الأربعاء، 11 مارس 2015

الأطفال و رطانة أو عامية النص






الأطفال و رطانة أو عامية النص
بقلم الباحث/ عباس سبتي

     هل يقلق الأب من كثرة إرسال الابن الرسائل النصية ؟  ما يرسله أو يستلمه المراهق بالولايات المتحدة من الرسالة النصية الواحدة  في كل تسع دقائق .

     الرسائل النصية لا تعد مجرد وسيلة أخرى للتواصل مع الآخرين ، لكنها تعد ظاهرة ثقافية ، فالمحاكاة الساخرة عبر التلفاز من المراهقين والمراهقات لكتابة رسالة إلى الصديق في نفس الغرفة مضحكة لأنا نتصور أطفالنا يفعلون نفس الشيء ، ونسأل أن نأخذ رأي الآخرين ، من أسباب فوز باركا أوباما في انتخابات الرئاسة قدرة فريقه على انخراط الناخبين الشباب عبر الرسائل النصية ، أكد مشروع الحياة الأمريكية ومركز بيو للانترنت أن على كل أب أن يعرف ما يرسله المراهقون من رسائل وأهميتها بالتواصل مع زملائهم .

     الرسائل النصية واختصارها بالانجليزية " SMS  ، Short Message Service " قد زادت أهمية وشعبية  لدى المراهقين لأسباب :

1- الرسائل النصية أكثر كفاءة وسرعة للتواصل من المكالمة الهاتفية .

2- انخفاض أسعار وتكلفة الرسائل النصية .

3- إرسال رسالة يشبه كتابة ملخص في الصف بل هي طريقة سرية للتواصل مع الأصدقاء .

     بالنسبة للآباء والأمهات يعتبر البيان الأخير الذي يمثل تحدياً ، دعنا نبدأ مع هو واضح ، لماذا نكتب الملخصات في الصف عندما كنا طلبة ؟ إذا كنا صادقين مع أنفسنا مما يمكننا نعترف بأنا كنا نرسل شيئاً لا نريد أن يعرفه الناس أو لا نريد التواصل مع أحد في هذه اللحظة  فأن كتابة الملخصات بالصف عبارة عن محاولة  لتغيير تواصلنا مع الآخرين .

     المحتالون عبر الانترنت يستخدمون الرسائل النصية بشكل مستمر للتواصل مع الأطفال والمراهقين رغم أنوفنا ، هؤلاء المحتالون يتبعون أولادنا أين يذهبون .

     لتقليل عدد الكلمات في الرسائل النصية يلجأ المراهقون إلى أسلوب الاختصار مع تجاهل علامات الترقيم وقواعد النحو وبالنسبة للكلمات التي لا تختصر  يحاول المراهق حذف حرف العلة من الكلمة الواحدة  أو يستخدم صورة  أو حرف واحد لتمثيل الكلمات كاملة وبالتالي تم خفض عدد الكلمات من العبارة ، وأصبحت لغة اليوم  أو ما يسمى لغة النص أو لغة " SMS " أو لغة الدردشة وهي لغة شائعة بين المراهقين .

     لغة "  lingo " أو لغة النص لا يتحدثها الآباء ، هذه اللغة ليست أكثر كفاءة كتابة الرسائل كاملة وتفتح المجال لبعض الأحاديث المزعجة على الرغم من الكبار  فقد يتحدث المحتال مع الأولاد بلغة لا يفهمها الوالدان  ، وتستخدم لغة النص في البريد الالكتروني أو مواقع التواصل الاجتماعي عندما يتحدث المراهقون عبر خدمات المراسلة الفورية  مثل : AIM® and Yahoo Messenger® .

التحدث مع الأطفال باللغة المفهومة :
     سواء تحدثنا بلغة النص أو بالكلمة المكتوبة أو وضع صورة الطفل في الانترنت فأن أفضل وسيلة للحد من السلوك المحفوف بالمخاطر هي مشاركة الأب في أنشطة الأولاد ، في البداية نتحدث مع الأولاد عن القرارات والأنشطة التي يمارسونها عبر الانترنت أو عبر الهواتف كلما كان ذلك أفضل  ، ويحتاج الأولاد  إلى فهم توقعات الكبار  ومعرفة ما هو خارج الحدود ، وأفاد المراهقون أن آباءهم أكثر تأثيراً على القرارات التي يتخذونها ، ولأن أنا نستخدم لغة النص  لا يعني أننا لا نستطيع التحدث مع الأولاد بشان استخدام اللغة بشكل مناسب .

     الرسائل النصية ولغة النص ستكون جزءاً من حياة الأولاد لمدة طويلة في المستقبل تماماً مثل الشبكات الاجتماعية ، ووجود حساب مصرفي ، استخدام بطاقة الائتمان وقيادة سيارة ، ومع التوجيه المستمر على الرسائل النصية ولغة النص من قبل الوالدين ستكون هناك أخطاء أقل .

أقول :
     اللغة  الالكترونية  تختلف عن اللغة التي تتحدث بها شعوب العالم ، بسبب ترك المراهقين دون رقيب وهم يمارسون أنشطتهم عبر الانترنت من أسباب ظهور هذه اللغة ولو أنها لا يمكن أن نطلق عليها لغة ، وبالتالي كثيراً ما ننبه مسئولي قسم التعليقات في الصحافة الالكترونية أن يشترطوا على المعلقين بكتابة تعليقاتهم بلغة مفهومة كي نحافظ على لغة القرآن    


المصدر :
June 15, 2010


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق