الأحد، 29 أكتوبر 2017

التاثيرات الإيجابية والسلبية لوسائل الإعلام على التربية





التأثيرات الإيجابية والسلبية لوسائل الإعلام على التربية
Positive and Negative Influences of the Mass Media upon Education
بقلم / Oroles Florescua
2014
ترجمة الباحث/ عباس سبتي
أكتوبر 2017

كلمة المترجم :
توجد هذه المقالة في مجلة "  Procedia " العلوم السلوكية والاجتماعية ، عدد149 ، سبتمبر 2014 ، ص 349-353  ، والمقالة منشورة في موقع : www.sciencedirect.com ، ونشرت مطبعة "Elsevier Ltd " المحدودة هذه المقالة بعد موافقة لجنة " LUMEN " عام 2014 . هذا الكل يتفق معنا أن لوسائل الإعلام الورقية والالكترونية دور كبير في التأثير على الناس إيجاباً وسلباً سواء وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية ، وقد تناولنا في المقالة السابقة دور وسائل الإعلام في التربية الأبوية  ولو أنا لم نعلق بشيء هناك إلا أننا نؤكد أن دور وسائل الإعلام في مجال التربية ضعيف جداً أي أن هذا الدور سلبي أكثر منه إيجابي خاصة وقد تأثر أكثر الناس بشبكة الانترنت خاصة طلبة المدارس إلى درجة كرهوا الدراسة المدرسية  ولكن هذه المقالة لا تبين تأثير الانترنت السلبي على الطلبة .

نبذة مختصرة :
إن التغيرات المتفجرة على المستوى العالمي من القرن الماضي، سواء كانت ذات طابع اقتصادي أو على مستوى المعلومات ، أوجدت المجال المناسب لوسائل الإعلام لتتطور، وظهور الإنترنت التي عكست  ضمنيا التغييرات الهائلة على مستوى المجتمع أو الفرد .
إن مشاركة الأفراد في التعديلات التي تطرأ على تغيير التعليم التقليدي والتحول إلى تعليم دائم يمكن أن يدمج التعليم الرسمي وغير الرسمي.
وسائل الإعلام (وسائل الإعلام الجماهيري) تمثل مجموع المعلومات الجماهيرية (الإذاعة والتلفزيون والصحافة والإنترنت وغيرها).
على الرغم من أن وسائل الإعلام لديها معلومات بوصفها أن ذلك من وظيفتها الرئيسة، خاصة بعد انتشار الأجهزة المحمولة في المجتمع ، فقد ظهرت التغيرات في المظاهر السلوكية في التجارب الفردية فيما يتعلق بكسب المعرفة، ونفس الشيء فإن وسائل الإعلام التي يرفضها البعض يمكن قبولها بسهولة من قبل الآخرين.
إذا كان المستهلك لديه السيطرة على المعلومات، فأن التأثير الساحق لوسائل الإعلام لا يؤثر عليه سلباً  .

مقدمة :
يوجد التعليم في مجال الاتصال في تدريب التلاميذ والطلاب والمتخصصين والعلاقة بين المرسل الذي هو المعلم يعلم مهارات الاتصال والإعلام من جهة ، والتلميذ أو المتلقي من جهة أخرى ،  وزاد انفجار التكنولوجيا ووسائل الإعلام في الوقت الحاضر .
أهداف هذه الورقة هي التعرف على الجوانب الرئيسة لتأثير وسائل الإعلام على التعليم واقتراح توصيات استنادا إلى الاستنتاجات المذكورة.
من أجل تطوير البحث سنستخدم طريقة الدراسة الببليوغرافية ، ووثائق هذا البحث تتكون من الدراسات في علم النفس وعلم الاجتماع والتربية.
كما جاء في "  .Neveanu P.  , 1979 "  ، ص 220 :  التعليم هو  "ظاهرة اجتماعية للتنمية والتدريب،
وتشكيل الناس كمواضيع للعمل والمعرفة والقيم من خلال الاتصال والممارسة، عن طريق النمذجة
سلوكهم واندماجهم في العلاقات التجارية والاجتماعية ".

يتم التعليم الرسمي (وفقا لمنهج صريح والشهادة النهائية) من خلال التعلم، وهو النشاط الذي  يجري في مؤسسة منظمة (رياض الأطفال والمدرسة والجامعة)، وتوجيه من قبل المتخصصين وموجهة نحو اتجاهين:  معلوماتية من خلال تراكم المعرفة .
تكوينية من خلال التحول وتطوير الشخصية.
يتم التعليم غير الرسمي خارج الإطار الذي يتم فيه التعليم الرسمي، في إطار بيئة اجتماعية ، ويتناول هذا التعليم  اللامنهجية في النوادي والجمعيات، وهلم جرا، وأحيانا دون أن تكون مهمة التعليم دقيقة . والتعليم غير النظامي يمكن أن يكون عفوياً ، وأحيانا يكون عرضياً ، وأحيانا دون تعليمي ، ويشمل على مجموعة من المعارف والقدرات ذات الطابع التعليمي أو الطابع غير التعليمي خارج المدرسة كوسائط الإعلام .

 وسائل الإعلام والاتصال :
يعرف (  Wimmer, R. and Dominick, J. (2013 p. 3 "  "الاتصالات الجماهيرية، أي شكل من أشكال الاتصال ينتقل عبر وسيط (قناة) يصل في وقت واحد إلى عدد كبير من الناس . وسائل الإعلام هي
قنوات تحمل اتصالات جماعية ".
إن التغيرات المتفجرة على المستوى العالمي من القرن الماضي، سواء كانت ذات طابع اقتصادي أو على مستوى المعلومات ، أوجدت المجال المناسب لوسائل الإعلام لتتطور، وظهور الإنترنت التي عكست  ضمنيا التغييرات الهائلة على مستوى المجتمع أو الفرد .

تعقيد التغييرات وموقف وجزئية  التغييرات في الأفراد، وتغيير القيم وحتى الممارسات الحالية تعيق تطوير
المجتمع. وبهذه الطريقة فإن مسؤولية التعليم والتشكيل لا تثبت كفاءتها حتى بالنسبة  الجزء الذي يأتي من الأسرة أو الجزء الذي يأتي من المدرسة ، وإنما تتم خارج تأثير المدرسة المتوسطة ، وفي تكوين الفرد واندماجه الاجتماعي يجري في نهاية المطاف في الوسط التعليمي وبالتالي فإن العوامل النفسیة و الاجتماعیة ھي الشرط الأساسي لإتمام ھذه  العملیة.
تدخل الأفراد في التعديلات التي تحدث وتؤثر في تغيير في التعليم التقليدي ، والتحول إلى تعليم دائم يمكن أن يدمج التعليم الرسمي وغير الرسمي . ووسائل الإعلام ( وسائل الإعلام الجماهيري) تمثل مجموع المعلومات الجماهيرية (الإذاعة والتلفزيون والصحافة، الإنترنت الخ).

بعد "  Campbell R. (2010, p. 6) " أصبحت "وسائل الإعلام هي الصناعات الثقافية - قنوات الاتصال – ذلك لإنتاج وتوزيع الأغاني و الروايات والبرامج التلفزيونية والصحف والأفلام وألعاب الفيديو وخدمات الإنترنت، وغيرها من المنتجات الثقافية  الموجهة إلى أعداد كبيرة من الناس. ويمكن تتبع التطور التاريخي لوسائل الإعلام والاتصال من خلال عدة مراحل أو عصور متداخلة أدت فيها أشكال التكنولوجيا الأحدث إلى تعطيل وتعديل الأشكال القديمة- وهي عملية يدعى فيها العديد من الأكاديميين والنقاد والمحترفين أن وسائل الإعلام  عبارة عن نقطة الالتقاء  ".
على الرغم من أن وسائل الإعلام لديها المعلومات بحكم أن ذلك من وظيفتها رئيسة، وخاصة وأن أفراد المجتمع يستخدمون أجهزة الكمبيوتر ، فقد ظهرت تغييرات كبيرة في المظاهر السلوكية على مستوى التجارب الفردية فيما يتعلق بكسب المعرفة، ونفس التأثيرات من وسائل الإعلام التي رفضها بعض يمكن قبولها بسهولة من قبل الآخرين .
بعد "  Vivian J. (2012, p. 4  " أصبحت وسائل الإعلام  جزءا لا  يتجزأ من حياة الناس التي يقومون بعدة مهام عبرها وليس مهمة روتينية . ووجد الباحثون أن ما يقرب من ثلث الوقت الذي يقضيه الناس مع وسائل الإعلام الجماهيري ينطوي على الاتصال في وقت واحد مع اثنين أو أكثر من وسائل الإعلام الأخرى ، وهذا يشمل على قراءة صحيفة مع الاستماع إلى برنامج تلفزيوني بالأذن ، والاستماع إلى الراديو بالأذن الأخرى وتصفح الإنترنت في وقت واحد.
التعليم ووسائط الإعلام يتفاعلان ويتأثران بعضها ببعض ، ويوجد  فيما بينها تواصل ، وبعد "  Sălăvăstru D. (2004, p. 174 " ما هو محدد للإنسان يتناقض مع أنواع أخرى من الواقع الذي له علاقة واعية ومتعمدة بغيره  ، ونحن نعكس في العلاقة مع الآخرين، ولتلبية هذه العلاقة مع الأخرين، طور الإنسان نظام الاتصال الشخصي  يمكننا أن نقول أن الإنسان هو من خلال طبيعته يتواصل مع غيره .

الاتصالات لها نوعين من العلاقات في الأساس ، النوع الأول مباشر أو بين الأشخاص أي بين شخص واحد أو أكثر الموجودين في مكان قريب، يتفاعلون ويتأثرون ببعضهم بعض والنوع الثاني (العلاقة الأخرى ) هو أيضا بين واحد أو المزيد من الأشخاص الذين لا يتواجدون في مكان قريب، والاتصال بينهما يجري بوساطة جهاز التقنية يكون أقل أو أكثر تعقيداً  يعني أكثر من ذلك (الرسالة والصحف والكتب والهاتف والإذاعة والتلفزيون والكمبيوتر والإنترنت) ويسمى هذا النوع غير مباشر أو التواصل بوساطة. ويمكن توجيه الاتصال غير المباشر إلى مجموعات أصغر من الناس، وهذا هو التواصل بواسطة التكنولوجيا ويتناول أكبر مجموعة من الناس ويسمى التواصل الجماعي او الجماهيري .

تأثير وسائل الإعلام على التعليم :
تؤثر وسائل الإعلام الجماهيري على المجتمع على جميع مكوناته ، والمستهلك هو الذي يرفض أو
يفك ويحل شيفرة المعلومات ، وحتى لو كان المستهلك لا يمكن أبدا أن تكون ملزماً من خلال قنوات وسائل الإعلام الجماهيري للرد بطريقة مرضية مرغوبة على إحدى القنوات التي تنقل المعلومات، ولكن وسائل الإعلام قد تخلق الاتجاهات وتقوم بتعديل الآراء من أجل بناء أو تدمير الشخصيات، لذا تؤثر على المستهلك  خاصة إذا كان صغيرا .
لكي تصبح وسائط الإعلام العاملة قادرة على أن تستهلك وقتا أطول أو أقصر ، هو تأثير وسائل الإعلام على الفرد، خاصة على قيمه وآرائه "  Oroles Florescu / Procedia - Social and Behavioral Sciences 149 ( 2014 ) 349 – 353  "  ،  شيء واضح وخاصة فيما يتعلق الصغار وخاصة في مجال الترفيه أو يمكن أن تجعل الفرد يتبنى القيم السلوكية والنماذج على تطرح في هذه الوسائل فيستخدمها كقيم شخصية .

يعرف " Bunescu G. and Negreanu E. (2005, p.15 " مفهوم التأثير الاجتماعي والتواصل :
شكل من أشكال العمل الفعال وتأثيره على شخص ما.
إجراء من فرد أو مجموعة موجه نحو تعديل خيارات ومظاهر شخصا ما .
 وضع الإقناع هو الإقناع كمنتج رئيسي .
القدرة على تحقيق التوافق مع اقتراحات المؤثر (استخدام سبب إيجابي).
يمكن القول أن واحدا من أهداف وسائل الإعلام هو الاعتماد على المنتج ، في هذا المنظور لا ترضي الحياة المدرسية والخبرات اللامنهجية اليومية الفضول ورغبة معرفة الأطفال والشباب.
يقول " Albulescu I. (2003, p. 17  " : تعليم جيل الشباب ليس وظيفة حصرية للمدرسة  ، وأن تنمية الشخصية في الطفل هي هدف عام يقوم به المجتمع ككل بما فيه المنزل والمدرسة ومجموعة الإنتماء ( الشلة ) ووسائل الإعلام والمؤسسات الأخرى التي تؤثر في تعليم الطفل وممارسة اللعب والتسلية .
 معلومات وسائل الإعلام المقدمة عرضت بشكل جيد، لجذب الطفل أو الشباب وتحفزهم  فكريا بشكل فعال بالتعاون مع والمدرسة وتشكل قدراته للعمل في المجتمع ، لأنه يجب أن تستخدم بشكل صحيح في تشكيل سلوكه الذي يقوم مؤسسات التربية : الأسرة والمدرسة و وسائل الإعلام الجماهيري .
إن تعزيز القيم كالحرية والكرامة والشرف وما إلى ذلك، يجب التنبؤ به والترويج لها على حساب البضاعة السلبية تؤثر في السلوك والتفكير والسطحية والعنف والعدوان ضد أفراد المجتمع والإرهاق والإجهاد ، مع  استخدام أساليب التفكير في البحث والاستدلال الاستقرائي أكثر واستنتاج واحد أقل، الذي يحدد لنا الاستنتاجات التي تؤدي إلى التوصيات .

الاستنتاجات :
بالإضافة إلى التعليم الرسمي القائم على الاتصال والتعليم غير النظامي والتعلم مدى الحياة من خلال وسائل الإعلام يمكن أن يكون حافزا أو مثبط المعلومات في علاقة الاتصال بين المرسل والمتلقي .
عملية تشكيل المعتقدات هي عملية دائمة، من القيام بأعمال العقلانية إلى زيادة وتغييرات في محتواها ، وتشكل الاتصالات التعليمية المعتقدات والقيم  لأنها تبني الأساس النظري لتعزيز العمل الإنساني ، وتظهر الزيادة في عدد المعتقدات بمساعدة وسائل الإعلام أيضا، وقد تحدث أخطاء في ولذلك يجب أن يصحح التواصل التربوي المعتقدات الخاطئة والقناعات المحددة وفقا لذلك والبيانات العلمية والعملية ، لذا مسئولية اختيار نوعية الموسيقا وقراءة الكتب المناسبة وممارسة الرياضة هي من مسئوليات أولياء الأمور والمعلمين أكثر من مسئولة وسائل الإعلام .
التوصيات :
يجب على الأسر والمدارس أن تجعل الأطفال والشباب يدركون الدور الإيجابي لوسائط الإعلام .
يجب أن يتضمن اختيار المعلومات من قبل الطلاب أو الشباب في معظم الحالات من وعي الآباء أو المعلمين
ينبغي أن تصبح وسائل الإعلام موردا تعليميا .
الوالد والمعلم بحاجة إلى معرفة كيف يرى الطالب بنظرته للمعرفة، حيث أن العديد من الأفكار والمفاهيم هي نتيجة ما تعرضها وسائل الإعلام  .
يجب أن تقوم الأسرة والمدرسة بدور تصحيحي فقط عند الضرورة، ولعب دور الوسيط بين منتجات وسائل الإعلام وبين الطلبة .
يجب حماية المستهلك الثانوي لوسائل الإعلام من قبل أولياء الأمور والمدرسة ومؤسسات الدولة ذات السلطة ( البرلمان والمجلس الوطني السمعي والبصري ..ألخ ) .
تنظيم المزيد من أنشطة التعليم غير النظامي وقضاء وقت الفراغ بالقراءة وغيرها .

المصادر :
 Albulescu, I. (2003). Educaţia şi mass-media. Cluj-Napoca: Dacia.
Bunescu, G., Negreanu, E. (2005). Educaţie informală şi mass-media. București: Institutul de Științe ale Educației.
Campbell, R. (2010). Media and culture: An introduction to mass communication. Bedford/St. Martin’s.
Coman, M. (2007). Introducere în sistemul Mass-media. Iași: Polirom.
Neveanu, P. (1979). Dicţionar de psihologie. București: Albatros.
Sălăvăstru, D. (2004). Psihologia educaţiei. Iași: Polirom.
Vivian, J. (2012). Media of Mass Communication, Pearson.
Wimmer, R., Dominick, J. (2013). Mass media research. Belmont: Wadsworth Publishing.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق