السبت، 24 يناير 2015

تفشي وتسرب الصور : أحدث اتجاه رقمي مخيف





تفشي وتسرب الصور : أحدث اتجاه رقمي مخيف
بقلم الباحث / عباس سبتي
      قصص وأخبار  بشأن وقوع المراهقين في قضايا الجنس الناتجة عن فضائح تسرب الصور بعد شرائها بأسعار زهيدة ، وكآباء نحن نقول لأنفسنا : هذا لا يحصل لابني ، عندما نسمع مثل هذه القصص  ، لكن الحقيقة هي أن الانزلاق الالكتروني مثل تسرب الصور يمكن أن يقوم أي شخص .

     قبل بضع سنوات وظهور كاميرا الفيديو  يبدو أن الصور والرسائل التكنولوجية كانت مسيئة في نظر الناس ، والآن الجنس يجعل بعض في حالة الغضب بعد أن يتعامل المراهقون مع هذه الصور الفاضحة بعد تقدم التكنولوجيا ، ومما يثير القلق أن تسرب الصور الإباحية يصبح نوعاً من الاتجاه السائد بين أوساط المراهقين ، ومع استمرار الإباحية وانتشارها فأن الصور الإباحية تبقى في مواقع الانترنت إلى الأبد .

     هذه بعض ملخصات الصحافة عن تسربات الصور التي حصلت في المدن في أرجاء الولايات المتحدة ، وقد حدثت كل حالة خلال الستة الشهور الماضية :

     في شهر نوفمبر عام2014  طالبان من مدرسة " McLean " الثانوية في ولاية " فرجينيا حصلا على مجلدات تحتوي على صور (56) من طالبات الفصل الدراسي  ونشرا هذه الصور بين زملائهم ، وقد اتهم طالب وعمره (16) سنة وآخر عمره (17) سنة بثلاث جنح بسبب توزيع المواد الإباحية .

     مجموعة من المراهقين وعدد (30) مراهقاً من مدينة " Rochester Hills" من ولاية ميشيغان ألقي القبض عليهم لنشرهم صور عارية عن أنفسهم وعن أصدقائهم ، وهؤلاء المراهقون أعمارهم أقل من (17) سنة ، والتهمة ضدهم معلقة إلى الآن بسبب عامل العمر .

     فتح مسئولون بمدينة " Boone  " في ولاية  " Iowa  ،  أيوا  " تحقيقاً موسعاً بعد اكتشاف صور ومقاطع فيديو لدى طلاب إحدى المدارس الثانوية عن ممارسة الأفعال الجنسية التي انتشرت بين هؤلاء الطلاب .

     زعم أن ثلاثة مراهقين أعمارهم (15) سنة قد أجبروا (32) فتاة في نشر صورهن شبه عارية في مواقع التواصل الاجتماعي ، ذكر محامي الدفاع أنهم لم يرتكبوا تهمة تصوير وإنما تلقوا الصور ، وقد تم الكشف عن (25) مراهقاً قام المحامون بالدفاع عنهم في قضية نشر المواد الإباحية ولكن فقط المراهقون الثلاثة اتهموا بهذه القضية .

لماذا أصبحت قضية تسريبات الصور شائعة ؟
ظاهرة تسرب الصور وجدت بسبب تزايد مواقع المواد الإباحية عبر الانترنت ويمكن الأطفال والمراهقون إرسال الصور العارية ومقاطع الفيديو إلى مواقع : Snapchat, texts, FaceTime " .

     بالإضافة إلى ذلك ، فإن تطبيقات المواد الإباحية التي تلتقط عبر كاميرا فيديو تعرض في لحظات ثم تختفي ، وصورة أو لقطة الفيديو يمكن الحصول عليها وحفظها في ملف ، وكثير من المراهقين الذين وقعوا ضحايا لتسرب الصور العارية صوروا أنفسهم  قد فضحوا بسبب هذه الصور المتسربة .

     قضية تسرب الصور قد تحدث ولو لم ينو أحد تبادل المحتوى بشكل صريح مع غيره ، الصور ومقاطع الفيديو قد تخترق من قبل القراصنة عبر تطبيق " iCloud " كما في حالة اختراق صور المشاهير في شهر سبتمبر عام 2014 ، ويمكن للهاكر أن يحصل على المواد غير اللائقة بعد اختراق اسم المستخدم أو كلمة السر للضحايا .

الضرر لا يمكن إصلاحه :
     إذا نشرت الصور عبر مواقع الانترنت فأنها تصبح بسهولة في متناول أيدي القراصنة والمحتالين ، وعلى الأطفال والمراهقين ألا يسربوا صور عارية قد لا تسترد أبداً ، ولا يمكن لولي الأمر مثلاً أن يسترد  صورة ابنه وقد نشرت بين طلبة المدرسة .

     هناك أضرار أخرى من تسرب الصور لمن يتقدم من الطلبة إلى الكلية الجامعية أو التقدم إلى وظيفة بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية ، ذلك أن هذه الجهات تطلب حسن السيرة عبر الانترنت وهي من الشروط التي يخضع لها طالب العلم بعد انتشار الجرائم الإلكترونية .

منع تسرب الصور عن الأولاد :
1. يجب على الآباء عدم التغافل بمناقشة الأولاد عن مخاطر إرسال الصور العارية وغيرها قبل امتلاك الأولاد أجهزة التكنولوجيا .

2. إبلاغ الأولاد عن القصص السابقة لأناس عانوا من تداعيات تسرب الصور ومعرفة هذه القصص والتأثر بها تجعل هذه القضية واقعية في نفوسهم .

3. حماية الأولاد من خلال رصد ما يقومون به ومع من يتحدثون عبر مواقع التواصل ، درهم وقاية خير من قنطار علاج ، والاستفادة من البرامج التي تعرضها بعض المواقع الالكترونية من أجل حماية الأولاد من مخاطر السلوك الخاطيء .

     بالإضافة إلى ذلك ، يجب أن يعلم الوالدان الأولاد ( ذكوراً وإناثاً ) كيف يتصرفون إذا تلقوا صوراً غير لائقة ومسيئة ، وإعلامهم أن نشر هذه المواد يخالف القانون ويتركهم عرضة للمساءلة القانونية ، وعلى الأولاد الإبلاغ عن هذه المواد غير القانونية فوراً .

     هذا الأمر يجب أن يحيط به الوالدان أي بما يقوم به المراهقون والمراهقات عبر الانترنت ، فتسريب صورة عارية واحدة يمكن أن يسبب أذى لا يمكن جبره وإصلاحه ، وأولوية حماية الأولاد تبدأ من أنفسهم وفي السن المبكرة لحماية من مخاطر السلوكيات المنحرفة .

أقول:
     ذكرنا في إحدى مقالاتنا عن مشاهدة أطفال أعمارهم (10و11) سنة يشاهدون أفلاماً إباحية نقلاً عن مسئول بوزارة الداخلية ، ونقول كيف حصل هؤلاء الأطفال على هذه الأفلام ؟ وكيف دخلوا مواقع إباحية عبر الانترنت ومن أرشدهم و...  كلها تساؤلات يجب أن نفكر فيها كمسئولين وتربويين وخبراء وأولياء أمور ، أن عصر الانترنت فرض نفسه على الجميع بكل سلبياته فيجب التكاتف لصد هذه السلبيات ، أليس كذلك  ؟


المصدر :
Photo Leaks: The Latest Scary Digital Trend
January 2, 2015



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق