) وانشغال الطلبة بالحديث عن الألعاب الإلكترونية بالمدرسة بدلا من الحديث بشئون الدراسة بنسبة ( 78،1%)  وسرحان الطلبة والتفكير بهذه الألعاب وهم بالصف الدراسي بنسبة ( 35،3%) وتأجيل حل الواجبات المنزلية من اجل ممارسة هذه الألعاب بنسبة (48%) وتفضيل ممارسة الألعاب على عملية المراجعة والاستذكار بنسبة (49%) وانخفاض درجات المواد الدراسية بسبب ممارسة هذه الألعاب بنسبة ( 51،2%) وتفضيل اللعب الإلكتروني على قراءة الكتاب المدرسي بنسبة (63،1%) والاضطرار إلى أخذ الدروس الخصوصية بسبب انخفاض المستوى التعليمي والعلمي للطلبة بنسبة (41,1%  ) ، وهذا  يعني كيف أن ممارسة هذه الألعاب قد أثرت في طلاب المدارس بدولة الكويت وجعلتهم يعزفون عن الدراسة .

النصائح المفيدة وملاحظات الباحث:
توجد نصائح مفيدة لخبراء السلامة والحماية عبر الانترنت  وهي نصائح عامة وقد يستفيد منها  أولياء الأمور مثل :
قدم خبراء السلامة على الإنترنت نصائح للوالدين، تساعدهم على السيطرة المقننة للعب أطفالهم إلكترونياً، كان أهمها:
-         تحدث مع طفلك عن اللعبة التي يفضلها، واكتشف منه لماذا هي المفضلة لديه، وحاول أن تشاركه اللعب لتعيد الصداقة والمصارحة بينكما.
-         لابد أن يحدد الوالدين فترة زمنية للعب بالاتفاق مع طفلهم، حتى لا يستغرق الطفل وقتاً طويلاً في اللعب، قد يؤدي لإدمانه لها.
-         لابد أن يطلع الوالدين عند شراء لعبة إلكترونية على غلاف كل لعبة، حيث سيجدا تقييماً إرشادياً أعدته «ESRB Rating  اللجنة العالمية لبرامج الترفيه الإلكترونية - توضح فيه للوالدين ماهية اللعبة والعمر المناسب لها.
-         يوجد في مواقع اللعب الإلكترونية الشهيرة مساحة تمكن الوالدين من مراقبة ومتابعة ألعاب أطفالهم عليها، يطلق عليها «Parental Control Settings»، وهي تمنح الوالدين القدرة على تفعيل المراقبة.
ينبغي على الوالدين الإطلاع على الإنترنت للحصول على مواقع مفيدة تقدم نصائح للوالدين لاستخدام أبنائهم للألعاب الإلكترونية بأمان، مثل «www.getgamesmart.com».( موقع سوبر ماما ) .
أقول:
هذه النصائح جيدة ومفيدة لكنها تبقى نظرية أكثر من أن تصبح عملية ، بمعنى قد يواجه أكثر الآباء تحديات عند توفير الحماية بممارسة أبنائهم هذه الألعاب ، وقد يرجع ذلك إلى أن أكثر المحلات التي تبيع هذه الألعاب لا تعطي للآباء دليلاً إرشادياً بسبب أن البائع يجهل ذلك وليس هناك قانون يجبره بتوفير هذا الدليل ، كذلك أن هذا الدليل يوجد لدى اللجنة العالمية لبرامج الترفيه الالكترونية "  ESRB Rating " وأيضا إرشاد الآباء إلى المواقع التي توعي الآباء والأطفال والمراهقين مثل موقع : www.getgamesmart.com وغيره لا ينفع إلا مع الآباء الذين يجيدون اللغة الانجليزية ويرغبون متابعة أولادهم عندما يمارسون الألعاب الالكترونية  ، وغالباً لا يوجد وقت لهؤلاء الآباء وليس لديهم الوعي الكافي بمخاطر هذه الألعاب .

قرأت في : موقع مجلة حياتك  (20/1/2013 ) تحت عنوان : حلول لتجنب أخطار الألعاب الإلكترونية على الطفل والمراهق :
يقدم لك الخبراء عده نصائح لتساعدك في تجنب أخطار تلك الألعاب والسيطرة على أضرارها.
1-    - محاولة التحدث مع الطفل عن اللعبة التي يحبها، واكتشاف سبب تعلقه بها ومن ثم مشاركة الطفل تلك اللعبة لإحياء روح الصداقة بداخله من جديد وبذلك تستطيعين مراقبة تلك اللعبة والسيطرة عليه في أي وقت.

2-    - لا بد وأن تحددوا معآ  وقتاً ليلعب فيه الطفل وبذلك سيتم السيطرة على إمكانية إدمان الطفل لهذه الألعاب.
3-    - أنظرى على غلاف كل لعبة قبل شرائها لطفلك، وأقرأى إرشادات السلامة المكتوبة عليها حول نوع اللعبة وكيفية استخدامها وأيضآ العمر المناسب لها كي لا تؤذى طفلك دون قصد.

4-    - يمكنك تفعيل جهاز مراقبة على مواقع الألعاب الإلكترونية والتي يسمح بها المواقع الشهيرة لتتمكنى من معرفة نوعية الألعاب التي يفضلها طفلك ومن ثم التدخل في الوقت المناسب إذا لزم الأمر.



5-    - شجعى طفلك بشراء لعبة لتنمية الذكاء أو لتعليم نشاطات جديدة بدلآ من اللعب دائمآ بمثل تلك الألعاب، فيبدأ في التخيل والإبداع والاستفادة من اللعبة عن كونها وسيلة ترفيهية فقط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق