حماية طفلك من المحتالين عبر الإنترنت
بقلم الباحث/ عباس سبتي
أصبح
عالمنا اليوم أسرع حركة ولكنه صغير ، مع
قوة الانترنت في متناول يديك ، ومعظم الناس لا يدركون أن مجموع المعارف الإنسانية
متوفرة في هواتفهم المحمولة ، ومواقع التواصل الاجتماعي تتفجر وأطفالك فيها ، أنهم
في " فيسبوك " وأنهم يبحثون في " غوغل +" وفي موقع
" Craigslist " وهناك من يحاول إيذاء طفلك فمن الضروري أن
تعرف عن المحتالين عبر الانترنت .
افتراس
الانترنت للأطفال عبارة عن نتيجة حقيقية ومرعبة من خلال الاتصالات السريعة
والفورية ، والناس ذكوراً وإناثاً يترصدون
طفلك وحده وهو بعيد عن نظام الحماية التي يجب أن توفره له ... .
ما هو الافتراس عبر
الانترنت ؟
ما هو المفترس عبر الانترنت ؟
معيار
تعريف المفترس عبر الانترنت هو أي شخص ذكر أو أنثى يستخدم الانترنت لغرض واضح
لاستهداف قاصر لممارسة الفاحشة معه ، يعمل من خلال عدم الكشف عن هويته والتلاعب
والمكر ، يستخدم نفس الأشياء التي يستخدمها الطفل ليظهر أنه طفل ويستخدم الضعف
العاطفي وما يحتاجه الطفل من عاطفة واهتمام .
المحتالون
عبر الانترنت يستعينون بمواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الدردشة من اجل اختيار
ورصد ضحاياهم ، فالأطفال الأبرياء الذين يبحثون عن صورة طفل لرياضتهم المفضلة
" جيرسي ، jersey " يسهل على المحتال استهدافهم ، والسيرة الذاتية تعطي للمحتال الذخيرة (
الفرصة ) والمعلومات أثناء بحثه عن ضحاياه .
ما الأشياء التي يجب أن
تبحث عنها ؟
إذا
كنت قلقاً من أن طفلك قد استهدفه محتال ، توجد بعض علامات التحذير للبحث عنها ،
أولاً وقبل أي شيء ، هل توجد هدايا للطفل في البريد الالكتروني ؟
وقد
يطلب منك التوقيع فقط ؟
هل
تسلم الطفل طرد بريدي من أناس لا تعرفهم ؟
حاول
أن تتعرف عليهم ، فالمحتالون يتخفون عبر الانترنت ، واتخاذ الإجراءات المطلوبة من أجل التغلب عليهم .
هل
ابنك أو ابنتك يستخدم اسماً مستعاراً في غرفة الدردشة أو غي البريد الالكتروني
وأنت لا تعلم ؟
حاول
أن تبحث ، واطرح الأسئلة عليه ، فقد يختبأ محتوى غير لائق وليس أسوأ شيء في
العالم لكنه يخبأ هذه الأشياء بناء على
طلب من شخص يموت إذا لم يقابل الطرف المقابل في غرفة الدردشة .
هل
طفلك يقضي وقتاً في الرسم أو يقضي وقتاً
أطول في ممارسة الأنشطة عبر الانترنت ؟
وقد
يكون هذا من التواصل غير اللائق لطفلك .
هل
يقضي طفلك وقتاً طويلاً مع الانترنت خاصة في المساء ؟
وهذه
علامة تحذير أخرى ، ينشط المحتالون في كل الأوقات عبر الانترنت ، لكن أكثرهم لديهم
أعمال في النهار لذا ينشطون أثناء فترة الليل و أيام العطل الأسبوعية ويستعينون
بالمواد الإباحية لجذب انتباه الأطفال
وميولهم .
هل
طفلك يستلم مكالمات هاتفية هائلة ؟
هل
يتلقى مكالمات من شخص غريب ؟
هل
لدى طفلك هاتف محمول وأنت لا تعلم من أين حصل عليه ؟
كل
هذه التساؤلات تعد علامات حمراء تحذيرية ،
فالمحتال عبر الانترنت ينتقل من مرحلة إلى أخرى ، فيبدأ بالمحادثة في غرفة الدردشة
، ثم يتحدث عبر الهاتف ثم يطلب اللقاء .
الأطفال
يكونون أذكياء فلا يعطون رقم هاتفهم إلى أحد ، وهذا شيء جيد ، قد يفكر الطفل مرتين
عندما يعطى له رقم هاتف ليتصل به ، في العادة لا يفعل ، فبعض المحتالين أذكياء
جداً عندهم أرقام هاتف مجانية وهذه الأرقام يصعب تتبعها أو تظهر في فاتورة الهاتف
، ومع ميزة اتصال الهوية ( ID ) في حال استخدام الطفل الهاتف يكون المحتال قد حصل
على مجموعة كاملة من البيانات كي يستخدمها ، وتشتمل على رقم الهاتف والأسماء
والعناوين .
بعض إحصائيات للمحتالين
عبر الانترنت مخيفة :
نسبة
82% من جرائم الجنس يكون الضحية قاصراً ، فقد يستخدم المحتال مواقع التواصل
الاجتماعي وملف الدردشة ليحصل على بيانات الضحية وتتناول هذه البيانات ما يحبه
الضحية ويكرهه من أجل إقامة علاقة صداقة وعشق مع الضحية ، وتستخدم البيانات الأخرى
ضد الطفل من خلال العناوين والصور والرياضة لدى الضحية ، وتستخدم هذه البيانات من
أجل خلق صداقة زائفة ومرافقة الضحية ،
ونسبة 65% من هذه الحالات معلومات قد جمعت فعرف المحتال عنوان منزل الطفل
أو مدرسته .
ومن
الإحصائيات المخيفة أن ثلث الأطفال يبلغون الكبير الذي يثقون به عن جريمة الاعتداء
الجنسي ، وهذا يعني أن الطفل يعيش مع حقيقة تعرضه للاعتداء أكثر من أن يخبر أحداً
عنه ، أضف إلى ذلك أن (8) ملايين من الأطفال يعدون من المفقدون كل سنة ، فأصبح
العالم مكاناً مخيفاً لا أمان فيه .
هناك
أكثر من 700ألف من مرتكبي الاعتداء الجنسي في الإحصائيات المسجلة بالولايات
المتحدة ، وكثير منهم فقد نظام الأهلية بسبب خلل عقلي وغيره أن يقاضوهم قضائياً ,
وتشير الإحصائية العلمية أن سدس الأطفال الذكور وربع الأطفال الإناث قد تعرضوا إلى
الاعتداء الجنسي قبل البلوغ ، وهذا شائع جداً أن ربع النساء الشابات يعانين من الاعتداءات المؤسفة .
كيف تحمي أطفالك ؟
ما
هي أفضل وسيلة لحماية أطفال ؟
الاتصال
هو مفتاح الحل ، تحدث معهم حول مخاطر
الانترنت ، خاصة مخاطر المفترسين جنسياً ، علمهم أن يعلموك ماذا يفعلون عبر
الانترنت ، لكن لا أحد يحب فكرة التجسس على أطفالهم ، ولكن لا بد من حمايتهم .
في
بعض الأحيان قد تصبح قاسياً وشديداً من أجل حماية الأطفال الذين يعيشون معك ، راقب
اتصالاتهم الالكترونية وسجلات الدردشة ، واسألهم بشكل منتظم ماذا يوجد في صفحتهم
بموقع " فيسبوك " ومع من يتواصلون ؟
والحصول
على جهاز ضابط الأرقام ( caller identification device) كي تتابع
كل الناس الذين يتحدثون مع طفلك ، أنه في الحقيقة المؤكدة الطريقة الوحيدة للتخلص
من المفترس جنسياً .
الأطفال
الأكثر براعة ودراية بالمعرفة التكنولوجية من والديهم هم أكثر عرضة للافتراس
الجنسي ، المفترس جنسياً يحاول أن يستفيد من خبرة الطفل تكنولوجيا لكي يخفي الطفل
ما يفعله عبر الانترنت عن والديه ، لذا تمضية وقت مع الأطفال هي تحرك جيد ، ومن
أجل تثقيف نفسك تكنولوجيا ومعرفة أنشطة الطفل عبر الانترنت من الأمور الواجبة اتباعها .
حوالي
80% من المحتالين جنسياً عبر الانترنت يصرحون عن نواياهم لضحاياهم ، وفقط 5% منهم
يخفون حقيقة أنهم بالغون ويتحدثون بشكل غير لائق مع الأطفال ، 13% من أطفال الصفي
الثاني والثالث الابتدائيين أفادوا أنهم تحدثوا من أناس لم يعرفوهم ، و11% منهم
قالوا أن طلب منهم وصف بعض أعضاء جسمهم الحساسة ، و10% منهم رأوا بعض أعضاء جسم
إنسان آخر .
أفضل
عمل يمكنك القيام به هو أن تكون متضلعاً وأكثر دراية في مجال التكنولوجيا من
أطفالك ، فإذا كنت تعرف الحيل التي يلجأ إليها المحتال جنسياً عبر الانترنت اكشفها
للأطفال وتغلق الثقوب في الجدار ، في هذه الحالة المعرفة هي القوة ، معرفة ما يقوم
به الأطفال ومعرفة المخاطر التي يتعرضون لها .
بالإضافة
هناك خيارات المراقبة الأبوية المتاحة ، بالاستعانة بمزود خدمة الانترنت يمكنك
الوصول إلى هذه الخيارات وتقييد وحجب ما يمكن لطفلك مشاهدته أو عمله ، كذلك يمكنك
إيجاد برامج الانترنت أو تطبيقات لمساعدتك في المراقبة .
ضع
في الاعتبار أن الكثير من القضايا قد تطفو على السطح حول هذا الموضوع ، على سبيل
المثال رغبة طفلك المشاركة كشهود عيان
أنشطة بالافتراس عبر الانترنت ، وقد يكون مطلعاً على بعض هذه الأنشطة أو غافلاً عنها ، ولكن لا يعني ذلك
جعله أقل عرضة للافتراس الجنسي ، تفهم أن هناك السبب وراء استهداف القصر الذين لا
يعلمون شيئاً ، لذا التوعية و الاتصال هما في غاية الأهمية .
حسن
التصرف في حال الشك بالطفل الذي يتحدث مع المحتال عبر الانترنت ، وحسن التصرف
جيداً في حال أصبح الطفل في عداد المفقودين وبعد الاتصال بمركز الشرطة والاتصال
بالمركز الوطني للأطفال المفقودين .
الجميع
يعلم أن قضية الافتراس الجنسي للأطفال قضية حساسة ومقيتة ، والكل يعلم أن الحديث
عن قضايا الجنس والإيذاء للأطفال صعب ومخيف بالنسبة للوالدين ، وللتغلب على هذه
المشاعر تحدث مع الأطفال كي يعلموك أكثر من المحتالين والمنحرفين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق