السبت، 21 يونيو 2014

حماية طفلك من مخاطر فيديو الدردشة العشوائية




حماية طفلك من مخاطر فيديو الدردشة العشوائية
بقلم الباحث/ عباس سبتي

     معظم الأولاد خاصة المراهقين منهم يتواصلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغرف الدردشة  الالكترونية ، وأصبحت الرسائل الفورية  لها شعبية واسعة مع بدايات التسعينات من القرن الماضي ، وليس سراً أن الانترنت هي  أداة قوية ومفيدة خاصة للطلبة ، ومع ذلك فانه مهم بالنسبة لكل من الأطفال والوالدين معرفة بعض الأمور والأنشطة التطبيقية المتعلقة بالسلامة الالكترونية خاصة عندما يتعلق الأمر بغرف الدردشة العشوائية .

التصفح والدردشة :
     عندما يستخدم طفلك جهاز الكمبيوتر للقراءة أو لزيارة أحد المواقع الالكترونية يسمى ذلك بالتصفح "  surfing " وبعض آخر يسميه ب "    قراءة  ،  browsing " لكن المعنى واحد ، التصفح شيء مفيد لأنه يسمح للأطفال بزيارة المتاحف الافتراضية وقراءة الوثائق والكتب حتى ومشاهدة الأفلام ، وفي حال عدم المراقبة فأن الطفل قد يدخل على مواقع غير ملائمة لعمره وفي أكثر الأحيان التصفح يكون عندما يدخل المراهقون غرف الدردشة حيث يمكن التحدث  أو التصوير مع أناس عشوائيين .

     دردشة الفيديو العشوائية  عبارة عن جزء من غرفة الدردشة ، وهي وسيلة شعبية لتبادل الرسائل عبر الانترنت مع أناس قد تعرفهم أو لا تعرفهم ، وقد تكون متعة خصوصاً الشباب الذين يحبون التحدث مع الناس في أرجاء العالم من خلال الكتابة ما يقولونه ، ومع التقدم التكنولوجي الدردشة أصبحت أكثر من الكتابة شعبياً ، وهناك العديد من التطبيقات والبرمجيات المتاحة في جهاز الكمبيوتر والهاتف المحمول التي تتاح للشباب من الدردشة بالفيديو مع أناس غرباء ، وبالنسبة لبعض هذا غير مؤذي لأن الدردشة عبر الفيديو مع التحدث مع الشخص مباشرة لكن بعض الناس قد يسيئون إلى بعض آخر خصوصاً الشباب .

ما يجب على الآباء معرفته بخصوص فيديو الدردشة ؟
     عادة تتألف فيديو الدردشة من شخصين يتحدثان معاً وجهاً لوجه عبر جهاز الكمبيوتر ، وهي تشبه المكالمة عبر الهاتف حيث يرى الشخص شخصاً آخر بواسطة كاميرا الهاتف ، وبعض تطبيقات البرمجيات لفيديو الدردشة تسمح للمستخدم التحدث مع أشخاص في أن واحد ، وفي معظم الوقت الأحاديث فيها البراءة خاصة إذا تحدث الطفل ببساطة إلى صديقه ، زميله في المدرسة  أو أحد أقربائه ، ومع ذلك الأشياء تختلف مع دردشة الفيديو العشوائية .

     عندما يسمح للمراهقين للبث عبر كاميرات الويب الخاصة مع الآخرين وهذا يفتح لهم باب التحرش الواسع إما أن يتحرشوا بالآخرين أو يصبحون ضحية التحرش الجنسي ، وهذا الأمر الأخير هو الشائع مع الفتيات  ولكن لا يعني ذلك أن الشباب الذكور في مأمن من المحتالين عبر الانترنت ، الفتيان والفتيات يتلقون الرسائل النصية الجنسية حيث يطلب منهم في الغالب خلع ملابسهم أمام الكاميرا ، وهذا الأمر مزعج للغاية خصوصاً عندما يكون الضحية أصغر من أن يتورط  في مثل هذه العملية .

     هناك الآلاف من مواقع الدردشة العشوائية ، ومقاطع الفيديو والتطبيقات والبرمجيات التي يمكن للمراهق أن يصل إليها ، وبعضهم يتعرض إلى مخاطر وبعض آخر يكون في مأمن لكن يجب أخذ الحيطة والحذر من الجميع ، وتشتمل الأمثلة على :

     الأزواج العشوائية :
     هناك مواقع تربط المستخدمين تلقائياً مع أناس عشوائيين ، قم بالتسجيل للحصول على حساب  وسوف ترتبط  في الحال مع الناس قد لا تتفق معهم أو يكونون في أماكن وفئات عمرية وميول مختلفة ، وهذا يشكل خطراً على الشباب لأنهم بسهولة يتعرفون على الجنس الآخر ، أو يستغلهم الناس الأكبر منهم سناً  لتحقيق مآربهم .

     عرض مباشر :
     توجد مواقع تجعل المستخدمين  يصورون جانباً من حياتهم إلى الآخرين ، وقد يكون هذا مفيد لمن يطلب الشهرة السريعة لأنها تشبه موقع يوتيوب الذي يعرض مقاطع غناء أو رقص  أو تعليم وضع المكياج ، وقد يكون من السهل للمستخدمين الحصول على الطلبات الجنسية  والتعليقات المسيئة ، على سبيل المثال في يناير من عام 2012م في ولاية كاليفورنيا اتهم رجل لإقناع وتهديد فتاة عمرها (13) سنة بتصويرها عارية في يوتيوب  .

     بحث الرمز البريدي :
     إنه من المثير للمتحدثين إيجاد أناس عشوائيين للتحدث معهم خلال مناطقهم ، مدنهم ودولهم ، إذ توجد مواقع لفيديو الدردشة تعرض مثل هذه الخدمة ، لكن يجب التعامل معها بحذر خاصة إذا كان لديك طفل صغير الذي يشارك بأنشطة فيديو الدردشة مع أناس عشوائيين .

     عند استخدام مواقع فيديو الدردشة مع الآخرين فأنه توجد خطط ماكرة للمحتالين ذلك أن مع تقدم التكنولوجيا فأنه يمكن اختراق الكاميرات بالمنزل بالاستعانة بقطعة من البرمجيات المخصصة لهذا الغرض ، وهذا تعدي على الخصوصية  وبقاء المراهقين مع والديهم كي ينصحونهم ، وتوجد حالات كثيرة لتعقب القراصنة الضحايا من المراهقين والسيطرة عليهم وأخذ صورهم بالكاميرا  دون علم المراهقين ، ومثال واحد رجل اسمه " دايتون ، Datton " الذي حكم عليه عام 2006 (25) سنة بعد اختراق كاميرا  إحدى القاصرات وهي في المنزل  .

 المخاطر الحقيقية لدردشة الانترنت :
     المتعة على قدر النشاط تكون ، لكن هناك المخاطر التي تنتظر طفلك عندما يدخل في غرفة الدردشة وتشتمل هذه المخاطر على :

الإدمان :
     طفلك بسهولة يصبح مدمناً على فيديو الدردشة ، التحدث مع الناس العشوائيين يثير الدافع لدى الشباب وبالتالي يعقدون العلاقات الاجتماعية معهم وما سيحدث بعد ذلك هو أنهم يفضلون صداقة الأصدقاء الافتراضيين على الأصدقاء الحقيقيين .

عدم الكشف عن الهوية :
     يطرح دائماً هذا التساؤل هو هل ملفك الذي يحتوي على المعلومات الشخصية  في مأمن من عيون المتطفلين ؟ يمكن لأي شخص أخذ صورة لك وإيجاد موقع خاص به فيه هذه المعلومات ، وأنت لا تعلم عنه شيئاً  .

المعلومات الوهمية : 
     على الرغم من أنها غرفة دردشة فأنها في البداية تبدأ بكتابة رسائل نصية  ولكن مع مرور الوقت المتحدثين يكذبون بشان سنهم وجنسهم وعنوان منطقتهم ، والشخص الذي يتحدث معه طفلك قد لا يكون له حسن نوايا وقد يكون فناناً يغش البنت أو الصبي .

البلطجة ( التسلط ) :
     فيديو الدردشة خاصة الذي يبث على الهواء مباشرة قد تشجع على ممارسة سلوك التسلط ، فسلوكيات البلطجة أو التسلط تسود هذه الأيام خصوصاً وقد يكون مرتكبي هذه السلوكيات مجهولي الهوية  ،  يقولون أن لهم الحق في قول أي شيء يريدونه  طالما لم تعرف هويتهم  ، كما أنهم يسهمون في نشر الشائعات كي يسيئوا ويشوهوا سمعة طفلك .

احتيال المال :
     هناك  نظم آلية تجبر طفلك أن يدفع ثمن غرفة الدردشة الخاصة به من أجل تسجيل الدخول ، في هذه الحالة لا تسمح لهم باستخدام بطاقة الائتمان الخاصة بك لأنها مواقع تفترس الأطفال .

الحيوانات الجنسية المفترسة :
     وغالباً ما يكون أخطر  من كل شيء وجود أشخاص ورجال مولعين بصيد الأطفال من خلال جذب الثقة بهم ، والأطفال هم أكثر عرضة للخديعة بهم خاصة عندما يهملونهم ذويهم ،  لذا بسهولة يعطون البيانات الشخصية لهم إلى الناس الذين لا يعرفونهم وبالطبع هذا يكون مميتاً ، والغريب يمكن أن يسحر الفتاة أو الفتى ، فهذه أسماك القرش الالكترونية تعرض طفلك للخطر .

ما يمكن على الوالدين القيام به ؟
     ولحسن الحظ أن دردشة الفيديو العشوائية لا تكون خطرة ، وهذه حقيقة  خاصة إذا فهم طفلك حدوده مثلما عرف غيره حدوده ، وإذا كان لديك فكرة ولو بسيطة عن دردشة الفيديو يمكنك طرحها ويمكنك استخدام فهمك لطريقة التواصل من أجل مساعدة طفلك على فهم مزايا هذه الدردشة وعيوبها ، والمخاطر . وبعد القيام بواجبات المنزل اجلس مع طفلك وتحدث معه هذه القضية واتبع ما يلي :

الكنى والألقاب :
     اجعل الأطفال يفهمون أن هناك  أناساً يستفيدون من المعلومات التي وضعت في الانترنت ، ومن المهم ألا يستخدم طفلك أي ألقاب استفزازية ، وشجعهم أن يتعرفوا على المحتالين الذين يستغلون هذه الألقاب . 

تلقي الملفات :
     ليس هناك أمان عبر الانترنت حتى الذي يأتيك بواسطة أشخاص تعرفهم ، لأن معظم غرف الدردشة وتطبيقاتها في هذه الأيام تسمح بتبادل الصور والمستندات ، وقد يكون ذلك مفيد في بعض الأحيان لكن هناك ملفات تحمل " فيروسات " التي تفسد ، وتحذف أو اختراق المعلومات في جهاز الكمبيوتر ،  لذلك من المهم أن تكونوا حذرين عند استلام ملفات من أشخاص لا تعرفونهم .

الغرباء :
     إخبار طفلك بعدم التحدث مع الغرباء مثل إخبار الطفل الجائع بعدم مس الشيء الحار  والبيتزا اللذيذة أمامه ، فالتحدث مع الغرباء يتم هذه الأيام بواسطة غرف الدردشة ، ويمكنك تحذير طفلك عن مخاطر غرف الدردشة والتأكد أن يفهم ما تقصده  من كلامك له .

آداب المعاشرة : 
     بمجرد أن ابنك أو ابنتك يتحدثان مع شخص ما عبر غرفة الدردشة  ولم يقابلاه لا يعني أنهما وقحان أو عدوانيين ، يجب أن يتعلما عن الآداب والقواعد المشروطة في غرفة الدردشة  مثلما يطبقا هذه القواعد عندما يتحدثان مع شخص وجهاً لوجه ، اخبرهما ألا يكتبا تعليقات مسيئة أو يتحدثا بأسلوب فيه عنف وإهانة لغيرهما .

     الدروس في التعامل مع الإساءة الالكترونية ومخاطر فيديو الدردشة لا تنتهي بالحديث عنها مع الأطفال فقط  على الرغم من أنهم يشكون من شدتك معهم فأن سلامتهم هي المهم ، وبصرف النظر من وجود نقاش جدي معهم فأن عملك لا ينتهي إلى هنا ، هناك أمور أخرى تحتاج إلى القيام بها كأب يهتم ويرعى أبناءه :

     يجب أن تكون على وعي بما يقوم به الطفل من أنشطة ، قم بفحص هاتفه وجهاز لابتوب  من وقت إلى آخر لمعرفة أي البرامج التي يقومون بها حالياً خاصة التواصل مع الأصدقاء وغيرهم من الناس .

     يجب عليك تمضية الوقت مع الطفل في تصفح مواقع الانترنت ، وهذا يجعلهم يفهموا أن  التحدث مع الناس بشكل عشوائي قد يكون فيه متعة ولكنه قد يكون خطيراً أيضا ،  قدم له الأدلة والحقائق بحيث يزيد وعيه مع البيئة المحيطية به .

     من المهم وضع الكمبيوتر في مكان عام في المنزل يراه كل أفراد الأسرة ، بينما وضعه في غرفة نوم الطفل فأنه يعطيه حق التصرف والعمل بما يحبه حتى التصرف غير الملائم .

     يمكنك فلترة أو حجب المواقع التي بواسطتها يستطيع الطفل التحدث مع الغرباء إذا رغبوا في ذلك ، لا بمجرد أن يتواصل مع زملائه كي يفعل ما يشاء .

     تحقق من فواتير الهاتف كي تعرف المكالمات غير العادية الصادرة والواردة وتأكد من جهاز كشف  أرقام الهواتف لمعرفة من يتصل بالطفل ورقم هاتفه .

     إذا كنت لا تحتاج إلى كاميرا " ويب" لذا ليس هناك داعي لامتلاكها ، كذلك اللابتوب ، الأقراص الممغنطة والهواتف الذكية ، وإذا استخدمت الكمبيوتر المكتبي فلا داعي لتثبيت كاميرا " ويب" بالجهاز .

     فكر أن استخدام الانترنت مثل عبور الشارع ، فأنك لا تدع الطفل يعبر الشارع دون أن يأخذ حيطته وبالمثل أنك لا تعطي مفتاح السيارة لابنك أو لابنتك دون أن يلتحقوا بمدرسة تعليم السيارة ويحصلوا على رخصة القيادة ، مفتاح السلامة  عبر الانترنت هو فهم المسئوليات التي تسير جنباً إلى جنب مع استخدام الانترنت ، ونأمل أن يكون هذا الدليل يمكنك فهم استخدام الانترنت الآمن وبالتالي التمتع بالمزايا التي تقدمها .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق