أثر السلوك
الطلابي على المعلمين
الباحث / عباس
سبتي
ظهرت أفلام
تربوية في السينما الغربية والعربية منها مدرسة المشاغبين في مصر ولأستاذي مع
التحية في الغرب منذ سنين عديدة ، والهدف
منها تعديل السلوك الطلابي خاصة في المدارس الثانوية ، والعجيب أن ظاهرة العنف
الطلابي شملت المدارس الابتدائية كما ذكرت في أحد مقالاتي في " المعلم "
والسبب في ذلك يرجع إلى الأفلام الكرتونية
لظهور هذا السلوك الإجرامي ، وفي مقال آخر لي أن السبب يرجع إلى جين موروث يفرز
أنزيمات وراء ظاهرة العنف الأطفال خاصة عندما يتعرض الطفل إلى سوء المعاملة
والحرمان من قبل الكبار .
على أي حال
العنف الطلابي لا يؤثر على الطلاب وعلى سلوكياتهم ونفسيتهم سلباً فقط ،
بل هذا العنف أثر على نفسية المعلمين وكلما تجد معلماً لا يعاني نفسياً من السلوك
الطلابي في الفصل خاصة معلمي الفصول الثامن فما فوق ، وبهذه المناسبة تشير دراسة
حديثة ( 2010 م)صدرت في لندن على أن كل 7 من 10 معلمين يعانون نفسياً من العنف
الطلابي أكثر من ضغوط العمل عليهم ، وأن ثلث أفراد العينة يلجأ إلى إجازة طويلة
هرباً من سلوكيات الطلاب .
إن طلاب
المدارس بدأوا بالتمرد والثورة على نظام المدرسة في كل مكان في الغرب والشرق في
الشمال والجنوب ، أنهم يفضلون ألعاب الكمبيوتر على الدراسة كما تشير الدراسات
الحديثة ، أنهم لا يكنون الاحترام إلى معلميهم ، أنهم لا يفكرون في مستقبلهم
الوظيفي لأنهم يعيشون على الرفاهية والترف والدلال الزائد ، أنهم يخلقون المشكلات
في المدرسة وخارجها ، يكفي أن المعلمين غير راضين عن سلوكيات طلابهم ، ليقولوا لنا
أن طلابهم القيم والأخلاقيات التي نادت بها الأديان السماوية ، فنقول فما مستقبل
هؤلاء الطلاب في تأخر دور المدرسة وعدم قبولهم ثوابت الدين والمجتمع ، أن تشكيل
سلوكيات الطلاب يتم على بواسطة الأجهزة الإلكترونية وألعابها ، والوجبات السريعة
التي جعلت الجيل الطلابي يفكرون بطريقة غير طريقة تفكير المعلمين والآباء .
لعل
المستقبل يقول لنا أن طلاب الغد لا يريد أن يتعلم الأخلاقيات ولا يريد أن يحترم
الكبار وبالذات المعلمين الذين ينصحون طلابهم كي يعدلوا سلوكياتهم ، وأن هؤلاء
المعلمين لا يعمرون طويلاً لأن المعاناة النفسية التي تنتابهم باستمرار تقرب
آجالهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق