السبت، 16 نوفمبر 2013

أثر السلوك الطلابي على المعلمين




أثر السلوك الطلابي على المعلمين
الباحث / عباس سبتي

     ظهرت أفلام تربوية في السينما الغربية والعربية منها مدرسة المشاغبين في مصر ولأستاذي مع التحية في الغرب منذ سنين عديدة  ، والهدف منها تعديل السلوك الطلابي خاصة في المدارس الثانوية ، والعجيب أن ظاهرة العنف الطلابي شملت المدارس الابتدائية كما ذكرت في أحد مقالاتي في " المعلم " والسبب  في ذلك يرجع إلى الأفلام الكرتونية لظهور هذا السلوك الإجرامي ، وفي مقال آخر لي أن السبب يرجع إلى جين موروث يفرز أنزيمات وراء ظاهرة العنف الأطفال خاصة عندما يتعرض الطفل إلى سوء المعاملة والحرمان من قبل الكبار .

     على أي حال العنف الطلابي لا يؤثر على الطلاب وعلى سلوكياتهم ونفسيتهم سلباً  فقط  ، بل هذا العنف أثر على نفسية المعلمين وكلما تجد معلماً لا يعاني نفسياً من السلوك الطلابي في الفصل خاصة معلمي الفصول الثامن فما فوق ، وبهذه المناسبة تشير دراسة حديثة ( 2010 م)صدرت في لندن على أن كل 7 من 10 معلمين يعانون نفسياً من العنف الطلابي أكثر من ضغوط العمل عليهم ، وأن ثلث أفراد العينة يلجأ إلى إجازة طويلة هرباً من سلوكيات الطلاب .

     إن طلاب المدارس بدأوا بالتمرد والثورة على نظام المدرسة في كل مكان في الغرب والشرق في الشمال والجنوب ، أنهم يفضلون ألعاب الكمبيوتر على الدراسة كما تشير الدراسات الحديثة ، أنهم لا يكنون الاحترام إلى معلميهم ، أنهم لا يفكرون في مستقبلهم الوظيفي لأنهم يعيشون على الرفاهية والترف والدلال الزائد ، أنهم يخلقون المشكلات في المدرسة وخارجها ، يكفي أن المعلمين غير راضين عن سلوكيات طلابهم ، ليقولوا لنا أن طلابهم القيم والأخلاقيات التي نادت بها الأديان السماوية ، فنقول فما مستقبل هؤلاء الطلاب في تأخر دور المدرسة وعدم قبولهم ثوابت الدين والمجتمع ، أن تشكيل سلوكيات الطلاب يتم على بواسطة الأجهزة الإلكترونية وألعابها ، والوجبات السريعة التي جعلت الجيل الطلابي يفكرون بطريقة غير طريقة تفكير المعلمين والآباء .


     لعل المستقبل يقول لنا أن طلاب الغد لا يريد أن يتعلم الأخلاقيات ولا يريد أن يحترم الكبار وبالذات المعلمين الذين ينصحون طلابهم كي يعدلوا سلوكياتهم ، وأن هؤلاء المعلمين لا يعمرون طويلاً لأن المعاناة النفسية التي تنتابهم باستمرار تقرب آجالهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق