السبت، 21 يونيو 2014

حماية طفلك من المحتالين عبر الإنترنت




حماية طفلك من المحتالين عبر الإنترنت
بقلم الباحث/ عباس سبتي

     أصبح عالمنا اليوم أسرع حركة ولكنه صغير ،  مع قوة الانترنت في متناول يديك ، ومعظم الناس لا يدركون أن مجموع المعارف الإنسانية متوفرة في هواتفهم المحمولة ، ومواقع التواصل الاجتماعي تتفجر وأطفالك فيها ، أنهم في " فيسبوك " وأنهم يبحثون في " غوغل +" وفي موقع "   Craigslist " وهناك من يحاول إيذاء طفلك فمن الضروري أن تعرف عن المحتالين عبر الانترنت . 

     افتراس الانترنت للأطفال عبارة عن نتيجة حقيقية ومرعبة من خلال الاتصالات السريعة والفورية  ، والناس ذكوراً وإناثاً يترصدون طفلك وحده وهو بعيد عن نظام الحماية التي يجب أن توفره له ... .

ما هو الافتراس عبر الانترنت ؟
     ما هو المفترس عبر الانترنت ؟
     معيار تعريف المفترس عبر الانترنت هو أي شخص ذكر أو أنثى يستخدم الانترنت لغرض واضح لاستهداف قاصر لممارسة الفاحشة معه ، يعمل من خلال عدم الكشف عن هويته والتلاعب والمكر ، يستخدم نفس الأشياء التي يستخدمها الطفل ليظهر أنه طفل ويستخدم الضعف العاطفي وما يحتاجه الطفل من عاطفة واهتمام .

     المحتالون عبر الانترنت يستعينون بمواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الدردشة من اجل اختيار ورصد ضحاياهم ، فالأطفال الأبرياء الذين يبحثون عن صورة طفل لرياضتهم المفضلة " جيرسي ، jersey  " يسهل على المحتال استهدافهم  ، والسيرة الذاتية تعطي للمحتال الذخيرة ( الفرصة ) والمعلومات أثناء بحثه عن ضحاياه .

ما الأشياء التي يجب أن تبحث عنها ؟
     إذا كنت قلقاً من أن طفلك قد استهدفه محتال ، توجد بعض علامات التحذير للبحث عنها ، أولاً وقبل أي شيء ، هل توجد هدايا للطفل في البريد الالكتروني ؟
     وقد يطلب منك التوقيع فقط ؟

     هل تسلم الطفل طرد بريدي من أناس لا تعرفهم ؟ 
     حاول أن تتعرف عليهم ، فالمحتالون يتخفون عبر الانترنت ، واتخاذ الإجراءات  المطلوبة من أجل التغلب عليهم .

     هل ابنك أو ابنتك يستخدم اسماً مستعاراً في غرفة الدردشة أو غي البريد الالكتروني وأنت لا تعلم  ؟
     حاول أن تبحث ، واطرح الأسئلة عليه ، فقد يختبأ محتوى غير لائق وليس أسوأ شيء في العالم  لكنه يخبأ هذه الأشياء بناء على طلب من شخص يموت إذا لم يقابل الطرف المقابل في غرفة الدردشة .

     هل طفلك يقضي وقتاً في الرسم أو يقضي وقتاً  أطول في ممارسة الأنشطة عبر الانترنت ؟
     وقد يكون هذا من التواصل غير اللائق لطفلك .

     هل يقضي طفلك وقتاً طويلاً مع الانترنت خاصة في المساء ؟
     وهذه علامة تحذير أخرى ، ينشط المحتالون في كل الأوقات عبر الانترنت ، لكن أكثرهم لديهم أعمال في النهار لذا ينشطون أثناء فترة الليل و أيام العطل الأسبوعية ويستعينون بالمواد الإباحية لجذب انتباه  الأطفال وميولهم .

     هل طفلك يستلم مكالمات هاتفية هائلة ؟

     هل يتلقى مكالمات من شخص غريب ؟

     هل لدى طفلك هاتف محمول وأنت لا تعلم من أين حصل عليه ؟
     كل هذه التساؤلات تعد علامات حمراء تحذيرية  ، فالمحتال عبر الانترنت ينتقل من مرحلة إلى أخرى ، فيبدأ بالمحادثة في غرفة الدردشة ، ثم يتحدث عبر الهاتف ثم يطلب اللقاء .

     الأطفال يكونون أذكياء فلا يعطون رقم هاتفهم إلى أحد ، وهذا شيء جيد ، قد يفكر الطفل مرتين عندما يعطى له رقم هاتف ليتصل به ، في العادة لا يفعل ، فبعض المحتالين أذكياء جداً عندهم أرقام هاتف مجانية وهذه الأرقام يصعب تتبعها أو تظهر في فاتورة الهاتف ، ومع ميزة اتصال الهوية ( ID ) في حال استخدام الطفل الهاتف يكون المحتال قد حصل على مجموعة كاملة من البيانات كي يستخدمها ، وتشتمل على رقم الهاتف والأسماء والعناوين .

بعض إحصائيات للمحتالين عبر الانترنت مخيفة :
     نسبة 82% من جرائم الجنس يكون الضحية قاصراً ، فقد يستخدم المحتال مواقع التواصل الاجتماعي وملف الدردشة ليحصل على بيانات الضحية وتتناول هذه البيانات ما يحبه الضحية ويكرهه من أجل إقامة علاقة صداقة وعشق مع الضحية ، وتستخدم البيانات الأخرى ضد الطفل من خلال العناوين والصور والرياضة لدى الضحية ، وتستخدم هذه البيانات من أجل خلق صداقة زائفة ومرافقة الضحية ،  ونسبة 65% من هذه الحالات معلومات قد جمعت فعرف المحتال عنوان منزل الطفل أو مدرسته  .

     ومن الإحصائيات المخيفة أن ثلث الأطفال يبلغون الكبير الذي يثقون به عن جريمة الاعتداء الجنسي ، وهذا يعني أن الطفل يعيش مع حقيقة تعرضه للاعتداء أكثر من أن يخبر أحداً عنه ، أضف إلى ذلك أن (8) ملايين من الأطفال يعدون من المفقدون كل سنة ، فأصبح العالم مكاناً  مخيفاً لا أمان فيه .

     هناك أكثر من 700ألف من مرتكبي الاعتداء الجنسي في الإحصائيات المسجلة بالولايات المتحدة ، وكثير منهم فقد نظام الأهلية بسبب خلل عقلي وغيره أن يقاضوهم قضائياً , وتشير الإحصائية العلمية أن سدس الأطفال الذكور وربع الأطفال الإناث قد تعرضوا إلى الاعتداء الجنسي قبل البلوغ ، وهذا شائع جداً أن ربع النساء الشابات  يعانين من الاعتداءات المؤسفة .                  

 كيف تحمي أطفالك ؟
     ما هي أفضل وسيلة لحماية أطفال ؟
     الاتصال هو  مفتاح الحل ، تحدث معهم حول مخاطر الانترنت ، خاصة مخاطر المفترسين جنسياً ، علمهم أن يعلموك ماذا يفعلون عبر الانترنت ، لكن لا أحد يحب فكرة التجسس على أطفالهم ، ولكن لا بد من حمايتهم .

     في بعض الأحيان قد تصبح قاسياً وشديداً من أجل حماية الأطفال الذين يعيشون معك ، راقب اتصالاتهم الالكترونية وسجلات الدردشة ، واسألهم بشكل منتظم ماذا يوجد في صفحتهم بموقع " فيسبوك " ومع من يتواصلون ؟

     والحصول على جهاز ضابط الأرقام  (  caller identification device)   كي تتابع كل الناس الذين يتحدثون مع طفلك ، أنه في الحقيقة المؤكدة الطريقة الوحيدة للتخلص من المفترس جنسياً .

     الأطفال الأكثر براعة ودراية بالمعرفة التكنولوجية من والديهم هم أكثر عرضة للافتراس الجنسي ، المفترس جنسياً يحاول أن يستفيد من خبرة الطفل تكنولوجيا لكي يخفي الطفل ما يفعله عبر الانترنت عن والديه ، لذا تمضية وقت مع الأطفال هي تحرك جيد ، ومن أجل تثقيف نفسك تكنولوجيا ومعرفة أنشطة الطفل عبر الانترنت  من الأمور الواجبة اتباعها .

     حوالي 80% من المحتالين جنسياً عبر الانترنت يصرحون عن نواياهم لضحاياهم ، وفقط 5% منهم يخفون حقيقة أنهم بالغون ويتحدثون بشكل غير لائق مع الأطفال ، 13% من أطفال الصفي الثاني والثالث الابتدائيين أفادوا أنهم تحدثوا من أناس لم يعرفوهم ، و11% منهم قالوا أن طلب منهم وصف بعض أعضاء جسمهم الحساسة ، و10% منهم رأوا بعض أعضاء جسم إنسان آخر .

     أفضل عمل يمكنك القيام به هو أن تكون متضلعاً وأكثر دراية في مجال التكنولوجيا من أطفالك ، فإذا كنت تعرف الحيل التي يلجأ إليها المحتال جنسياً عبر الانترنت اكشفها للأطفال وتغلق الثقوب في الجدار ، في هذه الحالة المعرفة هي القوة ، معرفة ما يقوم به الأطفال ومعرفة المخاطر التي يتعرضون لها .

     بالإضافة هناك خيارات المراقبة الأبوية المتاحة ، بالاستعانة بمزود خدمة الانترنت يمكنك الوصول إلى هذه الخيارات وتقييد وحجب ما يمكن لطفلك مشاهدته أو عمله ، كذلك يمكنك إيجاد برامج الانترنت أو تطبيقات لمساعدتك في المراقبة .

     ضع في الاعتبار أن الكثير من القضايا قد تطفو على السطح حول هذا الموضوع ، على سبيل المثال رغبة طفلك المشاركة  كشهود عيان أنشطة بالافتراس عبر الانترنت ، وقد يكون مطلعاً على بعض  هذه الأنشطة أو غافلاً عنها ، ولكن لا يعني ذلك جعله أقل عرضة للافتراس الجنسي ، تفهم أن هناك السبب وراء استهداف القصر الذين لا يعلمون شيئاً ، لذا التوعية و الاتصال هما في غاية الأهمية .

     حسن التصرف في حال الشك بالطفل الذي يتحدث مع المحتال عبر الانترنت ، وحسن التصرف جيداً في حال أصبح الطفل في عداد المفقودين وبعد الاتصال بمركز الشرطة والاتصال بالمركز الوطني للأطفال المفقودين .


     الجميع يعلم أن قضية الافتراس الجنسي للأطفال قضية حساسة ومقيتة ، والكل يعلم أن الحديث عن قضايا الجنس والإيذاء للأطفال صعب ومخيف بالنسبة للوالدين ، وللتغلب على هذه المشاعر تحدث مع الأطفال كي يعلموك أكثر من المحتالين والمنحرفين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق