السبت، 16 نوفمبر 2013

الانتحار بين الطلبة




الانتحار بين الطلبة
الباحث / عباس سبتي

     نشرت إحدى الصحف المحلية خبر انتحار فتاة 14 سنة بسبب تعثرها في الدراسة وهذا الخبر يعد مألوفاً نسمعه هنا وهناك في بلدان الشرق والغرب ، وبعض الأسباب ترجع إلى الرسوب في الدراسة إلى جانب الضغوط النفسية  عليهم .

     ونأمل أن تثير هذه الأخبار اهتمام المسئولين في التربية والداخلية وغيرها من الوزارات التي تهتم بشئون الأسرة ، حيث توجد أسباب كثيرة وراء إقدام المراهقين على الانتحار وهذا ما يهمنا كتربويين لنحاول دراسة هذه الظاهرة دراسة جدية .

     لقد كتبت مقالات تخص تعثر طلاب المدارس دراسياً ومنها بسبب خلل في نظام التقويم الذي يركز على جانب واحد من مستويات المعرفة مع إهمال بقية الجوانب وبالتالي عدم استيعاب الطلبة أو فهمهم لموضوعات الكتب المدرسية سوى الحفظ وتفريغ ما حفظوه في ورقة الامتحان في كثير من الأحيان نسيان الطلاب ما حفظوه بسبب انشغال بأمور أخرى غير الدراسة .

     كذلك لعل من الأسباب تعثر الطلبة دراسياً أنهم لا يهتمون بما يأخذونه في المدرسة أو أنهم آخر ما يفكرون بما تقدمه لهم المدرسة ، لماذا ؟ لأنهم يهتمون بالألعاب الإلكترونية وبرامج بلاك بيري وأي فون وشبكة النت و... .

     أن الطلبة لا يجدون رغبتهم في الدراسة أو لا تثير الدراسة دافعيتهم ، ولقد أصبح تفكير الطلبة هو اقتناء ما هو جديد في الالكترونيات التي تثير اهتمامهم ، بل ويحصلون على كل شيء يريدونه وهذا التفكير أصبح نمط الحياة المعاصرة بالنسبة للطلبة وغيرهم .

     تشير الدراسات الاجتماعية بهذا الخصوص أن الضغوط النفسية على الطلبة وراء حالات الانتحار خاصة ضغط الوالدين على ابنهما حتى يكون من المتفوقين .

     وأخيراً لا بد من التنويه أن انتشار حالات الانتحار بين أوساط الطلبة يجعلنا كتربويين أن نخاطب المسئولين مرة أخرى بإجراء الدراسات تبين أسباب الانتحار بين المراهقين والشباب ، كذلك نحث أولياء الأمور أن يرغبوا أبناءهم في الدراسة وأن يرشدوهم بكيفية استخدام الالعاب الإلكترونية وبتخصيص أوقات للدراسة والمتابعة اليومية ، بمعنى ألا يضغطوا على هذا الجيل المسكين الذي تأثر بكل شيء حتى بات يلتجأ إلى الانتحار بسبب الضغوط عليه ، وهذا الأمر لا يعني التساهل بقضية الدراسة وإنما عني التوغل في نفوس هذا الجيل الذي عودناهم على توفير له الألعاب الإلكترونية ، وإعادة صياغة تربيته في ظل عصر التكنولوجيا المعاصرة ، وأصبحت هذه التكنولوجيا بمثابة الهواء الذي يتنفسه ، ولعلي أكون مبالغاً فيما أقول أليس كذلك ؟  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق