الأربعاء، 12 يوليو 2017

أثر التكنولوجيا على تنمية الطفل الحسية والحركية





أثر التكنلوجيا على تنمية الطفل الحسية والحركية
The Impact of Technology on Child Sensory and Motor Development
بقلم /     Cris Rowan
ترجمة وتعليق الباحث / عباس سبتي
يونيو 2017

كلمة المترجم :
الباحثة " Cris Rowan " معالجة ومتخصصة في كيفية أن أجهزة التكنولوجيا تسبب آثاراً عميقة في نمو الطفل وسلوكه وقدرته على التعلم ، حصلت الباحثة على بكالوريوس العلوم في العلاج المهني في عام 1989 من جامعة كولومبيا البريطانية، وكذلك على بكالوريوس العلوم في علم الأحياء، وهي متخصصة في  التكامل الحسي ، وهي عضو في كلية المعالجين المهنيين البريطانية ومنظمة العلاج المهني الأمريكي والرابطة الكندية للعلاج الوظيفي، ومركز التوحد التدريبي ،  وعلى مدى السنوات ال 15 الماضية كرست الباحثة نفسها في إعادة تأهيل الأطفال، وهي الأن الرئيس التنفيذي لشركة " Zone   تقدم برامج وورش العمل والتدريب في مجال صحة الطفل وتعزيز الأداء الأكاديمي ، وتدرب المعالجين في مجال العلاج المهني  وصممت المنتجات التعليمية للأطفال الابتدائية لمعالجة  التأخير التنموي واضطرابات السلوك والإفراط في استخدام التكنولوجيا و التكامل الحسي والانتباه ولها كتاب سيصدر قريباً بعنوان :  Disconnect to Reconnect " في كيفية مواجهة الآثار السلبية لأجهزة التكنولوجيا لتحسين أداء الطفل في البيت والمدرسة
هذا وقد قمنا بإلقاء المحاضرات عبر اليوتيوب تحت عنوان : مخاطر الأجهزة اللمسية عند الأطفال وهي تفيد أولياء الأمور لكي يحافظوا على صحة أبدان أطفالهم الجسمية والنفسية  .

مقدمة :

واحد من كل ستة أطفال لديهم العجز التنموي ، وواحد من كل ستة يعانون من السمنة المفرطة ، و
14.3% اضطراب نفسي  ، وتم تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتوحد والتنسيق
واضطراب المعالجة الحسية، والقلق، والاكتئاب، واضطرابات النوم التي يمكن أن يكون من أسبابها الارتباط  بزيادة استخدام التكنولوجيا وزيادة معدل الخطر عليهم  ، وبالنظرة السريعة والنظر في العوامل الحاسمة لتلبية عوامل النمو  للأطفال ، والتأثير اللاحق من التكنولوجيا على تلك العوامل، من شأنه أن يساعد الآباء والأمهات والمعلمين والمهنيين الصحيين على نحو أفضل ، وفهم تعقيدات هذه القضية والمساعدة في وضع استراتيجيات فعالة للحد من استخدام التكنولوجيا .

هناك ثلاثة عوامل مهمة لصحة بدن الطفل وصحة نفسيته ونموه وهي الحركة وحاسة اللمس والتواصل مع الآخرين ، وهذه العوامل هي أشكال المدخلات الحسية الأساسية هي جزء لا يتجزأ من النمو النهائي لحركة الطفل ونظام تعلقه بالأشياء .
وعند تعطيل هذه العوامل الثلاثة تحدث عواقب مدمرة ، كيف ؟  الأطفال يحتاجون إلى ثلاث وأربع ساعات من اليوم من أجل النشاط والحركة واللعب لتحقيق وتحفيز حواس الحس واللمس والسمع أثناء نموهم .
الفترة الحرجة لنمو تعلق الطفل بوالديه تبدأ خلال السبعة الشهور من ولاديته حيث يتعلق بهما عبر التعلق البصري وبالتالي هذه الفترة المهمة يكتسب الرضيع من خلالها المهارات الأساسية التي يحتاجها لدخوله المدرسة .
  الرضع الذين يعانون من قلة سماع الأصوات يفشلون في الوصول إلى معالم الحركة وبالتالي يحتاجون إلى العلاج الطبيعي وعيادات العلاج المهني .

 يذكر "  Montagu  " أن الأطفال قد يحرمون من حاسة اللمس ويصابون بالقلق والاكتئاب في مرحلة الطفولة المبكرة كلما زاد تعلقهم بأجهزة التكنولوجيا  ، كما أن الأطفال يربتطون أكثر وأكثر بالتكنولوجيا فأنهم ينقطعون عن أنفسهم  وعن المجتمع عن الطبيعة  ، وعندما يكبر الأطفال وتتشكل شخصيتهم قد يكونون غير قادرين ولا يميزون  بين "آلة القتل" في التلفزيون أوفي أجهزة ألعاب الفيديو وبين  طفل صغير خجول وحيد في حاجة إلى صديق .

إدمان استخدام التلفاز وألعاب الفيديو أصبح وباء واسع الانتشار في العالم خاصة وأنه يؤدي إلى  اضطرابات الصحة الجسدية والنفسية  ، وقبل (100) سنة الناس يتحركون ويمارسون حياتهم الطبيعية من أجل أن يعيشوا والآن يفترض أن يعيشوا ويبقوا على قيد الحياة باستخدام أجهزة التكنولوجيا .
أصبحت التكنولوجيا تقتل كل من نحبهم وتمنع تواصلنا مع الآخرين ، وهذا الاتصال أصبح جزءاً لا يتجزأ من تنمية شعور الطفل بالأمن والسلامة ، ولكن تعلق الطفل بالتكنولوجيا الشديد  له تأثير سلبي على سلوك ونفسية الطفل ، وهذا التعلق بالتكنولوجيا  يجعل الطفل في اليقظة المستمرة و " في حالة تأهب" قصوى من الهجوم القادم من قبل شخصيات لعبة فيديو. .

في عام 2001 أصدرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بياناً  يوصي أن الأطفال أقل من سنتين من العمر لا ينبغي استخدام أي جهاز تكنولوجيا ، ولكن هؤلاء الأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن السنتين يشاهدون " 2،2 " ساعة برامج التلفاز في اليوم الواحد ، وأوصت الأكاديمية لمن عمره سنتين أن يشاهد بين (1-2 ) ساعة برامج التلفاز يومياً  ، ولكن آباء تلاميذ المرحلة الابتدائية  يسمحون بمشاهدة (8 ) ساعات يومياً .

كيف يعيش الآباء في عالم اليوم ( عصر التكنولوجيا ) وهم يعرفون ما يسيء لأطفالهم لكنهم لا يستطيعون مساعدة أطفالهم ، حتى في المدارس ينشغل الطلبة بأجهزة التكنولوجيا ، وأصبح الناس يعيشون في حلم الواقع والافتراضي ، مع أن العيش في أحضان الطبيعة يجعل الأطفال والطلبة  يتعلمون ويزيد انتباههم ،  وعندما يختار الأطفال العزلة عن أترابهم فأنهم يتلفهون في إشباع غريزة العدوان لديهم الفوري عبر برامج التلفاز وألعاب الفيديو العنيفة ، وحلت التكنولوجيا محل رغبة الأطفال في التواصل مع أصدقائهم مما يثير تساؤل بشان مخاوف الآباء حول وضع أطفالهم في تعاملهم مع هذه الأجهزة ؟  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق