الاثنين، 1 سبتمبر 2014

إيجاد مواطنين رقميين صالحين





إيجاد مواطنين رقميين صالحين
بقلم الباحث / عباس سبتي
23/2/2014


     صنع القرار السليم عبر الانترنت لا يقل أهمية من خلال النظر إلى الاتجاهين ( يمين ، يسار ) قبل عبور الشارع ، قررت الولايات المتحدة جعل يوم 11 من شهر فبراير الماضي " يوم الانترنت الأكثر أماناً " في هذه السنة ، تحت رعاية موقع : "  
ConnectSafely.org   " ومع انتشار استخدام أجهزة التكنولوجيا فقد شهد هذا اليوم الوقت المناسب للاحتفال والتأمل  بدور التكنولوجيا  الذي يلعبه في حياتنا ، وإثارة مناقشة أهمية التشجيع بالاستخدام الآمن للانترنت ووسائل الأعلام الاجتماعية والجهزة المحمولة خاصة بين أوساط الأطفال والمراهقين .

     تشير الدراسات التي اجريت على الأسر التي لديها أطفال من السن (8) فأقل  إلى ارتفاع نسبة عدد الأطفال من يملك اجهزة الآيباد من 8% إلى 40% خلال السنتين الماضيتين ، وأن بين عامي 2011 و2013   أن مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال باستخدام الأجهزة المحمولة  تضاعف ثلاث مرات ، وبالإضافة فقد أفاد (90% ) من المراهقين   أنهم يدخلون موقعاً واحداً من المواقع الاجتماعية ، وأفاد نصف عددهم  أنهم يمتلكون هواتف ذكية  , وفي نفس الوقت أبدى الآباء قلقهم أزاء كيف يحافظ الأنباء على سمعتهم عبر الانترنت ، وتقريباً (70) من الاباء أفاد أنهم قلقون حول كيف يؤثر إنشغال الأبناء بالتكنولوجيا على مستقبل تحصيلهم الدراسي  أو بعد الدراسة .

     التكنولوجيا عبر الانترنت خلقت فرصاً كثيرة لتعلم الأبناء ، فالطلاب يستطيعون قراءة أي موضوع عبر أجهزة التكنولوجيا والتواصل مع الناس وزيارات الأماكن بأرجاء الأرض ، ويسخر المعللمون التكنولوجيا لربط المنهج المدرسي بالحياة وتعديل طرق التدريس لتلبي احتياجات الطلبة الفريدة ، والتكنولوجيا ضرورية لتطوير مهارات القرن الحادي والعشرين خاصة المتعلقة باختيار الطلبة الوظائف المناسبة لهم .

     في حين أن التكنولوجيا أداة قوية للتعليم والتعلم ، فأن من المهم تعلم الطلبة وتفكرهم بمخاطر سلوكياتهم عبر الانترنت بما في ذلك سرقة الهوية أو انتحال الشخصية ونشر المواد المخلة بالآداب عبر  حوادث التسلط المحتملة ، ونحن نعلم أن الأسر لديها بعض العادات التي تجعل الأطفال في مأمن عند استخدام الأجهزة المحممولة عبر الانترنت ، وفي نفس الوقت توعية الأبناء ليكونوا أفراداً أذكياء وفعالين في العالم الرقمي .

     السؤال الذي يشغل بالنا هو كيف نخاطب الأبناء بلغتهم عبر عالم التكنولوجيا ومن خلال تعزيز العادات الحسنة التي تتبناها الأسرة في نفوس الأبناء .

     ومن أهمية بمكان أن نولي الاهتمام للعادات الحسنة والإيجابية التي تغير من سولكيات الأبناء ومثلما نعلمهم ان يقولوا " من فضلك " و " شكراً لك " أن نعلمهم أن (123456) مثلاً كلمة مرور غير آمنة لا يجب استخدامهما .

     وكآباء علينا تعليم الأبناء أن يتصرفوا  بتصرف سليم ، ونبين لهم أن القوانين التي تطبق بالحياة لتنظيم شئون الناس يجب أن تطبق عبر الانترنت .

     إن موضوع " اليوم الآمن للانترنت " يعني تقديم خدمة مفضلة ومسئولة للانترنت من خلال اتخاذ الإجراءات لضمان ان لدى الأبناء المهارات المطلوبة التي يحتاجونها في الحياة الاجتماعية وعبر الانترنت لكي ينجحوا ويصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع .

أقول:
     إن عصر التكنولوجيا خلق تحديات كبيرة في حياة الناس ، لذا تهتم الدول التي تعاني من مشكلات وإفرازات التكنولوجيا بمواجهة هذه التحديات والحد منها ، وقد اهتم المسئولون بالقطاع الرسمي والأهلي او الخاص في هذه الدول بوضع الخطط والبرامج لمواجهة المشكلات بعد انتشار اجهزة التكنولوجيا المرتبطة بالانترنت ، لذا كان الاهتمام الأكبر يتعلق بتربية جيل الأطفال والمراهقين والشباب على تحمل المسئولية في الاستخدام السليم للانترنت إذا أرادت هذه الدول القضاء على مشكلات وسلبيات أجهزة التكنولوجيا ، ونأمل ونحن ندعو المسئولين في القطاع العام والخاص أن يضعوا البرامج والخطط للأبناء تطبق بالمدارس والمنازل وبالمرافق العامة لخلق جيل رقمي مسئول يتحمل في رفع مخاطر الانترنت ، أليس كذلك ؟

     لا بأس بالاطلاع على موقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية بهذا الشأن .


المصدر :



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق