الأربعاء، 28 يناير 2015

هل أثرت التكنولوجيا على معدلات السمنة لدى الأطفال ؟





هل أثرت التكنولوجيا على معدلات السمنة  لدى الأطفال ؟
بقلم الباحث/ عباس سبتي

     إذا كان هناك وقت لإقناع الطفل في عدم ممارسة اللعبة الالكترونية واللعب خارج المنزل ، أو إقناعه لترك استخدام الهاتف المحمول من أجل تناول وجبة صحية فأن هذا الأب يدرك أثر التكنولوجيا على النظام الرياضي للأولاد ، وقد سهلت الابتكارات الحديثة عمل البحث العلمي من أي وقت مضى لكن هذه الابتكارات صاحبت معها مخاطر صحية حيث يواجه الأطفال والمراهقين تهديداً كبيراً أكثر من غيرهم .

     إنه ليس من قبيل المصادفة أن معدلات السمنة قد ارتفعت في الدول  إلى جانب التطور التكنولوجي وتداعياته السلبية  يحاول المفكرون تسخير التكنولوجيا لجعل العالم أكثر أمناً  .

     ففي الولايات المتحدة شنت السيدة الأولى " ميشيل أوباما " حرباً ضد السمنة في عام 2010م تحت شعار حملة  " دعونا نتحرك " التي ركزت على الآثار السلبية لثلاثة عقود مضت حيث تشير الدراسات إلى أن ثلث الأطفال أو القصر يعانون من زيادة الوزن ، بينما كان واحد من أصل تسعة طفل يعاني من هذه المشكلة قبل هذه العقود  .

     تهدف الحملة إلى منع تأثير التكنولوجيا الحديثة على الصحة مثل السيارات والحافلات التي حلت محل المشي إلى المدرسة ، وعمليات الإنتاج الغذائي التي تفضل المواد الحافظة على القيمة الغذائية ، وقضاء وقت لممارسة ألعاب الفيديو ومشاهدة التلفاز وتصفح الانترنت بدلاً من ممارسة الرياضة في صالات الألعاب .

مخاطر الإشباع الفوري :
     في حين أنه من الصعب الربط بين النتيجة والسبب عند الاطلاع على إحصائيات السمنة  فأن هناك تأثيراً لا ينكر للتكنولوجيا على الصحة بسبب تغير نمط حياة الأطفال في دول العالم ، فوقت الشاشة وهو عبارة عن وقت مشاهدة  التلفاز ، الكمبيوتر اللوحي ، وأجهزة الألعاب ، ودخول مواقع التواصل الاجتماعي والتقاط مقاطع الفيديو ،  قد يتردد على ألسنة الآباء لسبب وجيه وهو أنها توفر الإشباع الفوري ولكن مدته قصيرة ويعاني الصغار  من حالة الإدمان عليها مثل لعبة " القمار " .

     وقد لاحظ المعلمون أيضا قلة انتباه الطلبة بسبب هذه المشكلة ، أصبح الطلبة  يجدون صعوبة التركيز في الكتاب المدرسي أو على السبورة عندما لا تستقبل أدمغتهم معلومات جديدة كل بضع ثوان ، وهذا يعني أن الطلبة أكثر ميلاً للجلوس أمام الشاشة التي توفر لهم المكافأة بدلاً من الجلوس في الفصل الدراسي ، لقد ذكرنا في مقالة لنا أن أجهزة التكنولوجيا تشبع رغبات الطلبة وتحقق استقلاليتهم وشخصيتهم ، وهذا من أسباب الشرود الذهني لهم في الفصل ، و الدراسة بعنوان : عزوف طلبة المدارس عن الدراسة (سبتي ، مارس 2012) :
ألغت أجهزة التكنولوجيا حب الدراسة من قلوب الطلاب ،  كيف ؟؟
     - إجادة أجهزة التكنولوجيا الحوار مع الأبناء .
     - اخترعت أجهزة التكنولوجيا لتشبع ميول الأبناء .
     - تمضية الطالب والمراهق جل الوقت بممارسة الألعاب الإلكترونية .
     - دخول غرف الدردشة و مواقع التواصل الاجتماعي .
     - استخدامات الموبايل شبكة الانترنت ، البلوتوث والموبايل ( النقال )

تهديد صحة الناس في العالم :
     إذا كان الأب قلقاً على أثر التكنولوجيا على مستقبل نمو أطفاله فانه يصبح محظوظاً ، ففي القرن (21) أن أكبر أداة اقتصادية للعالم النامي هي الاستثمار في مجال التكنولوجيا ، هذا الاستثمار يقوي الاقتصاد الوطني ويجعل التعليم أكثر يسراً ، وتشجيع الاكتشافات العلمية و الطبية ، ويمنح الأطفال والكبار التواصل مع الأقران ومع هذه الفوائد فأن التكنولوجيا لا تخلو من السلبيات على الناس .   

     معهد "  ميلكن   ، Milken "   عبارة عن مركز للأبحاث الاقتصادية في ولاية كاليفورنيا أصدر تقريره في أغسطس من عام 2012 ، بهدف قياس أثر التكنولوجيا على الصحة  العامة بالدول المتنامية وشمل ذلك على الأطعمة المصنعة وتكرار استخدام وقت الشاشة ، وركز الفريق البحثي بهذا المعهد على الدول التي تستثمر حالياً في الابتكارات القائمة على المعرفة وجد الفريق أن معدلات السمنة قد زادت (1،4%) لكل زيادة بنسبة (10%) في ميزانية تكنولوجيا الاتصالات في الدول  .

ما يمكن فعله :
     قد لا يكون هناك خيار بين التكنولوجيا وبين اللياقة البدنية ، يمكن أن يختار أفراد الأسرة كلاهما ، حيث توفر الابتكارات أسلوب حياة أكثر صحة ، على سبيل المثال الإحساس بحركة ألعاب الفيديو يجعل ذلك أسهل  حتى من المصممين لهذه الألعاب في دمج التمارين بالتحديات عبر الشاشة ، والتخلص من وحدات التحكم واستثمار النظام الذي يتيح استخدام الجسم للتحكم باللعبة ، وهذه موجة المستقبل للوحة المفاتيح حيث يمارس اللاعب اللعبة .

     إذا لم يستطع الأب أن يجعل الأولاد يتجنبوا أجهزة التكنولوجيا طوعاً فأن هذه الأجهزة مزودة بالرقابة الأبوية من خلال تحديد الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية والتطبيقات المعينة كل يوم ، وإذا كان الأولاد يطلقون النار على لعبة الطيور خلال نصف ساعة فأنهم سيتخلون عن هواتفهم بعض الوقت .

     تثبيت التطبيقات  كي تشجع على النشاط البدني من أجل مواجهة التحدي وتعيير عداد الخطى لتوفير اللياقة البدنية وهناك نصائح تقدمها بعض التطبيقات لنوعية الغذاء الصحي للجسم .

     يحاول الأب أن يتخلى عن جهازه لفترة ويمارس رياضة الركض والمشي ويصطحب معه الأولاد ، وبالتالي يتغلبوا على أثر التكنولوجيا على صحتهم ، ويعرض موقع uKnowKids طريقة مراقبة أنشطة الأولاد لتحديد الوقت المناسب لممارسة الأنشطة .

أقول:          
     جيل التكنولوجيا يرثى له بسبب أنه من أتعس الأجيال التي عرفتها الإنسانية وذلك أنه يفتقر إلى مقومات الحياة الكريمة إلى جانب الأمراض التي أصاب بها مثل السمنة وأعراضها فقد سلب منه طريقة التفكير وأصبح الجهاز يفكر بدلاً منه لا بد من تكاتف الجهود بين الأسرة والمدرسة والمجتمع المدني والحكومة والقطاع الخاص في الحد من ظاهرة السمنة المنتشرة بين أوساط الأطفال والمراهقين في العالم .  


المصدر:
Does Tech Really Impact Obesity Rates in the US?
August 25, 2014


هناك تعليق واحد: