تفشي
وتسرب الصور : أحدث اتجاه رقمي مخيف
بقلم
الباحث / عباس سبتي
قصص وأخبار بشأن وقوع المراهقين في قضايا الجنس الناتجة عن
فضائح تسرب الصور بعد شرائها بأسعار زهيدة ، وكآباء نحن نقول لأنفسنا : هذا لا
يحصل لابني ، عندما نسمع مثل هذه القصص ، لكن الحقيقة هي أن الانزلاق
الالكتروني مثل تسرب الصور يمكن أن يقوم أي شخص .
قبل بضع سنوات وظهور كاميرا الفيديو يبدو أن الصور والرسائل
التكنولوجية كانت مسيئة في نظر الناس ، والآن الجنس يجعل بعض في حالة الغضب بعد أن
يتعامل المراهقون مع هذه الصور الفاضحة بعد تقدم التكنولوجيا ، ومما يثير القلق أن
تسرب الصور الإباحية يصبح نوعاً من الاتجاه السائد بين أوساط المراهقين ، ومع
استمرار الإباحية وانتشارها فأن الصور الإباحية تبقى في مواقع الانترنت إلى الأبد
.
هذه بعض ملخصات الصحافة عن تسربات الصور التي حصلت في المدن في أرجاء
الولايات المتحدة ، وقد حدثت كل حالة خلال الستة الشهور الماضية :
في شهر نوفمبر عام2014 طالبان من مدرسة " McLean " الثانوية في ولاية " فرجينيا حصلا على مجلدات تحتوي
على صور (56) من طالبات الفصل الدراسي ونشرا هذه الصور بين زملائهم ، وقد
اتهم طالب وعمره (16) سنة وآخر عمره (17) سنة بثلاث جنح بسبب توزيع المواد
الإباحية .
مجموعة من المراهقين وعدد (30) مراهقاً من مدينة " Rochester Hills"
من ولاية ميشيغان ألقي القبض عليهم لنشرهم صور عارية عن أنفسهم وعن أصدقائهم ،
وهؤلاء المراهقون أعمارهم أقل من (17) سنة ، والتهمة ضدهم معلقة إلى الآن بسبب
عامل العمر .
فتح مسئولون بمدينة " Boone " في ولاية " Iowa ، أيوا " تحقيقاً موسعاً بعد اكتشاف صور
ومقاطع فيديو لدى طلاب إحدى المدارس الثانوية عن ممارسة الأفعال الجنسية التي
انتشرت بين هؤلاء الطلاب .
زعم أن ثلاثة مراهقين أعمارهم (15) سنة قد أجبروا (32) فتاة في نشر صورهن
شبه عارية في مواقع التواصل الاجتماعي ، ذكر محامي الدفاع أنهم لم يرتكبوا تهمة
تصوير وإنما تلقوا الصور ، وقد تم الكشف عن (25) مراهقاً قام المحامون بالدفاع
عنهم في قضية نشر المواد الإباحية ولكن فقط المراهقون الثلاثة اتهموا بهذه القضية
.
لماذا أصبحت قضية تسريبات الصور شائعة ؟
ظاهرة تسرب الصور وجدت بسبب تزايد مواقع
المواد الإباحية عبر الانترنت ويمكن الأطفال والمراهقون إرسال الصور العارية
ومقاطع الفيديو إلى مواقع : Snapchat,
texts, FaceTime " .
بالإضافة إلى ذلك ، فإن تطبيقات المواد الإباحية التي تلتقط عبر كاميرا
فيديو تعرض في لحظات ثم تختفي ، وصورة أو لقطة الفيديو يمكن الحصول عليها وحفظها
في ملف ، وكثير من المراهقين الذين وقعوا ضحايا لتسرب الصور العارية صوروا أنفسهم
قد فضحوا بسبب هذه الصور المتسربة .
قضية تسرب الصور قد تحدث ولو لم ينو أحد تبادل المحتوى بشكل صريح مع غيره ،
الصور ومقاطع الفيديو قد تخترق من قبل القراصنة عبر تطبيق " iCloud
" كما في حالة اختراق صور المشاهير في شهر سبتمبر عام 2014 ، ويمكن للهاكر أن
يحصل على المواد غير اللائقة بعد اختراق اسم المستخدم أو كلمة السر للضحايا .
الضرر لا يمكن إصلاحه :
إذا نشرت الصور عبر مواقع الانترنت فأنها تصبح بسهولة في متناول أيدي
القراصنة والمحتالين ، وعلى الأطفال والمراهقين ألا يسربوا صور عارية قد لا تسترد
أبداً ، ولا يمكن لولي الأمر مثلاً أن يسترد صورة ابنه وقد نشرت بين طلبة
المدرسة .
هناك أضرار أخرى من تسرب الصور لمن يتقدم من الطلبة إلى الكلية الجامعية أو
التقدم إلى وظيفة بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية ، ذلك أن هذه الجهات تطلب حسن
السيرة عبر الانترنت وهي من الشروط التي يخضع لها طالب العلم بعد انتشار الجرائم
الإلكترونية .
منع تسرب الصور عن الأولاد :
1. يجب
على الآباء عدم التغافل بمناقشة الأولاد عن مخاطر إرسال الصور العارية وغيرها قبل
امتلاك الأولاد أجهزة التكنولوجيا .
2. إبلاغ
الأولاد عن القصص السابقة لأناس عانوا من تداعيات تسرب الصور ومعرفة هذه القصص
والتأثر بها تجعل هذه القضية واقعية في نفوسهم .
3. حماية
الأولاد من خلال رصد ما يقومون به ومع من يتحدثون عبر مواقع التواصل ، درهم وقاية
خير من قنطار علاج ، والاستفادة من البرامج التي تعرضها بعض المواقع الالكترونية
من أجل حماية الأولاد من مخاطر السلوك الخاطيء .
بالإضافة إلى ذلك ، يجب أن يعلم الوالدان الأولاد ( ذكوراً وإناثاً ) كيف
يتصرفون إذا تلقوا صوراً غير لائقة ومسيئة ، وإعلامهم أن نشر هذه المواد يخالف
القانون ويتركهم عرضة للمساءلة القانونية ، وعلى الأولاد الإبلاغ عن هذه المواد
غير القانونية فوراً .
هذا الأمر يجب أن يحيط به الوالدان أي بما يقوم به المراهقون والمراهقات
عبر الانترنت ، فتسريب صورة عارية واحدة يمكن أن يسبب أذى لا يمكن جبره وإصلاحه ،
وأولوية حماية الأولاد تبدأ من أنفسهم وفي السن المبكرة لحماية من مخاطر السلوكيات
المنحرفة .
أقول:
ذكرنا في إحدى مقالاتنا عن مشاهدة أطفال أعمارهم (10و11) سنة يشاهدون
أفلاماً إباحية نقلاً عن مسئول بوزارة الداخلية ، ونقول كيف حصل هؤلاء الأطفال على
هذه الأفلام ؟ وكيف دخلوا مواقع إباحية عبر الانترنت ومن أرشدهم و... كلها تساؤلات يجب أن نفكر فيها كمسئولين
وتربويين وخبراء وأولياء أمور ، أن عصر الانترنت فرض نفسه على الجميع بكل سلبياته
فيجب التكاتف لصد هذه السلبيات ، أليس كذلك ؟
المصدر :
Photo
Leaks: The Latest Scary Digital Trend
January
2, 2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق