الاثنين، 8 ديسمبر 2014

تطبيقات غوغل للتربية : استخراج البيانات وتهديد لخصوصية الطالب





تطبيقات غوغل للتربية : استخراج البيانات وتهديد لخصوصية الطالب
بقلم الباحث/ عباس سبتي

     إنها تطبيقات مرنة ويمكن الوصول إليها بسهولة ، ولها العديد من الوظائف تحبها المدارس والمعلمين ، ولكن الأمر يستحق المخاطرة بخصوصية الطلبة الذين يستخدمون هذه التطبيقات وكذلك أسرهم .

     تعترف شركة غوغل  أن التطبيقات التربوية مجانية وتناسب الطلبة .

     في شهر نوفمبر الماضي لعام 2013 أجرت مؤسسة " Hart  " للبحوث دراسة أفادت أن (76%) من المراهقين يشعرون بالقلق  بشأن المحافظة على خصوصياتهم عبر الانترنت ، ولكن ليس بمستغرب أن المراهقين يسرقون الهوايات وحسب إحصائية أن (500) ألف طفلاً قد سرقة هوياتهم في كل عام ، ولسوء الحظ  فأنهم لا يعلمون أن هوياتهم لا تحل إلا بطلب قرض تعليمي أو ببطاقة ائتمان .

     يواجه الناس تحذيرات في مجال الرعاية الصحية و تحذيرات بالمدارس ، وعلى الرغم من وجود لوائح لحماية المستهلكين وهي تتدخل في خصوصيات الناس ومع وجود قانون الحقوق التعليمية للأسرة والخصوصية فأن على الآباء والطلبة أن يعلموا ما الخطر عندما تلزم المدارس بتطبيق البرامج التعليمية التي تقدمها شركة وغوغل .

     في مقابلة مع الرئيس التنفيذي لمؤسسة غير ربحية "  groupSafeGov  " بشان قلق الناس المتعلق بتطبيقات غوغل التعليمية :

س : ما هي قضية استخراج البيانات ولماذا يقلق الآباء والمدارس بهذه القضية ؟
     ج : استخراج البيانات تعني تعبير مجازي لاستخدام كل أنواع الخوارزميات والبرمجيات الذكية وتتراوح بين البسيطة وإلى المطورة وتصفي البيانات الكثيرة في البحث عن " شذرات " عن المعاني الخفية التي تستخدم لأغراض علمية أو تجارية .

     استخراج البيانات يكون شيئاً مفيداً إذا استخدم لأغراض مشروعة مثال الأطباء يستخدمون استخراج البيانات للبحث عن السجلات الطبية لآلاف مرضى السرطان لتحديد عوامل الخطر غير متصورة أو استجابة للعلاج الدوائي ، وهذه البيانات تنقذ الأرواح ، والاستخدام المثير للجدل لاستخراج البيانات عندما يستخدمه أصحاب الشركات لمحاولة معرفة رغبة المستهلكين في شراء سلعة ما قبل الشراء ، ونشر المثال المشهور في جريدة النيويورك تايمز في عام 2012 كيف تم استخدام استخراج البيانات لاستنتاج أن فتاة مراهقة حامل على أساس العادات الشرائية لها  ، وجاء هذا الجدل من حقيقة أن الفتاة المراهقة تصرفت دون علم أسرتها .

س : كيف استخدمت غوغل استخراج البيانات وما علاقة ذلك بتطبيقات غوغل التعليمية ؟
     صحيح  أن غوغل "محرك بحث " عن المعلومات ولكنها في الأساس شركة إعلانات  وتعد أكبر شركة إعلانات في العالم ، وهي تبيع المزيد من الإعلانات خارج الولايات المتحدة أكثر من داخلها ، ولعل أكبر عملها هو صناعة الأخبار الورقية ، و شهرتها جاءت في استخراج البيانات لمعرفة رغبات المستهلكين قبل الشراء ، وعندما تستخدم موقع الانترنت او تستفيد من الخدمة التي تقدمها غوغل فأن هذه الشركة تراقب كل ما تفعله وتقوله .

     إذا استخدمت محرك بحث غوغل فإنها تحتفظ بكل شيء بحثت عنه وما الروابط التي استخدمتها ، وإذا استخدمت " Gmail" فأنها تقرأ كل ما سجلته في البريد الالكتروني الخاص بك ( الصادر والوارد ) وتستخدم بعض البرامج لمعرفة ما تهتم به ، وتعلم ما تشاهده في " يوتيوب " وقد تتعقب الصفحات التي دخلتها في المواقع الأخرى وذلك كلما فتحت صفحة " ويب" التي تحتوي على إعلان تجاري فان الشركة تعلم به ، وإذا استخدمت " WiFi" في المنزل فأن غوغل تعرف أين تسكن ؟ خاصة بالولايات المتحدة حيث أن السيارات الجوالة تجمع كل عناوين " WiFi" وتصوير موقع المنزل .

     بشكل مختصر فأن غوغل تعرف كل شيء عنك وربما أكثر ما تتصوره ، فهي تقوم بجمع كل البيانات لإيجاد تفاصيل هائلة عن أي شيء حتى عن تفاصيل حياتك وصورك وغيرك من الناس في كل يوم .

     وللأسف يستخدم هذا لتتبع تطبيقات غوغل التعليمية  ، وهذا يجعلنا نكون في منحدر منزلق لنماذج الأعمال التجارية القائمة على استخراج البيانات للمستخدم ، وهذا قد يكون مقبولاً للمستهلكين عندما يعتقدون بوجود الخدمات المجانية  لهم ولكن عندما يتعلق الأمر بالمدارس فان أولياء الأمور يعترضون  على ذلك مع أنا نقبل الإعلانات التجارية التي تروج للوجبات السريعة على شاشة التلفاز مع  أن أكثرها مضرة لصحة الناس إلا أن ذلك خارج عن مجال التعليم .

     يتفق أكثرنا أن هذه النماذج لا ينبغي أن توجد في المدارس وكذلك الإعلانات في الانترنت ومكانها في المجتمعات الاستهلاكية وليس في المدارس.

س : ماذا تفعل غوغل بهذه المعلومات ولماذا الآباء قلقون ؟
     يتم التحديث كلما اتصل الناس بالانترنت ، لتقرر غوغل أي الإعلانات التي تروج للناس الذين يدخلون المواقع التي تسيطر عليها غوغل ، وقد تكون صفحة غوغل أو صفحة المروجين لبضائعهم والذين يستعينون بإعلانات غوغل ، وقد تستغل غوغل البيانات الشخصية في معرفة رغبات الناس وما يفضلونه من السلع وغيرها .

أقول:
     لعل التطبيقات تغري الوالدين في استخدامها من اجل صالح الأولاد لكن يفهم من المقابلة مع احد الخبراء أن غوغل كمؤسسة تجارية وإعلانية تهتم بالربح المادي ولو   أنها تحاول إقناع الناس بأهمية هذه التطبيقات التعليمية لطلبة المدارس.  


المصدر:
Google Apps for Education: Data Mining and the Threat to Student Privacy

04/09/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق