إيجاد مواطنين رقميين صالحين
بقلم الباحث / عباس سبتي
23/2/2014
صنع القرار السليم عبر الانترنت لا يقل أهمية من خلال النظر إلى
الاتجاهين ( يمين ، يسار ) قبل عبور
الشارع ، قررت الولايات المتحدة جعل يوم 11 من شهر فبراير الماضي " يوم
الانترنت الأكثر أماناً " في هذه السنة ، تحت رعاية موقع : "
ConnectSafely.org " ومع انتشار
استخدام أجهزة التكنولوجيا فقد شهد هذا اليوم الوقت المناسب للاحتفال والتأمل بدور التكنولوجيا الذي يلعبه في حياتنا ، وإثارة مناقشة أهمية
التشجيع بالاستخدام الآمن للانترنت ووسائل الأعلام الاجتماعية والجهزة المحمولة
خاصة بين أوساط الأطفال والمراهقين .
تشير الدراسات التي اجريت على الأسر التي
لديها أطفال من السن (8) فأقل إلى ارتفاع
نسبة عدد الأطفال من يملك اجهزة الآيباد من 8% إلى 40% خلال السنتين الماضيتين ،
وأن بين عامي 2011 و2013 أن مقدار الوقت
الذي يقضيه الأطفال باستخدام الأجهزة المحمولة
تضاعف ثلاث مرات ، وبالإضافة فقد أفاد (90% ) من المراهقين أنهم يدخلون موقعاً واحداً من المواقع
الاجتماعية ، وأفاد نصف عددهم أنهم
يمتلكون هواتف ذكية , وفي نفس الوقت أبدى
الآباء قلقهم أزاء كيف يحافظ الأنباء على سمعتهم عبر الانترنت ، وتقريباً (70) من
الاباء أفاد أنهم قلقون حول كيف يؤثر إنشغال الأبناء بالتكنولوجيا على مستقبل
تحصيلهم الدراسي أو بعد الدراسة .
التكنولوجيا عبر الانترنت خلقت فرصاً كثيرة
لتعلم الأبناء ، فالطلاب يستطيعون قراءة أي موضوع عبر أجهزة التكنولوجيا والتواصل
مع الناس وزيارات الأماكن بأرجاء الأرض ، ويسخر المعللمون التكنولوجيا لربط المنهج
المدرسي بالحياة وتعديل طرق التدريس لتلبي احتياجات الطلبة الفريدة ، والتكنولوجيا
ضرورية لتطوير مهارات القرن الحادي والعشرين خاصة المتعلقة باختيار الطلبة الوظائف
المناسبة لهم .
في حين أن التكنولوجيا أداة قوية للتعليم
والتعلم ، فأن من المهم تعلم الطلبة وتفكرهم بمخاطر سلوكياتهم عبر الانترنت بما في
ذلك سرقة الهوية أو انتحال الشخصية ونشر المواد المخلة بالآداب عبر حوادث التسلط المحتملة ، ونحن نعلم أن الأسر
لديها بعض العادات التي تجعل الأطفال في مأمن عند استخدام الأجهزة المحممولة عبر
الانترنت ، وفي نفس الوقت توعية الأبناء ليكونوا أفراداً أذكياء وفعالين في العالم
الرقمي .
السؤال الذي يشغل بالنا هو كيف نخاطب
الأبناء بلغتهم عبر عالم التكنولوجيا ومن خلال تعزيز العادات الحسنة التي تتبناها
الأسرة في نفوس الأبناء .
ومن أهمية بمكان أن نولي الاهتمام للعادات
الحسنة والإيجابية التي تغير من سولكيات الأبناء ومثلما نعلمهم ان يقولوا "
من فضلك " و " شكراً لك " أن نعلمهم أن (123456) مثلاً كلمة مرور
غير آمنة لا يجب استخدامهما .
وكآباء علينا تعليم الأبناء أن يتصرفوا بتصرف سليم ، ونبين لهم أن القوانين التي تطبق
بالحياة لتنظيم شئون الناس يجب أن تطبق عبر الانترنت .
إن موضوع " اليوم الآمن للانترنت
" يعني تقديم خدمة مفضلة ومسئولة للانترنت من خلال اتخاذ الإجراءات لضمان ان
لدى الأبناء المهارات المطلوبة التي يحتاجونها في الحياة الاجتماعية وعبر الانترنت
لكي ينجحوا ويصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع .
أقول:
إن عصر التكنولوجيا خلق تحديات كبيرة في
حياة الناس ، لذا تهتم الدول التي تعاني من مشكلات وإفرازات التكنولوجيا بمواجهة
هذه التحديات والحد منها ، وقد اهتم المسئولون بالقطاع الرسمي والأهلي او الخاص في
هذه الدول بوضع الخطط والبرامج لمواجهة المشكلات بعد انتشار اجهزة التكنولوجيا
المرتبطة بالانترنت ، لذا كان الاهتمام الأكبر يتعلق بتربية جيل الأطفال
والمراهقين والشباب على تحمل المسئولية في الاستخدام السليم للانترنت إذا أرادت
هذه الدول القضاء على مشكلات وسلبيات أجهزة التكنولوجيا ، ونأمل ونحن ندعو
المسئولين في القطاع العام والخاص أن يضعوا البرامج والخطط للأبناء تطبق بالمدارس
والمنازل وبالمرافق العامة لخلق جيل رقمي مسئول يتحمل في رفع مخاطر الانترنت ،
أليس كذلك ؟
لا بأس بالاطلاع على موقعنا : المسار للبحوث
التربوية والاجتماعية بهذا الشأن .
المصدر :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق