قلة نوم الأطفال





قلة نوم الأطفال
Lack of sleep blights pupils' education
بقلم / Sean Coughlan
8/5/2013
ترجمة وتعليق الباحث/ عباس سبتي
يوليو 2017

كلمة المترجم :
ظهرت مشكلة قلة النوم بين طلبة المدارس في عصر الانترنت أي عصر الأجهزة المحمولة في كثير من دول العالم في هذا القرن ، وإذا استبعدنا العوامل الأخرى غير انشغال وسهر الطلبة بهذه الأجهزة نجد أن استفحال مشكلة قلة النوم لدى الطلبة يرجع إلى وجود هذه الأجهزة في غرف نوم الأطفال والمراهقين وعدم مراقبة الوالدين لهم وعدم شعورهما بوجود مشكلة اضطرابات النوم وغيرها .

مقدمة :
يعتبر الحرمان من النوم عاملاً خفياً  في خفض التحصيل الدراسي لدى التلاميذ في المدارس وفقا للباحثين الذين أجروا اختبارات تعليمية دولية ، هذه المشكلة تعاني منها البلدان الأكثر ثراء، حيث يربط الخبراء قلة  النوم باستخدام الهواتف المحمولة والحواسيب في غرف نوم الأطفال إلى الوقت المتأخر من الليل، وقالت الدراسة إن الحرمان من النوم هو مثل هذا الاضطراب الخطير أن الدروس يجب أن الدروس صعبة لاستيعاب المتعلمين الذين يعانون من قلة النوم  ، المقارنة الدولية التي أجرتها كلية بوسطن، وجدت أن الولايات المتحدة لديها أكبر عدد من الطلاب المحرومين من النوم الكافي ، بلغت نسبة " 73٪  " من الطلبة تتراوح أعمارهم بين "  9 و 10 سنوات " ، ونسبة "  80٪ " من الطلبة الذين تتراوح أعمارهم بين "  13 و 14 سنة " الذين حددهم معلميهم وتؤثر المشكلة عليهم سلبا بعد استطلاع آرائهم ،  في اختبارات محو الأمية كان هناك نسبة "  76٪  " من الطلبة تتراوح أعمارهم بين "  9 و 10 سنوات  " الذين يفتقرون إلى النوم ، وهذه النسب  أعلى بكثير من المتوسط الدولي البالغ 47 في المائة من التلاميذ الابتدائيين الذين يحتاجون إلى مزيد من النوم و 57 في المائة بين الفئة العمرية الثانوية .

 ضعف الإنجازات :
أما البلدان الأخرى التي تضم أشد الأطفال حرمانا من النوم فهي نيوزيلندا والمملكة العربية السعودية وأستراليا وإنجلترا وإيرلندا وفرنسا وحتى فنلندا التي اشتهر طلابها بأعلى الأداء هي أيضا من بين الأكثر الدول التي يفتقر طلابها النوم ، وأما البلدان التي لديها أفضل النتائج لحصول الطلبة على قسط كاف من النوم فهي أذربيجان وكازاخستان والبرتغال وجمهورية التشيك واليابان ومالطا.
وكان التحليل جزءا من عملية جمع البيانات الكثيرة للتصنيف العالمي للتربية - اتجاهات الدراسة الدولية للرياضيات والعلوم (تيمس ، TIMSS ) ودراسة التقدم في مسابقة القراءة الدولية لمحو الأمية (بيرلس ، PIRLS) ، وهي من بين أكبر المعايير الدولية في مجال التعليم استنادا إلى الاختبارات التي أجراها أكثر من 000 900 تلميذ في المدارس الابتدائية والثانوية في أكثر من 50 بلدا وإدارات إقليمية .
وقد تم نشر تصنيفات الرياضيات والعلوم والقراءة في نهاية العام الماضي حيث سيطرت الأنظمة التعليمية الآسيوية على أعلى الجداول ، ولكن الباحثين أرادوا أيضا معرفة المزيد عن تأثير الحياة المنزلية على الطلبة  كان هناك الكثير من التحليل لتأثير الثروة الأسرية والفقر، ولكن الباحثين في جامعة بوسطن أرادوا أيضا قياس عوامل مثل النوم والتغذية ،  لذلك كانت الاختبارات مصحوبة باستبيانات للمعلمين والتلاميذ والآباء والأمهات حول أنماط النوم ،  وتمت مقارنة هذه المعلومات مع نتائج اختبار التلاميذ بحيث يمكن مقارنة الأداء في الرياضيات والعلوم ومحو الأمية مع مستويات النوم لدى طلبة المدارس  . 
   
غذاء العقل :
قال " Chad Minnich " من مركز الدراسات الدولية لاختبارات الرياضيات والعلوم   :
"أعتقد أننا نقلل من تأثير النوم  وتشير بياناتنا إلى أنه في جميع أنحاء العالم في المتوسط فإن الأطفال الذين لديهم كفاية من النوم يحققون أعلى معدلات في الرياضيات والعلوم والقراءة، وهذا هو بالضبط ما تشير إليها  بياناتنا" ، وأضاف "  Minnich  " إنها نفس المشكلة للأطفال الذين يفتقرون إلى التغذية الأساسية ، فإذا كنت غير قادر على التركيز حضور الفكر ، تصبح غير قادر على تحقيق المستوى الأمثل الخاص بك لأن عقلك وجسمك في حاجة إلى شيء أساسي - النوم -  ، لذا إن النوم هو حاجة أساسية لجميع الأطفال، وإذا أفاد المعلمون عن نسب كبيرة من الأطفال يعانون من قلة النوم فهذا يعني أن المشكلة لها تأثير كبير على الطلبة ، ولكن الأسوأ من ذلك أن المعلمين يضطرون إلى تعديل طريقة تعليمهم على أساس وجود كثرة من الأطفال الذين يعانون من قلة النوم  ، وأن الأطفال الذين يعانون من قلة النوم يحتاجون إلى تعليم مكثف ، كذلك حتى الأطفال الذين يحصلون على قسط كاف من النوم لا يزالون يتأثرون ممن يعاني من مشكلة قلة النوم .

 اكتظاظ الطلبة بالمدراس :
كشف الباحثون عن الاتجاهات الإقليمية التي تعكي تراجع التوقعات (النتائج ) حيث يضيف "  Minnich  "  إذ أن الدول الآسيوية هي التي حصلت على نتائج مرتفعة في اختبارات الرياضيات قد تراجعت النتائج لديها ليس بسبب قلة النوم مثل بقية الدول ، ولكن بسبب اكتظاظ الطلبة بالصفوف الدراسية .
إن الحصول على ليلة نوم جيدة لن يؤدي إلى تحويل دولة طلاب ضعاف في التحصيل الدراسي إلى دولة متقدمة بالتعليم ،  فعلى سبيل المثال، يبدو أن التلاميذ الأقل نوماً موجودون في أذربيجان حسب نتائج الدراسة ، لكنهم لا يزالون يتخلفون إلى حد كبير عن معظم التلاميذ المحرومين من النوم في فنلندا ، إذن لا بد من وجود عوامل أخرى كما أفاد الباحثون ، وهناك أيضا تغييرات كبيرة مع تقدم التلاميذ في السن ،  فالتلاميذ الأصغر سنا في كوريا الجنوبية من بين أدنى مستويات الحرمان من النوم في العالم، ولكن في المدارس الثانوية لديها  بعض أسوأ المشاكل ، وهناك اختلافات داخل البلدان أيضا ،  على مستوى الولايات المتحدة، بين طلبة المرحلة  الثانوية  في " كولورادو،   Colorado "  لديها مشكلة أسوأ بكثير مع قلة النوم من  ولاية "  ماساتشوستس ،  Massachusetts "،  وما لم تشر إليها الدراسة  هو سبب فقدان طلبة المدرسة للنوم - أو لماذا يبدو أن البلدان الأكثر تقدما من الناحية التكنولوجية تواجه أكبر الصعوبات في هذا الجانب ؟
ولكن الخبراء النوم يشير إلى المشكلة قد تكون بسبب  وجود أجهزة التكنولوجيا في غرفة نوم الأطفال - وتحديدا استخدام الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة في وقت متأخر من الليل .

معوقات تواجه التعليم :
 ليس فقط أن الطلبة في حالة الاستيقاظ بسبب مراسلة أصدقائهم أو استخدام مواقع الانترنت طوال فترة الليل ، الضوء من الشاشة التي تكون بالقرب من الوجه يؤثر على صحة الجسم ، تقول " Karrie Fitzpatrick" باحثة في مشكلة النوم لدى الطلبة في جامعة " Northwestern " بولاية " Illinois " : "إن وجود شاشة الكمبيوتر ثماني بوصات تبعد عن وجهك سيعرضك لكثير من الضوء أكثر من مشاهدة التلفزيون على الجانب الآخر من الغرفة ، : «سيخبر عقلك أن يبقى مستيقظا ، هذا الضوء يمكن إعادة تعيين نظام الإيقاع اليومي كله ويقول لك :" انتظر لحظة، أنه لم يحن وقت للذهاب إلى الفراش ".



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق