السبت، 9 أغسطس 2014

عدم تفعيل أسلوب أو دور الأبوة الرقمية : هل يعني انتصار التكنولوجيا في الحرب ؟





عدم تفعيل أسلوب أو دور الأبوة الرقمية :
هل يعني انتصار التكنولوجيا في الحرب ؟
بقلم الباحث / عباس سبتي
16/5/2014

     ليس هناك شك في ذلك ، لقد تغير دور الأبوة  بشكل كبير منذ العقود الأخيرة ، مع ظهور الشبكات الاجتماعية الالكترونية وما يعرف ب " يجب أن يكون " على الوالدين العمل بجد مع الأبناء والتواصل معهم وتوجيههم عبر الانترنت لكي يكونوا في الصحة والأمان .

     الآباء مع استخدامات التكنولوجيا عليهم مسئولة كبيرة فأنهم يستخدمون التكنولوجيا لمواكبة الأنشطة المدرسية والرقابة على الأبناء معرفة  أنشطتهم عبر الانترنت ، وبطريقة وأخرى تجعل التكنولوجيا مهمة الآباء سهلة ولكن عبء العمل صعب وشاق ، وسوف يخسر الآباء المعركة مع التكنولوجيا إذا استمر الأبناء بالتخبط في عالم الانترنت وليس لهم الخيار سوى الانضمام إليهم ومحاولة استخدام الانترنت بشكل فعال ومسئول .

تحديات الأبوة الرقمية :
     نتيجة لتقدم التكنولوجيا فأن كثيراً من القرارات تتخذ بشأن الأمور التي لم تكن موجودة قبل بضع سنوات ، فقد ظهرت المواقع الاجتماعية الالكترونية وتطبيقاتها والألعاب الالكترونية وخيارات تصفح الانترنت وقنوات الكابل (  DVR ) مما يعني مواجهة الآباء مهام رصد لأنشطة كثيرة ، والسلامة عبر الانترنت تشكل عائقاً وتحدياً ولكن الأطفال يجدون المتعة في التعامل معها ، وعصر التكنولوجيا صعب للآباء أن يفهموه لكن الأبناء يترعرعون فيه ويتكيفون ويتفاعلون معه  لأن أصدقاءهم في شبكة الانترنت ومع ذلك فأنهم يجهلون المخاطر ولا يدركون كيف تحدث هذه المخاطر ، ولا يدركون أن أي  إنسان عبر الانترنت  قد لا يكون صديقاً ، وأي صورة يجب ألا تنشر وأي تعليق ألا يكتب وأي مقطع فيديو ألا يتداول بين الأصدقاء  ، والأمر متروك للوالدين الحفاظ على التوازن .

التكيف مع الأبوة الرقمية :
     الإحاطة بمعلومات التكنولوجيا  تعني أن الآباء يؤدون العمل بشكل صحيح ، فبينما الأطفال يستخدمون التكنولوجيا للدردشة مع الأصدقاء والتعرف على الأصدقاء الجدد وتبادل المعلومات فعلى الآباء مسئولية أخرى ، لكن بعض الآباء يرى التكنولوجيا كأداة لهو للقيام ببعض الأعمال أو كأسلوب مكافأة على أداء السلوك الجيد .

كن حاضراً :
     في نهاية اليوم التكنولوجيا لا تحل مكان الأبوين مع  أنا نعلم أنهما لا يمكن مجارات تطبيقاتها في خضم جريان الحياة لكن عليهما توفير الحماية للأبناء من الآدميين المفترسين والمخاطر الالكترونية الأخرى ، وبعض الآباء يستخدم التكنولوجيا إلى درجة ينفصل أو يعزل نفسه عن الأبناء والأزواج ، صحيح انه شيء رائع لإنجاز الأعمال الوظيفية  بواسطة التكنولوجيا لكنها تأخذ ضريبة من الجميع  ، إذ يرى بعض الآباء أن التكنولوجي حل وسط لكن لا بد من التضحية أن نضحي بالأسرة من أجل التكنولوجيا . 

     أسلوب ونمط الأبوة ليس سهلاً في عصر التكنولوجيا ، فقبل عصر التكنولوجيا كان الأطفال يلعبون خارج المنزل وكان الوالدان يقللون أوقات مشاهدة التلفاز ويضعون قيودا وأحكاماً لذلك ، لقد أصبح صعباً المحافظة على الحياة الماضية والبسيطة  ، وصحيح ليس هناك جواب واحد للجميع بشان التكنولوجيا لكن هناك هدف واحد وواضح  وهو يجب استخدام التكنولوجيا كأداة وأسلوب للأبوة بدلاً من أن يعيق العملية برمتها  ، وأنه من المهم لكل من الآباء والأبناء تحقيق التوازن بين الحياة الرقمية ( الالكترونية والحياة الواقعية .

     أضيف أيضا أن أننا نعيش في عصر محو الأمية التكنولوجية وقد أخذت الدول المتقدمة بزمام المبادرة في القضاء على هذه الأمية ليس فقط كيفية استخدام التكنولوجيا في أعمال الوظيفة والحياة العامة والشخصية لكن أيضا توعية الوالدين بمخاطر الانترنت التي تشكل تحدياً كبيراً في هزيمة الإنسان المعاصر نفسياً وأخلاقياً ، لذا لا بأس للاطلاع على هذه المخاطر وسقوط الحضارة وسقوط الإنسان على دراستين لنا : دراسة أجهزة التكنولوجيا وسقوط الإنسان ودراسة الإنذار بانهيار الحضارة التكنولوجية في موقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية وغيره من المواقع الالكترونية . 

المصدر :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق