السبت، 10 يناير 2015

دراسة ظاهرة سيلفي أسباب ...سلبيات




دراسة ظاهرة سيلفي أسباب ...سلبيات
الباحث / عباس سبتي
يناير 2015

مقدمة :
      في هذا اليوم وبالتحديد بتاريخ ( 5/1/2015)  صممت إجراء دراسة مكتبية بخصوص " ظاهرة سيلفي أسباب ... سلبيات " ولو أني لا أستطيع أن أطلق على " سيلفي " ظاهرة ، لكن قد يطلق عليه آخرون ، وذلك لأنه لم ينتشر بشكل كبير في بلادنا إلا أنه ينتشر بسرعة كما بالنسبة لبقية السلوكيات والمظاهر السلبية المرتبطة بالتكنولوجيا ولكن في المستقبل القريب جدا سوف  يطلق على " سيلفي " مصطلح  " ظاهرة " .

     قبل سنوات كنت أعلق على سلبيات أجهزة التكنولوجيا وبذلك سوف  نعتمد على  بعض التعليقات المتعلقة بسلبيات " سيلفي"  في دراستنا الحالية ، وهذه التعليقات منشورة بموقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية ، كذلك  ما قمنا بترجمته إلى العربية كي يطلع القارئ على سلبية " سيلفي" ليحصن نفسه وأهله منها .

     هذه الدراسة الأولى من نوعها تجرى على الصعيد العربي ومع وجود مقتطفات في الصحافة العربية تتناول سلبيات سيلفي إلا أنها لا تثير اهتمام القراء ولعل من أسباب ندرة الدراسات العربية عدم وجود اهتمام بهذه السلبيات وأثرها الفعال على جيل الأطفال والمراهقين والشباب  ، كذلك لا توجد مواقع عربية الكترونية تتناول سلبيات أجهزة التكنولوجيا بشكل عام و" سيلفي " بشكل خاص عدا موقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية حيث خصصنا مساحة في هذه المدونة تحت عنوان " سلبيات التكنولوجيا " و " التسلط عبر الانترنت " .

     مع  أن الدراسات الغربية التي اطلعنا عليها في مجال سلبيات وعيوب " سيلفي" إلا أنها لم تتناول كل الجوانب في النفس الإنسانية ولعل ذلك يرجع إلى فقر الحضارة الغربية في تهذيب النفس وتكاملها لأنها حضارة مادية تقوم أساساً على إشباع الحاجات المادية فقط وتهمل الحاجات الروحية عدا حضارة الكنيسة النصرانية وتأثيرها قليل جداً على المجتمعات الغربية والشرقية ، لهذا حاولنا أن نقدم تصوراً مختصراً طرحه الإسلام لمعرفة النفس وحقيقتها كي تكتمل الصورة عند القارئ .

مفاهيم :
     النفس الإنسانية :
     وهي المكون الثالث للإنسان إذ يتكون الإنسان من بدن ونفس وعقل ، والنفس تسير البدن بينما العقل يضبط رغبات النفس إذا سيطر على النفس وروضها  وتسمى النفس اللوامة وتنتقل هذه النفس إلى درجة أسمى وهي النفس المطمئنة .

     وفي ترتيب آخر للنفس :
     هي على أنواع: نفس نباتية وخاصيتها التغذية والنمو، ونفس حيوانية وخاصيتها الحس والحركة الإرادية، ونفس ناطقية وخاصيتها إدراك المعقولات، ونفس قدسية وخاصيتها أن تكون محلاً للفيوضات الربانية والأسرار الإلهية.

     سيلفي :
     هي كلمة مأخوذة من كلمة انجليزية " selfie " وتعني النفس مع إضافة " ie  " لها وقد استخدمت مع ظهور الهواتف الذكية التي تقوم بالتصوير من كاميرا خلف الهاتف إلى جانب ميزة تصوير المستخدم نفسه وهو ينظر إلى شاشة الهاتف ، وقد استغل مستخدمو ميزة هذا التصوير الذاتي في الاستخدام المفرط لتصوير أنفسهم لوحدهم أو مع أصدقائهم ومع نجوم السينما والكرة والتلفاز وغيرهم .

دراسات سابقة :
     دراسة (  2013, Houghton وآخرون ) وتهدف تبادل الصور بين  مستخدمي فيسبوك وأثر ذلك على علاقاتهم ،  وفهم المستخدم نفسه  وجعل الآخرين يفهمونه .

     درس كل من " Richard W. Robins and Oliver P. John " مفهوم " كيفية إدراك الذات " والمعروف باسم " النفس المدركة " ، التي تؤثر على الشخصية النرجسية لدى العديد من الشباب والمراهقين في مقالاتهم ، وتأثير الجانب البصري والنرجسي على النفس المدركة ، وفي دراستهم حددوا أن الناس يكتسبون المعرفة حول النفس من خلال مراقبة سلوكهم خلال الوسائل المرئية .

     النرجسية تعتبر لمن تزيد لديهم الهواجس كلما  فحصوا وحللوا أنفسهم ، في دراستهم سأل الباحثون أفراد العينة العشوائية ( مع نسبة متساوية بين أناس نرجسيين وغير نرجسيين ) في تقييم مقدار الوقت عند النظر إلى المرآة في اليوم وطلب منهم ترتيب الجوانب المعينة عند تقييم النفس من حيث الأهمية أم لا ،  تشير الدراسات إلى أن الأفراد النرجسيين أكثر رغبة في النظر إلى أنفسهم في المرآة والإعجاب بالنفس باعتبارها أهم جانب في التقييم (John and Oliver   ) .  ووفقاً لهذه النتائج فأن المظهر البدني عامل حاسم لقيمة الذات لهؤلاء الأفراد الذين يفسرون  مفهوم " النفس " تفسيراً واضحاً .

     تشير دراسة " Gentile وآخرون " إلى أن الشبكات الاجتماعية لها تأثير ما طرحه كل من " Robins and John " من خصائص " النرجسي " ، والتأثير الإيجابي للمواقع الاجتماعية على إيجابية النظر إلى الذات ، وأفادت الدراسة  أن أفراد العينة يقضون وقتاً بالاطلاع على المواقع الاجتماعية لديهم أعلى معدل الصفات الشخصية النرجسية  مقارنة إلى المجموعة الضابطة الذين يحررون صفحاتهم عبر هذه المواقع أكثر من مواصلة الاطلاع على المواقع غير الاجتماعية  وهم أكثر عرضة لتحديد  البيانات عن العبارات المتعلقة بالنرجسي مثل : " أنا أحب أن أكون مركز انتباه الآخرين " ، و " أنا دائماً أعلم ما أفعله " .

     هذه التصورات السابقة تدل على أن الناس أصبحوا مهتمين للمظهر الخارجي لردود أفعالهم على المواقع الاجتماعية وأنهم قادرون على وصف الناس أكثر من غيرهم .

ثقافة سيلفي :
     بالكاد أن يدخل  المستخدم مواقع / فيسبوك ، الانستغرام أو أي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي  حتى يواجه سيل من طلبات " سيلفي" في دراسة " بيو ، PEW " أفادت أن (91%) من المراهقين قد نشروا صور " سيلفي" لهم عبر الانترنت ، مع هذه الإحصائية فانه من المحتمل أن يكون ابنك المراهق بالفعل قد نشر صورة " سيلفي" له .

     بالنسبة لمعظم المراهقين فان " سيلفي" لقمة غير مضرة وتعد من مرح هذه المرحلة العمرية ولا تعد  أكثر خطورة من  البدع الأخرى التي تنشر ، حيث أن الضرر الفعلي لهذه القضية  أمر نادر أن يحدث  إلا أنه متوقع الحدوث ، وكوالد يجب أن تكون على بينة من مخاطر " سيلفي" وتكون جاهزاً لمناقشة ابنك عن هذه القضية .

سيلفي واحترام الذات :
     أحد المخاطر ل "سيلفي" هو أن يؤدي إلى انخفاض تقدير الذات للمراهق ، إذ كان هناك بعض التكهنات حول ما إذا كان " سيلفي " أو التصوير الذاتي بالفعل يؤدي إلى أذى النفس ، ولو أن بعض الدراسات التي أجريت بهذا الشأن قد جعل الحكم على مخاطر " سيلفي" تكون متضاربة إلى حد ما .

     في دراسة أخرى أن (65%) من المراهقات يشعرن بتعزيز الثقة بأنفسهن ، و(40%) منهن أفادت أن الشبكات الاجتماعية شجعتهن بنشر صورهن من خلالها خاصة " صورة الوجه " ، ومع ذلك زعم (53%) من أفراد عينة الدراسة أن نشر صورهن من قبل أناس آخرين قد يشعرهن بخيبة الأمل .   

     من جهة أخرى أشار استطلاع أجرته الأكاديمية الأمريكية لتجميل وجراحة الوجه أن (30%) من جراحي التجميل أفادوا بتزايد الطلب على الجراحة التجميلية لأن ( المرضى ) لم يكونوا راضين عن وجوههم في " سيلفي" أو التصوير الذاتي لهم  أو راضين عن صورهم عبر الشبكات الاجتماعية ، في بداية هذه السنة قلق أحد المراهقين ببريطانيا من صورة " سيلفي" فتسرب عن المدرسة  ، ولم يغادر المنزل لمدة ستة أشهر بسبب أنه كرس وقته –عشر ساعات  أو أكثر -  بأخذ الصور لنفسه  ، وحاول الانتحار بأخذ جرعة زائدة من المادة السامة .

     ليس هناك احتمال أن ابنك مثل المراهق الذي أراد قتل نفسه  ولو أنها حالة نادرة إلا أنها تظهر انخفاض تقدير الذات كمشكلة متفاقمة بسبب الإقبال على اتجاه " سيلفي " ، والخطر حقيقي ويجب أن يضع الوالدان " رادار" لمراقبة الأولاد .

سيلفي وسمعة الإنسان عبر الانترنت :
     كما هو الحال مع جميع الأنشطة الموجودة بالمواقع الاجتماعية فأن  " سيلفي " له أثر سلبي على سمعة الابن ، أشارت دراسة أجرتها جامعتي : University of Edinburgh and Heriot-Watt University أن كلا من كمية وموضوع الصور التي يشترك بها الابن مع الأصدقاء عبر فيسبوك قد يؤثر على الدعم والمحبة في علاقات الأصدقاء .

     في دراسة أخرى أجرتها جامعة : Oregon State University أشارت إلى أن الفتيات والنساء اللاتي يرسلن صورهن الاستفزازية عبر الشبكات الاجتماعية فأن هذه الصور أقل جاذبية من الناحية الاجتماعية من قبل صديقاتهن ، وهؤلاء الصديقات هم أيضا  يقلدن الفتيات اللاتي ينشرن صور " سيلفي " لهن كونها أقل جمالا في نظر الغير .

     بالإضافة إلى ذلك فأن استمرار  نشر أي شيء عبر الانترنت مثل صور " سيلفي " يمكن تطارد المراهق سنين على الرغم من أن هناك طرقاً قليلة يلجأ لها المراهقون عبر الشبكات الاجتماعية توفر لهم حماية ،  إلا انه ليس هناك ضمانة لعدم نشرها .

     بعض الكليات الجامعية والشركات الخاصة  تشترط لقبول مقدمي الدراسة أو العمل فيها أن تبحث عن ماضي الشاب وتجربته وأنشطته عبر الانترنت ، حيث  تحدد صورته المنشورة أو صورة " سيلفي" في مواقع الانترنت مستقبله الدراسي أو الوظيفي .

سيلفي والمحتالون :
     ليس فقط كليات الجامعة وأرباب العمل يبحثون عن صور " سيلفي" وإنما قراصنة ومجرمو الانترنت يستشفون كمية من البيانات لصاحب وصورة " سيلفي" ، وفي الوقت الذي يجب المحافظة على الهوية الشخصية عبر الانترنت فأن نشر سيلفي عبر الأنستغرام أو تويتر قد يستغله اللص في ابتزاز صاحب " سيلفي " .

     تبادل الصور والبيانات بشكل صريح هو خطر رقمي واضح لدى المراهقين عند نشر أرقام التلفون وعنوان السكن ، واسم المدرسة ... .

     أخطر من ذلك هو تجاهل ما يعرض من المعلومات المسربة عن خلفية ما ينشر من صور " سيلفي " ، كثير من المراهقين لا يفكرون بشان التفاصيل التي يقدموها من البيانات الشخصية  وتنشر في مواقع الانترنت .
    
تعليقاتي على بعض أخبار " سيلفي" :
     منذ أكثر من أربع سنوات وأنا أرصد سلبيات أجهزة التكنولوجيا التي تعرضها الصحافة المحلية  وأعلق عليها وانشرها في موقعي : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية  والمواقع الأخرى ، وهذه بعض منها في سلبيات " سيلفي"  :

     تحولت صور " سيلفى "  إلى هوس اجتاح العالم خلال الأشهر الماضية، وانتقلت العدوى سريعا حتى أصبح مشهد الشخص الذي يضع هاتفه أمام عينه ليلتقط صورا لنفسه، هو المشهد الأكثر شهرة على مستوى العالم، وهناك أشخاص أرادوا أن يكونوا مختلفين عن غيرهم فقاموا بالتقاط صور مجنونة ومتهورة، فهناك من صعد قمة برج خليفة في دبي ، وآخر قرر التقاط سيلفى وهو على حافة جبل، وآخرون ذهبوا أمام الإعصار لالتقاط صور سيلفى مجنونة بجانبه.

     كما أن هناك آخرين يفضلون التقاط سيلفى بجانب الطبيعة الساحرة أو الحيوانات المختلفة، ولكن هناك بعض الحيوانات التت ترفض التقاط الصور بجانبها، وتمنع أي متطفل يريد أن يلتقط لها سيلفى دون رغبتها، وهذا ما حدث مع إحدى الفتيات بعدما قررت التقاط سيلفى بجانب قرد، ولكنه بعد أن رفعت يدها لالتقاط الصورة قام بالهجوم عليها مما أثار رعبها .
(  الأنباء الكويتية ، 20/12/2014 )

تعليق :
     هل جيل التكنولوجيا يمتلك تفكير وبعد نظر ؟ لعل السؤال يكون غريبا لمن ينبهر بالتكنولوجيا وأن وان ، وهو يسطر الإيجابيات  دون أن يذكر السلبيات حيث أنه واقع في السلبيات فهو لا يشعر بها مثلما لا تشعر السمكة ببلل الماء ، على أي حال نحن نرصد سلبيات أجهزة التكنولوجيا ليس أنا ننكر الإيجابيات لها بل هدفنا توعية الناس وها نحن نسمع عن سلبيات سيلفي كل يوم ومع ذلك لا يتعظ هذا الجيل ولا يحاول ألا يقع فيها .

     انتشرت صور "سيلفي" عدة على مواقع التواصل الاجتماعي، منها الغريبة أو المضحكة ولكن حارس المقابر اللبناني، ديب سيقلي، كسر كل القواعد وابتكر نوعا جديدا من الـ"سيلفي" وهو المرعب إذ نبش قبر أمه ليرى كيف أصبحت والتقط صورة "سيلفي" معها.

     استضافت إحدى الفضائيات اللبنانية هذا الشاب الأعزب والعازف عن الزواج وحاورته بوجود أخصائية نفسية، لكن الشاب بدا طبيعي جدا بل وظهرت على الأخصائية ملامح الاستغراب والتعجب من هذه الحالة الفريدة من نوعها، فقد قال ديب أنه يعشق الأموات ويحبهم ويفضل العيش معهم على معايشة الأحياء لأنهم مسالمين.

     وعرض عليه أعمال أخرى بل وتقدمت له عروس وعرضت عليه السفر معها إلى أمريكا لكنه رفض وأكد أنه لا يريد مفارقة الأموات.

     وعن الأمور الغريبة التي يقوم بها هذا الرجل، قال أنه يتفقد الموتى دائما ويتحدث معهم ويسألهم إذا كانوا بحاجة أمر ما، وأضاف بأنه التقط أكثر من "سيلفي" مع أكثر من جثة لكنه لم يحتفظ إلا بصورته مع أمه، وأكد أن السبب وراء هذه الـ"سيلفي" المرعبة هو اشتياقه لأمه وأراد الاطمئنان عليها وكان لديه نوع من الفضول أن يرى كيف أصبح شكلها.

     وأكد ديب أنه لا يخاف من ملاحقة أمن الدولة، فهذه مهنته وهو يعرف تماما ما يفعل، وطمأن الجميع قائلا أن المقابر لا تخيف وأن سكانها مسالمين وألطف من الأحياء، وهو لا يعرف لما تخاف الناس من المقابر.

     وأكد ديب أنه يطمئن على الموتى لسبب منطقي، فبعد أن دفن عجوز فقيرة بفترة مات أخوها، فحينما أراد دفنه وجد جثة العجوز قد تحركت وجلست بجوار باب القبر، فقال "على الأرجح دفناها حية، وحينما استيقظت ووجدت نفسها في المقبرة حاولت الخروج لكن دون جدوى فماتت" .
 (الأنباء الكويتية ، 22/11/2014 )

تعليق:
     كل مرة كالعادة نرصد سلبيات أجهزة التكنولوجيا وتوابعها مثل مواقع الانترنت، وسيلفي عبارة عن عملية تكرس و تظهر عيوب الإنسان لكن الناس لا تتعظ وإذا كان الإنسان يخاف من ربه هل ينبش قبرا  أن هذا الدفان يعيش غفلة    قد غفل أنه بعمله هذا بين عيوب الميت والعجيب لم تتحرك الجهات الرسمية في لبنان لهذا العمل المنافي للدين والإنسانية كذلك نتمنى تخصيص برامج توعوية لبيان سلبيات سيلفي وغيرها من المظاهر السلبية التي يقوم بها إنسان التكنولوجيا في مواقع الانترنت .

     لا يتحتم عليك عند نشر صور «سيلفي»، الإفصاح عن التفاصيل الكاملة لحياتك الخاصة، وذلك حسبما ذكر موقع إلكتروني ألمانى لتقديم النصح والمشورة للمراهقين.

     ويمكن للصور أن تكشف أيضاً عن الكثير من المعلومات عنك، مثل أين تعيش؟ ومع من؟، وهو ما يمكن أن يتحول إلى مشكلة للمراهقين الذين يصبحون عرضة لأن يكونوا هدفاً للبلطجة الإلكترونية. ويقدم موقع «هاندي سيكتور دوت دي إى» الألماني معلومات للشباب بشأن كيفية تجنب المكائد الشائعة في استخدام الهواتف النقالة.

     ويقول الموقع إنه يمكنك التقاط صور «سيلفي آمنة» بإمساك هاتفك عند زاوية غريبة مثل جانب الوجه أو من أعلاه. وبهذه الطريقة لا يمكن تطبيق برامج المسح الضوئي للوجه على الصورة، ولكن سوف تظل الصورة رائعة. وهناك أيضا العديد من التطبيقات المجانية التي تسمح لك بإعادة وضع التعديلات على الصور «السيلفي» حتى لا يمكن للقراصنة استخدامها .
( القبس الكويتية ، 20/11/2014 )
تعليق:
     مهما ظهرت برامج حماية صور " سيلفي " فأن القراصنة الالكترونية يفككون تأثير الحماية، وكلنا نعلم أن صور سيلفي تشكل خطراً على صاحبها لكن يتبين من المقالة أن القراصنة يستغلون صور سيلفي فيتصيدون المراهقين والمراهقات وذلك بعد معرفة بيانات شخصية عنهم وبالتالي يتبين مرة أخرى ان ليس هنا آمان لمستخدمي أجهزة التكنولوجيا إلا بالتقليل من استخدامها .

أسباب " سيلفي " :

تكريس " الأنانية ":
  
     لقد علقنا كثيراً عن سلبيات تصوير " سيلفي" في أخبار الصحافة  المحلية الالكترونية  مثل زرع الأنانية وحب الذات الأعمى ، أن صفة الأنانية موجودة في بني البشر ولكن تهذبها الأديان السماوية و الأخلاق والقيم الاجتماعية  وذلك أن الإنسان اجتماعي بطبعه لأنه لا يعيش لوحده وأن الوحدة قد تؤثر سلباً بالإنسان وبالتالي عندما جاء الأنبياء والمصلحون بشرعة رب الناس كان من أهدافهم  تعزيز العلاقات الاجتماعية لأن الإنسان يعيش مع الناس  وبالتالي يحتاج أن يتخلى عن صفات " الأنا " كي يعاشر الناس ويساعدهم ويساعدونه و.... لكن يلاحظ  أن مخترعي أجهزة التكنولوجيا وأكثرهم متأثرين بالأفكار الرأسمالية  قد صمموا برامج تكرس هذه الأفكار ومنها حب الأنا أو حب الذات والتفكير في إشباع الحاجات الفردية ، لذا عندما توجد ميزة " تصوير النفس أو سيلفي " في الهاتف المحمول فأن المستخدم يشغل نفسه بتصويرها والتأمل بملامح الوجه والمكياج والملابس التي تعزز الأنا  .

   الاستكبار على الآخرين  :  
       طالما يفكر الإنسان بنفسه وإشباع حاجاته المادية فأنه يفضل نفسه على غيره بدءاً بالأمور المادية الضرورية من طعام وشراب إلى الأمور الكمالية ، لذا المستخدم وهو متأثر بتصوير نفسه تراوده أفكار أنه أفضل من غيره في الجمال والملبس والمطعم والمشرب .... وأنه لماذا لا يكون هو الأفضل طالما ينظر إليه الناس عبر " سيلفي "  . 

     تشير دراسة جديدة بانجلترا حيث تثير اهتمامنا : تبادل الصور عبر فيسبوك هو أكثر من مجرد مصدر إزعاج ، وان تحميل مائة "سيلفي " في اليوم قد تضر بالعلاقات الاجتماعية في أوساط الناس ، وتؤكد الدراسة إلى أنه تبادل سيلفي بشكل مفرط تشعر الأصدقاء أنهم أقل شأناً من صاحب " سيلفي " .

الدعاية التجارية  والاجتماعية :
     تلاقي صورة غير تقليدية لماليا أوباما الابنة الكبرى للرئيس الاميركي باراك أوباما تظهر فيها مرتدية قميصا لإحدى فرق موسيقى الراب، انتشارا كبيرا منذ أيام على مواقع الانترنت، وهو أمر قلما يحدث في عائلة تحرص كثيرا على صورتها.

     وأثيرت تساؤلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة بشأن مصدر هذه الصورة التي تظهر فيها ماليا أوباما البالغة 16 عاما مرتدية قميص "تي شيرت" بيضاء كتب عليها "برو ايرا"، وتقوم فيها الفتاة برفع شعرها.

     وقال عضو في مجموعة "برو ايرا" يسمي نفسه "باد آس" ان الصورة ليست مركبة وقد تم إيصالها عن طريق "صديق مشترك لأحد أعضاء المجموعة" ونشرت لأهداف دعائية، على ما أفادت صحيفة واشنطن بوست.

     ورفض البيت الأبيض المعروف بحرصه الشديد على مراقبة أي ظهور علني أو صورة لأي من ابنتي الرئيس، ماليا (16 عاما) وساشا (14 عاما)، الإدلاء بأي تعليق بشأن الموضوع.

     وأشارت الصحافة إلى أن هذا الإعلان يروج بشكل غير مباشر لمغني راب أوقف قبل أيام قليلة في استراليا بعد ضربه احد عناصر الأمن .
( الوطن الكويتية 7/1/2015)

تعليق:
     استغلت فرقة  موسيقا الراب ابنة الرئيس الأمريكي المراهقة لجذب فئة الشباب والمراهقين إلى هذه الفرقة ، والعجيب أن امتناع البيت الأبيض عن أي تعليق يدل على إفلاس الحضارة التكنولوجية التي تعتمد على الموسيقا في إلهاء المراهقين والشباب .

سلبيات "سيلفي" :
     منذ أن ظهر ما يعرف ب " سيلفي" فقد اهتم به المراهقون والشباب أكثر من غيرهم ولعل ذلك يرجع لأسباب منها حب الاستطلاع وحب المغامرة وإظهار نفسه كي يقبلها الآخرون والتقرب إلى الجنس الآخر وتجربة كل جديد  .

سيلفي وطريق الهاوية :
     سوف يجد بعض الصعوبة في فهم ثقافة سيلفي ، وذلك بعد انتشار وباء سيلفي وبعد تصوير بعض أنفسهم ونشرها في المواقع الاجتماعية ، وهناك 91% من المراهقين ينشرون صورهم في شبكة الانترنت حتى اعتقد بعض أن هذا من جنون المراهقين .

     وقد يكون عادة أو اتجاه سيلفي فيه براءة لدى أكثر من يصور نفسه ، لكن مع ذلك توجد مخاطر محتملة مرتبطة بعادة سيلفي وتشير التقارير الإخبارية في أرجاء العالم أن عادة سيلفي أدت إلى إصابات خطيرة لمن صور نفسه وفي بعض الحالات توفى بعضهم نتيجة التقط صورة " سيلفي "لنفسه  .

هذه حالات لأناس ماتوا بحوادث مؤسفة نتيجة انخراطهم وانشغالهم بـ " سيلفي " :
     زوجان كانا يزوران البرتغال سقطا ضحية تصوير " سيلفي" مع أطفالهما من حافة هاوية لشاطئ " Cabo da Roca   " ، وواصل المحققون تحرياتهم لمعرفة أسباب الحادث ، ولكن يشك أن تكون الحادثة نتيجة مباشرة للزوجين في التقاط " سيلفي"  إلا أن احتمال ذلك ما زال قائماً .

     بعد اطلاق النار بطريق خطأ على نفسه بينما كان يأخذ صورة لنفسه " سيلفي" اسمه " Otero Aguilar " وعمره (21) وهو من المكسيك فقد فقد حياته ، وقد زعم أنه كان يشرب طوال الليل مع أصدقائه ولم يعلم بتحميل المسدس وحيث فارق الحياة قبل وصوله إلى المستشفى .

     الفتى "  Edwin " فقد حياته وكان عمره (15) سنة بعد أخذ صورة له أمام قطار متحرك ، فقد انزلق على سكة الحديد حيث فاجأ القطار يقترب منه ، وتوفى المراهق عند نقله إلى المستشفى .

     Abhilash عمره (32) سنة قتل بينما كان يصور مقطع فيديو لنفسه وهو يتظاهر بشنق نفسه ، وكان ينوي نشر هذا المقطع في  "فيسبوك " .

     طالبة كلية الطب اسمها " Sylwia Rajchel " عمرها (23) حاولت شنق نفسها على جسر بأسبانيا  وهي تلتقط صورة " سيلفي" وقد أصيبت بإصابات بليغة وفارقت الحياة بعد يوم من الحادثة بالمستشفى .

     هناك كثيرون ماتوا أو أصيبوا أنفسهم بجراحات خطيرة بينما كانوا لاهين  بأخذ صور لأنفسهم ، ومع الإشغال والتفكير بوجود مميزات حديثة في الهاتف المحمول ، فأن شعبية " سيلفي" تشجع على هذه المخاطر ، وعلى الرغم من أن ذلك يبدو سخيفاً للمراهق فأن الحقيقة تقال أن حفنة من الناس قد لقوا حتفهم بسبب حوادث تصوير " سيلفي" وفتح باب المناقشة والدراسة لهذه المشكلة .

عيوب سيلفي
     في الحقيقة مجتمع اليوم لديه معايير عن جمال الجسم والوجه كما تصورها الشبكات الاجتماعية وعلى جيل الشباب  أن يقبل أنفسهم كما هي ، لكن مع التقاط صورة " سيلفي" ليس هناك مقارنة بين الصورة والواقع إلا قليلاً ، حتى في نرجسية الخصائص ، ومقارنة أنفسنا بصور أناس آخرين مستندة على الجمال الظاهر في هذه الصور لا تكون ثابتة من خلال اتخاذ  مزيد من الصور ، هناك  شباب يبحثون عن معايير الجمال لدى المعجبين بهم من الفنانين والرياضيين دون أن يدركوا أن التكنولوجيا تلعب دوراً كبيراً في خلق صورة خالية من العيوب ولكن الصور مخادعة للجمال .   

     في مقالة لها بعنوان" بناء النفس عبر تحديد الصورة – وإدارة الانطباع البصري عبر مواقع التواصل الاجتماعي " أجرت  " Andra Siibak " مسحاً لاستطلاع آراء المراهقين من أعمار (11-18) سنة لتحديد الجوانب التي تهم الفتيان والفتيات وتكون أكثر شعبية  بين زملائهم مستخدمي الشبكات الاجتماعية ، وتشير الدراسة إلى أن (75%) من الفتيات  و(67%) من الفتيان يقيمون جودة الصور التي تنشر في المواقع  ولكن بنظرة دقيقة تأتي هذه الصور المنشورة مرتبة ثانية ، بنسبة (84%) من الفتيات وبنسبة (78%) من حيث الجودة ، وعامل التعليم يأتي أقل رتبة في تأثير الشعبية بين مستخدمي الشبكات الاجتماعية ، فقط ( 13،4%) من الفتيات و(20،1%) من الفتيان يعتقدون أن الإنسان المتعلم هو مهم من أجل قبول الآخرين له عبر الشبكات الاجتماعية  ، وهذه النسب تظهر كيف أن جاذبية جمال البدن والظهور الفاتن في هذه الشبكات تحميل مزيد من القيمة أكثر من التعليم والمعرفة .

متى يكون التقاط سيلفي حسناً ؟
     ينبغي تشجيع الجوانب الإيجابية لالتقاط " سيلفي" مثل تقدير الذات والتعبير الفريد ، فالصور التي تلتقط يجب أن تعكس هذه الجوانب النابعة من الداخل ، وفقاً لمقالة " Kristin Booker " مشكلات مو ، سيلفي ، مو " هذه الصور تسيطر على الذاكرة واللحظة التي تلتقط فيها هذه الصور ، " Booker " تطلب من قرائها أن يتمتعوا باللحظة التي يصورون أنفسهم ، حيث أن الصور وهذه اللحظة سوف تتلاشى لكن اللحظة الواحدة من الوقت قد تعني  " الأبد "  أي تبقى في الذاكرة، على سبيل المثال التقاط طالب صورة له في الكلية المقبول فيها أو سيلفي لشراء تذكرة اليانصيب ن ومع دمج المعنى الشخصي أو الإنجاز في " سيلفي " فان المواقع الاجتماعية تستخدم لعرض الجوانب الإيجابية بدلا من التركيز على الجمال الجسدي .

     كذلك من الجوانب الإيجابية تحديد وقت استخدام المواقع الاجتماعية والهواتف في العموم ، الابتعاد عن كل أشكال وأجهزة التكنولوجيا  أو تشجيع الناس التخلي عن الهواتف لساعة أو ساعتين والاشتغال بأي شيء بعيد عن التكنولوجيا التي قد تؤثر على نوعية العلاقات الاجتماعية والعزلة بطريقة لا تتأثر من قبل المواقع الاجتماعية .  

     في دراسة كل من " Cummings, Butler and Kraut "تحت اسم : “The Quality of Online Social Relationships ، أفادت أنه على الرغم من أن أنواع التفاعل الالكتروني لها قيمة مهمة فأن المقابلة الشخصية  وجها لوجه مفيدة أكثر في تعزيز العلاقات الاجتماعية بين الناس ، وأثبتوا ذلك بمقارنة التفاعل الالكتروني والتفاعل غير الالكتروني حيث  أن التفاعل غير الالكتروني يجعل الأفراد أكثر قرباً من غيرهم .

     تشير بعض الدراسات إلى تأثير سيلفي السلبي على العلاقات الاجتماعية والزواج وتربية الأولاد ومقار العمل  ، وهناك علاقة بين النرجسية المفرطة ( أو سيلفي ) والعنف  ، وتشير دراسة حديثة بالمملكة المتحدة أن سيلفي يضر بالعلاقات الشخصية بين الناس سواء من خلال تبادل الصور بشكل مفرط مما يجعل بعض الناس أقل حباً لغيره ، كذلك تضعف العلاقة الحميمة بين بعض الناس ، التركيز على التصوير الذاتي يجعل الآخرين يحسدون صاحب سيلفي ، وبالتالي كاميرا سيلفي تعني زيادة حب الذات في الإنسان والتنافس المحموم بين الناس .

التوصيات والمقترحات :
هذه النصائح مفيدة للمراهقين وغيرهم :

1- إعلام الأطفال والمراهقين  بمعرفة ما يدور حولهم قبل التقاط صور أو كتابة رسائل نصية .

2- إعلام الأطفال والمراهقين أن " سيلفي" ومواقع التواصل الاجتماعي وردود أفعال يتلقونها من هذه المواقع لا ينبغي  أن تعطيهم قيمة لذواتهم  .

3- على الرغم من أن المراهقين يعلمون عدم أخذ صورة لأنفسهم " سيلفي" أو كتابة رسائل نصية أثناء قيادة السيارة يجب تذكيرهم أن هذه القيادة تشكل خطراً للسواق الجدد .

4- تنبيه المراهقين أن يكونوا حذرين وهم يستخدمون إعدادات وعناصر موجودة في خدمة " سيلفي" وان المحتلين ولصوص الهوية الشخصية يمكن بسهولة استخدام هذه العناصر لمعرفة التفاصيل الشخصية لصور الضحايا .

5- تعليم المراهق أن صورة "  سيلفي " أو نشر صور في المواقع الاجتماعية وما يتلقون من ردود عبر هذه المواقع تعزز قيمة في نفسه .

6- التأكد أن يستخدم المراهق إعدادات الخصوصية المناسبة عبر حساباته في المواقع الاجتماعية .

7- إرشاد المراهق أن يكون حذراً بشأن الإعدادات والبنود الشخصية الواردة في ميزة " سيلفي " .

8- أن ينشر المراهق أي شيء لا يشكل خطراً عليه عبر مواقع الانترنت .


المصادر :

The Selfie Culture: Should We Be Worried?
October 16, 2014
What Your Selfies Say About You
Are your selfies ruining your relationships?
Published on September 16, 2013 by Peggy Drexler, Ph.D. in Our Gender, Ourselves
Posting Too Many Facebook 'Selfies' Can Hurt Your Real-World Relationships, Study Says
The Huffington Post  |  By Ryan Grenoble
Posted: 08/13/2013 2:05 pm EDT 
Older peoples day 2014: pros and cons of the ‘selfie with an older person’ campaign
This blog post was published on October 02, 2014 at 06:19 pm GMT
Posting Too Many Facebook 'Selfies' Can Hurt Your Real-World Relationships, Study Says
The Huffington Post  |  By Ryan Grenoble   
November 6, 2014


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق