السبت، 13 سبتمبر 2014

كتاب المرشد إلى رفع وعي الأولاد باستخدام الانترنت - 1






كتاب  المرشد  إلى رفع وعي الأولاد باستخدام الانترنت - 1
ترجمة وتعليق الباحث / عباس سبتي
2013

كلمة المترجم :
     بدأنا بالاهتمام بأجهزة التكنولوجيا بالترجمة والـتأليف بعد ظهور سلبياتها واضحة ومتكررة في أجهزة الأعلام المرئية والسمعية ، ولعل اهتمام الباحثين والخبراء بشئون هذه السلبيات التركيز على توعية أولياء الأمور في كيفية حماية أنفسهم وأولادهم من خلال طرح الحلول التي تحد هذه السلبيات ، وهذا العمل المتواضع نضعه بين يدي القراء العرب الذين ابتلوا بسلبيات أجهزة التكنولوجيا كما تعاني الشعوب الأوربية الغربية والشرقية منها ، وعلقنا بتعليقات مقتضبة في كل موضوع نترجمه مع ذكر أسماء المقالات والدراسات لنا المنشورة في موقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية .

المدخل
     تطور العالم قبل اختراع الهواتف المحمولة والكمبيوتر ، يحتاج مع هذا التطور دور الآباء في تربية الأبناء ، والآن على الآباء معرفة تأثير التكنولوجيا في حياة أولادهم  من الجوانب العديدة : التسلية ، استخدام التكنولوجيا بالمدرسة واستخدام الأولاد المواقع الاجتماعية ، وفي السنوات الأخيرة بدأت شبكة الانترنت تغزو المنازل والأسر بلغت نسبة الأسر التي تستخدم الانترنت  (77%) ، وتشير الإحصائيات أن أكثر من نصف عدد الأطفال من يملك الأجهزة المحمولة  في السن (11) ولهم حسابات بالشبكات الاجتماعية عبر الانترنت ، ويعتقد نصف عدد الآباء  أن الطفل في السن (6) عليه أن يستخدم الانترنت  وفقاً لمسح الحكومة بالولايات المتحدة .

     تفتح الانترنت عالماً جديداً من المعلومات ، التجارة ، التعليم وفرص العمل غير المتوفرة للأجيال السابقة ، لكن مع وجود هذه المميزات ظهرت مخاطر : التسلط ، الجنس ، سرقة الهوية الشخصية والاحتيال التي تشكل تهديدات حقيقية في عصر الانترنت . على الآباء دور تربية الأولاد  عن مخاطر الانترنت والتشريعات المتعلقة بها والاستخدام الآمن لها .

     لا يمكننا أن ننسى أن الانترنت أصبحت جزءاً هاماً من حياتنا ، ومع الهواتف التكنولوجية نظهر مشاعرنا اتجاه الأولاد ونتتبع أماكن تنقلهم من خلال جهاز (GPS ) وأصبحت المعرفة تحت أناملهم ، ومعرفة إجابة أي سؤال باستخدام محرك البحث ، وعند استخدام الانترنت فأنها تفتح أمام الأولاد مجالات كثيرة وتحثهم على الفضول والمغامرة والاستكشاف .

     يهدف هذا الكتاب الالكتروني توعية الأولاد بشأن الانترنت والإبقاء على سلامتهم من خلال استمتاعهم بفوائد الانترنت والهواتف المحمولة ، إلى جانب إدراك الوالدين بمخاطر وجرائم الانترنت التي قد يقوم بها الصغار قبل الكبار

تعليق :
     نلاحظ أن الأولاد خاصة في السن (11) بالولايات المتحدة وبعض الدول الأوربية لهم حسابات بالشبكات الاجتماعية ولعل هذه الشبكات تقدم لهم الألعاب الالكترونية كذلك بعض المشاريع والأنشطة التعليمية ، بينما نلاحظ أن الأولاد عندنا في هذه السن ليس لهم حسابات وإنما يبحثون عن الألعاب الالكترونية دون تمييز بين العنيفة والخطرة وغيرها ودون من يرشدهم وقد ذكرنا في دراستنا : "الألعاب الإلكترونية وعزوف الأولاد عن الدراسة نتائج ..حلول بدولة الكويت " ، وقد يمكن الاستفادة من تجارب الدول الغربية في تحصين جيل الأطفال والشباب بل والكبار من مخاطر الانترنت ومواقعها وذلك بتكاتف الجهود وإجبار شركات الانترنت  وغيرها التي تقدم خدمة الانترنت إلى الناس بتصميم الأنشطة التوعوية والإرشادية للناس والأنشطة التعليمية لطلبة المدارس والجامعات .

القسم الأول :
أهمية تعليم الأطفال بشأن كيفية استخدام الانترنت

     كآباء يحبون حماية الأولاد من كل خطر يتعرضون له أو كل شيء يسبب لهم الأذى عبر الانترنت ، عليهم تخصيص الوقت في توعيتهم باستخدام الانترنت والاستفادة منها من خلال تزويدهم بالتعليم الكافي ليتخذوا القرار السليم عبر الانترنت ، خاصة ونحن نعيش في اليئات التي توفر كل شيء للأولاد دون معرفة عواقب هذه الأشياء على صحتهم الجسمية والنفسية .

استخدام مواقع التواصل الاجتماعي عبر الانترنت :
     أصبح استخدام الشبكات الاجتماعية عبر الانترنت ظاهرة منتشرة في عصرنا اليوم . هناك أكثر من (40%) من الأطفال ما بين أعمار 6-11 سنة لهم حسابات بالمواقع الاجتماعية مثل فيسبوك ، تويتر و" فورسكور، المربع الرابع " ، ويخصص فيسبوك لطلبة الجامعة والكليات لكنه متاح الآن لمن بلغ (13) سنة من عمره ، وقد أفاد كثير من الآباء بسماح للأولاد بفتح الحساب في هذه المواقع واعترف بعضهم بعدم متابعة الأولاد عند استخدام هذه المواقع .

     تتيح الشبكات الاجتماعية  للأولاد فرصة  التواصل مع الأصدقاء وأفراد الأسر عبر أنحاء العالم من خلال تبادل الرسائل النصية والصور ومقاطع الفيديو والمحادثة ، لكن للأسف يفتح ذلك أمامهم تربص المحتالين لهم عبر أصدقائهم .

هذه بعض النصائح لمراقبة الأولاد لأنشطتهم الاجتماعية عبر الانترنت :
     تحديد الأصدقاء الذين يعرفهم الأولاد .
     التعرف على الأصدقاء الجدد قبل انضمامه إلى قائمة " الأصدقاء "
     الاطلاع بشكل مستمر إلى قائمة " الأصدقاء" لمعرفة إضافة أصدقاء آخرين دون علم الآباء .
     مناقشة الموضوعات المناسبة وغير المناسبة ، والصور والكلمات المتبادلة بين الأولاد والأصدقاء ، وعليه مسئولية حذف كل ما هو غير لائق وعلى أن لا يعود إلى مثله .

التعامل مع المحتالين :
     تعرض الانترنت مزايا كثيرة للأولاد ، لكنها مكان مناسب في تصيد المحتالين لضحاياهم ، العديد من المحتالين الذين يريدون إيقاع الأولاد بفخ الجنس مثلاً  يقولون أنهم في نفس أعمار الأطفال ، ويعرفون ميول ورغبات هؤلاء الأطفال ويطلب المحتالون موعد اللقاء مع الأطفال ، لذا يجب توعية الأولاد بمخاطر المحتالين عبر الانترنت كخطوة مهمة في الاستخدام الآمن لهذه الشبكة .

     يجب التحقق من أن الطفل يتواصل مع المحتال ويظن أن هذا المحتال طفل مثله يطلب الصداقة ، قد لا يعرف الطفل صفات الصديق عبر الانترنت ، أو أنه يتحدث عن صديق جديد لم يكن معه بالمدرسة ، و يكون هذا الصديق مثل الطفل ، أو أن الطفل لا يعرف كل التفاصيل عن هذا الصديق مثل الاسم الكامل له واسم مدرسته وأسماء معلميه ،  ولا يتحدث مع هذا الصديق عندما يكون الأب معه في الغرفة ، ويغلق الكمبيوتر أو يغير نشاطه عند دخول الأب عليه ، وهذه علامات يجب معرفتها من قبل الوالدين فيما إذا تورط الابن بصداقة المحتالين عبر الانترنت .

     قد يبدو الطفل هادئاً أو غير مرتاح بعد هذه الصداقة .
     يبدأ بإرسال صور عن نفسه عبر الانترنت إلى الصديق .
     يطلب  الطفل من والديه  أن يذهبا به لمقابلة الصديق لوحده  فقط .

     إذا قلق الوالدان على اتصال الطفل بالمحتال ، يجب ألا يقفا مكتوفي اليدين لأن  التدخل يتعارض مع " خصوصية " الطفل ، لكن عليهما أن يعرفا أن مسئوليتهما هو حماية الطفل وجعله يتخذ القرار السليم في هذا الموقف ، وهذا يتطلب من الوالدين التدخل السريع من أجل حل الحالة الخطرة وكيفية التعامل معها ، ولا يجب أن تشتمل " خصوصية " الطفل إكمال النقص الذي بدر من الوالدين وإنما إرشاد الطفل منذ البداية أن التدخل في الصداقات الجديدة مفيد للطفل ولزملائه خاصة عبر الانترنت :

     يجب أن يفهم ويميز الطفل بين  الحياة الواقعية والحياة الافتراضية عبر الانترنت .

     يجب ألا يتبادل الطفل بالاسم الكامل العنوان ورقم الهاتف المحمول مع شخص لا يعرفه في الحياة الواقعية ، أو لم يستاذن الوالدان بهذا التبادل .

     لا يجب أن يقدم معلومات دقيقة عن الفريق  الرياضي الذي يلعب معه أو أسماء أصقائه لكي يستفيد منها المحتال في صيد ضحاياه ، ويجب أن يعلم الطفل أن المحتال يكذب بما يدعيه من معرفة أفراد أسرة الطفل أو عنوان منزلهم لكي يكسب ثقة الطفل به .

     لا يجب أن يتحدث الطفل عن أماكن محددة  أو أشياء يود المشاركة بها في المنتديات العامة .

     لا يجب أن يرسل الطفل صورة شخصية عنه دون علم من والديه .

     يجب على الطفل أن يخبر والديه عن أي خطط لملاقاة أو فعل شيء أو مقابلة أحد ، وأن يعلم أنه يجب أن يشرف على أنشطته والداه بحكم صغر سنه  ز

     يجب عليه ألا يترك المكان الذي تركه والده فيه  لأي سبب كان ، ويجب عليه أن يستعين بأفراد الأسرة الذين يعينهم الوالدان له في حال طلب المساعدة . 

تعليق:
     هذه النصائح قد لا يهتم بها بعض الآباء في مجتمعاتنا العربية خاصة وأن عمليات الاحتيال والابتزاز تعاني منها المجتمعات الغربية نتيجة وجود العصابات ، لكن عليهم ان يفهموا  أن هذه العصايات قد اخذت تهدد الناس في البلدان العربية والإسلامية وغيرها نتيجة تطور التكنولوجيا واستخدام الأجهزة المطورة في تنفيذ عمليات الغش والاحتيال ونشر الإباحية و... .

التسلط عبر الانترنت :
     وهي من المخاطر الكبيرة التي تنتشر نتيجة الإقبال على المواقع الاجتماعية وتعرف بمشكلة " التسلط " ، وطالما هناك التفاعل الاجتماعي فأن هناك تسلط وبلطجة ، ولكن عندما ظهرت هذه المشكلة عبر الانترنت فأن عواقبها أصبحت أكثر تدميراً  ، وشبكة الانترنت أصبحت قناعاً للبلطجية  وتمنحهم الثقة بأنفسهم وتجعلهم يصبحون أكثر وحشية وعدوانية عندما يواجهون الضحية وجهاً لوجه ، ويستفيد البلطجية من الشبكات الاجتماعية و البريد الالكتروني وغيرها من أجل التخويف أو التهديد أو الأذية أو الهجوم على الضحية .

     قد تؤدي هذه المشكلة إلى ظهور الشائعات ونشر الصور ومقاطع الفيديو للهجوم المباشر على الضحية ، وخلافاً فأن البلطجة التي تحدث لطالب ما في حال وجود الحماية من قبل المعلمين وبقية العاملين بإدارة المدرسة ، فأن مشكلة التسلط تجعل الطالب يشعر بالعزلة واليأس ولها عواقب مأساوية عليه ، في السنة الماضية ظهرت حالات عديدة للمراهقين الذين فقدوا حياتهم نتيجة التسلط عبر الانترنت .

     من المهم إذا لم يكن الابن ضحية أحد أشكال التسلط ، على الوالدين أن يعرفا مخاطر الانترنت وأن يعلما الابن  كيفية حماية نفسه  وغيره من هذه المخاطر ومعرفة النتائج الضارة  لها، وأن يعرف الابن أن كل إنسان مستهدف كضحية في هذه الحالة ، وعليه أن يعرف كيف يتعامل مع هذه المخاطر ، والتعرف على الإجراءات الوقائية لمنع هذه المخاطر وأن يعرف الابن أن الذي قد يرتكب التسلط لا ذنب له خاصة الصغار ، وأنه سلوك إجرامي يحتاج إلى الكشف عنه وعلاجه ، ومع فتح باب الحوار مع الأولاد بما يقومون به من التفاعل عبر الانترنت و الشرح لهم كيفية الوقاية وكأنهم أصبحوا للتو ضحايا التسلط . للأسف بعض الوالدين لا يدركون حجم المخاطر والنتائج الكارثية لدخول الأولاد الشبكة العنكبوتية  بسبب  إنشغالهم في شئون الحياة الروتينية .

     على أي حال إذا جاء الابن إلى الوالدين ليخبرهما أنه ضحية التسلط ، فلا تتغلب العاطفة على الوالدين بحيث يصبح الموقف أكثر سوءاً ، ولو أن الابن مقصر فيجب إبلاغ الابن أن سلوك التسلط غير مقبول وله أسبابه ، ويجب عليه أن يخضع للعلاج ، وأن لا يكون اعتراف الابن وسيلة بتوبيخه أو نقده وإنما فتح الحوار معه كي يشعر بالطمأنينة ويشرح أبعاد ما قام به وحتى يعرف الوالدان كيف يتصرفان بحكمة . بهذه المناسبة ننصح الوالدين قبل أن يشتريا جهاز الكمبيوتر أو هاتف محمول للابن أن يتعرفا على الجوانب السلبية لاستخدام أجهزة التكنولوجيا وأثرها على الأولاد .

هذه بعض الأعراض التي تجعل الابن قد أصبح ضحية التسلط :
-       التغير المفاجيء بشخصية الابن يظهر عليه الانسحاب وتمتلكه نوبات الغضب والانفعال .
- عدم الرغبة بالذهاب إلى المدرسة  أو القيام بالأنشطة التي يحبها .
- لا يذكر أسماء أصدقائه  أو عند  طلب اللعب معهم يبدو عليه النفور منهم
- تبدو عليه الاضطراب والهياج بعد استخدام الانترنت .
- عدم أظهار الرغبة في ممارسة الأنشطة الالكترونية .
- إغلاق حساب موقع التواصل الاجتماعي أو البريد الالكتروني فجأة .

     في حال شلك الوالدين أن الابن أصبح ضحية التسلط ، يجبان يتخذا الإجراء السريع إن أمكن لأن عواقب التسلط تكون مأساوية على الجميع ، من خلال الحوار والمصارحة مع الابن ما حدث له لكي  يفهماه أنهما يريدا مساعدته وحتى لا تتدهور حالته سوءاً .

     يجب أن يتوقع الوالدان الرفض أو المقاومة من قبل الابن عند مناقشته عن مشكلة التسلط ، لأن أكثر الأولاد ذكوراً وإناثاً  لا يحبون الوالدين يتدخلا في شئونهم خاصة إذا كبروا ، ويعتقدوا أنهما يعقدان المشكلة ، وقد يؤدي ذلك إلى عزلة الابن في حال الإصرار على معرفة مشكلته من قبل والديه وعدم طلب المساعدة منهما ، وهذه من الأمور تحول شلك الوالدين إلى اليقين في تورط الابن بهذه المشكلة ، لذا على الوالدين إجراء التحقيق الهادئ .

     قراءة البريد الالكتروني أو الاطلاع على نشاط الابن عبر إحدى الشبكات الاجتماعية قد تكون غير مجدية لدى بعض الآباء ، لكنها تبدو خطوة صحيحة من أجل حماية الابن ، لذا إذا لاحظ الوالدان أي مؤشر في حدوث التسلط  لا يجب إظهار الغضب بل إظهار الرفق والمحبة لكي يشعر الابن بالطمأنينة ويفتح قلبه مع والديه ويناقشاهما عن المشكلة إلى جانب اتصال الوالدين بالمدرسة وشرح المشكلة ، وقد يستدعي الأمر إلى تدخل الشرطة حسب نوع وشكل التسلط .

     من المهم ألا يقلل الوالدان من خطورة المشكلة وقد يبدو لبعض الآباء أنها مشكلة أطفال سرعان ما تذهب  أو تحل لكنها عبارة عن مشكلة العنف النفسي خصوصاً التي تظهر في المنتديات والمواقع العامة وتكون المشكلة أكثر تدميراً من العنف الجسدي تجعل الطفل يفقد الثقة بنفسه والإحساس بقيمة الذات ، والعنف النفسي يترك أثراُ على صحة الجسم ، لذا يجب تشجيع الابن على طلب المساعدة من الوالدين في حال من يهدده مع تنمية العلاقة معه وتعزيز الثقة بنفسه .

تعليق:
     للأسف لم أجد في أدبيات وبحوث عربية عن معنى ومفهوم " التسلط" بسبب أنها قضية جديدة على الساحة التربوية والعربية . التسلط أو العنف الذي يأتي من خلال استخدام التكنولوجيا الالكترونية عبر الانترنت. وتشمل تكنولوجيا الأجهزة الإلكترونية والمعدات مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، وأجهزة لوحية ( الآيباد ) وكذلك وسائل الاتصال بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي ، والرسائل النصية سواء عن طريق الآيفون أو الكمبيوتر أو اللابتوب وأشرطة الفيديو  وغرف الدردشة، والمواقع الأخرى ، وبدأت تجرى الدراسات بشأن التسلط في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوربية منذ عام 2000م ، اطلع على دراستنا : التسلط والعنف عبر الانترنت  في موقعنا.

     Erin Gallagher  فتاة عمرها (13) سنة انتحرت بعد أسابيع من المعاناة النفسية بسبب التسلط ، وقبل موتها ب (24) ساعة أرسلت رسائل إلى صديقاتها اللاتي يعانين من قسوة التسلط تخبرهم  أنها تريد قتل نفسها ، لكن الصديقات لم يمنعها من ذلك .

تعليق :
     توجد أسباب عديدة في عدم منع الصدبقات للفتاة المنتحرة ، منها عدم إدراك المراهقات لخطورة التهديد بالانتحار ، ووجود حالة عدم الجدية لدى المراهقات في القضايا المصيرية لقصر نظرهن في عواقب الأمور وعدم  إدراك خطورة النتائج السلبية على نفس الفتاة المنتحرة لدى الصديقات ،  ترجمنا مقالات عديدة عن انتحار الشباب والشابات بالولايات المتحدة وغيرها تجدها في موقعنا . 

التعرف على مخاطر الأمن والخصوصية  :
     الانترنت  لا تشكل خطراً نتيجة الحيوانات البشرية للاعتداء الجنسي على الضحايا ، وإنما هناك سرقة وانتحال الهوية والاحتيال التي كثرت وفي متناول اليد باستخدام الانترنت والمراهقين غير مستثنين عن ذلك ، والأطفال يميلون إلى الثقة بالناس فيستغل المحتالون هذه الثقة لدى الأطفال بسرقة بيانات هوية آبائهم وسرقة أموالهم من البنوك ، وحتى إذا لم يبح الطفل بالمعلومات لكن تثبيت جهاز بالبرمجيات الخبيثة بجهاز الكمبيوتر الخاص بالآباء فيسرق البيانات الشخصية وقد يؤدي إلى تدمير الكمبيوتر .

     من المهم أن يناقش الآباء الاستخدام الآمن للانترنت مع الأولاد لكي يتحملوا المسئولية ، والتأكد من أنهم يحمون أنفسهم عبر الانترنت من هذه الجرائم وحماية الكمبيوتر من  الأضرار التي تنتج من الإجراءات غير المسئولة ، وذلك باستخدام التوجيهات التالية لبناء قواعد السلامة والخصوصية باستخدام الانترنت :

- يجب ان يعرف الأولاد الفرق بين الحياة الحقيقية والواقعية والحياة الافتراضية عبر الانترنت .

- عدم تبادل بيانات بطاقة الإئتمان مع أي شخص أو استخدام هذه البيانات عبر الانترنت إلا بالموافقة من الوالدين .

- عدم فتح البريد الالكتروني أو النقر على رابط  أو وصلة من شخص ما  لا يعرفه الأولاد ، ولو كان يبدو غير خطر عليهم ، ومعظم الشركات عن تسأل عن البيانات الشخصية من خلال البريد الالكتروني .

تعليق:
     من الأمور المهمة التي تتناول أدبيات سلبيات أجهزة التكنولوجيا هي قضية " الخصوصية " التي جاءتنا من الغرب وهي من إفرازات النظام الرأسمالي الذي يركز على الفرد وجشعه وأنانيته وحريته الذاتية، مع أن قضية الخصوصية بمفهومها العرفي مقبولة لدى الشعوب من حيث تميز الفرد في نواحي معينة  أو ستر العيب أو .. لكن أن ننمي الأنانية والحرية الفردية في الفرد على حساب الآخرين هي من سلبيات عصر التكنولوجيا ، وبعد أن فشلت الرأسمالية في قيادة الشعوب وسقوط الشيوعية في عقر دارها  ، سمحت الولايات المتحدة بتداول شبكة الانترنت بين شعوب العالم من أجل مصالحها ، لا بأس بالاطلاع على دراستنا أجهزة التكنولوجيا وسقوط الإنسان ودراسة الإنذار بانهيار الحضارة التكنولوجيا المنشورتين في موقعنا .

ماذا تفعل في حال الطوارئ ؟
     ليس مهماً كيفية إعداد الأولاد جيداً ، لكن قد يواجه الأولاد حالات خطرة عبر الانترنت ، لأن الطفل الذي يعد ي حال الاضطرار أو الطوارئ  يكون أكثر تحملاً لروح المسئولية ويحمي نفسه العواقب السلبية والخطرة ، ويمكن تزويد الأولاد بالتوجيهات التالية للتعامل مع حالات الطوارئ التي قد تنشأ عبر الانترنت :

- إذا شعر بالقلق فليتوقف عن النشاط .

- كن صادقاً وانت تمارس الأنشطة حتى إذا اعتقد  أنه قد يخالف قواعد السلامة ، فعليه أن يسيطر على الوضع .

- عدم مقابلة  أحد تعرفت عليه عبر الانترنت في الواقع دون اصطحاب أحد الوالدين .

- عدم السماح بدخول أحد المنزل في حال غياب الوالدين .

- في حال الخوف من شخص أو الشعور بالخطر عبر الانترنت يجب إبلاغ الوالدين .

- في حال عدم الارتياح بالحديث مع الوالدين بشأن الوضع الخطر ، تحدث مع المعلمين وغيرهم من الكبار تثق بهم من اجل مساعدتك .

- في حال الشعور بالتهديد الجسدي لا تتردد بإبلاغ الشرطة .

 أقول:

     ليس بالضرورة أن يكون الخطر يواجه أولادنا وهم يبحرون عبر الانترنت بل قد يكون الخطر أكبر وهم في المنزل لوحدهم أو خارج المنزل لذا يجب اتخاذ الإجراءات الوقائية لهم ، وبالمناسبة هناك أرقام الطواريء للاتصال بالفريق الطبي او الفريق الأمني ( الشرطة ) يجب توفر الأرقام لجميع أفراد الأسرة وتوعية الأولاد باللجوء إليها عند حدوث أي خطر  . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق